اهتمام جزائري مركَز بصناعة السفن الحربية الصينية

البحث عن شراكات عسكرية جديدة بعد عقود من التجارة مع موسكو

من محادثات قائد الجيش الجزائري مع مسؤول البحرية الحربية الصينية بشنغهاي (وزارة الدفاع الجزائرية)
من محادثات قائد الجيش الجزائري مع مسؤول البحرية الحربية الصينية بشنغهاي (وزارة الدفاع الجزائرية)
TT

اهتمام جزائري مركَز بصناعة السفن الحربية الصينية

من محادثات قائد الجيش الجزائري مع مسؤول البحرية الحربية الصينية بشنغهاي (وزارة الدفاع الجزائرية)
من محادثات قائد الجيش الجزائري مع مسؤول البحرية الحربية الصينية بشنغهاي (وزارة الدفاع الجزائرية)

أظهر رئيس أركان الجيش الجزائري الفريق أول سعيد شنقريحة، في إطار الزيارة التي تقوده إلى الصين منذ أسبوع، اهتماماً بشراء معدات خاصة بالبحرية الحربية الصينية، بعد أن كان عبَر عن رغبة القوات الجوية الجزائرية، الاستفادة من تجربة الصين في صناعة المسيَرات.

وذكرت وزارة الدفاع الجزائرية، في تقرير عن مجريات الزيارة، نشرته الأحد، أن شنقريحة زار الجمعة القاعدة البحرية بشنغهاي، «حيث تلقى عرضاً وشروحات حول مهام هذه القاعدة البحرية، والسفن والقطع البحرية التي تتوفر عليها». كما زار حسب التقرير ذاته الفرقاطة «تشان جو» الراسية على رصيف القاعدة، «واستمع إلى عرض عن مهامها والخصائص الفنية والقتالية لها». مبرزاً أن قائد الجيش «عاين مختلف أقسام الفرقاطة، واطلع عن كثب على التكنولوجيا الصينية المستعملة في مجال بناء السفن الحربية».

جانب من نشاط رئيس أركان الجيش الجزائري بالصين (وزارة الدفاع الجزائرية)

وفي اليوم ذاته، زار شنقريحة، وفق تقرير وزارة الدفاع، الشركة الصينية «سي إس تي سي» التابعة لمجمع «سي إس إس سي» المتخصص في صناعة السفن، «وتابع عرضاً مطولاً، عن عمل المجمع وقدراته الإنتاجية، وكذا التطور الذي يشهده هذا النوع من الصناعات». وأضاف التقرير أن قائد الجيش اجتمع، الخميس، عندما وصل إلى شنغهاي، بالمحافظ السياسي لـ«جيش التحرير الشعبي» الصيني، بحامية شنغهاي، العميد شو شي جين، «واستعرض الطرفان مسار التعاون العسكري الثنائي بين جيشي البلدين».

ضباط البحرية العسكرية الصينية لدى استقبالهم قائد الجيش الجزائري (وزارة الدفاع الجزائرية)

وزار شنقريحة، يوم الخميس أيضاً، شركة «كاتيك» المختصة في صناعة الطائرات وعتاد الطيران بالعاصمة بكين. وقالت وزارة الدفاع إن رئيس أركان الجيش «تلقى، خلال وجوده بالشركة، عرضاً لمنتجاتها من مختلف الطائرات، على غرار تلك المتخصصة في البحث والإنقاذ، أو التي تُستخدم في إخماد الحرائق، إضافة إلى الحوامات وطائرات الاستطلاع». إثر ذلك «عقد جلسة عمل موسعة مع مسؤولي الشركة، واستمع إلى شروحات وافية حول آفاق التعاون الثنائي في مجال الصناعات العسكرية».

وأضافت وزارة الدفاع أن قائد الجيش زار أيضاً شركة «إلينك» المتخصصة في إنتاج تقنيات وأنظمة الدفاع الإلكتروني والسيبرياني، «وعقد جلسة عمل، خصصت لاستعراض مجالات التعاون وسبل تطويرها من خلال تبادل الخبرات». واطلع عن كثب على مختبرات البحث والمراقبة التابعة للشركة.

أحد اجتماعات العمل التي عقدها قائد الجيش الجزائري بالصين (وزارة الدفاع الجزائرية)

وشمل النشاط المكثف للفريق أول شنقريحة، بالصين، زيارة إلى «الوحدة الثانية والسبعين» التابعة للقوات الجوية الصينية، وتابع جانباً من عمل أفراد الوحدات الجوية، وتكوين الأطقم والأفراد في مجال الطيران العسكري. كما زار مقر قيادة «اللواء فوكون» للشرطة العسكرية الخاصة، «وتابع سلسلة من العروض والتمارين العسكرية الميدانية، التي تُبرز المهارات القتالية ومدى جاهزية القوات الصينية لمواجهة أي نوع من أنواع التهديدات المحتملة»، وفق ما نشرته وزارة الدفاع بحساباتها في الإعلام الاجتماعي.

وتعكس هذه الزيارة الاستثنائية لمسؤول عسكري جزائري إلى الصين، حسب مراقبين، خطوة مهمة في برنامج أعده الجيش الجزائري، يخص تحديث وتطوير مختلف قواته وفروعه.

من محادثات قائد الجيش الجزائري مع مسؤول البحرية الحربية الصينية بشنغهاي (وزارة الدفاع الجزائرية)

كما أنها تأتي في إطار سعي الجزائر إلى تنويع شراكاتها في مجال شراء الأسلحة والمعدات الحربية العصرية، بعد عقود من الشراكة التجارية في هذا المجال مع روسيا، وقبلها مع الاتحاد السوفياتي سابقاً.

ويفسَر هذا الاهتمام المركَز بالعتاد الحربي الصيني ارتفاع الإنفاق العسكري الذي رصدت له الدولة 23 مليار دولار في قانون المالية لسنة 2024.

حقائق

23 مليار دولار

حجم الإنفاق العسكري الذي رصدته الجزائر للسنة المالية 2024


مقالات ذات صلة

حملة فرنسية لمراجعة «اتفاق الهجرة» مع الجزائر

شمال افريقيا الرئيسان الجزائري والفرنسي عبد المجيد تبون وإيمانويل ماكرون في أغسطس 2022 (الرئاسة الجزائرية)

حملة فرنسية لمراجعة «اتفاق الهجرة» مع الجزائر

جرى التوقيع على اتفاق الهجرة في 27 ديسمبر (كانون الأول) 1968، بهدف تنظيم حركة العمال الجزائريين بفرنسا بعد استقلال البلاد في 1962.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا الرئيس الصيني يرحب بقائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان خلال «قمة منتدى التعاون الصيني - الأفريقي» في بكين مطلع سبتمبر الماضي (مجلس السيادة)

بكين تدعو إلى احترام سيادة ووحدة السودان وعدم التدخل بشؤونه

«الشركات الصينية تهتم بالسودان، وتتابع تطورات الأحداث أولاً بأول، وترغب بعد وقف الحرب العودة مرة أخرى واستئناف عملها في الاقتصاد التجاري».

وجدان طلحة (بورتسودان)
شمال افريقيا الخلاف بين الجزائر وفرنسا حول الصحراء الغربية يعقّد مرة أخرى حلّ قضايا «الذاكرة» (أ.ف.ب)

ماكرون مصمم على مواصلة «عمل الذاكرة» مع الجزائر

ماكرون «يأمل في إلقاء نظرة واضحة على الماضي وبناء مصالحة على مستوى الذاكرة في المدى البعيد، في عملية تعليم ونقل للشبيبة الفرنسية والجزائرية».

«الشرق الأوسط» (باريس)
شمال افريقيا شهدت الشهور الأخيرة توتراً حاداً في علاقات الجزائر بفرنسا (أ.ف.ب)

فرنسا تسعى لطي صفحة الخلافات مع الجزائر وماكرون يهنئ تبون بانتخابه

الرئاسة الفرنسية، في رسالة تهنئة للرئيس تبون، تدعو لـ«تعميق الحوار» مع الجزائر على خلفية التوتر السياسي القائم بين البلدين منذ تغير موقف باريس من ملف الصحراء.

ميشال أبونجم (باريس)
شمال افريقيا الرئيس الصيني يرحب بالبرهان خلال المأدبة المسائية التي أقامها للقادة المشاركين بالمنتدى (مجلس السيادة)

البرهان يطالب برفع تجميد عضوية السودان في الاتحاد الأفريقي

قال إن «ميليشيا الدعم السريع» هدفت من تمردها إلى الاستيلاء على السلطة بقوة السلاح؛ خدمةً لأطماع قوى إقليمية غير راشدة.

محمد أمين ياسين (نيروبي)

«وساطة غزة» في عام... هدنة واحدة وجولات «متعثرة»

فلسطينيون يتفقدون موقع الغارات الإسرائيلية على المنازل في خان يونس بجنوب قطاع غزة (رويترز)
فلسطينيون يتفقدون موقع الغارات الإسرائيلية على المنازل في خان يونس بجنوب قطاع غزة (رويترز)
TT

«وساطة غزة» في عام... هدنة واحدة وجولات «متعثرة»

فلسطينيون يتفقدون موقع الغارات الإسرائيلية على المنازل في خان يونس بجنوب قطاع غزة (رويترز)
فلسطينيون يتفقدون موقع الغارات الإسرائيلية على المنازل في خان يونس بجنوب قطاع غزة (رويترز)

تحركات واتصالات واجتماعات على مدار عام، منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023؛ لإنهاء الحرب في غزة، لم تسفر إلا عن هدنة واحدة لمدة أسبوع، في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، تلاها عديد من الجولات التفاوضية، تعثرت جميعها في وقف إطلاق النار.

دول الوساطة (قطر ومصر والولايات المتحدة) قادت جهوداً، واجهت خلالها «عقبات» لا تنتهي في ظل اتهامات متبادلة بين طرفي الحرب «حماس» وإسرائيل بعرقلة اتفاق هدنة غزة، قبل أن تدخل الوساطة مرحلة الجمود مع إعلان إسرائيلي - أميركي في أغسطس (آب) الماضي، العثور على 6 رهائن قتلى، بينهم شخص يحمل الجنسية الأميركية في قطاع غزة.

جولات التفاوض بشأن الهدنة في غزة كانت في 4 عواصم، هي القاهرة والدوحة وباريس وروما، بحسب رصد «الشرق الأوسط»، وأسفرت بعد أكثر من شهر على اندلاع الحرب عن إبرام هدنة وحيدة تضمنت الإفراج عن 109 رهائن لدى «حماس»، و240 معتقلاً فلسطينياً لدى إسرائيل، بالإضافة إلى السماح بدخول مزيد من المساعدات للقطاع.

4 مقترحات رئيسية

تلاها على مدار نحو 11 شهراً مساعٍ للوسطاء لإبرام هدنة ثانية، عبر تقديم 4 مقترحات رئيسية، غير أن شروطاً متعددة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أبرزها عدم الانسحاب من «محور فيلادلفيا»، والجانب الفلسطيني من معبر رفح المتاخمين مع حدود مصر، كان عقبة رئيسية أمام إبرام الاتفاق.

واستضافت باريس أول محادثات ما بعد الهدنة الأولى، في 28 يناير (كانون الثاني) الماضي، وشهدت تقديم مقترح لإبرام صفقة هدنة على 3 مراحل، دون الوصول إلى نتائج، وبعد أقل من شهر استضافت القاهرة في 13 فبراير (شباط) محادثات ناقشت مسودة مقترح ثانٍ لوقف إطلاق النار لمدة 6 أسابيع، دون تقدم.

وعادت المحادثات إلى باريس في 23 فبراير الماضي دون تحقيق انفراجة، قبل أن تستضيف الدوحة في 18 مارس (آذار) الماضي، مفاوضات جديدة، استكملت في القاهرة في 7 أبريل (نيسان) الماضي، وانتهت دون تقدم مع تمسك «حماس» بوقف إطلاق نار دائم ورفض نتنياهو.

شاب فلسطيني أصيب في غارة إسرائيلية قتلت أقاربه يحتضن ابنة أخته التي أصيبت معه في خان يونس (رويترز)

شهد شهر مايو (أيار) 2024 مرحلة جديدة من جهود الوسطاء، بحديث إعلامي عن مقترح مصري يقوم على 3 مراحل، كل واحدة منها تتراوح بين 40 و42 يوماً، تنتهي بوقف إطلاق نار نهائي وعودة النازحين الفلسطينيين إلى بيوتهم، قبلته «حماس» في 6 من الشهر ذاته، ورفضه نتنياهو الذي شنت قواته هجوماً على مدينة رفح في جنوب القطاع، رغم التحذيرات المصرية والأميركية والغربية.

مقترح بايدن

طرحت واشنطن، 31 مايو الماضي، في إعلان للرئيس جو بايدن، خريطة طريق لوقف تام لإطلاق النار، بناءً على مقترح إسرائيلي، تتضمن 3 مراحل، وتصل في النهاية إلى وقف الحرب وإعادة إعمار غزة، رحبت بها «حماس»، فيما تمسك نتنياهو مجدداً باستمرار الحرب، معللاً ذلك بأن «حماس» أضافت شروطاً جديدة، لم يحددها.

في 2 يوليو (تموز) الماضي، أعلنت «حماس» موافقتها على إطار اتفاق مقدم من الوسطاء يستند إلى خريطة طريق بايدن، وسط محادثات تنقلت بين الدوحة والقاهرة في 10 و11 يوليو، وروما في 27 من الشهر ذاته، دون التوصل إلى حل للعقبات الرئيسية.

وعقب محادثات في الدوحة، أعلن الوسطاء في 16 أغسطس الماضي، تقديم واشنطن مقترحاً جديداً بهدف سد الفجوات المتبقية، مع جولة في القاهرة، انطلقت أواخر الشهر ذاته، دون حلول، قبل أن يقود العثور على 6 رهائن قتلى بينهم أميركي، في أواخر الشهر لـ«جمود بالمفاوضات»، مع تصعيد إسرائيلي في جبهة لبنان، واهتمام أكبر من واشنطن بالانتخابات الرئاسية التي تنطلق الشهر المقبل.