حزب «آفاق تونس» يستعد لعقد مؤتمر استثنائي

رئيسه استقال بعد أن قاطع الانتخابات المحلية المقررة يوم 24 ديسمبر المقبل

مبنى وزارة الداخلية التونسية (متداولة)
مبنى وزارة الداخلية التونسية (متداولة)
TT

حزب «آفاق تونس» يستعد لعقد مؤتمر استثنائي

مبنى وزارة الداخلية التونسية (متداولة)
مبنى وزارة الداخلية التونسية (متداولة)

أعلن حزب «آفاق تونس»، وهو حزب ليبرالي تونسي، عن قرار عقد مؤتمر استثنائي في أجل لا يتجاوز الشهر لانتخاب رئيس جديد، بعد الاستقالة المثيرة للجدل لرئيسه فاضل عبد الكافي، التي تعود إلى يوم 19 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وقال الحزب، الذي أسسه ياسين إبراهيم بعد نحو شهرين من ثورة 2011، إن قرار عقد مؤتمر استثنائي تم طبقاً لأحكام ومقتضيات النظام الداخلي للحزب، تبعاً لمعاينة حالة الشغور في هذا المنصب.

وكان المجلس الوطني للحزب قد عقد اجتماعاً استثنائياً نهاية الأسبوع المنقضي، ونظر في طلب الاستقالة التي تقدم بها عبد الكافي من رئاسة الحزب وعضويته، وكشف عن «قبولها وتفهّم أسبابها الخاصة»... وكان عبد الكافي قد انتخب رئيساً للحزب في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) 2021 خلال أشغال المؤتمر الثالث للحزب.

من أحد أنشطة «آفاق تونس» ويظهر عبد الكافي الثاني من اليمين (موقع الحزب)

وأكد حزب «آفاق تونس» أنّه مستمر في أداء رسالته الوطنية، وفي التعريف بمشروعه والقيام بدوره السياسي «في إطار احترام مبادئ الديمقراطية والشفافية وتكريس ثقافة المؤسسات داخل هياكله»، بما يعني أن فترة رئاسة فاضل عبد الكافي قد انتهت، وأن مسيرة الحزب ستتواصل بدماء جديدة.

وكان حزب «آفاق تونس» قد أعلن في 9 أكتوبر (تشرين الأول) المنقضي عن مقاطعة الانتخابات المحلية المزمع إجراؤها يوم 24 ديسمبر (كانون الأول) المقبل، ودعا السلطات التونسية إلى «الكف الفوري عن كل الملاحقات» ضد المعارضين.

وعرف عن عبد الكافي انتقاداته المتكررة للمسار السياسي الذي أقره الرئيس التونسي قيس سعيد، معتبراً في تصريحات إعلامية أنه «يهدد المسار الديمقراطي في تونس بعد التخلي عن الأحزاب السياسية التقليدية».

ويرى مراقبون أن استقالة عبد الكافي تأتي إثر مجموعة من المشكلات التي عاشها بصفة شخصية، من بينها اتهامه السنة الماضية بـ«التآمر ضد أمن الدولة» بمعية 25 متهماً آخرين، من بينهم شخصيات سياسية ومحامون وإعلاميون، وقد نفى عن نفسه تهمة التآمر، قائلاً: «لم أتآمر ولن أتآمر على أمن بلادي ولا سُمعتِها ولا هيبة مسؤوليها، وأخشى أن إقحام اسمي في هذه القضية كان مجرّد سعي لتضخيم وقعها ومداها الإعلامي، في زمن أصبح فيه خلق الفرقعات الإعلاميّة رياضة وطنية». على حد تعبيره.

الرئيس التونسي قيس سعيد (الرئاسة)

وواجه عبد الكافي تهماً سابقة بـ«خرق قوانين الصرف» سنة 2017 عندما كان وزيراً للاستثمار والتعاون الدولي ووزيراً للمالية بالنيابة، إذ أصدر القضاء التونسي حكماً قضائياً بتخطئته مالياً بنحو 1.8 مليون دينار تونسي (نحو 600 ألف دولار) إثر تصديره مبالغ مالية بالعملة الأجنبية، وعدم إرجاعها كما تنص على ذلك القوانين التونسية. وطالبت الديوانة التونسية باسترجاع تلك المبالغ، وتمسكت بطلبها، فيما عبر عبد الكافي عن استعداده لتسوية وضعيته المالية.

وبعد سنوات من التقاضي، وفي سنة 2019، أصدرت محكمة التعقيب قراراً يقضي بصفة نهائية بإسقاط كل التهم، وإيقاف كل التتبعات القضائية في حق عبد الكافي، وهي ملاحقات انطلقت سنة 2014.


مقالات ذات صلة

تونس: حملات أمنية غير مسبوقة على كبار المهربين وإيقاف محكومين

أفريقيا الرئيس التونسي قيس سعيد في جلسة عمل مع كاتب الدولة للأمن الوطني سفيان بالصادق بعد حملة أمنية غير مسبوقة وشاملة ضد كبار المهربين وتجار المخدرات (الرئاسة التونسية)

تونس: حملات أمنية غير مسبوقة على كبار المهربين وإيقاف محكومين

كشف القاضي فريد بن جحا، الناطق باسم محاكم محافظتي المنستير والمهدية الساحليتين، عن أن قوات حرس الخوافر اكتشفت مؤخراً نحو 20 جثة لفظها البحر نحو محافظة المهدية.

كمال بن يونس (تونس)
المشرق العربي مهاجرون اعتُرض قاربهم من طرف خفر السواحل التونسي (أرشيفية - أ.ف.ب)

البحر يلفظ 15 جثة على سواحل تونس الشرقية

انتشل خفر السواحل التونسي نهاية الأسبوع 15 جثة لفظها البحر على شواطئ محافظة المهدية في شرق تونس.

«الشرق الأوسط» (تونس)
شمال افريقيا الرئيس يؤدي اليمين الدستورية (رويترز)

الرئيس التونسي يؤدي اليمين الدستورية لولايته الثانية

«نقف من دون حدود، مع كل الشعوب المضطهدة وأولها الشعب الفلسطيني حتى يستعيد حقه كاملاً ويقيم دولته المستقلة».

شمال افريقيا من الاجتماع التشاوري بتونس في 22 أبريل 2024 (الرئاسة التونسية)

ترتيب تونسي - جزائري للقمة المغاربية «المصغّرة» في غياب المغرب وموريتانيا

بحث وزيرا خارجية الجزائر وتونس «القمة المغاربية المصغّرة» المرتقبة في طرابلس، في غياب المغرب وموريتانيا.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا فاروق بوعسكر رئيس هيئة الانتخابات خلال الإعلان عن فوز الرئيس سعيّد بالانتخابات الرئاسية (أ.ف.ب)

الرئيس التونسي يؤدي القسم الدستوري خلال أيام

كشف النائب بمجلس نواب الشعب التونسي (البرلمان)، ياسر القوراري، عن أن البرلمان بغرفتيه بصدد استكمال ترتيبات جلسة أداء اليمين الدستورية من قِبَل الرئيس سعيّد.

«الشرق الأوسط» (تونس)

الحكومة المصرية تحمّل «توترات المنطقة» مسؤولية الأزمة الاقتصادية

مجلس الوزراء المصري خلال اجتماعه (مجلس الوزراء المصري)
مجلس الوزراء المصري خلال اجتماعه (مجلس الوزراء المصري)
TT

الحكومة المصرية تحمّل «توترات المنطقة» مسؤولية الأزمة الاقتصادية

مجلس الوزراء المصري خلال اجتماعه (مجلس الوزراء المصري)
مجلس الوزراء المصري خلال اجتماعه (مجلس الوزراء المصري)

حمَّلت الحكومة المصرية «توترات المنطقة» مسؤولية الأزمة الاقتصادية في البلاد. وقال رئيس مجلس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، إن «هناك إدراكاً للتحديات التي تواجه الدولة المصرية اقتصادياً بسبب الأزمات السياسية التي تشهدها المنطقة».

وأكد أن «الدولة تقوم بجهد دبلوماسي كبير لمنع التصعيد في المنطقة»، مشيراً إلى أن «هناك هاجساً لكل دول المنطقة ألا يتحول التصعيد (حرباً إقليمية)»، مضيفاً أن «الدولة تقوم بجهد كبير جداً على مستوى الدبلوماسية والخارجية في كل محاولات إيقاف الحرب الحالية في غزة ولبنان».

حديث مدبولي جاء خلال مؤتمر صحافي بالعاصمة الإدارية الجديدة (شرق القاهرة)، عقب اجتماع مجلس الوزراء، الأربعاء.

وتدعو مصر إلى «اتخاذ خطوات تُسهم في تحقيق التهدئة بالمنطقة». وتكثّف القاهرة مشاوراتها بهدف احتواء التصعيد الراهن في المنطقة، وحذَّرت مراراً من أن استمرار الحرب في غزة يهدّد السلم والأمن الدوليين في كامل منطقة الشرق الأوسط.

رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفي مدبولي (مجلس الوزراء المصري)

واستعرض مدبولي خلال اجتماع الحكومة عدداً من الفعاليات التي حضرها الرئيس عبد الفتاح السيسي، أخيراً، وساق بعضاً من كلمات السيسي، من بينها، أن «إرادة الشعب المصري وإصراره على النصر، هما السبب في تحقيق الإنجاز، وقادرون على هزيمة التحديات الراهنة بالروح نفسها التي انتصرنا بها في أكتوبر (تشرن الأول) 1973».

وأكد مدبولي أننا نعمل معاً حكومةً وشعباً على تجاوز أي أزمة تواجهنا، مشيراً إلى مشاركة الرئيس المصري في قمة «بريكس»، وحديث السيسي خلال كلمته بالقمة عن الأزمات والتحديات المركبة التي يعيش العالم أجواءها خلال المرحلة الراهنة.

وقال مدبولي إنه «يتعين وضع النتائج الاقتصادية لقمّة (بريكس) نصب أعيننا نحن الحكومة، والسعي لتعزيز التعاون مع دول التجمع، وتكثيف تبادل الخبرات في مختلف المجالات، فضلاً عن تنفيذ مشروعات مشتركة لتحقيق المنفعة المتبادلة».

وخلال اجتماع الحكومة، أشار رئيس مجلس الوزراء المصري إلى مشاركته نيابةً عن السيسي في النسخة الثامنة من مؤتمر «مبادرة مستقبل الاستثمار» بالمملكة العربية السعودية، لافتاً إلى أنه «لاقى تقديراً واسعاً لجهود مصر في تهدئة الأوضاع بالمنطقة، وأن هناك إدراكاً للتحديات التي تواجه الدولة المصرية اقتصادياً بسبب الأزمات السياسية التي تشهدها المنطقة».

وأضاف أن جميع اللقاءات الجانبية التي تمت مع زعماء الدول المشاركة في المؤتمر، تنقل رسالة تقدير وإعجاب شديد بموقف مصر في إدارة الأزمة «غير المسبوقة» في الشرق الأوسط، موضحاً أن جميع الزعماء يدركون حجم الأعباء الكبيرة جداً الواقعة على كاهل مصر من تبعات اقتصادية وسياسية واجتماعية؛ بسبب حجم الضغوط الموجودة والظروف الجيوسياسية التي تفرض مشاكل في حركة التجارة في البحر الأحمر، فضلاً عن مشاكل السودان وما يعانيه من أزمات جوع وغذاء كثيرة جداً، وكذلك بالنسبة لغزة ولبنان.

ومنذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، غيّرت شركات شحن عالمية مسارها، متجنبةً المرور في البحر الأحمر؛ إثر استهداف جماعة «الحوثي» اليمنية السفنَ المارّة بالممر الملاحي، «رداً على استمرار الحرب الإسرائيلية ضد قطاع غزة».

سفينة تحمل حاويات تمرّ عبر قناة السويس المصرية (هيئة قناة السويس)

وتحدث رئيس هيئة قناة السويس المصرية، الفريق أسامة ربيع، قبل أيام، عن حجم الانخفاض في إيرادات القناة، وأشار إلى «تراجُع أعداد السفن من 25887 سفينة خلال العام المالي الماضي، إلى 20148 سفينة خلال العام الحالي»، إلى جانب «تراجع الإيرادات من 9.4 مليار دولار خلال العام الماضي إلى 7.2 مليار دولار خلال العام الحالي». (الدولار يساوي 48.74 جنيه في البنوك المصرية).

ويشهد السودان منذ أبريل (نيسان) 2023 حرباً داخلية، بين الجيش السوداني بقيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، و«قوات الدعم السريع» بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، راح ضحيتها آلاف المدنيين، ودفعت نحو 13 مليون سوداني للفرار داخلياً وخارجياً، حسب تقديرات المنظمة الدولية للهجرة.

منصات مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، كانت محور حديث في اجتماع الحكومة المصرية، الأربعاء، حيث وجّه مدبولي، جميع المسؤولين بالرد على ما يتردد على تلك «المنصات»، وشرح الأمور للمواطنين، مؤكداً أن هذا الأمر يدخل في صميم دور الحكومة؛ وذلك حتى لا نترك المجال لبعض الأخبار غير الصحيحة للانتشار، مشدداً على أهمية مواصلة جهود توضيح الحقائق ودحض الشائعات.

في سياق ذلك، طمأن مدبولي، المصريين، على الاحتياطي الاستراتيجي من السلع، مؤكداً أن «الاحتياطيات آمنة جداً، ولدينا كمٌّ جيد جداً من السلع الأساسية، ولا يوجد أي نقص في السلع الاستراتيجية».

وفيما يخص قطاع الأدوية، قال مدبولي «عبرنا الأزمة التي كانت موجودة وكل الأدوية الأساسية متوفرة بالكامل الآن، ونعمل مع شركات التصنيع لكي تضع المخزون الاستراتيجي لديها لـ6 أشهر مقبلة»، مشيراً إلى أنه «ستكون هناك منظومة جديدة لتتبع أماكن وجود وتخزين الأدوية من خلال (الباركود)؛ لكي نطمئن لعدم وجود محاولة للتلاعب وأي ممارسات احتكارية قد تتم».