القضاء التونسي يوجه تهمتين جديدتين للإرهابيين الفارّين من سجن المرناقية

مع بقاء لغز هروبهم دون حل

قوات النخبة التونسية من حراس السجون في حالة تأهب قصوى (أرشيف وسائل الإعلام التونسية)
قوات النخبة التونسية من حراس السجون في حالة تأهب قصوى (أرشيف وسائل الإعلام التونسية)
TT

القضاء التونسي يوجه تهمتين جديدتين للإرهابيين الفارّين من سجن المرناقية

قوات النخبة التونسية من حراس السجون في حالة تأهب قصوى (أرشيف وسائل الإعلام التونسية)
قوات النخبة التونسية من حراس السجون في حالة تأهب قصوى (أرشيف وسائل الإعلام التونسية)

وجّه القضاء التونسي تهمتين جديدتين للإرهابيين المُدانين الخمسة، الذين فرّوا من سجن المرناقية، غرب العاصمة التونسية، فجر يوم 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

ومثل هؤلاء العناصر، الذين أُعيدَ القبض عليهم بعد نحو أسبوع من فرارهم، أمام قاضي التحقيق الأول بالقطب القضائي لمكافحة الإرهاب في العاصمة التونسية، وأصدر، يوم الأربعاء، بطاقتيْ إيداع بالسجن بحق كل منهم، في انتظار إعادة استنطاقهم يوم 20 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي.

«الداخلية التونسية» نشرت صوراً حديثة وقديمة للخمسة

ولا تزال نتائج التحقيقات والتحريات الأمنية لفكّ لغز هروبهم من أحدث السجون التونسية وأكثرها تحصيناً، غائبة في انتظار الإعلان عن سيناريو رسمي يوقف الجدل المتواصل حول عملية الهروب التي وُصفت بـ«الهوليودية»، خصوصاً أن العناصر الفارّة متهمة بتنفيذ عمليات إرهابية سنة 2013 وما بعدها، من بينها اغتيال الناشطين السياسيين شكري بلعيد ومحمد البراهمي، وصدرت بشأنها أحكام ثقيلة بالسجن، تَجاوز بعضها حد 50 سنة.

ويواجه المتهمون من جديد تهمتي «التخطيط وتنفيذ عملية الفرار من السجن»، والسطو على فرع بنكي بمدينة بومهل الزهراء (الضاحية الجنوبية للعاصمة)، وذلك بعد يومين من فرارهم من السجن.

السجن المدني في المرناقية (موقع رئاسة الجمهورية التونسية)

وكانت «الداخلية» التونسية قد رمت بثقلها للقبض على المساجين الفارّين، وكشفت على الفور عن أسمائهم؛ وهم: أحمد المالكي المكنّى بـ«الصومالي» وهو محكوم بالسجن لمدة 24 سنة، وقد جرى إلقاء القبض عليه عندما كان يحاول شراء الخبز في حي التضامن الشعبي، وعامر البلعزي (محكوم بالسجن 10 سنوات)، ورائد التواتي (محكوم السجن 50 عاماً وبالإعدام شنقاً)، وعلاء الغزواني، ونادر الغانمي (محكومان بالسجن 27 عاماً)، وقد ألقي عليهم القبض في جبل بوقرنين، الواقع في الضاحية الجنوبية للعاصمة التونسية.

وأفاد مختار الجماعي، عضو هيئة الدفاع عن أعوان السجون الذين اتهموا بالتقصير في عملهم، بأن عدد الموقوفين على ذمة القضية بلغ 18 متهماً بين إطارات وأعوان سجون، وأن «النيابة العامة التونسية» حجبت عن هيئة الدفاع محتوى الاستجواب الذي أجرته مع المتهمين، ولم تستطع الاطلاع على كامل تفاصيل ملف القضية.


مقالات ذات صلة

البحر يلفظ 15 جثة على سواحل تونس الشرقية

المشرق العربي مهاجرون اعتُرض قاربهم من طرف خفر السواحل التونسي (أرشيفية - أ.ف.ب)

البحر يلفظ 15 جثة على سواحل تونس الشرقية

انتشل خفر السواحل التونسي نهاية الأسبوع 15 جثة لفظها البحر على شواطئ محافظة المهدية في شرق تونس.

«الشرق الأوسط» (تونس)
شمال افريقيا الرئيس يؤدي اليمين الدستورية (رويترز)

الرئيس التونسي يؤدي اليمين الدستورية لولايته الثانية

«نقف من دون حدود، مع كل الشعوب المضطهدة وأولها الشعب الفلسطيني حتى يستعيد حقه كاملاً ويقيم دولته المستقلة».

شمال افريقيا من الاجتماع التشاوري بتونس في 22 أبريل 2024 (الرئاسة التونسية)

ترتيب تونسي - جزائري للقمة المغاربية «المصغّرة» في غياب المغرب وموريتانيا

بحث وزيرا خارجية الجزائر وتونس «القمة المغاربية المصغّرة» المرتقبة في طرابلس، في غياب المغرب وموريتانيا.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا فاروق بوعسكر رئيس هيئة الانتخابات خلال الإعلان عن فوز الرئيس سعيّد بالانتخابات الرئاسية (أ.ف.ب)

الرئيس التونسي يؤدي القسم الدستوري خلال أيام

كشف النائب بمجلس نواب الشعب التونسي (البرلمان)، ياسر القوراري، عن أن البرلمان بغرفتيه بصدد استكمال ترتيبات جلسة أداء اليمين الدستورية من قِبَل الرئيس سعيّد.

«الشرق الأوسط» (تونس)
شمال افريقيا الرئيس قيس سعيد يحتفل مع مؤيديه بعد الإعلان عن فوزه بولاية ثانية (أ.ف.ب)

هيئة الانتخابات التونسية تهدد بمتابعة من يتهمها بـ«التزوير»

أصدرت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات التونسية بلاغاً، أكدت فيه أنّ «كل اتهام مجاني لهيئة الانتخابات بتدليس أو تزوير النتائج، ستتم معاينته بصفة قانونية».

«الشرق الأوسط» (تونس)

جدل في السودان حول استخدام الاغتصاب «أداة في الحرب»

النساء يخشين الانتهاكات ضدهن في الحروب (رويترز)
النساء يخشين الانتهاكات ضدهن في الحروب (رويترز)
TT

جدل في السودان حول استخدام الاغتصاب «أداة في الحرب»

النساء يخشين الانتهاكات ضدهن في الحروب (رويترز)
النساء يخشين الانتهاكات ضدهن في الحروب (رويترز)

يدور في السودان جدل حول الاتهامات باستخدام الاغتصاب «أداة في الحرب»، حيث توجه أصابع الاتهام إلى «قوات الدعم السريع» التي تنفي، وتعدّها اتهامات «كيدية لتشويه سمعتها». ونددت هيئة حكومية سودانية معنية بمكافحة العنف ضد المرأة وهيئات طوعية أخرى، بالانتهاكات الجنسية التي تُتهم «قوات الدعم السريع» بارتكابها، وأشارت إلى ازدياد حالات العنف الجنسي ضد النساء بعد المعارك التي دارت في شرق ولاية الجزيرة بوسط البلاد. وتحدثت هذه الهيئات عن تعرض المئات من النساء والفتيات للاغتصاب، بجانب انتهاكات أخرى وعنف موجه ضد النساء.

وبينما تضاربت الأرقام الرسمية مع أرقام منظمات المجتمع المدني النسوية الطوعية حول عدد وحجم هذه الانتهاكات، نفت «قوات الدعم السريع» الاتهامات، وعدّتها «كيدية ودعاية مضادة لتلطيخ سمعتها».

وقالت مديرة «وحدة العنف ضد المرأة والطفل» سليمى إسحاق، لـ«الشرق الأوسط»، إن ما تشهده ولاية الجزيرة من عنف يمكن وصفه بأنه «حملات انتقامية ضد النساء مارسته (قوات الدعم السريع) خلال الأيام الماضية». وأضافت: «عدم توفر الخدمات الصحية يجعل من الصعب جداً تحديد أرقام دقيقة لحالات الاغتصاب والعنف في ولاية الجزيرة، بجانب تستر المجتمعات على حالات الاغتصاب».

309 حالات اغتصاب

النزاع الدائر بالسودان تسبب في نزوح نحو 8.5 مليون شخص (أ.ف.ب)

وأوضحت سليمى إسحاق أن عدد حالات الاغتصاب الموثقة منذ بداية الحرب بلغ 309 حالات، «هذا الرقم يمثل قمة جبل الجليد فقط، ونأمل في وقف الحرب اليوم قبل الغد». ونددت المسؤولة الحكومية بعدم التصديق والاستخفاف بأرقام الاغتصابات، وأضافت: «كما أن محاولات تجريم الضحية وإيجاد الأعذار للمغتصب تسهم في انتشار ظاهرة الاغتصاب بالسودان». وقالت سليمى إسحاق إن الاغتصاب أصبح أداة حربية في ظل الإفلات من العقاب، ومعظم الانتهاكات ضد النساء في مناطق الحروب يتم داخل المنازل. وقال: «أشعر بالذنب لأني في مناطق أكثر أمناً، بينما تتعرض الكثيرات للاغتصاب في مناطق النزاعات».

من جهتها، نفت «قوات الدعم السريع» أنها تعتدي على النساء، ووصفت الاتهامات الموجهة لها بأنها «كيدية ودعاية مضادة». وقال مستشار قائد «قوات الدعم السريع» إبراهيم مخير، لـ«الشرق الأوسط»، إن «الاغتصاب جريمة بشعة منافية للدين والأعراف والإنسانية، وإن (قوات الدعم السريع) لا علاقة لها بهذه الجرائم. وأي عنف ضد امرأة أو طفل أو شيخ مدان من جانبنا تماماً».

واتهم مخير «وحدة مكافحة العنف ضد المرأة» بأنها تستخدم الدعاية المضادة «لتلطيخ سمعة (الدعم السريع)، وحرف الأنظار عن أدائها الباهر في الميدان وانتصاراتها المتسارعة في الساحة الدولية». وأبدى مخير الاستعداد لأي تحقيقات محايدة محلية أو دولية، قائلاً: «نحن منفتحون قلباً وعقلاً على أي تحقيق محايد، محلي أو دولي، يعمل على كشف أي قصور في عمل قواتنا أو ممارساتها، ليس بغرض الدفاع عن أنفسنا فقط، بل للعمل على تلافي مثل هذا الأمر إذا وجد. وكنا قد أعلنا استعدادنا لقبول دخول لجان تحقيق دولية للسودان أكثر من مرة في السابق».

وحدة قانونية

أرشيفية لدورية لـ«قوات الدعم السريع» في إحدى المناطق القتالية بالسودان (رويترز)

وأشار مخير إلى وجود «وحدة قانونية وشرطة عسكرية في (قوات الدعم السريع)، بجانب وحدة خاصة لمجابهة الأعمال المنافية للأخلاق والانتهاكات، ووحدة أخرى لحماية المدنيين. وجميعها يعمل بكفاءة ويستجيب لأي شكوى أو نداء من المواطنين».

بدورها، عززت شبكة المبادرة الاستراتيجية لنساء القرن الأفريقي المعروفة اختصاراً بـ«صيحة»، ما ذهبت إليه مسؤولة «وحدة مكافحة العنف ضد النساء»، بيد أنها قدمت إحصاءات وأرقاماً أكبر للانتهاكات. وقالت عضوة الشبكة نعمات أبو بكر، إن عدد حالات الاغتصاب التي تم توثيقها في السودان بلغ 350 حالة منذ بداية الحرب. وأضافت لـ«الشرق الأوسط»، أن أكثر من 70 في المائة من حالات الاغتصاب يعد اغتصاباً جماعياً. وأشارت نعمات إلى وجود حالات حمل نتيجة الاغتصابات، وثقتها «وحدة مكافحة العنف ضد المرأة» ومكتب الأمم المتحدة للسكان.

وبجانب الانتهاكات الجنسية، قالت نعمات إن منظمتها وثقت 134 حالة اختفاء، مشيرة إلى أن الأسر لا تبلغ عن الاختفاء بسبب الخوف من الوصمة الاجتماعية، وتزعم أن البنات قد قتلن. وأضافت أن مناطق الجنينة في ولاية غرب دارفور وولايتي الخرطوم والجزيرة، بالإضافة إلى جنوب ولاية سنار وشمال كردفان، قد شهدت النسبة الكبرى من الانتهاكات، مشيرة إلى أن المعلومات غير مكتملة حتى الآن، بسبب انقطاع الاتصالات والخوف من الانتقام.