تجدد معارك الجيش و«الدعم السريع» في الخرطوم

الهادي إدريس: البرهان لا يملك إقالتي من «مجلس السيادة»

مقاتلون يقودون آليات عسكرية في السودان (أ.ف.ب)
مقاتلون يقودون آليات عسكرية في السودان (أ.ف.ب)
TT

تجدد معارك الجيش و«الدعم السريع» في الخرطوم

مقاتلون يقودون آليات عسكرية في السودان (أ.ف.ب)
مقاتلون يقودون آليات عسكرية في السودان (أ.ف.ب)

تجددت اشتباكات عنيفة، بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع» في جبهات عدة بالخرطوم، (الأحد) بعد أن شهدت الأيام الماضية انخفاضاً في وتيرة المواجهات بالعاصمة، بينما خاض الطرفان معارك ضارية في دارفور، انتهت باستيلاء «الدعم السريع» على 3 قواعد عسكرية تابعة للجيش في ولايات جنوب ووسط وغرب الإقليم. ووفق شهود عيان تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، فقد سُمع دوي قصف مدفعي، وأصوات اشتباكات في ضواحي شرق الخرطوم المتاخمة للمقر الرئيسي لقيادة الجيش، بالتزامن مع تحليق مكثف للطيران الحربي للجيش السوداني، وردّ المضادات الأرضية من قبل «الدعم السريع». وهزّت انفجارات المناطق المحيطة بالمقار العسكرية التابعة لـ«الدعم السريع» في كل من المدينة الرياضية، وأرض المعسكرات في سوبا (جنوب الخرطوم). وأفادت مصادر محلية بأن «الدعم السريع» شنّت هجمات مكثفة ومتتالية على قيادة سلاح المدرعات، و«معسكر الشجرة للذخيرة»، ودارت مواجهات عنيفة بين الطرفين. وبحسب المصادر ذاتها جاء الهجوم على المدرعات من الناحيتين الشمالية والجنوبية، حيث ترتكز قوات كبيرة لـ«الدعم السريع» حول الأحياء السكنية المحيطة بالمعسكر. وخلال الأشهر الماضية شنّت قوات «الدعم السريع» العشرات من الهجمات على «المدرعات»؛ بهدف السيطرة عليه، تصدى لها الجيش بقوة. ومن جهة ثانية قصف الجيش السوداني بالمدفعية من داخل قاعدة «وادي سيدنا» شمال مدينة أمدرمان، مواقع تتمركز فيها قوات «الدعم السريع» في مناطق متفرقة من أحياء المدينة. ويأتي التصعيد الميداني بين طرفَي القتال بالتزامن مع استئناف المفاوضات في «منبر جدة» بتيسير من السعودية، والولايات المتحدة، والاتحاد الأفريقي، ومنظمة التنمية الحكومية (إيقاد).

ممثلون لطرفَي النزاع السوداني خلال توقيع «اتفاق جدة» في مايو الماضي (رويترز)

وعلى الرغم من التكتم الشديد الذي تحيط به الوساطة المفاوضات، فإن أنباء تُتداول عن «تقدم» محرز فيما يتعلق بإجراءات بناء الثقة بين الطرفين تمهيداً لبدء مناقشة وقف إطلاق النار والعدائيات الدائم. وفي السياق ذاته عبّر جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية في «الاتحاد الأوروبي» (الأحد) عن «القلق البالغ» إزاء التقارير عن هجمات واسعة النطاق تشنها قوات «الدعم السريع» في ولايتي شمال وغرب دارفور، بغرب السودان. وقال بوريل، على منصة «إكس»، إن «مسؤولية حماية المدنيين في دارفور، وفي السودان كله، تقع على عاتق الطرفين المتحاربين». وكانت مصادر من الجيش السوداني ذكرت أن «الدعم السريع» سيطرت (السبت) على «الفرقة 15 مشاة»، مقر قيادة الجيش في الجنينة بغرب دارفور. وبالسيطرة على مقر الجيش في الجنينة غرب دارفور، تكون «الدعم السريع» قد أحكمت قبضتها على 3 مدن رئيسية من إجمالي 5 مدن في إقليم دارفور، وهي زالنجي في الوسط، ونيالا في الجنوب اللتان أعلنت «الدعم السريع» السيطرة عليهما الأسبوع الماضي، إضافة إلى الجنينة في الغرب.

رفض للإقالة

وعلى صعيد آخر، عدّ الهادي إدريس العضو المُقال من «مجلس السيادة الانتقالي» أن قرار إقالته من المجلس «غير دستوري»، مشيراً إلى أنه صدر «ممن لا يملك سلطة ولا مشروعية لإصداره»، على حد تعبيره. وأصدر رئيس «مجلس السيادة»، القائد العام للجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، الخميس الماضي، مرسوماً يقضى بإعفاء إدريس من منصبه الذي عُين فيه بموجب اتفاقية «سلام جوبا» الموقعة بين الحكم الانتقالي، والفصائل المسلحة في إقليم دارفور في 2020.

الهادي إدريس (سونا)

وقال إدريس في بيان (الأحد)، إن «المادة (11) البند (2) من الوثيقة الدستورية لعام 2019، تنص على أن الجهات التي اختارت ممثليها في عضوية المجلس، صاحبة الحق في استبدالهم»، مضيفاً: «ليس لرئيس المجلس أي سلطة لإصدار مرسوم بإقالتي». وأوضح أن اختياره «تم بموجب (اتفاق جوبا)، وأي مساس به يعني انهيار اتفاق تم برعاية دولة جنوب السودان والشهود والضامنين الدوليين». وذكر إدريس كذلك أن «المادة (14) من الوثيقة الدستورية التي نصت على حالات فقدان عضوية مجلس السيادة لم تتضمن الإعفاء بمرسوم صادر من رئيس المجلس كسبب من أسباب فقدان العضوية»، مؤكداً في البيان الذي جاء مُزيلاً بتوقيع يتضمن وصفه عضو مجلس السيادة الانتقالي «أنه غير معني بأي القرارات التي صدرت ممن لا يملك الحق الدستوري في إصدارها». ورأى إدريس الذي يرأس فصيل «الجبهة الثورية» أن مواقفه «الرافضة للتماهي مع دعاة الحرب، ورفضه الذهاب إلى مدينة بورتسودان» (شرق البلاد)، حيث (حكومة الحرب) التي يهيمن عليها (فلول النظام المعزول)، وفق قوله، «هي التي دفعت لإصدار أكثر من قرار بإقالته».


مقالات ذات صلة

500 قتيل خلال 4 أيام في السودان

شمال افريقيا 
مشهد من المعارك التي تجددت قبل أيام في أحد أحياء الخرطوم (رويترز)

500 قتيل خلال 4 أيام في السودان

أدانت أحزابٌ وقوى سياسية سودانية، أبرزها «تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية» (تقدم)، القصف الجوي والمدفعي الذي سُجّل خلال الأيام الأربعة الماضية، وأدى إلى مقتل.

أحمد يونس (كمبالا)
العالم العربي آثار الدمار في العاصمة السودانية جراء الصراع المسلّح (د.ب.أ)

الأمم المتحدة: حرب السودان قد تزهق أرواحاً لا تحصى دون تحرك فوري لوقفها

قالت حنان بلخي، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية بإقليم شرق المتوسط، اليوم (الثلاثاء)، إن حرب السودان قد تزهق أرواحاً لا حصر لها دون اتخاذ إجراءات فورية.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا مشهد من المعارك التي تجددت قبل أيام في أحد أحياء الخرطوم (رويترز)

مطالبة مدنية بتدخل دولي لوقف الانتهاكات في السودان

ذكرت منصات موالية لـ«قوات الدعم السريع» أنها سيطرت على منطقة الدم جمد، بولاية غرب كردفان، وتتجه إلى مدينة النهود، إحدى مدن الولاية الكبرى.

أحمد يونس (كمبالا)
شمال افريقيا توزيع الطعام من أحد المطابخ العامة في الخرطوم (رويترز)

طرفا الصراع في السودان يهاجمان متطوعين يكافحون المجاعة

«في أحياء كان لدينا فيها مطبخ واحد، نحتاج الآن إلى ثلاثة مطابخ أخرى... ومع استمرار الحرب، سنرى المزيد من الناس يصلون إلى الحضيض».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا البرهان مستقبِلاً نائبه شمس الدين الكباشي في بورتسودان (أرشيفية - الجيش السوداني)

نائب البرهان يتوعد بمواصلة القتال حتى «تطهير» السودان من «الدعم السريع»

الكباشي أشرف على العملية العسكرية من داخل منطقة النيل الأبيض العسكرية، وشاركت فيها قوات من ولاية سنار، وأخرى من ولاية النيل الأبيض.

أحمد يونس (كمبالا)

مصر تطالب المكسيك بسرعة إنهاء التحقيقات في مقتل 3 مواطنين

السفير المصري لدى المكسيك خلال لقائه أسر الضحايا المصريين (الخارجية المصرية)
السفير المصري لدى المكسيك خلال لقائه أسر الضحايا المصريين (الخارجية المصرية)
TT

مصر تطالب المكسيك بسرعة إنهاء التحقيقات في مقتل 3 مواطنين

السفير المصري لدى المكسيك خلال لقائه أسر الضحايا المصريين (الخارجية المصرية)
السفير المصري لدى المكسيك خلال لقائه أسر الضحايا المصريين (الخارجية المصرية)

طالبت مصر، الحكومة المكسيكية، بسرعة إنهاء التحقيقات في مقتل 3 مصريين بالمكسيك مؤخراً، للوقوف على أسباب وقوع الحادث، وإنهاء إجراءات نقل الجثامين للقاهرة، وذلك خلال اتصال هاتفي أجراه وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي مع نظيره المكسيكي دي لا فوينتي، الثلاثاء، لمتابعة القضية.

وتعرض مصريون لإطلاق النار، مؤخراً، ما أدى لمقتل ثلاثة وإصابة آخرين.

كانت شاحنة تحمل مهاجرين يحملون جنسيات دول مصر وبيرو وهندوراس والسلفادور متجهةً للحدود المكسيكية - الأميركية، تعرضت الأسبوع الماضي، لإطلاق النار من شرطة الحدود المكسيكية، ما أسفر عن مقتل 6 مهاجرين، بينهم 3 مصريين، وإصابة 12 آخرين، بينهم مصريون أيضاً.

وطالب وزير الخارجية المصري، خلال اتصاله بنظيره المكسيكي، بـ«سرعة إنهاء الحكومة المكسيكية التحقيقات والإجراءات اللازمة، حتى يتسنى نقل جثامين الضحايا المصريين للقاهرة»، إلى جانب «توفير الرعاية الطبية اللازمة للمصابين»، حسب إفادة لوزارة الخارجية المصرية.

فيما نقل بيان الخارجية المصرية عن وزير الخارجية المكسيكي «أسفه الشديد للحادث»، مؤكداً أن «التحقيقات متواصلة، وسيتم موافاة الحكومة المصرية بنتائجها فور الانتهاء منها».

وقالت وزارة الدفاع المكسيكية، في بيان سابق لها، إن «الجنود أطلقوا النار على شاحنة صغيرة حاولت التهرب من دورية عسكرية»، فيما نقلت وسائل الإعلام المصرية تصريحاً لمكتب المدعي العام المكسيكي بأن «الشاحنات التي كانت تقل المهاجرين تجاهلت أوامر التوقف، وحاولت الفرار، وعند ملاحقة الجنود لهم تعرضوا لإطلاق نار».

ولمتابعة موقف الضحايا المصريين، توجه السفير المصري في المكسيك، عمرو عبد الوارث، إلى «ولاية (تشياباس)، للاطمئنان على حالة المصابين، وتقديم الخدمات القنصلية اللازمة، والتنسيق مع السلطات المكسيكية بالنسبة لسير التحقيقات الرسمية في الواقعة، وإجراءات شحن الجثامين»، حسب إفادة لوزارة الخارجية.

وأشار بيان الخارجية المصرية إلى أن السفير المصري «اطمأن على حالة المصابين المصريين في الحادث، بينهم قاصر تعرض لإصابات بالغة، وتم نقله لأكبر مستشفى بولاية توكسلا»، كما التقى الأسرة المصرية التي فقدت ابنتيها، مؤكداً «اتخاذ إجراءات شحن الجثامين للقاهرة، ومتابعة التحقيقات مع السلطات المعنية».

إلى جانب الإجراءات الرسمية، قال نائب رئيس المركز الثقافي المصري الأميركي بنيويورك، نشأت زنفل، إن هناك متابعة من اتحاد الجاليات المصرية في أميركا لتطورات حادث المصريين بالمكسيك، مشيراً إلى أنهم «كانوا في طريقهم إلى الولايات المتحدة، وتعرضوا لإطلاق نار من الشرطة المكسيكية على الحدود».

وبينما أشار زنفل لـ«الشرق الأوسط» إلى صعوبات في متابعة إجراءات الحادث بسبب بعد المسافة بين العاصمة المكسيكية والمنطقة التي جرى فيها الحادث، طالب «بضرورة تفعيل أدوار روابط المصريين بالخارج في مساعدة السلطات المصرية، في مثل هذه الحوادث الطارئة».

وتحدث زنفل عن مجموعة من المخاطر للمصريين الذين يغامرون بالانتقال إلى الولايات المتحدة، عبر الحدود المكسيكية، بسبب جماعات التهريب على الحدود، وقال إن «بعض المصريين يستخدمون الأنفاق الحدودية ما يعرضهم لمخاطر من شرطة الحدود»، مشيراً إلى أن السلطات الأمنية في أميركا تمارس ضغوطاً مكثفةً على الأمن المكسيكي لتشديد مراقبة الحدود.

وأوضح رئيس الاتحاد العام للمصريين بالخارج، إسماعيل أحمد علي، أن «شحن جثامين الضحايا للقاهرة لن يتم إلا بعد انتهاء السلطات المكسيكية من التحقيقات»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «الاتحاد يتابع مع أسر الضحايا كافة الإجراءات الخاصة بعلاج المصابين، والتحقيقات الخاصة بالحادث».