مصر تكثف اتصالاتها الدولية لحماية المدنيين في غزة

قافلة إغاثية جديدة تصل إلى القطاع

وزير الخارجية المصري خلال لقاء المفوض العام لـ«الأونروا» في القاهرة (وزارة الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري خلال لقاء المفوض العام لـ«الأونروا» في القاهرة (وزارة الخارجية المصرية)
TT
20

مصر تكثف اتصالاتها الدولية لحماية المدنيين في غزة

وزير الخارجية المصري خلال لقاء المفوض العام لـ«الأونروا» في القاهرة (وزارة الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري خلال لقاء المفوض العام لـ«الأونروا» في القاهرة (وزارة الخارجية المصرية)

كثّفت مصر اتصالاتها الدولية، الثلاثاء، لحماية المدنيين في غزة ووقف التصعيد. وبينما جددت القاهرة تأكيدها على «ضرورة استدامة وصول المساعدات إلى قطاع غزة»، واصلت مصر استقبالها شحنات المساعدات الإغاثية لقطاع غزة، وأعلن «الهلال الأحمر المصري»، الثلاثاء، تسليم الدفعة الثامنة من المساعدات الإنسانية إلى نظيره الفلسطيني عبر معبر رفح.

وأجرى وزير الخارجية المصري، سامح شكري، سلسلة مباحثات دولية، الثلاثاء، بشأن حماية المدنيين. وتلقى اتصالاً هاتفياً من الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، جوزيب بوريل، حول التصعيد في قطاع غزة. ووفق المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، أحمد أبو زيد، فإن الاتصال الهاتفي تناول تبادل التقييمات والتشاور إزاء «ضرورة إنفاذ هدنة إنسانية وحماية المدنيين في غزة، والدخول الكامل والآمن والمستدام للمساعدات الإنسانية، ورفض التهجير القسري للفلسطينيين».

شاحنات تحمل مساعدات إنسانية لقطاع غزة تعبر بوابة رفح الحدودية (إ.ب.أ)
شاحنات تحمل مساعدات إنسانية لقطاع غزة تعبر بوابة رفح الحدودية (إ.ب.أ)

أوضاع إنسانية متردية

كما عقد شكري مباحثات مع المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، فيليب لازاريني، في القاهرة، بشأن ضرورة ضمان النفاذ الكامل للمساعدات الإنسانية والإغاثية.

وبحسب متحدث «الخارجية» المصرية فإن المناقشات تناولت بشكل مفصل الأوضاع الإنسانية المتردية في غزة، والكارثة المعيشية التي باتت تحدق بأبناء الشعب الفلسطيني في القطاع، حيث أكد شكري «التزام مصر الثابت تجاه بذل الجهود اللازمة كافة للحد والتخفيف من وطأة المعاناة الإنسانية التي يتعرض لها الأشقاء الفلسطينيون»، منوهاً إلى أن «الممارسات الإسرائيلية ضد أهالي القطاع من قصف وحصار وتهجير قسري تنتهك جميع أحكام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وتتنافى مع أي مبررات يتم الدفع بها».

وحرص لازاريني خلال لقاء شكري على التعرف على التحركات والاتصالات المصرية الرامية لإنفاذ هدنة إنسانية فورية في غزة، تحفظ دماء الفلسطينيين المدنيين. وتبادل الطرفان التقييمات حول الوضع الراهن للجهود المصرية، وكذلك بين مصر و«الأونروا» ووكالات الإغاثة والأطراف الدولية، في سبيل إيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية بشكل مستدام وكامل وآمن عبر معبر رفح لتلبية الاحتياجات الملحة لأبناء الشعب الفلسطيني.

أرشيفية لشاحنات تحمل مساعدات إنسانية متجهة إلى قطاع غزة تنتظر المرور عبر معبر رفح الحدودي بمصر (إ.ب.أ)
أرشيفية لشاحنات تحمل مساعدات إنسانية متجهة إلى قطاع غزة تنتظر المرور عبر معبر رفح الحدودي بمصر (إ.ب.أ)

تقدير دور «الأونروا»

من جهته، أعرب شكري عن تقدير مصر للدور الحيوي الذي تضطلع به «الأونروا» في خضم هذه الأزمة لتقديم الخدمات الأساسية والمواد الإغاثية للشعب الفلسطيني، مستنكراً في الوقت ذاته «الاستهداف الإسرائيلي الذي طال عدداً من المرافق التابعة لوكالة (الأونروا)، ووقوع عدد من الضحايا والمصابين من الطواقم العاملة منذ بدء الأزمة في انتهاك خطير للوضعية الخاصة للمقرات الأممية، وعلى نحو يقوض من الدور المنوط بها في حماية المدنيين في مثل هذه الظروف الحرجة»، مؤكداً حرص مصر على «تقديم كل أوجه الدعم الممكنة لـ(الأونروا)، وكذلك استمرار التنسيق مع الأطراف الدولية الفاعلة من أجل توفير الدعم المالي اللازم؛ حتى تتمكن الوكالة من الاستمرار في تقديم الخدمات الأساسية لأبناء الشعب الفلسطيني ووفق تكليفها الأممي».

وتناول المفوض العام لوكالة «الأونروا» الأوضاع المؤسفة داخل مرافق الوكالة في غزة، والتي وصلت لأقصى طاقاتها الاستيعابية، وما يحتمّه الأمر من ضرورة السماح بدخول المساعدات ووقف إطلاق النار، والنأي عن تكرار قطع الاتصالات داخل القطاع. كما ثمّن الدور المهم الذي تضطلع به مصر لإيصال المساعدات الإنسانية إلى أهالي قطاع غزة، وكذا الجهود التي تقوم بها لدعم استدامة خدمات وكالة «الأونروا» في مناطق عملياتها، مؤكداً حرص «الأونروا» على استمرار التنسيق الوثيق مع مصر للعمل على التخفيف من وطأة المعاناة الإنسانية التي يعيشها أهالي قطاع غزة. واتفق شكري والمسؤول الأممي على «استمرار التشاور على مدار الأيام المقبلة حول التحركات الكفيلة باحتواء الأزمة الإنسانية في غزة».

مسؤولون بالهلال الأحمر المصري والفلسطيني خلال تسليم شحنة جديدة من المساعدات (الهلال الأحمر المصري)
مسؤولون بالهلال الأحمر المصري والفلسطيني خلال تسليم شحنة جديدة من المساعدات (الهلال الأحمر المصري)

في السياق، بحث شكري خلال اتصال هاتفي، الثلاثاء، مع وزير خارجية كوريا الجنوبية، بارك جين، التصعيد العسكري في غزة. وأكد شكري «أهمية تنسيق الجهود الدولية لإنفاذ هدنة إنسانية فورية، وتوفير الحماية للمدنيين، ورفض سياسات العقاب الجماعي والتهجير للفلسطينيين، وضمان النفاذ المستدام للمساعدات».

وكانت مصر قد شددت في بيان صادر عن الرئاسة المصرية عقب «قمة القاهرة للسلام» في أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، على أنها «لن تقبل أبداً بدعاوى تصفية القضية الفلسطينية على حساب أي دولة بالمنطقة، ولن تتهاون للحظة في الحفاظ على سيادتها وأمنها القومي في ظل ظروف وأوضاع متزايدة المخاطر والتهديدات».

في السياق، يلتقي وزير الخارجية التايلاندي، بارنبري باهيدا نوكارا، الأربعاء، في القاهرة مسؤولين مصريين لبحث «مصير المواطنين المحتجزين من قِبل حركة (حماس) في غزة».


مقالات ذات صلة

«هدنة غزة»: تصعيد إسرائيلي يهدد جهود الوسطاء للتهدئة

شمال افريقيا امرأة وطفل يبكيان بجوار جثامين أقربائهما الذين قتلوا خلال غارة إسرائيلية في بيت لاهيا شمال قطاع غزة (أ.ف.ب)

«هدنة غزة»: تصعيد إسرائيلي يهدد جهود الوسطاء للتهدئة

أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، الأربعاء، في بيان، توسيع نطاق العملية العسكرية في غزة بشكل كبير.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي مبنى متضرر جراء غارة جوية إسرائيلية على خان يونس بغزة (د.ب.أ) play-circle

بينهم ضحايا لاستهداف عيادة.. عشرات القتلى جراء القصف الإسرائيلي في أنحاء غزة

أفادت مصادر طبية بمقتل عشرات المواطنين إثر غارات إسرائيلية على أنحاء متفرقة في قطاع غزة، منذ فجر اليوم (الأربعاء)، وفق إعلام فلسطيني.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي 
فلسطينيون يعاينون  أمس موقعاً استهدفه قصف إسرائيلي في خان يونس (رويترز)

مخابز غزة بلا طحين... وبوادر مجاعة

توقَّف عمل جميع المخابز في مناطق وسط قطاع غزة وجنوبه، أمس، بينما يُنتظر توقف عملها شمالاً، اليوم (الأربعاء)، وارتفعت التحذيرات من بوادر مجاعة تلوح للغزيين.

«الشرق الأوسط» (غزة)
تحليل إخباري فلسطيني يحمل طفليه وسط أنقاض منزل دمَّرته غارة إسرائيلية في خان يونس جنوب غزة (أ.ف.ب)

تحليل إخباري «هدنة غزة»: سياسة «الضغوط القصوى» الإسرائيلية هل تقود إلى تنازلات جديدة؟

قصف وإخلاءات إسرائيلية تطول مناطق كثيرة في قطاع غزة، وتأكيدات لاستمرار تنفيذها ضمن سياسة «الضغوط القصوى» التي أعلنتها حكومة بنيامين نتنياهو.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي فلسطينيون يتجمعون لتلقي مساعدات الطعام في جنوب قطاع غزة (رويترز) play-circle

إسرائيل قصفت 60 تكية طعام ودمرت 1000 مسجد و3 كنائس في غزة

أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة أن الجيش الإسرائيلي قصف أكثر من 60 تكية طعام ومركزاً لتوزيع المساعدات وأخرجها عن الخدمة.


«شقيق حميدتي» يعلن نقل الحرب إلى شمال السودان

عبد الرحيم دقلو (شقيق حميدتي - وسط) محاطاً بممثلي الأحزاب السياسية المؤيدة للحكومة الموازية في نيروبي (أرشيفية - أ.ف.ب)
عبد الرحيم دقلو (شقيق حميدتي - وسط) محاطاً بممثلي الأحزاب السياسية المؤيدة للحكومة الموازية في نيروبي (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT
20

«شقيق حميدتي» يعلن نقل الحرب إلى شمال السودان

عبد الرحيم دقلو (شقيق حميدتي - وسط) محاطاً بممثلي الأحزاب السياسية المؤيدة للحكومة الموازية في نيروبي (أرشيفية - أ.ف.ب)
عبد الرحيم دقلو (شقيق حميدتي - وسط) محاطاً بممثلي الأحزاب السياسية المؤيدة للحكومة الموازية في نيروبي (أرشيفية - أ.ف.ب)

فيما توشك الحرب في السودان على دخول عامها الثالث، قال نائب قائد «قوات الدعم السريع»، عبد الرحيم دقلو، (شقيق محمد حمدان دقلو - حميدتي) إن المعركة المقبلة ستكون في شمال البلاد.

وظهر دقلو، الأربعاء، في مقطع فيديو قصير، وهو يخاطب مناصريه، قائلاً: «إن قرابة 2000 عربة قتالية خرجت من الصحراء في طريقها حالياً للسيطرة على الولاية الشمالية».

وأفادت تقارير إعلامية بأن الطيران الحربي التابع للجيش السوداني، نفذ الثلاثاء الماضي غارات جوية استهدفت تجمعات لـ«قوات الدعم السريع» في منطقة الراهب، الواقعة غرب محلية الدبة بالولاية الشمالية.

وقالت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن حديث «شقيق حميدتي جاء خلال مخاطبته حفل تخريج 50 ألف جندي في إحدى المناطق بإقليم دارفور»، ورفضت الكشف عن المكان لدواع أمنية.

وأضافت أن إعلان نائب قائد «الدعم السريع»، نقل المعارك إلى شمال البلاد، يأتي رداً على التصعيد الأخير في التصريحات التي درج قادة الجيش السوداني، على إطلاقها بمواصلة الحرب «حتى النهاية». وذكر عبد الرحيم «أن لدى (قوات الدعم السريع) مخزون من مليون جندي على استعداد للقتال حتى النهاية».

وقال: «كنا على خطأ ولم نكن نعرف أين مسرح المعركة، لكن الآن عرفنا ذلك».

عبد الرحيم دقلو شقيق «حميدتي»
عبد الرحيم دقلو شقيق «حميدتي»

تابع: «المعركة في الولاية الشمالية ونهر النيل»، وهما ولايتان في شمال البلاد، يسيطر عليهما الجيش السوداني، وظلتا خارج نطاق القتال.

وبحسب المصادر، فقد وصل عبد الرحيم دقلو، في الأيام الماضية إلى إقليم دارفور غرب البلاد، بعد أسابيع قضاها في العاصمة الكينية «نيروبي» للتشاور مع القوى المسلحة والسياسية التي وقعت على «الميثاق التأسيسي» لتشكيل حكومة موازية في البلاد، في مقابل «سلطة الأمر الواقع» في مدينة بورتسودان، برئاسة، قائد الجيش، الجنرال عبد الفتاح البرهان.

ووصلت خلال الأيام الماضية تعزيزات عسكرية إلى الولاية الشمالية، لتأمين المنطقة من هجمات قد تشنها «قوات الدعم السريع» التي كانت قد هددت في وقت سابق بنقل الحرب إلى جميع أنحاء البلاد.

ونفت السلطات المحلية في شمال البلاد، ما يتداول من أنباء عن تحركات لـ«قوات الدعم السريع» في الصحراء الشمالية، مؤكدة أن «القوات المسلحة والقوات المساندة في حالة تأهب قصوى لمواجهة أي تهديد».

وكان آخر ظهور لعبد الرحيم دقلو، وهو يدير المعارك ضد القوات المشتركة للفصائل الدارفورية الداعمة للجيش في محور الصحراء شمال إقليم دارفور.

أرشيفية لـ«قوات الدعم السريع» في الخرطوم (رويترز)
أرشيفية لـ«قوات الدعم السريع» في الخرطوم (رويترز)

والأسبوع الماضي سيطرت «الدعم السريع» على محلية المالحة، وهي منطقة حدودية مهمة تهدد ولايات شمال البلاد، كما تمثل نقطة إمدادات رئيسية بالجنود والعتاد العسكري للقوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح المتحالفة مع الجيش السوداني، التي تحاول فك الحصار عن مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.