حذَّر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم الجمعة، من نزوح المدنيين من غزة إلى سيناء، واصفاً إياه بأنه سيسدل ستارة النهاية على القضية الفلسطينية، وهو أمر لا ترغب مصر في حدوثه.
وقال السيسي، خلال اجتماع مع رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، إن هناك حاجة للتعاون لتجنب انزلاق المنطقة إلى حرب إقليمية يكون تأثيرها مُدوياً على المنطقة والسلام فيها، كما شدد على أهمية إحياء عملية السلام، وإعطاء أمل للفلسطينيين في إقامة دولتهم على حدود عام 1967.
وأضاف: «علينا جميعاً التحرك لاحتواء تطورات قد لا يمكن السيطرة عليها في المنطقة، وقد تتجاوز تبِعاتها حق الدفاع عن النفس». وأشار السيسي إلى أن «هناك نحو 4 آلاف من المدنيين سقطوا في قطاع غزة، منهم 1500 طفل»، مطالباً بالعمل «لاحتواء هذا الأمر؛ حتى لا يتسبب القتال في سقوط مزيد من المدنيين».
وشدد الرئيس المصري على «تفهّم (الجانب البريطاني) لأهمية عدم السماح بنزوح المدنيين من غزة إلى سيناء»، مؤكداً أنه «أمر شديد الخطورة، وقد يُنهي القضية الفلسطينية تماماً، وهو أمر نحن حريصون على ألا يحدث».
وذكرت الحكومة البريطانية، في بيان، أن سوناك والرئيس السيسي أكدا ضرورة أن يعمل المجتمع الدولي لتجنب اتساع دائرة الصراع في المنطقة، وحماية المدنيين.
وقال البيان إن سوناك رحّب بالجهود التي تبذلها مصر لإعادة فتح معبر رفح في أقرب وقت، مؤكداً أن بريطانيا «ملتزمة بالقيام بدورها في مساعدة المدنيين في غزة، وتخفيف الوضع الإنساني المتردّي هناك».
كان السيسي قد حذّر مؤخراً من أن تهجير الفلسطينيين إلى سيناء سيعني تحويلها إلى قاعدة تنطلق منها هجمات على إسرائيل، مما قد يستدعي رداً من الجانب الإسرائيلي، وهو ما من شأنه أن يبدّد فكرة السلام.
ووصل سوناك إلى مصر، اليوم، في إطار جولة بالشرق الأوسط؛ لإجراء محادثات مع نظرائه في المنطقة بشأن الوضع في إسرائيل وغزة.
وصرح سوناك، الخميس، بأنه من المهم ألا ينتقل الصراع بين إسرائيل وحركة «حماس» إلى منطقة الشرق الأوسط الأوسع. وقال للصحافيين: «من المهم ألا يتسرب الصراع إلى المنطقة، ولهذا السبب أتحدث إلى أكبر عدد ممكن من الأشخاص في جميع أنحاء المنطقة».
وتُواصل إسرائيل هجماتها على قطاع غزة، منذ أن شنّت حركة «حماس» وفصائل أخرى هجوماً مباغتاً على بلدات ومدن إسرائيلية بمحاذاة قطاع غزة، في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الحالي.