ضحايا درنة أكثر من 4 آلاف قتيل... وحكومة «الاستقرار» لحصر الأضرار

النائب العام تعهد توجيه الاتهام لكل من تؤكد التحريات تسببه في الكارثة

قوات الإنقاذ والإغاثة الليبية والدولية تواصل استخراج الجثث من بين الأنقاض (أ.ب)
قوات الإنقاذ والإغاثة الليبية والدولية تواصل استخراج الجثث من بين الأنقاض (أ.ب)
TT

ضحايا درنة أكثر من 4 آلاف قتيل... وحكومة «الاستقرار» لحصر الأضرار

قوات الإنقاذ والإغاثة الليبية والدولية تواصل استخراج الجثث من بين الأنقاض (أ.ب)
قوات الإنقاذ والإغاثة الليبية والدولية تواصل استخراج الجثث من بين الأنقاض (أ.ب)

أعلن الجيش الوطني الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر، ارتفاع عدد ضحايا كارثة السيول والفيضانات، التي اجتاحت مدينة درنة في شرق البلاد أخيراً، إلى أكثر من 4 آلاف شخص، بينما تعهد النائب العام، الصديق الصور، بأن الاتهام سيطال كل من تسبب في هذه الكارثة.

وقال اللواء أحمد المسماري، الناطق باسم حفتر، في بيان (مساء الاثنين) إن عدد الضحايا وصل إلى 4029 حالة وفاة؛ مشيرا إلى انتشال 697 جثماناً في المدينة خلال الأسبوع الماضي.

المشير خليفة حفتر القائد العام لـ«الجيش الوطني» (أرشيفية - رويترز)

ووفق الإحصائية فقد تم دفن 647 جثة في مقبرة مرتوبة، بينما دفنت 50 جثة أخرى في مقبرة الظهر الحمر. كما نقل المسماري نعي إدارة الشرطة والسجون العسكرية ستة من أفرادها لقوا حتفهم خلال محاولة إنقاذ أهالي مدينة درنة من السيول الجارفة.

ومن جانبه، أعلن عثمان عبد الجليل، وزير الصحة بحكومة الاستقرار، فقد 101 من العناصر الطبية جراء إعصار درنة وضواحيها، فيما قالت وكالة الأنباء الليبية إن قائمة المفقودين تشمل أطباء وصيادلة وإداريين.

في سياق ذلك، قال النائب العام خلال اجتماعه (مساء الاثنين) مع وفد من مجلس الدولة بطرابلس، إن التحقيقات المتعلقة بكارثة درنة «تجري بشكل طبيعي، ولا توجد أية عراقيل». وأوضح أن الإجراءات الإدارية الخاصة بالمتوفين والمفقودين «تتم بشكل منظم مع الجهات ذات العلاقة».

صورة توضح حجم الدمار الذي لحق بدرنة جراء الإعصار (أ.ب)

من جهتها، أكدت حكومة الاستقرار، برئاسة أسامة حماد، اليوم (الثلاثاء)، في أول اجتماع لها من درنة، عزمها على إعادة إعمار المدينة، ودعت الجميع لتحمل مسؤولياته، والسلطات الوطنية الصادقة لتحمل مسؤولياتها في «لمّ الشمل». معلنة بدء اللجنة، التي شكَّلها خالد مسعود، وزير العدل، في حصر الأضرار التي خلفتها الفيضانات والسيول بالجهات التابعة للوزارة بعدد من مدن، ومناطق شرق البلاد، وذلك في إطار حرص الحكومة على حصر الأضرار البشرية والمادية بالمؤسسات التابعة لها.

وقالت إن اللجنة حصرت الأضرار البشرية، من وفيات ومفقودين وجرحى، مؤكدةً أن الأضرار كانت «بالغة» في مؤسسة الإصلاح والتأهيل قرنادة، ومعهد تدريب الشرطة القضائية، ومخازن الإعاشة والمهام، كما تعرضت القطاعات التابعة للعدل في سوسة إلى أضرار مادية كبيرة، تتمثل في تلف كامل الأثاث والأجهزة الكهربائية والأرشيف الورقي والإلكتروني، ومنظومتي الصرف الصحي والكهرباء.

فريق إنقاذ يحاول استخراج عالقين بين الأنقاض في مدينة سوسة (أ.ف.ب)

في غضون ذلك، اجتمعت وزيرة الدولة لشؤون المرأة بالحكومة، انتصار عبود، مع أعضاء الشراكة المجتمعية في بنغازي المختصين بالدعم النفسي، بقصد تنسيق الجهود بين الفرق الوزارية، ووضع آلية عمل للأخصائيين النفسيين بشأن الأسر المتضررة، والعمل على تنفيذ خطة عمل مع الأخصائيين للتعامل مع هذه الأسر ما بعد الكارثة. وأوضحت أن الاجتماع تمحور حول جهود حصر مشاكل المدن والمتضررين، وإمكانية تذليل العقبات لحلحلتها، وحصر أعداد النازحين، والتعاون مع المتخصصين لإعداد دورات التدريب، وتشكيل فرق مختصة في رصد الوضع النفسي.

في المقابل، ناقش عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة «الوحدة» الوطنية، مع عضو المجلس الرئاسي، موسى الكوني، ونائب رئيس مجلس الدولة، مسعود أعبيد، تداعيات كارثة درنة، والجهود المبذولة لانتشال جثث الضحايا من قبل الفرق الفنية المتخصصة، بالتعاون مع فرق الدول التي سخرت إمكانياتها لدعم ليبيا في محنتها.

وقال الدبيبة إنه استعرض مقترحات إعادة بناء المدينة، والمناطق المتضررة، وآليات دعم الأهالي لعودة الحياة فيها، والخطوات المتخذة للاهتمام بالأسر النازحة، ودعمهم نفسياً، بينما شدد الكوني ومسعود على ضرورة استئناف المشاريع الحيوية المتوقفة في الجنوب، وإقامة مشاريع تنموية من أجل خلق تنمية مكانية، تضمن استقراره لينال حقه من ثروة البلاد أسوة بالمناطق الأخرى.

بدوره، قال رئيس ديوان المحاسبة، خالد شكشك، إنه ناقش مع وفد أميركي برئاسة ممثل الوكالة الأميركية للتنمية، تداعيات انهيار سدي وادي درنة وأبو منصور، وإجراءات الرقابة على أي منح أو مساهمات دولية، من شأنها أن تساهم في إعادة إعمار المناطق المتضررة، وضمان عدم التصرف فيها في غير الأوجه المخصصة لها.

ريتشارد نورلاند أكد أن الأزمة الإنسانية في درنة وحدت الليبيين معاً (البعثة)

بموازاة ذلك، قال السفير والمبعوث الأميركي الخاص، ريتشارد نورلاند، عقب لقائه مع رئيس مؤتمر التبو عيسى عبد المجيد منصور، إن الأزمة الإنسانية في درنة قد جمعت الليبيين معاً، وعدّ أن التركيز يجب أن ينصب الآن على أفضل السبل لتعزيز الجهود الليبية نحو استجابة فعالة وموحدة لكارثة الفيضانات.


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة تدعو قادة ليبيا لإدارة عائدات النفط «لصالح الشعب»

شمال افريقيا خوري خلال لقائها فرحات بن قدارة (حساب خوري على «إكس»)

الأمم المتحدة تدعو قادة ليبيا لإدارة عائدات النفط «لصالح الشعب»

يتطلع الليبيون إلى مرحلة ما بعد حل أزمة «المركزي»، في وقت تسعى البعثة الأممية لجهة إدارة الموارد النفطية من قبل المصرف، وتسخير الموارد النفطية لتحقيق التنمية.

جمال جوهر (القاهرة )
شمال افريقيا المنفي والحداد رئيس أركان قوات «الوحدة» (المجلس الرئاسي)

المنفي يتمسك بإنشاء «مفوضية للاستفتاء» رغم معارضة «النواب»

عاد رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي إلى فتح ملف تدشين «مفوضية الاستفتاء والاستعلام الوطني» رغم معارضة مجلس النواب، مما قد يجدد الجدل حولها.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا رصد تقرير للمنظمة الدولية للهجرة وجود أكثر من 700 ألف مهاجر غير نظامي في ليبيا (إ.ب.أ)

«الوحدة» الليبية تطلق حملة لترحيل «المهاجرين»

قالت وزارة الداخلية بحكومة «الوحدة» الليبية المؤقتة إنها ستطلق حملة لإعادة المهاجرين إلى بلدانهم، تبدأ من العاصمة طرابلس لتتوسع لاحقاً وتشمل باقي المدن الليبية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا إنتاج النفط بلغ قبل تعطيله 1.273 مليون برميل يومياً حسب بيانات المؤسسة الوطنية للنفط (رويترز)

سلطات شرق ليبيا تُعلن إعادة ضخ النفط

أعلن رئيس الحكومة الليبية المكلفة من مجلس النواب، أسامة حمّاد، استئناف إنتاج النفط وتصديره بشكل طبيعي من جميع الحقول والموانئ بعد 9 أيام من تعطيله.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا اجتماع المنفي مع إدارة المصرف المركزي (المجلس الرئاسي)

ليبيا: الإدارة الجديدة لـ«المركزي» تباشر عملها رسمياً من طرابلس

بينما بدأت الإدارة الجديدة لمصرف ليبيا المركزي عملها في العاصمة طرابلس، الأربعاء، أُعلن استئناف إنتاج النفط من حقول الجنوب.

خالد محمود (القاهرة )

السيسي وبن زايد يدشنان «رأس الحكمة»

الرئيس المصري ونظيره الإماراتي خلال إطلاق مشروع «رأس الحكمة» (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري ونظيره الإماراتي خلال إطلاق مشروع «رأس الحكمة» (الرئاسة المصرية)
TT

السيسي وبن زايد يدشنان «رأس الحكمة»

الرئيس المصري ونظيره الإماراتي خلال إطلاق مشروع «رأس الحكمة» (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري ونظيره الإماراتي خلال إطلاق مشروع «رأس الحكمة» (الرئاسة المصرية)

دشن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ونظيره الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الجمعة، مشروع «رأس الحكمة التنموي»، حيث شهد الرئيسان إطلاق المشروع بحضور رئيس مجلس الوزراء المصري، الدكتور مصطفى مدبولي، وعدد من كبار رجال الأعمال من الجانبين المصري والإماراتي.

وأعرب الرئيسان عن شكرهما وتقديرهما للقائمين على تنفيذ المشروع من الجانبين المصري والإماراتي خلال الفترة الماضية. وأكدا «أهميته في تعزيز العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين البلدين، لكونه يمثل نموذجاً للشراكة التنموية البناءة بين مصر والإمارات»، بحسب إفادة رسمية للمتحدث باسم الرئاسة المصرية، السفير أحمد فهمي.

السيسي وبن زايد قدما شكرهما وتقديرهما للقائمين على تنفيذ المشروع من الجانبين المصري والإماراتي (الرئاسة المصرية)

وخلال فعاليات إطلاق مشروع «رأس الحكمة»، شاهد الرئيسان عرضاً مرئياً حول أهداف المشروع ومكوناته، أكد «ما ينطوي عليه من أهمية اقتصادية واستثمارية وعقارية وسياحية وبيئية كبيرة»، وفق بيان «الرئاسة المصرية».

وقال فهمي إن «الرئيسين استمعا لشرح بشأن مميزات المنطقة والخدمات المتكاملة والفرص التنموية والاقتصادية التي يوفرها المشروع»، كما شهدا أيضاً «توقيع عدد من الشركات المصرية والإماراتية على عقود بدء العمل بالمشروع».

وشهد الرئيسان قيام عدد من الشركات العالمية والمصرية والإماراتية بإطلاق «شراكة لتعزيز مسيرة الابتكار في قطاع المركبات الكهربائية الذكية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا».

السيسي وبن زايد خلال إطلاق مشروع "رأس الحكمة" التنموي (الرئاسة المصرية)

و«رأس الحكمة» مدينة ساحلية تقع على شاطئ البحر الأبيض المتوسط، على بعد 350 كيلومتراً تقريباً شمال غربي القاهرة، وتبلغ مساحتها نحو 170 مليون متر مربع، وتتبع إدارياً محافظة مطروح المصرية.

ووقعت مصر اتفاقاً لتطوير وتنمية مدينة «رأس الحكمة» بشراكة إماراتية، في فبراير (شباط) الماضي، بـ«استثمارات قدرت بنحو 150 مليار دولار خلال مدة المشروع»، (الدولار الأميركي يساوي 48.34 جنيه في البنوك المصرية).

ومنذ توقيع الاتفاق تتابع الحكومة المصرية إجراءات تنفيذه. وأكد مدبولي، في وقت سابق، أنه يتابع بصورة يومية مستجدات الموقف في مدينة «رأس الحكمة»، بما يتضمنه ذلك من معدلات توقيع العقود الخاصة بالمستحقين للتعويضات من أهالي المنطقة.

السيسي وبن زايد أكد تعزيز العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين البلدين (الرئاسة المصرية)

وفي منتصف أغسطس (آب) الماضي، زار مدبولي مدينة «رأس الحكمة»، للوقوف على «سير إجراءات تسليم التعويضات المخصصة للمستحقين». وقال حينها إن «رأس الحكمة» تحظى بمقومات مميزة تجعل منها «نقطة جذب للاستثمارات ومختلف المشروعات على مدار العام».

وأكد وزير الإسكان المصري، شريف الشربيني، منتصف الشهر الماضي، أنه تم وضع خطة لتسليم أراضي «رأس الحكمة» بإجمالي 40 ألف فدان. وأضاف أنه «تم تسليم عقود الأراضي البديلة لسكان منطقة رأس الحكمة».

شركات عالمية ومصرية وإماراتية أطلقت شراكة لتعزيز مسيرة الابتكار في قطاع المركبات الكهربائية (الرئاسة المصرية)

وكانت الشركة «القابضة» الإماراتية (ADQ) قد أوضحت في وقت سابق، أن المشروع يستهدف ترسيخ مكانة «رأس الحكمة» بوصفها «وجهة رائدة لقضاء العطلات على شواطئ البحر الأبيض المتوسط، ومركزاً مالياً، ومنطقة حرة مجهزة ببنية تحتية عالمية المستوى لتعزيز إمكانات النمو الاقتصادي والسياحي في مصر»، حسب بيان لـ«وكالة الأنباء الإماراتية».

وتعول مصر على مشروع «رأس الحكمة» بعدّه «وسيلة لتوفير فرص عمل»، كما أنه «سيساهم في تحقيق حلم مصر لجذب 40 أو 50 مليون سائح»، وفق تصريحات سابقة لرئيس مجلس الوزراء المصري.