قلة فرق الإنقاذ تعرقل عمليات الإغاثة في درنة

صورة تظهر الدمار والسيارات المتضررة جراء الإعصار «دانيال» في درنة الليبية (إ.ب.أ)
صورة تظهر الدمار والسيارات المتضررة جراء الإعصار «دانيال» في درنة الليبية (إ.ب.أ)
TT

قلة فرق الإنقاذ تعرقل عمليات الإغاثة في درنة

صورة تظهر الدمار والسيارات المتضررة جراء الإعصار «دانيال» في درنة الليبية (إ.ب.أ)
صورة تظهر الدمار والسيارات المتضررة جراء الإعصار «دانيال» في درنة الليبية (إ.ب.أ)

أكد هشام شكيوات، وزير الطيران المدني في الحكومة الليبية المكلفة من البرلمان، في حديث لـ«وكالة أنباء العالم العربي»، اليوم (الجمعة)، أن أهم الصعوبات في المناطق التي سويت بالأرض عقب الإعصار، هي قلة فرق الإنقاذ، مشيرا إلى أن المتوافر حاليا لا يمكن أن يغطي كل المناطق التي ضربتها السيول.

وانهار سدان تحت وطأة مياه السيول الناجمة عن العاصفة، ما أدى إلى تدفق كميات ضخمة من المياه جرفت أحياء بأكملها واقتلعت بنايات سكنية ودمرت أجزاء كبيرة من مدينة درنة الساحلية الليبية الأحد الماضي.

وأكد شكيوات «أهمية وصول الفرق المختصة للمساعدة في عمليات البحث والإنقاذ، لأنه كلما أسرعنا، زادت فرص الوصول إلى ناجين، الذين قد يكونون أحياء تحت الركام».

وقال: «عدد فرق البحث والإنقاذ في ازدياد، ووصل كثير منها ممن لديهم خبرات كبيرة في هذا المجال، وهم يقومون بعملهم بشكل فعال وكبير، برفقة القوات المسلحة الليبية الموجودة في مدينة درنة».

وكان مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا عبد الله باتيلي قد قال أمس (الخميس) إن حجم الخسائر جراء العاصفة العاتية التي ضربت شرق البلاد يفوق ما يمكن تخيله ولا تستطيع ليبيا بمفردها مواجهة تلك الأزمة.

وأشار باتيلي على حسابه على منصة «إكس» إلى أن الكارثة وحدت الليبيين، وحض جميع السلطات والمؤسسات الليبية على الاستمرار في تنسيق جهودها للتعامل مع الكارثة.

وأوضح شكيوات أن «عمال الإنقاذ والبحث يسابقون الزمن للوصول إلى الناجين وانتشال الضحايا بين ركام المنازل وفي البحر». وأضاف: «تمكنت إحدى فرق الإنقاذ من الوصول إلى عدد من الأشخاص، وتم نقلهم إلى المستشفى وهم في حالة صحية جيدة، كما تم انتشال عدد من الضحايا الجدد».

نداء عاجل

من جهته، تحدث وزير الطيران المدني في الحكومة الليبية المكلفة من البرلمان عن أن «فرق الإنقاذ الموجودة تعمل ليلا ونهارا، لكن ذلك لا يمنع وصول فرق جديدة دولية ذات خبرة تساهم مع الخبرات المحلية في تسريع عمليات البحث والإنقاذ».

وقال: «وجهنا نداء عاجلا لكل الدول الصديقة والشقيقة والمجتمع الدولي من أجل إرسال فرق البحث والمساعدات اللازمة للوصول إلى الضحايا والمعدات التي تساعد على التعرف على الجثث».

وأضاف: «قوبلنا بتجاوب سريع جدا من مصر وقطر والسعودية والكويت وألمانيا وإسبانيا والكثير من الدول التي أرسلت فرقاً متخصصة».

وردا على سؤال حول توافر المواد الغذائية والأدوية ومستلزمات الإيواء، أشار شكيوات إلى أن «المواد الإغاثية والغذائية باتت متوافرة، لأن الشعب الليبي انتفض بكل مكوناته لتقديم المساعدة، ووصلت مئات السيارات المدنية التي تقف على مداخل مدينة درنة وتحمل مساعدات».

وأكد أن ما حدث في درنة «ليس بالأمر السهل»، وذلك بعد أن أطاحت المياه الناجمة عن انهيار السدين في طريقها بأحياء كاملة.

وأعرب عن اعتقاده بأنها (درنة) تحتاج إلى خطة إعادة إعمار واضحة، وقال: «المطلوب حاليا هو تقييم الوضع والتفكير في كيفية معالجة وتطوير خطة حديثة وسليمة للمدينة قبل إعادة الإعمار، وهذا الأمر ينطبق على بقية المناطق المنكوبة».

وأعلن المتحدث باسم مجلس النواب الليبي عبد الله بليحق أمس الخميس إقرار ميزانية طوارئ بقيمة عشرة مليارات دينار لمعالجة آثار الفيضانات في المناطق المتضررة.

وقالت المنظمة الدولية للهجرة اليوم الجمعة إن عدد النازحين في مناطق شرق ليبيا الأكثر تضررا من الإعصار «دانيال» تجاوز 38 ألفا.

وذكرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) أمس أن نحو 300 ألف طفل تأثروا بتداعيات الإعصار الذي أودى بحياة الآلاف وأدى إلى دمار واسع النطاق.


مقالات ذات صلة

اليابان: 6 قتلى مع استمرار زحف الإعصار شانشان شرقاً

آسيا سيارة مغمورة بالمياه بسبب الأمطار الغزيرة الناجمة عن إعصار شانشان في يوفو بمحافظة أويتا في جنوب غربي اليابان في 29 أغسطس 2024 (رويترز)

اليابان: 6 قتلى مع استمرار زحف الإعصار شانشان شرقاً

لقي ما لا يقل عن ستة أشخاص حتفهم في اليابان جراء الإعصار شانشان الذي زحف، اليوم (السبت)، شرقاً محمّلاً بأمطار غزيرة على أنحاء شاسعة من البلاد.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
آسيا غمرت مياه الأمطار الشوارع في يوفو جنوب غربي اليابان بفعل تقدم الإعصار «شانشان» (رويترز)

«شانشان» يجتاح اليابان... ويخلف خسائر بشرية ومادية (صور)

تحذيرات من حدوث سيول وانهيارات أرضية على مسافة مئات الأميال من مركز العاصفة «شانشان».

«الشرق الأوسط» (فوكوكا)
آسيا الإعصار تسبب في تعطيل حركة الطيران وانقطاع الكهرباء عن أكثر من ربع مليون منزل (أ.ب)

مقتل 3 وإصابة 40 جراء إعصار «شانشان» في اليابان

لقي 3 أشخاص على الأقل حتفهم، وأُصيب ما لا يقل عن 40 في جنوب غربي اليابان، اليوم (الخميس)، عندما ضرب الإعصار «شانشان» إقليم كاجوشيما.

«الشرق الأوسط» (طوكيو )
آسيا أمواج عالية على طول الشاطئ مع اقتراب إعصار «شانشان» من جنوب غربي اليابان في إيبوسوكي بمحافظة كاغوشيما (رويترز)

اليابان تتأهب لأقوى إعصار هذا العام... وتطلب من عشرات الآلاف إخلاء مناطقهم

تستعد اليابان الأربعاء لمواجهة أقوى إعصار يضرب هذا العام؛ إذ طلبت السلطات من عشرات آلاف السكان إخلاء مناطقهم.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
العالم أمواج سبّبها اقتراب الإعصار «إرنستو» من الساحل الجنوبي لبرمودا (رويترز)

الإعصار «إرنستو» يجتاح جزر برمودا ويحرم معظم سكانها من الكهرباء

اجتاح الإعصار «إرنستو» برمودا في ساعة مبكرة اليوم مصحوبا بأمطار غزيرة ورياح قوية، مما أدى إلى انقطاع الكهرباء عن معظم أنحاء الأرخبيل الواقع في المحيط الأطلسي.

«الشرق الأوسط» (ميامي)

الجزائر: غياب الاستقطاب وعنصر التشويق عن حملة «الرئاسية»

عبد القادر بن قرينة (وسط) متزعم حملة مؤيدي الرئيس المترشح (إعلام الحملة)
عبد القادر بن قرينة (وسط) متزعم حملة مؤيدي الرئيس المترشح (إعلام الحملة)
TT

الجزائر: غياب الاستقطاب وعنصر التشويق عن حملة «الرئاسية»

عبد القادر بن قرينة (وسط) متزعم حملة مؤيدي الرئيس المترشح (إعلام الحملة)
عبد القادر بن قرينة (وسط) متزعم حملة مؤيدي الرئيس المترشح (إعلام الحملة)

تنتهي الثلاثاء حملة انتخابات الرئاسة الجزائرية المقررة يوم 7 سبتمبر (أيلول) الجاري، في غياب الاستقطاب السياسي الحاد، الذي يتابعه الجزائريون عادةً في الانتخابات الفرنسية، التي تعد النموذج الأقرب إليهم بحكم القرب الجغرافي، زيادة على الاعتبارات التاريخية ذات الصلة بالاستعمار.

واجتهد الرئيس المنتهية ولايته، المرشح لدورة ثانية، عبد المجيد تبون، والمرشح الإسلامي عبد العالي حساني، والمرشح اليساري يوسف أوشيش في تجمعاتهم، لإقناع الناخبين بـ«أهمية التصويت بكثافة لمنح الرئيس، الذي سيفرزه الصندوق، الشرعية اللازمة التي تمكنَه من حل المشكلات الداخلية، ومواجهة التحديات في الجوار». في إشارة إلى الاضطرابات في مالي والنيجر وليبيا، التي يُجمع المرشحون على أنها «مصدر تهديد لأمننا القومي».

عبد المجيد تبون (حملة المرشح)

وفي بعض التجمعات واللقاءات المباشرة مع المواطنين في الشوارع، بدا اهتمام المرشحين منصبّاً أكثر على الانتخابات بوصفها فعلاً سياسياً أو «واجباً وحقاً» كما ورد في خطاباتهم، أكثر من إقناع الناخبين ببرامجهم وبتعهداتهم.

وساد الهدوء الأسبوعين الأولين من الحملة، التي استمرت 21 يوماً حسب القانون، كما كان متوقعاً، من دون أحداث بارزة. وفي اللقاءات المقررة للأسبوع الثالث التي يجرى أغلبها في العاصمة، لم تُعقد أي تجمعات جماهيرية كبيرة، باستثناء المهرجان الانتخابي الذي نظمه تبون في وهران، كبرى مدن غرب البلاد، يوم 25 من الشهر المنقضي، حيث جمع، حسب مديرية حملته الانتخابية، أكثر من 17 ألف شخص داخل قاعة للألعاب الرياضية، وحيث لوحظ حضور بعض المشاهير من بينهم بطلة أولمبياد باريس صاحبة الميدالية الذهبية في الملاكمة، إيمان خليف التي أثارت جدلاً أخذ بُعداً عالمياً بسبب حملة التنمر ضدها.

يوسف أوشيش مرشح «القوى الاشتراكية» في لقاء مع سكان حي بشرق البلاد (حملة المرشح)

وتجنب المرشحون تبادل الهجمات سواء كانت شخصية أو تتعلق بالبرامج، في التجمعات الميدانية أو في التدخلات الدعائية عبر وسائل الإعلام، الأمر الذي أفقد الانتخابات نكهة التشويق... واللافت، بهذا الخصوص، أن المرشحين أوشيش وحساني لم يوجّها أي انتقاد لحصيلة الولاية للرئيس تبون. أما الصحافة، فقد عدَّ معظمها أنها «كانت إيجابية»، ووفرت تغطية واسعة لعدد كبير من مؤيدي تبون، الأمر الذي استهجنه المرشح الإسلامي، عادّاً وسائل الإعلام «منحازة» إلى الرئيس المترشح، لكن من دون ذكره بالاسم.

وفي مناسبات عديدة، أبدى المرشحان المعارضان استياء من تعليقات ساخرة في وسائل الإعلام الاجتماعي، عدَّت «اللعبة محسومة للرئيس تبون»، وأنهما «يشاركان في الاستحقاق لغرض الديكور الانتخابي، ولمرافقة تبون إلى الأمتار الأخيرة من السباق ليفوز في النهاية».

وهيمنت القضايا الاقتصادية والاجتماعية على الحملة، وبخاصة القدرة الشرائية والإسكان، والبطالة وإنعاش الاقتصاد وتطوير بعض القطاعات مثل الزراعة، وفك العزلة عن المناطق النائية.

وأضفى رئيس «حركة البناء الوطني» عبد القادر بن قرينة، وهو أشد مؤيدي تبون ولاءً، مسحةً من الهزل على الحملة الدعائية بتصريحات أثارت جدلاً، كقوله إن «التملق (للرئيس) شعبة من شعب الإيمان»، أو الحديث الذي جمعه بأحد المواطنين في الشارع، حينما قال له إن «راتب 30 ألف دينار الذي تتقاضاه في بلدك، أفضل من 5 آلاف يورو التي يأخذها جزائري يعيش في سويسرا».

المرشح الإسلامي عبد العالي حساني مع أنصار حزبه جنوب غربي البلاد (حملة المرشح)

كما تم التركيز في الحملة على بعض القضايا الساخنة على الصعيد الدولي، مثل الوضع في غزة وفلسطين، فضلاً عن القضية الصحراوية التي أوجدت خلافاً شديداً مع المغرب، والتصريحات المتعلقة بفلسطين التي أدلى بها الرئيس المنتهية ولايته في قسنطينة (شرق)، وعبّر فيها عن «استعداد الجزائر لإنشاء ثلاثة مستشفيات ميدانية في غزة إذا تم فتح الحدود»، التي أثارت جدلاً كبيراً على وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام الأجنبية.

واضطرت حملة الرئيس المرشح إلى التحرك بسرعة لاحتواء الجدل الذي بدأ يتشكل على وسائل التواصل الاجتماعي، عندما تم تصوير شاب وهو يسجد أمام ملصق انتخابي لعبد المجيد تبون في الجزائر العاصمة. وكتبت الحملة في بيان نُشر يوم الثلاثاء 27 أغسطس (آب): «المرشح المستقل عبد المجيد تبون لا يمكنه قبول هذا النوع من التصرفات التي لطالما ناضل ضدها ورفضها، حتى وإن كانت صادرة عن مؤيديه».