أزمة جديدة تضرب «سوق السجائر» في مصر

اختفاء بعض الأصناف... وتوقعات بارتفاع أسعارها

الشركة الشرقية للدخان (صفحة الشركة الشرقية للدخان على «فيسبوك»)
الشركة الشرقية للدخان (صفحة الشركة الشرقية للدخان على «فيسبوك»)
TT

أزمة جديدة تضرب «سوق السجائر» في مصر

الشركة الشرقية للدخان (صفحة الشركة الشرقية للدخان على «فيسبوك»)
الشركة الشرقية للدخان (صفحة الشركة الشرقية للدخان على «فيسبوك»)

ما بين اختفاء بعض الأصناف، وتوقعات بزيادة مرتقبة في أسعارها، تواجه «سوق السجائر» في مصر أزمة جديدة، وسط تخوفات من تنامي «السوق السوداء»؛ نتيجة عدم توافر المنتج. وتجدد الجدل حول «سوق السجائر» وأسعارها في مصر عقب تصريحات صحافية لرئيس الشعبة العامة للدخان والسجائر باتحاد الصناعات، إبراهيم إمبابي، (مساء الأربعاء) حذر فيها من «وجود أكثر من سعر للسجائر»، و«عدم توافر بعض الأصناف».

كما نقلت وسائل إعلام محلية عن عدد من التجار، شكاوى بشأن «اختفاء» أو عدم توافر بعض أصناف السجائر بالسوق، وهو ما فسره التجار بأنه «يُمهد لزيادة جديدة في أسعار السجائر».

وكانت الشركة الشرقية للدخان (إيسترن كومباني) قد أقرت في مارس (آذار) الماضي، زيادة كانت الثانية خلال 6 أشهر، والثالثة خلال عام على السجائر، و«المعسل» (وهو مصطلح شائع يُستخدم مع النارجيلة «الشيشة»)، وكذا دخان «البايب» بقيم تراوحت بين جنيه و3 جنيهات (الدولار يعادل نحو 30.90 جنيه في المتوسط)، وسبقتها زيادة على أسعار «السجائر الشعبية» في سبتمبر (أيلول) الماضي، وزيادة مماثلة طالت كل منتجات الشركة أقرتها في مارس من العام الماضي.

ووفقاً لتقرير للشركة الشرقية للدخان فإن «المصريين استهلكوا نحو 70 مليار سيجارة خلال عام واحد، وهو العام المالي 2021 - 2022». وذكر التقرير، الذي أصدرته الشركة في سبتمبر الماضي، أن «حجم مبيعات الشركة محلياً خلال الفترة نفسها بلغ 67 ملياراً و882 مليون جنيه».

و«يتسبب التدخين في وفاة أكثر من 8 ملايين شخص في العالم سنوياً»، بحسب تقرير منظمة الصحة العالمية. وقال التقرير، الذي أصدرته المنظمة في يونيو (حزيران) من العام الماضي، إن «استهلاك التبغ يؤدي إلى فقدان 600 مليون شجرة، و200 ألف هكتار من الأراضي، و22 مليار طن من المياه».

زيادة جديدة في أسعار السجائر بمصر (أرشيفية)

من جهته قال رئيس الشعبة العامة للدخان والسجائر باتحاد الصناعات، إبراهيم إمبابي لـ«الشرق الأوسط» (الخميس)، إن «السبب في اختفاء بعض أصناف السجائر من السوق، ووجود أكثر من سعر، أو ما يطلق عليه (سوق سوداء أو موازية) هو (استغلال) التجار، حيث يقومون بتخزين المنتج توقعاً لزيادة مرتقبة في الأسعار».

ودعا إمبابي إلى «تفعيل الرقابة على الأسواق والأسعار، وتوعية المواطنين بعدم الشراء بأسعار أعلى من السعر المقرر»، موضحاً أنه «توجد زيادة مرتقبة تم الاتفاق عليها بين اتحاد الصناعات ووزارة المالية منذ 3 أشهر، حيث وافقت الحكومة المصرية على إجراء تعديل تشريعي جديد على (قانون القيمة المضافة) لإقرار زيادة على أنواع السجائر بقيمة تتراوح بين 1.5 جنيه وجنيهين، لكن التعديلات ما زالت في البرلمان انتظاراً لإقرارها».

وسبق أن أقرّ مجلس النواب المصري (البرلمان) في فبراير (شباط) 2020 تعديلات على بعض أحكام قانون الضريبة على القيمة المضافة الصادر عام 2016، وتضمنت التعديلات «فرض ضرائب ورسوم على السجائر ومنتجات التبغ يتم تحميلها على سعر البيع للمستهلك، على أن يتم تحصيلها من المنتج أو المستورد».

وعلى الرغم من عدم صدور إعلان رسمي من الشركة الشرقية للدخان بأي «زيادة جديدة على منتجاتها خلال الوقت الراهن»، فإن محمد عبد الله، صاحب (كشك) لبيع السجائر بوسط القاهرة، قال لـ«الشرق الأوسط»، إن «أنواع (المعسل) المختلفة زادت 5 جنيهات، وهي زيادة من الشركة وليس التجار؛ لأن السعر الجديد مكتوب على (العلبة)»، مضيفاً: «بدأ الأمر منذ نحو أسبوع، حيث أخبرني (تاجر الجملة) أنه لا يوجد (معسل) واختفى فعلاً من الأسواق، وقبل 4 أيام فوجئت بطرح الشركة عبوات جديدة تتضمن الزيادة».


مقالات ذات صلة

أرباح «سابك للمغذيات» تتراجع 21 % إلى 220 مليون دولار في الربع الثالث

الاقتصاد وحدة العمل الاستراتيجية للمغذيات الزراعية التابعة لـ«سابك» (موقع الشركة)

أرباح «سابك للمغذيات» تتراجع 21 % إلى 220 مليون دولار في الربع الثالث

تراجع صافي ربح شركة «سابك للمغذيات الزراعية» السعودية بمعدل 21 % إلى 827 مليون ريال (220.5 مليون دولار) خلال الربع الثالث من العام الحالي

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد الرياض تستحوذ على نحو 60 % من إجمالي الصفقات العقارية (رويترز)

ارتفاع الطلب وخفض الفائدة يعززان نمو الصفقات العقارية بالسعودية

ارتفعت قيمة الصفقات العقارية في السعودية إلى 50 مليار دولار؛ أي بنسبة 35 في المائة، حتى نهاية سبتمبر. فما هي الأسباب وراء ذلك؟

محمد المطيري (الرياض)
الاقتصاد رجل عند أحد مخارج مصنع تكرير تابع لشركة «تشامبرود» للبتروكيميائيات في بينزهو بمقاطعة شاندونغ الصينية (رويترز)

مصافي النفط الصينية تحصل على عروض إيرانية بخصومات أقل

تقول شركات تكرير النفط الخاصة في الصين إن البائعين الإيرانيين يسعون إلى رفع أسعارهم عبر تقديم خصومات أضيق، في وقت تتصاعد فيه التوترات بالشرق الأوسط.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد السفيرة الدنماركية لدى السعودية ليزيلوته بلزنر في زيارة لها لمنطقة عسير (حسابها على إكس)

اتجاه متصاعد من الشركات الدنماركية الصغيرة والمتوسطة لدخول السوق السعودية

كشفت مسؤولة دنماركية عن اتجاه متزايد للشركات الدنماركية الصغيرة والمتوسطة الحجم والمبتكرة للغاية لدخول السوق السعودية.

فتح الرحمن يوسف (الرياض)
الاقتصاد شعار «أرامكو السعودية» في معرض «هايفوليوشن» في باريس (رويترز)

«أرامكو» تنهي إصدار صكوك دولية بـ3 مليارات دولار وسط إقبال واسع

أعلنت «أرامكو السعودية»، يوم الخميس، إكمال إصدار صكوك دولية بقيمة 3 مليارات دولار، وهو مؤلف من شريحتين من الصكوك المقوّمة بالدولار.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

حوادث مرورية متكرّرة تفجع مصريين

الطرق السريعة في مصر (وزارة النقل المصرية)
الطرق السريعة في مصر (وزارة النقل المصرية)
TT

حوادث مرورية متكرّرة تفجع مصريين

الطرق السريعة في مصر (وزارة النقل المصرية)
الطرق السريعة في مصر (وزارة النقل المصرية)

شهدت مناطق متفرقة في مصر حوادث مرورية مفجعة، أخيراً؛ مما أثار تساؤلات حول أسباب تكرارها، في حين رأى خبراء أن «غالبية تلك الحوادث تقع نتيجة لأخطاء من العنصر البشري».

وشهدت مصر، الجمعة، حادثاً أُصيب خلاله نحو 52 شخصاً، إثر انقلاب حافلة (أتوبيس رحلات) على طريق «الجلالة - الزعفرانة» (شمال محافظة البحر الأحمر - جنوب مصر)، قبل توجهها إلى دير الأنبا أنطونيوس بالمحافظة.

وأعلنت وزارة الصحة المصرية «خروج جميع المصابين من المستشفى، بعد تحسّن حالاتهم»، وقالت في إفادة لها، الجمعة، إن «الحادث أسفر عن إصابة 52 راكباً؛ نُقل 31 منهم إلى مستشفى (رأس غارب) التخصصي، في حين تم إسعاف 21 مصاباً آخرين بموقع الحادث».

واحتجزت الأجهزة الأمنية سائق «الحافلة» المتسبّب في الحادث، في حين كلّفت السلطات القضائية لجنة فنية بفحص أسباب وقوع الحادث حول ما إذا كان عطلاً فنياً أم خطأ بشرياً نتيجة للقيادة الخاطئة، حسب وسائل إعلام محلية.

وأعاد انقلاب الحافلة بطريق «الجلالة - الزعفرانة» إلى الأذهان حادث انقلاب حافلة تابعة لجامعة «الجلالة الأهلية»، على الطريق السريع «الجلالة - العين السخنة»، في منتصف شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي؛ مما أدّى إلى وفاة 7 أشخاص، وإصابة نحو 25 آخرين.

وشهدت منطقة الشيخ زايد بمحافظة الجيزة (غرب القاهرة) حادث «دهس» سيارة، دراجةً نارية كان يستقلها عامل «دليفري» (التوصيل المنزلي)؛ مما أدى إلى مقتله.

كما شهدت محافظة الفيوم (جنوب القاهرة) حادث انقلاب سيارة نقل ركاب، الخميس، على الطريق الصحراوي السريع؛ مما أدى إلى إصابة 14 شخصاً.

وأظهرت التحريات الأولية للحادث أن السيارة تعرّضت للانقلاب، نتيجة السرعة الزائدة، وفقدان السائق السيطرة عليها.

وسجّلت إصابات حوادث الطرق في مصر ارتفاعاً بنسبة 27 في المائة، على أساس سنوي، بواقع 71016 إصابة عام 2023، في حين بلغ عدد المتوفين في حوادث الطرق خلال العام نفسه 5861 حالة وفاة، بنسبة انخفاض 24.5 في المائة، وفقاً للنشرة السنوية لنتائج حوادث السيارات والقطارات الصادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء المصري، في شهر مايو (أيار) الماضي.

طريق الجلالة (وزارة النقل المصرية)

وباعتقاد رئيس الجمعية المصرية لرعايا ضحايا الطرق (منظمة مدنية)، سامي مختار، أن «نحو 80 في المائة من حوادث الطرق يحدّث نتيجة لأخطاء من العنصر البشري»، مشيراً إلى أن «تكرار الحوادث المرورية يستوجب مزيداً من الاهتمام من جهات حكومية؛ للحد من وقوعها، وتعزيز السلامة على الطرق».

ودعا مختار، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إلى «ضرورة تكثيف حملات التوعية بالسلامة المرورية، لجميع مستخدمي الطرق، من سائقي السيارات والركاب»، قائلاً إن حملات التوعية يجب أن تشمل «التعريف بقواعد وآداب السير على الطرق، وإجراءات السلامة، والكشف على تعاطي المخدرات للسائقين في أثناء السير»، ومشدداً على ضرورة «تكثيف حملات الرقابة بخصوص تعاطي المخدرات في أثناء القيادة».

ولقي حادث انقلاب حافلة طريق «الجلالة» تفاعلاً من رواد منصات التواصل الاجتماعي في مصر؛ حيث دعوا إلى «مراجعة الحالة الفنية للطريق، بعد تكرار حوادث انقلاب حافلات الركاب عليه».

بينما يستبعد أستاذ هندسة الطرق بجامعة عين شمس، حسن مهدي، فرضية أن يكون وقوع الحوادث بسبب الحالة الفنية للطريق، مرجعاً ذلك إلى «عدم تكرار الحوادث في مكان واحد على الطريق»، ومشيراً إلى أن «وقوع الحوادث المرورية في مناطق متفرقة يعني أن السبب قد يكون فنياً؛ بسبب (المركبة)، أو لخطأ بشري من السائق».

وأشار مهدي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إلى ضرورة «تطبيق منظومة النقل الذكي، للحد من الحوادث، خصوصاً على الطرق السريعة»، مضيفاً أن «التوسع في المراقبة الذكية لحركة السير سيقلّل من الأخطاء، ويُسهم في التزام السائقين بإجراءات السلامة في أثناء القيادة»، وموضحاً أن «مشروع قانون المرور الجديد، المعروض أمام البرلمان ينص على تطبيق هذه المنظومة بشكل موسع».

وتضع الحكومة المصرية «قانون المرور الجديد» ضمن أولوياتها في الأجندة التشريعية لدور الانعقاد الحالي للبرلمان، وناقش مجلس النواب، في شهر أكتوبر الماضي «بعض التعديلات على قانون المرور، تضمّنت عقوبات مغلظة على مخالفات السير، والقيادة دون ترخيص».