مؤتمر تونسي يبحث «غموض» موعد الانتخابات الرئاسية المقبلة

تساؤلات إن كانت ستجرى وفق دستور 2014 أم 2022

الرئيس سعيد لم يعلن بصفة رسمية عن إمكانية ترشحه لعهدة رئاسية ثانية (أ.ف.ب)
الرئيس سعيد لم يعلن بصفة رسمية عن إمكانية ترشحه لعهدة رئاسية ثانية (أ.ف.ب)
TT

مؤتمر تونسي يبحث «غموض» موعد الانتخابات الرئاسية المقبلة

الرئيس سعيد لم يعلن بصفة رسمية عن إمكانية ترشحه لعهدة رئاسية ثانية (أ.ف.ب)
الرئيس سعيد لم يعلن بصفة رسمية عن إمكانية ترشحه لعهدة رئاسية ثانية (أ.ف.ب)

نظم «ائتلاف صمود» اليساري التونسي اليوم (الثلاثاء) ندوة وطنية بعنوان «أي تاريخ لموعد الانتخابات الرئاسية المقبلة؟»، حضرها عدد من ممثلي المنظمات الوطنية والجمعيات والأحزاب والشخصيات، التي طرحت عدة تساؤلات حول موعد الانتخابات الرئاسية المقررة دستورياً نهاية سنة 2024، وحملت في جوهرها شكوكاً حول إمكانية إجرائها بالفعل، وإن كانت ستجرى وفق دستور 2014 أم دستور 2022، وما حمله من صلاحيات دستورية مختلفة لرئيس الجمهورية.

صورة من اجتماع «ائتلاف صمود» في ندوة «أي تاريخ لموعد الانتخابات الرئاسية المقبلة؟» (من موقع الائتلاف)

وقدم السياسي يوسف الصديق مداخلة عنوانها «في التداول السلمي على السلطة». كما قدم الصادق بالعيد، أستاذ القانون الدستوري، مداخلة بعنوان «الانتخابات الرئاسية... صمت الدساتير»، في حين قدم أمين محفوظ، وهو أيضاً أستاذ للقانون الدستوري، مداخلة تساءل فيها: كيف يتم ضبط تاريخ موعد الانتخابات الرئاسية المقبلة؟ أما حسين الديماسي، وزير المالية السابق، فقد طرح تساؤلاً حول كلفة عدم إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها، مؤكداً أنها ستكون «باهظة الثمن» على حد تعبيره.

وكان عدد من السياسيين ورؤساء الأحزاب، من بينهم ألفة الحامدي رئيسة حزب «الجمهورية الثالثة»، ونزار الشعري رئيس «حركة قرطاج الجديدة»، وكلاهما من السياسيين الشباب، قد طالبوا بإجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها، وفتح أبواب الترشح أمام الفئات الشابة، وضخ دماء جديدة في الساحة السياسية التي «أصابها الوهن» على حد تعبيرهم.

وفي هذا الشأن، قال الشعري الذي أعلن بصفة مبكرة نيته الترشح للانتخابات الرئاسية لسنة 2024 لـ«الشرق الأوسط»، إن انتخاب سعيد رئيساً لتونس في سنة 2019 كان «بمثابة الثورة الثانية، وقد اتضح ذلك إثر تجميد البرلمان، ثم تغيير الدستور وإطلاق الجمهورية الثالثة... لكن في يوليو (تموز) 2021 تأكد أن ما أقره الرئيس سعيد يعتبر النهاية السياسية له، وهو بذلك... لا بد أن يفتح المجال لجيل جديد من السياسيين من أجل بناء تونس الجديدة».

الشعري في إحدى جولاته الميدانية (الشرق الأوسط)

وبخصوص إمكانية ترشح الرئيس الحالي لعهدة رئاسية ثانية، وسبب عدم إعلانه عن ذلك بصفة رسمية، توقع الشعري الطامح للوصول إلى قصر قرطاج، أن الرئيس سيعلن عن ترشحه لعهدة ثانية، «فقد قام بمهمته التي جاء من أجلها على أتم وجه، ولم يعد يطمح لشيء آخر بعد ذلك، وقد صرح في وقت سابق بأنه سيسلم تونس للوطنيين من أبنائها، وأغلب الظن أنهم كثر، ولديهم من الحلم والطموح والقدرة ما يؤهلهم إلى الانطلاق في تشييد الوطن، الذي يريده الشعب، والإعداد لعودة قرطاج عظيمة من جديد».

وحول تقدم الرئيس سعيد بفارق مريح على حساب أي مرشح للرئاسة في تونس، وفق معظم عمليات سبر الآراء المنشورة خلال الأشهر الماضية، قال الشعري: «إذا سلمنا بأن عمليات سبر الآراء محايدة، ولا تخضع لتقنيات التوجيه، فإن أهم ما يمكن فهمه هو انتهاء طبقة سياسية كاملة لم تعد تتماهى مع تطلعات الشعب التونسي، ثم تعاظم نسبة المنتخبين الذين لم يختاروا بعد مرشحهم، وأخيراً تأثير الحالة الاقتصادية الصعبة على الحالة السياسية في تونس».

من جلسة سابقة لأعضاء هيئة الانتخابات حول الإعداد للانتخابات المقبلة (موقع الهيئة)

كل هذه الأسباب، حسب الشعري، تجعل ثقة التونسيين في قدرة الشباب على الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، والوصول إلى قصر قرطاج كبيرة، ولذلك فالمطلوب هو فتح باب الأمل للشباب، والتواصل المباشر مع التونسيين، وتقديم حلول ملموسة للانتظارات المحلية، دون تمويه أو مغالاة.


مقالات ذات صلة

تونس: تمديد حبس 20 أمنياً في قضية «تهريب إرهابيين من السجن»

شمال افريقيا صور الإرهابيين الخمسة الذين فروا من سجن المرناقية قبل عام وتسبب تهريبهم في إيقاف عشرات الأمنيين  (صور وزارة العدل التونسية أرشيف)

تونس: تمديد حبس 20 أمنياً في قضية «تهريب إرهابيين من السجن»

كشفت مصادر أمنية تونسية عن إيقاف 5 من «التكفيريين» وعشرات من المشتبه في تعاونهم مع «الإرهابيين» ومهربي البشر ومع العصابات المتورطة في جرائم عديدة.

كمال بن يونس (تونس)
شمال افريقيا المرشح العياشي زمال (الشرق الأوسط)

النيابة العامة تأمر بسجن مرشح لـ«رئاسية» تونس

النيابة العامة في تونس تأمر بسجن المرشح الرئاسي التونسي العياشي زمال للاشتباه في تزوير تزكيات شعبية.

«الشرق الأوسط» (تونس)
شمال افريقيا فاروق بوعسكر يترأس اجتماعاً لهيئة الانتخابات التونسية (الهيئة)

منظمات تونسية ودولية تطالب باحترام «التعددية» في الانتخابات الرئاسية

طالبت 26 منظمة تونسية ودولية، وحوالي مائتي شخصية، في بيان مشترك، باحترام «التعددية» خلال الانتخابات الرئاسية وتطبيق القرارات الإدارية لإعادة قبول المرشحين.

«الشرق الأوسط» (تونس)
شمال افريقيا هيئة الانتخابات في أحد اجتماعاتها (موقع الهيئة)

القضاء التونسي يقضي بعودة 3 مرشحين إلى السباق الرئاسي

قضت المحكمة الإدارية في تونس، الجمعة، في ختام جلسات التقاضي بكامل مراحلها، بإعادة 3 مرشحين إلى السباق الرئاسي.

«الشرق الأوسط» (تونس)
شمال افريقيا فاروق بوعسكر رئيس هيئة الانتخابات التونسية يقدم آخر المستجدات حول الانتخابات الرئاسية المقبلة (إ.ب.أ)

هيئة الانتخابات التونسية تتلقى 171 اعتراضاً حول التزكيات

تقديم 171 اعتراضاً في مختلف مقرات الهيئة، تتعلق بتزكيات شعبية مقدمة إلى مختلف المترشحين للانتخابات الرئاسية المقبلة.

«الشرق الأوسط» (تونس)

كيف ينظر الليبيون لما يجري في غزة ولبنان؟

كيف ينظر الليبيون لما يجري في غزة ولبنان؟
TT

كيف ينظر الليبيون لما يجري في غزة ولبنان؟

كيف ينظر الليبيون لما يجري في غزة ولبنان؟

لا يجد بعض المسؤولين الليبيين غضاضة في ارتداء الكوفية الفلسطينية الشهيرة أمام عدسات المصورين، تعبيراً عن دعمهم لقطاع غزة ضد العدوان الإسرائيلي، في ظل تمسك البلد المنقسم سياسياً بـ«تجريم التطبيع مع إسرائيل».

فمن أمام جلسات الجمعية العامة للأمم المتحدة، إلى قاعات الاجتماعات في ليبيا، تأتي الموافقة الرسمية لتعكس جانباً من رؤية البلاد حيال الأحداث في غزة، وما يجري في لبنان، لكن تظل ردود الفعل المجتمعية «أكثر غضباً» في كثير من الأحايين.

وفي ظل تعاطف مجتمعي ليبي واسع مع الشعبين الفلسطيني واللبناني، يأتي الخطاب الرسمي على لسان رئيس «المجلس الرئاسي» محمد المنفي، ليؤكد أن «ما يرتكبه الاحتلال الإسرائيلي من جرائم إبادة وتطهير عرقي ضد الشعبين الفلسطيني واللبناني يُمثل انتهاكاً صارخاً للقوانين الدولية».

وتعبر قطاعات ليبية عدة عن «تعاطفها وتضامنها» مع ما يجري في غزة ولبنان، وفق ما يرصد عبد الرؤوف بيت المال، النائب بحزب «ليبيا النماء»، لكنه يشير إلى أن الانقسام الحاصل في البلاد «يفتت الرؤية في ظل عدم وجود حكومة واحدة».

والمنفي الذي أكد حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره و«إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف»، ذكّر أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة نهاية الأسبوع الماضي، بموقف بلده، الذي انضم إلى جنوب أفريقيا في القضية المرفوعة أمام محكمة العدل الدولية ضد إسرائيل.

وفيما دعا المنفي لتعزيز المساءلة عن «الانتهاكات والإبادة الجماعية» التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، رأى أن «إبعاد شبح نشوب حرب إقليمية في المنطقة، يكون من خلال معالجة الوضع في غزة، وإيقاف الانتهاكات والاعتداءات الجسيمة في فلسطين ولبنان».

وفي أعقاب اندلاع الحرب على غزة، شهدت طرابلس بعض المظاهرات الغاضبة، مثل بقية العواصم العربية؛ إذ احتشد آلاف المواطنين في «ميدان الشهداء» بوسط طرابلس، للتنديد بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وتضامناً مع الشعب الفلسطيني.

ويرى بيت المال في حديث إلى «الشرق الأوسط»، أن الشعب الليبي «واعٍ لما يحاك للقضية الفلسطينية؛ وأن النظام الصهيوني يعمل على تفتيت العرب والعمل على تأسيس إسرائيل الكبرى». ويعتقد أن كل ما يحدث في فلسطين ولبنان وسوريا والعراق «يسير في اتجاه تكوين إسرائيل الكبرى».

الموقف الرسمي الليبي المُعلن من إسرائيل والتطبيع معها «مجرّم» وفق قرار سابق لمجلس النواب، الذي أكد رئيسه، عقيلة صالح، عدم «إقامة أي اتصالات أو علاقات مع الأشخاص الطبيعيين أو الاعتباريين الإسرائيليين، وتجريم سفر الطائرات والسفن الإسرائيلية عبر ليبيا».

وظهر صالح مرتدياً الكوفية الفلسطينية في جلسة رسمية عقدها البرلمان، عقب الكشف عن «لقاء سري» بين وزيرة الخارجية بحكومة «الوحدة الوطنية» المقالة نجلاء المنقوش، ونظيرها الإسرائيلي إيلي كوهين في روما.

وقال صالح: «عاشت فلسطين في الوجدان الليبي اسماً عزيزاً يثير الحزن، ويشعل الغضب، ويلهب الأحاسيس، فنشأ تقارب كبير بينها وبين ليبيا، أسهم في إبراز خصوصية ما بينهما من روابط، ومنشأ هذا التقارب في العروبة والإسلام هو تعرض البلدين إلى احتلال استيطاني هدف إلى طمس الهوية».

ومندوب ليبيا بالأمم المتحدة الطاهر السني، الذي ظهر مرتدياً الكوفية الفلسطيني هو الآخر خلال كلمة سابقة له في جلسة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، تتعلق بالشأن الليبي، قال إن ليبيا «لن تعدّ المقاومة ضد الاحتلال والدفاع عن النفس إرهاباً؛ ومن منكم نال استقلاله وتحرر من الاستعمار دون مقاومة».

ونقل السني جانباً من كلمته في تغريدات قصيرة عبر حسابه على منصة «إكس»، وزاد: «التاريخ سيتذكر من أخذ موقفاً قانونياً أو إنسانياً مما يجري؛ وسيتذكر كل من كانت إنسانيته في غيبوبة ودعم، أو صمت على الجرائم والفظائع المرتكبة بالبث المباشر صوتاً وصورة».

وكان رئيس حكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة عبد الحميد الدبيبة، قد سارع لإصدار قرار في 25 يونيو (حزيران) الماضي، يستثني بموجبه مواطني دولة فلسطين من جميع الرسوم المتعلقة بالتأشيرات والإقامة، المحددة باللائحة التنفيذية للقانون رقم 6 لسنة 1987.

ولم تمنع الاتهامات المواجهة لحكومة «الوحدة» بالسعي لـ«التطبيع مع إسرائيل» من ارتداء الدبيبة الكوفية الفلسطينية خلال جولة ميدانية، بالعاصمة طرابلس قبل نحو عام تقريباً.

كما استقبل في مرات سابقة بمكتبه نائب رئيس الوزراء، ووزير الإعلام الفلسطيني نبيل أبو ردينة، والسفير الفلسطيني لدى ليبيا محمد رحال، وبحث معهما مستجدات الأوضاع السياسية في فلسطين، وآلية تقديم المساعدات الإنسانية لأهالي غزة، إضافة إلى سُبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.

وبموازاة المواقف الرسمية، تعكس ردود الفعل الخاصة مواقف «أكثر سخونة» تجاه ما يحدث في غزة ولبنان، إذ انتقد أحمد قذاف الدم المسؤول السياسي لـ«جبهة النضال الوطني الليبية»، «الصمت على ما يحدث من عدوان سَافِرْ على لبنان».

وقال في تصريح صحافي: «أحيي الصمود البطولي لـ(حزب الله)، والشعب اللبناني لوقوفهما بكبرياء في وجه الغطرسة الإسرائيلية».