«لوبيينغ» جزائري في ربع الساعة الأخير للفوز بمقعد في مجلس الأمن

عطاف في اجتماعات ماراثونية بنيويورك لحشد التأييد لترشح الجزائر

TT
20

«لوبيينغ» جزائري في ربع الساعة الأخير للفوز بمقعد في مجلس الأمن

مجلس الأمن (أ.ف.ب)
مجلس الأمن (أ.ف.ب)

بدأ وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف بنيويورك، حملة لحشد التأييد لترشح بلاده لانتخابات مجلس الأمن الدولي، المقررة في 6 يونيو (حزيران) المقبل. ووفق تقديرات المشرفين على الحملة، ضمنت الجزائر 51 في المائة من الأصوات بفضل دعم المجموعتين العربية والأفريقية، قبل موعد التصويت، لكنها تطمح إلى بلوغ 75 في المائة.

من لقاءات عطاف في الأمم المتحدة (الخارجية الجزائرية)
من لقاءات عطاف في الأمم المتحدة (الخارجية الجزائرية)

والتقى عطاف، الأربعاء، بمقر الأمم المتحدة، سفراء وممثلي الدول الأعضاء بالهيئة الأممية، وكوادرها وموظفيها «في إطار نشاط يهدف للترويج وحشد الدعم لترشيح الجزائر، لعضوية مجلس الأمن خلال الفترة 2024 - 2025»، حسبما جاء في بيان لوزارة الخارجية.

وقال عطاف في خطاب أمامهم، إن «التحديات الماثلة أمام منظمة الأمم المتحدة، في المرحلة الراهنة، أضحت أكثر حدة وأكثر ضراوة مما كانت عليه في السابق»، مشيراً إلى أنه «برغم كل النقائص التي تشوب أداء هذه المنظمة، جراء افتقارها إلى الإرادة السياسية اللازمة للوفاء بوعود طال انتظارها، فإن شعوب المعمورة لا تزال تتمسك بها كمنارة أمل ومستودع أبدي، للتطلعات المشروعة للبشرية جمعاء».

نشاط الوزير بالأمم المتحدة (الخارجية الجزائرية)
نشاط الوزير بالأمم المتحدة (الخارجية الجزائرية)

وتحدث عطاف عن «علاقة فريدة وخاصة ومتميزة»، بين الجزائر والمنظمة. مشدداً على أن «العديد من المعالم التاريخية للجزائر تبرز وتشرح طبيعة هذه العلاقة، التي بدأت في عام 1956 عندما تم إدراج قضية إنهاء الاستعمار في الجزائر على جدول أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة».

وأكد عطاف أن «أحداثاً تاريخية جمعت بلاده بالأمم المتحدة، ساهمت في صقل هوية السياسة الخارجية للجزائر، وتعزيز التزامها الراسخ بتحمل نصيبها من أعباء تحقيق الأهداف المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة، والمشاركة بحزم في الجهود العالمية الرامية إلى ضمان مستقبل أفضل للبشرية جمعاء».

جانب آخر من لقاءات الوزير الجزائري (الخارجية الجزائرية)
جانب آخر من لقاءات الوزير الجزائري (الخارجية الجزائرية)

وعرض وزير الخارجية على السفراء والدبلوماسيين، نتائج رئاسة بلاده القمة العربية الـ31 التي جرت بالجزائر في 2022، مبرزاً «المساعي التي بذلتها في سبيل تعزيز التلاحم العربي وتحقيق المصالحة الفلسطينية، وإحياء عملية السلام في الشرق الأوسط للمساهمة في الوصول إلى حل عادل ودائم للصراع العربي - الإسرائيلي على أساس قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة وخطة السلام العربية لعام 2002».

كما قال إن الجزائر قادت وساطات في أفريقيا «للمساعدة على إنهاء الأزمات، لا سيما في مالي، ومساعيها لتسخير الجهود الإقليمية لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود». مبرزاً «التوجه الجديد الذي أضفاه رئيس الجمهورية (عبد المجيد تبون) لتعزيز البعد الإنمائي، عبر تمويل وإنجاز العديد من المشاريع التنموية في البلدان الأفريقية المجاورة».

وذكر عطاف أن الجزائر، ستسهر على 4 أولويات، في حال فوزها بعضوية مجلس الأمن، تتمثل في «العمل على تعزيز التسوية السلمية للأزمات، وتوطيد الشراكات ودعم دور المنظمات الإقليمية، وتعزيز مكانة المرأة والشباب في مسارات السلم، وإضفاء زخم أكبر على الحرب الدولية ضد الإرهاب».

وزير الخارجية الجزائري السابق في حملة لحشد التأييد في يناير 2023
وزير الخارجية الجزائري السابق في حملة لحشد التأييد في يناير 2023

وخاض وزير الخارجية السابق رمطان لعمامرة، في يناير (كانون الثاني) الماضي، حملة كبيرة في الاتحاد الأفريقي، بمناسبة «اجتماع لجنة العشرة الأفريقية الخاصة بإصلاح مجلس الأمن للأمم المتحدة»، الذي عقد بكونغو، حيث دعا الدول الأعضاء إلى الوقوف مع بلاده في مسعى ترشحها لمقعد غير دائم بمجلس الأمن الدولي. وحرص على التأكيد بأنها «ستعمل على تحقيق تقدم ملموس في المفاوضات الحكومية، من أجل إصلاح مجلس الأمن، وتحقيق نظام دولي أكثر تمثيلاً وعدلاً وتوازناً»، وأشار إلى «تداعيات الأزمة الدولية الراهنة، التي تحمل بوادر تشكيل موازين جديدة للقوى على الساحة الدولية».

وقال إن الجزائر ترحب بالعرض الذي قدمه رئيس وأعضاء «لجنة العشرة» بعقد اجتماعهم الوزاري المقبل بالجزائر، الذي يرتقب أن يصادف، حسبه، انضمام الجزائر كعضو غير دائم في مجلس الأمن للأمم المتحدة.


مقالات ذات صلة

تركيا وروسيا تطالبان برفع العقوبات على سوريا وتدعمان إدارتها

المشرق العربي مشاورات تركية - روسية حول سوريا والتطورات في المنطقة عقدت في إسطنبول (الخارجية التركية)

تركيا وروسيا تطالبان برفع العقوبات على سوريا وتدعمان إدارتها

أكدت تركيا وروسيا ضرورة رفع العقوبات المفروضة على سوريا، ووقف الاعتداءات الإسرائيلية، وجدّدتا تمسكهما بوحدتها ودعم إدارتها الجديدة

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني يتحدث أمام مجلس الأمن (أ.ب) play-circle

سوريا تطالب مجلس الأمن بالضغط على إسرائيل لتنسحب من أراضيها

دعا وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، الجمعة، مجلس الأمن إلى «ممارسة الضغط» على إسرائيل للانسحاب من الأراضي السورية، وذلك في أول كلمة له في الأمم المتحدة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
المشرق العربي المندوبة الأميركية لدى مجلس الأمن دوروثي شيا (لقطة من فيديو)

أميركا: السلطات السورية مسؤولة عن مكافحة الإرهاب وطرد المقاتلين الأجانب

قالت المندوبة الأميركية لدى مجلس الأمن دوروثي شيا، اليوم الجمعة، إن السلطات الجديدة في سوريا مسؤولة عن مكافحة الإرهاب وعدم الاعتداء على دول الجوار.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
المشرق العربي مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا غير بيدرسون خلال جلسة لمجلس الأمن يوم 25 أبريل 2025 (لقطة من فيديو)

المبعوث الأممي لسوريا: الوضع في منطقة الساحل السوري يمثل تحدياً

حذر مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، غير بيدرسون، اليوم الجمعة، من أن الوضع في منطقة الساحل السوري ما زال يمثل تحدياً كبيراً.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
شمال افريقيا تيتيه تتحدث عن انقسام المجلس الأعلى للدولة وتأثيره على العملية السياسية الليبية (البعثة الأممية)

تيتيه: جميع المؤسسات الليبية تجاوزت ولاياتها الشرعية

قالت المبعوثة الأممية إلى ليبيا إنه عندما يتحدث مجلس الأمن الدولي بصوت واحد ويدرك الفاعلون الوطنيون والدوليون هذا الأمر فإن هامش المناورة يصبح محدوداً.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

المغرب وتحالف دول الساحل لتسريع مبادرة «الولوج للمحيط الأطلسي»

الملك محمد السادس خلال لقائه وزراء خارجية بوركينا فاسو ومالي النيجر (أ.ف.ب)
الملك محمد السادس خلال لقائه وزراء خارجية بوركينا فاسو ومالي النيجر (أ.ف.ب)
TT
20

المغرب وتحالف دول الساحل لتسريع مبادرة «الولوج للمحيط الأطلسي»

الملك محمد السادس خلال لقائه وزراء خارجية بوركينا فاسو ومالي النيجر (أ.ف.ب)
الملك محمد السادس خلال لقائه وزراء خارجية بوركينا فاسو ومالي النيجر (أ.ف.ب)

أعلن وزراء خارجية بوركينا فاسو ومالي النيجر إثر لقائهم في الرباط الإثنين العاهل المغربي الملك محمد السادس التزامهم «تسريع» تطبيق مبادرة المملكة لتمكين دولهم من الولوج للمحيط الأطلسي، وفق ما أفادت وكالة الأنباء المغربية.

وقالت الوكالة إن الملك استقبل وزراء خارجية بوركينا فاسو كاراموكو جون ماري تراوري، ومالي عبد الله ديوب، والنيجر باكاري ياوو سانغاري، «في إطار العلاقات القوية والعريقة» التي تجمع بين دولهم والمملكة. وأشاد الوزراء، على وجه الخصوص، بمبادرة المغرب لتمكين دول الساحل الثلاث من الولوج إلى المحيط الأطلسي، «مجدّدين انخراطهم التام والتزامهم من أجل تسريع تفعيلها»، بحسب نفس المصدر.

وكان الملك محمد السادس أعلن عن هذا المشروع في خطاب القاه في العام 2023 وقال فيه «نقترح إطلاق مبادرة على المستوى الدولي تهدف إلى تمكين دول الساحل من الولوج إلى المحيط الأطلسي»، الذي يمتد على سواحل الصحراء المتنازع عليها مع جبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر.

لكن لم يعلن حتى الآن عن جدول زمني لتنفيذ هذه المبادرة التي يُنتظر أن تتجسّد في شبكة من الطرق والبنى التحتية.

وأعرب الوزراء الثلاثة عن تقديرهم «للمبادرة التي تأتي في وقت تعيش فيه بلداننا نوعا من الحجر السياسي والاقتصادي»، وفق ما قال وزير خارجية بوركينا فاسو كاراموكو جون ماري تراوري لوسائل إعلام مغربية رسمية عقب اللقاء مع الملك.

من جهته، أشار نظيره المالي عبد الله ديوب إلى أهمية «تنويع الولوج إلى البحر» بالنسبة للبلدان الثلاثة. بدوره، اعتبر الوزير النيجيري باكاري ياوو سانغاري المشروع المغربي بمثابة «فرصة لبلداننا (...) المعزولة».

وبوركينا فاسو ومالي النيجر هي بلدان حبيسة شكّلت تحالفا في ما بينها وتحكمها أنظمة عسكرية وصلت إلى السلطة إثر انقلابات بين عامي 2020 و2023 وتقاربت مع روسيا بعد تخليها عن فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة.

ومؤخرا توترت علاقات هذه الدول مع الجزائر، الغريم الإقليمي للمغرب، حيث أعلنت مطلع أبريل (نيسان) استدعاء سفرائها لدى الجزائر التي اتهمتها بإسقاط طائرة مسيّرة تابعة لجيش باماكو في شمال الأراضي المالية قرب الحدود الجزائرية في نهاية مارس (آذار).