عائلة السنوسي تطالب قبائل ليبيا بالضغط لكشف مصيره

دعت لإطلاق سراحه «لبراءته من كل التهم المنسوبة إليه»

عبد الله السنوسي رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية في عهد القذافي (أ.ف.ب)
عبد الله السنوسي رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية في عهد القذافي (أ.ف.ب)
TT

عائلة السنوسي تطالب قبائل ليبيا بالضغط لكشف مصيره

عبد الله السنوسي رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية في عهد القذافي (أ.ف.ب)
عبد الله السنوسي رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية في عهد القذافي (أ.ف.ب)

طالبت عائلة عبد الله السنوسي، رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية في عهد الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، «القبائل المختلفة في البلاد، وجميع أبناء الوطن أن يكون لهم دور سياسي وحقوقي وقانوني وإنساني ضاغط ومؤثر، من أجل الكشف عن مصيره المجهول».

وكان مفترضاً عرض السنوسي على محكمة استئناف طرابلس أمس (الاثنين) للنظر في قضيته المتعلقة بـ«قمع ثورة» فبراير (شباط) التي أطاحت النظام السابق عام 2011. لكن «قوة الردع»، وهي ميليشيا مسلحة برئاسة عبد الرؤوف كارة، المسيطرة على سجن معيتيقة، لم تحضره إلى المحكمة، فقررت المحكمة تبعاً لذلك تأجيل نظر القضية للمرة الرابعة على التوالي إلى الخامس من يونيو (حزيران) المقبل.

وقالت سارة ابنة السنوسي، نيابة عن عائلتها: «إننا نطالب بالكشف عن والدنا المُغيب عن جلسات محاكمته، وإطلاق سراحه لبراءته من كل التهم المنسوبة إليه بالأدلة والبراهين»، منوهة بـ«وضعه الصحي الحرج».

والعقيد السنوسي (72 عاماً) يعاني وفقاً لقبيلته المقارحة وعائلته، من أمراض «القلب وسرطان الكبد»، كما خضع لعملية تركيب دعامة في القلب.

وسبق للشيخ هارون أرحومة، أحد أعيان القبيلة، القول لـ«الشرق الأوسط» إن أسرته لم تلتقه منذ أبريل (نسيان) عام 2022، و«لم تعرف إن كان حياً أو ميتاً».

وتوعدت عائلة السنوسي بأنها «لن تسمح باستمرار غياب السنوسي»، وأن يكون في غيابه «شماعة للكثيرين لتبرير جرائمهم وأخطائهم، وفشلهم وإلصاق التهم به، وجعله ورقة لمكاسب سياسية محلية أو دولية».

وتابعت عائلة السنوسي موضحة أن «قضية والدنا لم تكن مجرد بقاء وتشبث بالسلطة، بل قضية حق وعدل في وجه ظلم واغتصاب واستعمار، وخير دليل ما نعيشه اليوم من فقدان السيادة، وضياع الحقوق وتشويه الهوية».

ومضت العائلة تقول في بيان صدر في وقت مبكر من صباح اليوم (الثلاثاء) إنه «ما من بيت ليبي إلا عانى مرارة الفقد وويلات الظلم، وجميعنا أولياء دم»، ورأت أنه «لن يكون للوطن قوة إلا بالعفو والمصالحة، والترفع عن المصالح الشخصية الضيقة».

طلب للنائب العام بالإفراج عن السنوسي موقّع عليه من قبائل وشخصيات ليبية (حساب أسرته على تويتر)

ولطمأنة سجّانيه، أكدت عائلة السنوسي «أنها لا تبغي خروجه من السجن من أجل سلطة أو جاه... نريد فقط مصالحة وطنية حقيقية تُبنى على أسس متينة، تحقن دماء أبناء الوطن الواحد، وتعبّد الطريق لمستقبل آمن وواعد نحلم به جميعاً».

وزادت موضحة: «نجدد مطالبنا، ولتكن استغاثة للقبائل الليبية بقيادتها ونخبها؛ وللذين اجتمعوا على حقيقة أن عبد الله السنوسي رجل سلام ومصالحة، لأن يقفوا معنا للمطالبة بالكشف عن مصيره، وتحقيق العدالة والإفراج الفوري عنه».

ودعمت عائلة السنوسي مطالبها بما سمته «وثائق موقعة من قبائل ليبية بالتضامن معه من مختلف مناطق ليبيا».

والسنوسي هو زوج شقيقة صفية فركاش، الزوجة الثانية للرئيس الراحل معمر القذافي، وكان ضمن الدائرة المقربة جداً منه طوال فترة حكمه، التي جاوزت 42 عاماً، وهو لا يزال ملاحقاً من المحكمة الجنائية الدولية.

ويحاكم مع السنوسي منصور ضو، رئيس الأمن المكلف حماية القذافي، والقيادي بالنظام السابق أحمد إبراهيم. وقد صدر بحق الأول حكم بالإفراج من حليمة عبد الرحمن، وزيرة العدل في حكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة، نهاية العام الماضي، لكن لم ينفذ الأمر حتى الآن، لكونه محبوساً لدى ميليشيا «قوة الردع».



«الخوذ البيضاء» يطالب الأمم المتحدة بالحصول على خرائط «السجون السرية» من الأسد

لقطة جوية تظهر تجمع الناس في سجن صيدنايا (أ.ف.ب)
لقطة جوية تظهر تجمع الناس في سجن صيدنايا (أ.ف.ب)
TT

«الخوذ البيضاء» يطالب الأمم المتحدة بالحصول على خرائط «السجون السرية» من الأسد

لقطة جوية تظهر تجمع الناس في سجن صيدنايا (أ.ف.ب)
لقطة جوية تظهر تجمع الناس في سجن صيدنايا (أ.ف.ب)

أعلن جهاز «الخوذ البيضاء»، اليوم (الثلاثاء)، أنه قدم طلباً إلى الأمم المتحدة للحصول على خرائط بمواقع «السجون السرية» من الرئيس بشار الأسد الذي فرّ، الأحد، مع دخول فصائل المعارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» دمشق، وإعلانها إسقاط حكمه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وأكد نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، في مقابلة مع شبكة أميركية، اليوم (الثلاثاء)، أن الأسد داخل روسيا، في أول تأكيد رسمي من موسكو لما سبق أن أوردته وكالات أنباء روسية.

وقال مدير جهاز «الخوذ البيضاء»، رائد الصالح، في منشور على منصة «إكس» اليوم: «أرسلنا (...) طلباً للأمم المتحدة عبر وسيط دولي لمطالبة روسيا بالضغط على المجرم (...) بشار الأسد لتسليمه خرائط بمواقع السجون السرية، وقوائم بأسماء المعتقلين، لنتمكن من الوصول إليهم بأسرع وقت ممكن».

ومنذ بداية الاحتجاجات التي تحوّلت إلى نزاع مسلّح في عام 2011، توفي أكثر من 100 ألف شخص في السجون خصوصاً تحت التعذيب، وفق تقديرات للمرصد السوري لحقوق الإنسان تعود إلى عام 2022.

وأفاد المرصد بأنّ الفترة ذاتها شهدت احتجاز نحو 30 ألف شخص في سجن صيدنايا الواقع على مسافة نحو 30 كيلومتراً من العاصمة دمشق، ولم يُطلق سراح سوى 6 آلاف منهم.

من جانبها، أحصت منظمة العفو الدولية آلاف عمليات الإعدام، مندّدة بـ«سياسة إبادة حقيقية» في سجن صيدنايا الذي وصفته بـ«المسلخ البشري».

وأعلنت فصائل المعارضة تحرير المحتجزين في السجون بما فيها سجن صيدنايا الذي يُعد من أكبر السجون السورية، وتفيد منظمات غير حكومية بتعرّض المساجين فيه للتعذيب.

وأعلن جهاز «الخوذ البيضاء»، اليوم، «انتهاء عمليات البحث عن معتقلين محتملين في زنازين وسراديب سريّة غير مكتشفة» داخل سجن صيدنايا «من دون العثور على أي زنازين وسراديب سرية لم تُفتح بعد».

غير أنّ الكثير من العائلات لا تزال مقتنعة بأنّ عدداً كبيراً من أقربائها محتجزون في سجون سرية تحت الأرض.

وقال رائد الصالح: «توحُّش وإجرام لا يمكن وصفه مارسه نظام الأسد البائد في قتل السوريين واعتقالهم وتعذيبهم».