أكدت قوات «الدعم السريع»، اليوم (السبت)، مشاركتها في مشاورات مقررة في جدة السعودية بشأن تثبيت الهدنة وفتح ممرات إنسانية، مشيرة إلى التمسّك بـ«موقفنا الثابت بضرورة الوصول إلى حكومة انتقالية مدنية تؤسس لتحول ديمقراطي مستدام».
وقال قائد قوات «الدعم السريع» الفريق أول محمد حمدان دقلو المعروف باسم «حميدتي»، في بيان، إن القوات تشيد بـ«الجهود الإقليمية والدولية المبذولة للوصول إلى وقف إطلاق نار يسهل فتح ممرات إنسانية تمكن المواطنين من الحصول على الخدمات الأساسية»، وفقاً لما نقلته وكالة «رويترز».
وأضاف في البيان الذي نشره على حسابه في «تويتر»: «إننا متمسكون بموقفنا الثابت والمعلن بضرورة الوصول إلى حكومة انتقالية مدنية تؤسس إلى تحول ديمقراطي مستدام، يحقق تطلعات شعبنا في الأمن والاستقرار والتنمية».
نرحب بالبيان المشترك للمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الامريكية بشأن بدء المحادثات بين الأطراف السودانية في مدينة جدة.ونشيد بالجهود الاقليمية والدولية المبذولة للوصول الى وقف إطلاق نار يسهل فتح ممرات انسانية تمكن المواطنيين من الحصول على الخدمات الأساسية.إننا...
— Mohamed Hamdan Daglo (@GeneralDagllo) May 6, 2023
شكر حميدتي المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية على رعايتهما لهذه المبادرة، واستضافة المحادثات، معرباً عن أمله في أن «تحقق أهدافها».
الجيش يشارك
وكان مبعوث رئيس مجلس السيادة السوداني السفير دفع الله الحاج، أكد أن وفداً من الجيش سيشارك في مشاورات جدة مع ممثلين من قوات «الدعم السريع»، ولكن الحاج شدد على أن المشاورات لن تتضمن أي حديث عن حل سياسي، مشيراً إلى أن وجهة نظر الجيش تشير إلى أن ما يحدث هو «تمرد، ونحن ماضون لوضع حد له حسب الإجراءات المعروفة في كل الدول»، مضيفاً أن «الأمر داخلي لا يتطلب وساطة، ونحن لا نؤيد أي أفكار قد تقود إلى تدويل الأزمة الداخلية في السودان».
ترحيب سعودي - أميركي
وكانت السعودية والولايات المتحدة أعربتا في بيان مشترك نشرته وكالة «الأنباء السعودية» (واس)، عن الترحيب ببدء المحادثات الأولية بين ممثلي القوات المسلحة السودانية وممثلي قوات «الدعم السريع» في مدينة جدة.
بيان مشترك بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية بشأن المحادثات الأولية بين ممثلي القوات المسلحة السودانية وممثلي قوات الدعم السريع في مدينة جدة.https://t.co/M1NCiU8lBy#واس_عام pic.twitter.com/Se0axs7o4z
— واس العام (@SPAregions) May 6, 2023
وحضت المملكة والولايات المتحدة كلا الطرفين على «استشعار مسؤولياتهما تجاه الشعب السوداني»، و«الانخراط الجاد في هذه المحادثات، ورسم خريطة طريق للمباحثات لوقف العمليات العسكرية، والتأكيد على إنهاء الصراع وتجنيب الشعب السوداني التعرض للمزيد من المعاناة، وضمان وصول المساعدات الإنسانية للمناطق المتضررة».
ونوهتا بـ«جهود كافة الدول والمنظمات التي أبدت تأييدها لعقد هذه المباحثات بما في ذلك مجموعة دول (الرباعية) وجامعة الدول العربية و(الآلية الثلاثية)»، وحضتا على «استمرار بذل الجهود الدولية المنسقة لمفاوضات واسعة تشارك فيها كل الأحزاب السودانية».
«الحرب ليست حلاً»
وفي سياق متصل، رحب المتحدث باسم العملية السياسية بالسودان خالد عمر، اليوم (السبت)، بمباحثات جدة، معرباً عبر «تويتر»، عن أمله في أن «تتوصل هذه المباحثات لوقف كامل لإطلاق النار يمهد لحل سياسي شامل ينهي معاناة شعبنا، ويحافظ على وحدة الدولة ومؤسساتها، ويحقق السلام والحرية والعدالة».
نرحب بمباحثات جدة بين القوات المسلحة والدعم السريع ضمن المبادرة السعودية الامريكية، ونتقدم للبلدين بالشكر والتقدير. نأمل أن تتوصل هذه المباحثات لوقف كامل لإطلاق النار يمهد لحل سياسي شامل ينهي معاناة شعبنا ويحافظ على وحدة الدولة ومؤسساتها ويحقق السلام والحرية والعدالة.#لا_للحرب
— Khalid Omer Yousif (@KHOYousif) May 6, 2023
وقال إن «الحرب ذميمة، وهي ليست حلاً لقضايا بلادنا الرئيسية وتتزايد كلفتها يوماً بعد يوم، وإن استمرت ستدخل عليها أبعاد خارجية وداخلية تزيد من صعوبة إنهائها بأيدي السودانيين»، مضيفاً أن «الوصول لجيش واحد قومي ينأى عن السياسة، هو الطريق الأمثل للحفاظ على وحدة السودان وسيادته».
وتابع المتحدث باسم العملية السياسية في السودان، أن «التأسيس لتحول مدني ديمقراطي مستدام، هو الحل السياسي السلمي التفاوضي، سنتمسك بهذا الخيار مهما تعالت أصوات التهييج التي تؤجج حريق البلاد، هذا هو طريقنا الذي لن نحيد عنه أبداً».
من جهته، رحب رئيس حركة «جيش تحرير السودان» مني أركو مناوي، بجهود السعودية وأميركا لإيقاف الحرب، مشدداً على ضرورة «عدم ربط الحلول بالاتفاق الإطاري الذي أصبح سبباً مباشراً للحرب».
وتسببت المعارك الدائرة منذ 15 أبريل (نيسان) الماضي، وفق تقارير لمنظمة الصحة العالمية، في مقتل المئات وإصابة آلاف آخرين، بينهم عمال إغاثة، ودفعت عشرات الآلاف إلى النزوح من مناطق الاشتباكات نحو ولايات أخرى، أو الذهاب باتجاه دول الجوار مثل تشاد ومصر.
استهداف السفير التركي
وفي سياق منفصل، اتهمت قوات «الدعم السريع»، الجيش السوداني بإطلاق النار على سيارة السفير التركي بالخرطوم إسماعيل جوبان أوغلو، بعد أن تم التنسيق المسبق بين الطرفين بشأن إجلاء السفير. وقالت قوات «الدعم السريع» في بيان نشرته على «تويتر»، إنها تمكنت من إجلاء السفير التركي ووفد مرافق إلى «مكان آمن». وأضاف البيان أن إطلاق النار يمثل «انتهاكاً صارخاً» لكافة الأعراف والاتفاقيات الدولية لحماية البعثات الدبلوماسية».