نقاط توزيع المساعدات... هل أضحت «مصيدة» للغزيين؟

67 قتيلاً وعشرات المصابين قرب منافذ ومواقع مرور الشاحنات

حزن ووجوم عند مستشفى ناصر في خان يونس بجنوب قطاع غزة حيث نُقل قتلى وجرحى فلسطينيون سقطوا بنيران إسرائيلية بينما كانوا ينتظرون مساعدات إنسانية (رويترز)
حزن ووجوم عند مستشفى ناصر في خان يونس بجنوب قطاع غزة حيث نُقل قتلى وجرحى فلسطينيون سقطوا بنيران إسرائيلية بينما كانوا ينتظرون مساعدات إنسانية (رويترز)
TT

نقاط توزيع المساعدات... هل أضحت «مصيدة» للغزيين؟

حزن ووجوم عند مستشفى ناصر في خان يونس بجنوب قطاع غزة حيث نُقل قتلى وجرحى فلسطينيون سقطوا بنيران إسرائيلية بينما كانوا ينتظرون مساعدات إنسانية (رويترز)
حزن ووجوم عند مستشفى ناصر في خان يونس بجنوب قطاع غزة حيث نُقل قتلى وجرحى فلسطينيون سقطوا بنيران إسرائيلية بينما كانوا ينتظرون مساعدات إنسانية (رويترز)

بعد حصار مشدد فرضته الحكومة الإسرائيلية، طيلة أشهر على قطاع غزة، يتهافت أهلها بطبيعة الحال على نقاط توزيع المساعدات الغذائية أملاً في الحصول على القليل مما يمكن أن يسد رمقهم وعائلاتهم؛ غير أن الأمر أضحى وكأنه «مصيدة» لمن يقترب.

فعلى نحو يومي - أو يكاد - يسقط عشرات الضحايا من أهل القطاع بين قتيل وجريح نتيجة هجمات إسرائيلية إما عند نقاط توزيع المساعدات التي خصصتها «مؤسسة غزة الإنسانية» الأميركية، المدعومة إسرائيلياً، أو قرب أماكن دخول شاحنات المساعدات عبر بعض المنافذ التي خُصصت لذلك، مثل زيكيم شمال القطاع، وكيسوفيم ما بين الوسط والجنوب، ومعبر كرم أبو سالم جنوباً.

مصابون في ضربة إسرائيلية وقعت بينما كانوا ينتظرون مساعدات غذائية في خان يونس بجنوب قطاع غزة يوم الثلاثاء (رويترز)

في حصيلة غير نهائية لأعداد الضحايا الذين كانوا ينتظرون المساعدات، الثلاثاء، لقي ما لا يقل عن 67 فلسطينياً حتفهم، من بينهم أكثر من 55 في خان يونس، بعد قصف منطقة التحلية في أعقاب تجمع المئات لمحاولة الوصول لشاحنات المساعدات في تلك المنطقة.

وتسبب القصف المدفعي والجوي من طائرات مُسيرة على المواطنين بإصابة أكثر من 200 آخرين، بينهم 25 حالتهم خطيرة، ومعرضون للموت مع نقص الإمكانات الطبية الحاد.

ومنذ بدأت عملية توزيع المساعدات الإنسانية في غزة نهاية مايو (أيار) الماضي، قُتل نحو 400 فلسطيني تقريباً عند مراكز التوزيع أو قرب نقاط مرور شاحنات المساعدات، استناداً لإحصاءات وزارة الصحة بالقطاع.

«حجج واهية»

تقول مصادر ميدانية ومحلية لـ«الشرق الأوسط» إن هناك «تعمداً واضحاً» لاستهداف المواطنين الذين ينتظرون المساعدات بفارغ الصبر على أمل الوصول إليها وسد رمق أطفالهم.

فلسطينيون متجمعون للحصول على مساعدات غذائية في بيت لاهيا بشمال قطاع غزة يوم الاثنين (رويترز)

وتضيف أن المؤسسة الأميركية تحدد ساعة معينة لافتتاح نقاط التوزيع، تكون في الغالب في السادسة صباحاً، ويخرج السكان ليقضوا ليلهم في أماكن قريبة حتى يكونوا هناك في الموعد المحدد، خصوصاً وأن كثيرين يقطعون أشواطاً طويلة سيراً على الأقدام في رحلة منهكة لا يجدون بديلاً عنها؛ لكنهم يفاجأون بفتح نقاط التوزيع الساعة الثانية أو الثالثة قبل الفجر أحياناً، وفي أحيان أخرى يتأخر التوزيع إلى الظهر.

وتشير المصادر إلى أن هذا يدفع السكان للاحتشاد خلال ساعات النهار المختلفة، الأمر الذي يسمح للقوات الإسرائيلية باستهدافهم بحجة عدم التزامهم بالتعليمات، أو «بحجج واهية».

وتقول إن هذه العملية، التي تفتقر لآلية واضحة ونظام جليّ يحدد طريقة التوزيع، تُجبر السكان على التهافت بغية الوصول باكراً إلى نقاط التوزيع، ما يجعلهم «لقمة سائغة» أمام فوهات الاستهداف بطرق مختلفة، منها القصف المدفعي، ومنها إطلاق النار من الطائرات المسيرة.

الثلاثاء الدامي

في العديد من الحالات، لا يعلق الجيش الإسرائيلي على تلك الأحداث، لكنه أقر بأن قواته قتلت يوم السبت الماضي 12 فلسطينياً على طريق صلاح الدين، وأصابت عدداً آخر بعد اقترابهم من شاحنات مساعدات الأمم المتحدة، مدعياً أنهم وصلوا لمكان غير مخصص لتوزيع المساعدات، وأن الجنود شعروا بالخطر ففتحوا النار. وقال إنه يجري التحقيق في الحادث.

فلسطينيون يتلقون رعاية طبية بسيطة هي المتاحة بمستشفى ناصر في خان يونس بعد إصابتهم بنيران إسرائيلية قرب مركز لتوزيع الغذاء (أ.ف.ب)

عقب أحداث الثلاثاء الدامية، قال الجيش إنه رصد تجمعاً لسكان غزة بالقرب من شاحنة مساعدات علقت في منطقة خان يونس، وبالقرب من مكان انتشار قواته، ما تسبب بسقوط قتلى ومصابين عقب اقتراب الحشود من تلك القوات. وقال إن التفاصيل قيد التحقيق، وعبَّر عن أسفه لأي أذى لحق بأشخاص «غير متورطين»، كما نقلت صحيفة «هآرتس».

ووفقاً لمؤسسات أممية ودولية، منها وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) وغيرها، فإن مواصلة إدخال المساعدات بهذا الشكل تزيد من فرص استمرار الفوضى وعدم التوزيع العادل، مؤكدةً على ضرورة إدخال المساعدات بشكل منتظم ومنظَّم، يسمح بتأمينها وتوزيعها على جميع سكان القطاع.

وكثيراً ما تتهم حركة «حماس»، إسرائيل، بتعمد ارتكاب «المجازر» بحق منتظري المساعدات و«المجوَّعين» في غزة، على حد وصفها، وتقول إنها تحاول فرض وقائع جديدة بدعم عصابات مسلحة للسيطرة على المساعدات وإحداث فوضى في القطاع، وتجويع السكان، وقتلهم من خلال تحويل نقاط التوزيع إلى «مصيدة».

فلسطينيون يحملون جثث أقارب قُتلوا في ضربة إسرائيلية في خان يونس جنوب قطاع غزة الثلاثاء (أ.ب)

وتقول «حماس» وفصائل أخرى وجهات حقوقية وأممية ودولية إن آلية توزيع المساعدات الإنسانية الحالية أثبتت «فشلاً ذريعاً»، أشبه «بفشل» الميناء العائم الذي كانت إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن وضعته جنوب مدينة غزة.

ووفقاً لمصادر محلية متطابقة تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، تجري اتصالات بين جهات محلية، منها عشائر وغيرها، مع منظمات أممية، مثل برنامج الأغذية العالمي ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، من أجل وضع آلية تسمح بإدخال المساعدات على النحو الذي كان متَّبعاً خلال وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) الماضي، وبما يسمح بتأمينها وتوزيعها ودخول بضائع للقطاع الخاص.

وأشارت المصادر إلى احتمال التوصل لاتفاق واضح المعالم بهذا الشأن، قد يدخل حيز التنفيذ الأسبوع المقبل، في حال التوافق مع إسرائيل.


مقالات ذات صلة

نمو قياسي لقطاع المحاصيل البعلية في السعودية بأكثر من 1100%

بيع محصول الدخن في جنوب السعودية (واس)

نمو قياسي لقطاع المحاصيل البعلية في السعودية بأكثر من 1100%

كشف برنامج التنمية الريفية الزراعية المستدامة (ريف السعودية) عن تحقيق قطاع زراعة المحاصيل البعلية قفزاتٍ نوعية في خدمة مستفيديه.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
آسيا صورة أرشيفية لأفغانيات ينتظرن تسلُّم حصص غذائية وزَّعتها إحدى منظمات الإغاثة الإنسانية في كابل... الأحد 28 مايو أيار 2023 (أ.ب)

ملايين الأفغان يواجهون خطر الجوع

يقوم مواطن أفغاني يدعى رحيم الله، ببيع الجوارب على عربته في شرق العاصمة الأفغانية كابل، لنحو 10 ساعات يومياً، حيث يجني من ذلك ما يتراوح بين 4.5 و6 دولارات.

«الشرق الأوسط» (كابل)
صحتك ينصح بتناول الأطعمة الغنية بالبريبايوتيك مثل الشوكولاته الداكنة (رويترز)

ما علاقة صحة الأمعاء بالنوم؟

ترتبط صحة الأمعاء والنوم بعلاقة ثنائية القطب؛ فالنوم الجيد يعزز ميكروبيوم الأمعاء المتوازن، بينما تؤدي قلة النوم إلى اضطراب البكتيريا المفيدة وزيادة الالتهاب.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك أوراق السبانخ وغيرها من الخضراوات الورقية الغنية بالبوتاسيوم ومعادن أساسية أخرى (بيكسلز)

7 أسباب تجعل السبانخ واحدة من أكثر الخضراوات الورقية الصحية

تعد السبانخ من أكثر الخضراوات الورقية كثافة بالعناصر الغذائية وتنوعاً في الاستخدام. فهي غنية بالفيتامينات والمعادن والمركبات النباتية الوقائية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك سيدة مصرية تضع قطعاً من جبن القريش المصنع حديثاً (أ.ف.ب)

الجبن القريش أم الحليب: أيهما أفضل لصحة العظام؟

إذا كنت تحاول تناول المزيد من الأطعمة التي تدعم صحة العظام، فإن الجبن القريش والحليب خياران جيدان. وكلاهما مصدر عالي الجودة للبروتين.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

«حزب الله» يتّهم أركان السلطة اللبنانية بـ«العمل من أجل إسرائيل»

«حزب الله» يتّهم أركان السلطة اللبنانية بـ«العمل من أجل إسرائيل»
TT

«حزب الله» يتّهم أركان السلطة اللبنانية بـ«العمل من أجل إسرائيل»

«حزب الله» يتّهم أركان السلطة اللبنانية بـ«العمل من أجل إسرائيل»

شنّ أمين عام «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم هجوماً على أركان السلطة في لبنان، متّهماً إياهم بـ«العمل من أجل إسرائيل»، ومعتبراً أن «لبنان أمام مفصل تاريخي»، وواصفاً خطة «حصرية السلاح» بأنها «مشروع إسرائيلي - أميركي».

وجاء كلام قاسم في وقت يواصل فيه الجيش اللبناني خطته في جنوب الليطاني على أن ينتقل في العام المقبل إلى شمال الليطاني، وفق ما سبق أن أعلن المسؤولون في لبنان.

وفي كلمة له خلال مراسم إحياء «حزب الله» الذكرى السنوية لرحيل النائب السابق محمد حسن ياغي في بعلبك، اعتبر قاسم أنّ «لبنان اليوم في قلب العاصفة وعدم الاستقرار، والسبب هو أميركا وإسرائيل»، مشدّداً على أنّ «العدوان (الإسرائيلي) على لبنان لم يتوقّف رغم اتفاق 2024».

وقال إن «(حزب الله) والمقاومة حرّرا لبنان وليس الجنوب فقط، بالتعاون مع الفصائل المختلفة ودعم الجيش اللبناني والشعب»، مضيفاً أن «أداء (حزب الله) في العمليْن النيابي والحكومي والحقل العام تميّز بنظافة الكفّ، و(حزب الله) ساهم في بناء الدولة اللبنانية.... ومن حقّنا أنْ ندافع ونحن نشارك في بناء الدولة ونقدّم أفضل نموذج».

مفصل تاريخي

ونبّه قاسم إلى خطورة الوضع الراهن على لبنان، فقال: «نحن اليوم أمام مفصل تاريخي؛ إمّا أن نعطي أميركا و(إسرائيل) ما تريدان؛ أي الوصاية الكاملة على لبنان، وإمّا أن ننهض وطنياً فنستعيد سيادتنا وأرضنا ونبني وطننا ودولتنا». وحذّر من أنّ «نزع السلاح هو مشروع (إسرائيلي) - أميركي حتى لو سمّوه في هذه المرحلة (حصرية السلاح)».

وشنّ قاسم هجوماً على أركان السلطة، متوجهاً لهم بالقول: «إنْ تطلبوا (حصرية السلاح) في الوقت الذي تعتدي (إسرائيل) عليه، فهذا يعني أنّكم لا تعملون من أجل لبنان، بل من أجل (إسرائيل)».

ورأى أن «نزع السلاح هو جزء من مشروع إنهاء قدرة لبنان العسكرية، وضرب القدرة لدى فئة وازنة من اللبنانيين، وزرع الخلاف مع (حركة أمل) - حليفة الحزب - وهو جزء من مشروع إيجاد الفتنة بين المقاومة والناس وإبقاء الاحتلال للنقاط الـ5، وأنْ يبقى هذا الاحتلال يقتل من دون حسيب ولا رقيب».

«تنازلات مجانية»

وتحدث عن اتفاق وقف إطلاق النار، قائلاً: «مضى أكثر من سنة على الاتفاق وتقديم وعطاء من الجانب اللبناني، فيما (الإسرائيلي) لا يملّ ولا يتوقّف. والحكومة اللبنانية أضافت تنازلات مجانية، فيما (إسرائيل) لم تقدّم شيئاً».

ولفت قاسم إلى أنّ «المقاومة التزمت ولبنان التزم بمضمون الاتفاق من خلال الدولة والجيش، فيما (إسرائيل) استمرّت بالدخول الأمني إلى لبنان»، سائلاً: «أين الدولة من الاختطاف الأخير للضابط أحمد شكر في منطقة زحلة؟».

وأُعلن عن اختطاف شكر الأسبوع الماضي، بحيث لا يزال مصيره مجهولاً في وقت تتقدّم فرضية وقوف إسرائيل خلف العملية استناداً إلى معطيات أولية كشفتها التحقيقات الجارية.

«تنازل غير مسؤول»

وتحدث قاسم عن انتشار الجيش في جنوب الليطاني، قائلاً: «ما أنجزه الجيش اللبناني من الانتشار في جنوب الليطاني خلال الفترة الماضية كان مطلوباً أنْ يُنجزه في حال التزمت (إسرائيل) بوقف العدوان والانسحاب وبداية الإعمار»، مضيفاً: «مع ذلك، نحن سهّلنا والجيش انتشر وعمل ما يجب أنْ يقوم به».

وأكّد أنّه «مع عدم تنفيذ العدو أيّ خطوة من الاتفاق فلم يَعُدْ مطلوباً من لبنان أيّ إجراء على أيّ صعيد قبل أنْ تلتزم إسرائيل بكل ما عليها»، منبهاً إلى أنّ «التبرّع للعدو بإجراءات إضافية سواء من الدولة اللبنانية أو غير ذلك، هو تنازل غير مسؤول وخطير ويتهدّد المصالح الوطنية الكبرى».

«لا تطلبوا منّا شيئاً بعد الآن»

وخاطب قاسم أركان السلطة بالقول: «لا تطلبوا منّا شيئاً بعد الآن»، وطالب بأنْ «يتوقّف العدوان جواً وبراً وبحراً والانسحاب بالكامل، وأنْ يطلق العدو سراح جميع الأسرى، وأنْ نبدأ بالإعمار ابتداء من الجنوب بحيث تعود القرى، هذا هو تطبيق الاتفاق».

عناصر من الجيش اللبناني بالقرب من الحدود مع إسرائيل في 28 نوفمبر 2025 (رويترز)

كذلك، حذّر قاسم من أنّه «إذا ذهب جنوب لبنان فلن يبقي العدو لبنان»، مؤكّداً أنّ «كل اللبنانيين معنيون بالدفاع عنه». وأضاف: «لينفّذ العدو الاتفاق ويوقف خروقاته بعدها نناقش استراتيجية الأمن الوطني لما فيه مصلحة لبنان».

وأكد: «سندافع وسنصمد ونحقّق أهدافنا ولو بعد حين»، متوجّهاً إلى إسرائيل بالقول: «اركبوا أقصى خيلكم واستخدموا وحشيّتكم وإجرامكم، لن نتراجع ولن نستسلم».

من ناحية أخرى، جدّد قاسم تأكيده أنّ «العلاقة بين (حزب الله) و(حركة أمل) قوية ومتينة»، قائلاً: «نبقى يداً واحدة». وأضاف: «نحن مُطمئنون كـ(حزب الله) وكمقاومة أنّنا سنبقى أعزاء وأقوياء وشجعاناً مهما كانت التضحيات».

الجيش اللبناني يفتش 4 منازل

في غضون ذلك، وضمن إطار آلية التنسيق بين الجيش اللبناني ولجنة «الميكانيزم» في تنفيذ خطة «حصرية السلاح»، تفقد الجيش اللبناني 4 منازل في مدينة بنت جبيل، مهدمةً جراء الحرب، بناء على طلب لجنة «الميكانيزم»، بحسب «الوكالة الوطنية للإعلام»، مشيرة إلى أن الجيش «كان قد كشف على معظم المنازل سابقاً».

عناصر في الجيش اللبناني يقفون قرب سيارة استهدفتها غارة إسرائيلية في بلدة عقتنيت بجنوب لبنان وأسفرت عن مقتل 3 أشخاص (د.ب.أ)

في موازاة ذلك، استمرت الاعتداءات الإسرائيلية في جنوب لبنان، حيث تعرضت صباح الأحد بلدة كفرشوبا لرشقات رشاشة ثقيلة من موقعَي القوات الإسرائيلية في رويسات العلم والسماقة، ما تسبب في أضرار في عدد من المنازل، حيث نجت عائلة بأعجوبة مع تحطم زجاج منزلهم.


الجيش الإسرائيلي يعتقل سوريين يجمعون «الفطر» في الجنوب السوري

توغل القوات الإسرائيلية في بلدة صيدا بريف القنيطرة جنوب سوريا (أرشيفية - سانا)
توغل القوات الإسرائيلية في بلدة صيدا بريف القنيطرة جنوب سوريا (أرشيفية - سانا)
TT

الجيش الإسرائيلي يعتقل سوريين يجمعون «الفطر» في الجنوب السوري

توغل القوات الإسرائيلية في بلدة صيدا بريف القنيطرة جنوب سوريا (أرشيفية - سانا)
توغل القوات الإسرائيلية في بلدة صيدا بريف القنيطرة جنوب سوريا (أرشيفية - سانا)

اعتقلت قوات الجيش الإسرائيلي، الأحد، 5 شبان من محافظة درعا جنوب سوريا أثناء قيامهم بالبحث عن الفطر البري الذي يطلق عليه «لحم الفقراء» في الأراضي الزراعية القريبة من بلدة كودنة في ريف القنيطرة الجنوبي.

وذكر مراسل «سانا» في القنيطرة أن قوات الاحتلال نقلت المعتقلين إلى قاعدة تل الأحمر الغربي، دون ورود معلومات عن أسباب الاعتقال أو مصير الشبان.

وأفاد مصدر محلي لموقع «درعا 24»، بأن الشبان الذين اعتقلتهم دورية لقوات الاحتلال الإسرائيلي قرب سد بلدة كودنة بريف القنيطرة أثناء بحثهم عن الفطر، ينحدرون من مدينة جاسم بريف محافظة درعا الشمالي، منهم: محمود أحمد الصلخدي، وداوود سليمان الصلخدي، ومحمد أحمد الصلخدي، وعبد الباسط سليمان الصلخدي، وحسب المصدر، أقدم جنود الاحتلال على تكسير الدراجات النارية الخاصة بالشبان قبل اعتقالهم.

واعتدت قوات الجيش الإسرائيلي في 24 الحالي على أطفال ونساء أثناء جمعهم الفطر في المنطقة الواقعة بين قريتي العدنانية ورويحينة في ريف القنيطرة الشمالي، وذلك عبر إطلاق قنابل دخانية تجاههم.

الطريق إلى جبا بريف القنيطرة (أرشيفية - سانا)

وذكر مراسل «سانا» في القنيطرة أن قوة الاحتلال مؤلفة من سيارتين إحداهما من نوع هايلكس والأخرى هامر عسكرية، أطلقت قنابل دخانية تجاه الأطفال والنساء أثناء قيامهم بجمع الفطر في المنطقة الواقعة بين القريتين.

ويتحدث تقرير سابق لموقع «اقتصاد» عن رحلة جمع الفطر في المنطقة وأهميتها للسكان، بقوله، إن «أجواء محافظة القنيطرة مناسبة جداً لنمو الفطر البري، فأمطار المحافظة غزيرة، وغالباً ما تترافق مع البرق والرعد. وعلى الرغم من أن عادة جمع الفطر ليست بالجديدة، لكنها تحولت إلى مصدر رزق مؤقت لعدد كبير من الأهالي، خصوصاً النازحين المقيمين في المحافظة الذين لا يملكون عملاً أو مردودهم المادي ضئيل».

قوات الجيش الإسرائيلي تتوغل في قرية صيدا الحانوت وتعتقل مواطناً من عين القاضي بريف القنيطرة الجنوبي (أرشيفية - سانا)

في السياق نفسه، أفاد مراسل «درعا 24»، بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت من قرية صيدا الحانوت (الجولان) بريف القنيطرة الجنوبي، إبراهيم غازي الشنور، ويعمل راعي أغنام.

وكانت القوات الإسرائيلية قد توغلت، السبت، في قرية طرنجة، وصولاً إلى أطراف بلدة جباثا الخشب في ريف القنيطرة الشمالي.


نعيم قاسم: لبنان أمام مفصل تاريخي إما «وصاية أميركية وإما سيادة»

أمين عام «حزب الله» نعيم قاسم متحدثاً في احتفال «تعظيماً للعلماء الشهداء على طريق القدس وأولي البأس» (الوكالة الوطنية للإعلام)
أمين عام «حزب الله» نعيم قاسم متحدثاً في احتفال «تعظيماً للعلماء الشهداء على طريق القدس وأولي البأس» (الوكالة الوطنية للإعلام)
TT

نعيم قاسم: لبنان أمام مفصل تاريخي إما «وصاية أميركية وإما سيادة»

أمين عام «حزب الله» نعيم قاسم متحدثاً في احتفال «تعظيماً للعلماء الشهداء على طريق القدس وأولي البأس» (الوكالة الوطنية للإعلام)
أمين عام «حزب الله» نعيم قاسم متحدثاً في احتفال «تعظيماً للعلماء الشهداء على طريق القدس وأولي البأس» (الوكالة الوطنية للإعلام)

قال الأمين العام لجماعة «حزب الله» اللبنانية نعيم قاسم، الأحد، إن لبنان أمام «مفصل تاريخي حاسم» يكون فيه إما «تحت الوصاية الأميركية الإسرائيلية، وإما النهوض واستعادة السيادة والأرض».

وأضاف قاسم، في خطاب خلال حفل للحزب، «من يطالب بحصرية السلاح رغم استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان لا يعمل لمصلحة البلاد»، مشيراً إلى أن الهجمات الإسرائيلية على لبنان لم تتوقف رغم اتفاق وقف إطلاق النار، الذي تم التوصل إليه، العام الماضي.

وتابع: «نزع السلاح مشروع إسرائيلي أميركي حتى لو جرى تسويقه تحت عنوان حصرية السلاح»، مؤكداً أن نزع السلاح «جزء من مشروع لإنهاء القدرة العسكرية للبنان، وزرع الشقاق مع (حركة أمل)».

وأوضح الأمين العام للحزب أنه «لم يعد مطلوباً من لبنان أي إجراء، على أي صعيد، قبل أن يلتزم العدوّ الإسرائيلي بما عليه من التزامات».

وأعلن رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام مؤخراً قرب الانتهاء من المرحلة الأولى من خطة حصر السلاح بيد الدولة جنوب نهر الليطاني.

وازدادت الضغوط على «حزب الله» اللبناني للتخلي عن سلاحه بعد أن تعرض لضربة قوية في حربه مع إسرائيل، العام الماضي، حيث لقي العديد من كبار قادته حتفهم، ومنهم الأمين العام حسن نصر الله، قبل التوصل إلى هدنة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي بوساطة أميركية.

وألزم اتفاق الهدنة لبنان بحصر حيازة الأسلحة على 6 أجهزة أمن حكومية، ونص على منع إعادة تسليح الجماعات غير الحكومية.