لبنان يترقب تداعيات المواجهة الإيرانية - الإسرائيلية

دريان وبخاري يشددان على أهمية نأي لبنان بنفسه عنها

المفتي دريان يستقبل السفير بخاري في «دار الفتوى» (المركزية)
المفتي دريان يستقبل السفير بخاري في «دار الفتوى» (المركزية)
TT

لبنان يترقب تداعيات المواجهة الإيرانية - الإسرائيلية

المفتي دريان يستقبل السفير بخاري في «دار الفتوى» (المركزية)
المفتي دريان يستقبل السفير بخاري في «دار الفتوى» (المركزية)

استمر الاستنفار السياسي اللبناني على أشده، لمواكبة تداعيات المواجهة الإيرانية الإسرائيلية وانعكاساتها على الوضع اللبناني الهش، بينما شدد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، ومفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، على «أهمية نأي لبنان بنفسه عما يحصل» من حرب بين إيران وإسرائيل.

وتابع الرئيس اللبناني جوزيف عون التطورات الراهنة، في ضوء استمرار التصعيد الإسرائيلي- الإيراني، واطلع على تقارير حول مسار هذا التصعيد، والاتصالات الإقليمية والدولية الجارية لوضع حد له، وذلك في ضوء الاتصالات التي تلقاها من عدد من قادة الدول، حول الجهود المبذولة في هذا الصدد.

وحسب بيان الرئاسة اللبنانية: «ظل الرئيس عون على اتصال بالقيادات الأمنية التي تتابع الموقف ميدانياً، وفق ما اتفق عليه خلال الاجتماع الأمني الذي عُقد في قصر بعبدا يوم السبت الماضي».

كما تابع رئيس الجمهورية تنفيذ الإجراءات المتعلقة بتأمين عودة اللبنانيين إلى بيروت، الذين حالت هذه الأحداث دون عودتهم، على أثر إلغاء عدد من شركات الطيران رحلاتها إلى مطار رفيق الحريري الدولي، أو إقفال المجالات الجوية لعدد من الدول المجاورة.

دريان والسفير بخاري

واستقبل الشيخ دريان في «دار الفتوى» سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، الذي قدم للمفتي التهاني بعيد الأضحى المبارك، وعلى أدائه مناسك الحج بدعوة من المراسم الملكية. وكانت مناسبة جرى فيها التداول في الشؤون اللبنانية والعربية. وحسب بيان للمكتب الإعلامي في «دار الفتوى»، تم التأكيد خلال اللقاء على «أهمية نأي لبنان بنفسه عما يحصل من حرب» بين إيران وإسرائيل، والتشديد على ضرورة المساعي والجهود الدبلوماسية العربية والدولية، لاحتواء لغة الحرب، والعودة إلى لغة العقل، والتحذير من خطورة استمرار هذه الحرب، ومدى انعكاسها سياسياً واقتصادياً وبيئياً على المنطقة، وسعي لبنان للتمتع بالأمن والسلام والطمأنينة، رغم استمرار العدوان الإسرائيلي على بعض مناطقه، والاختراقات المتكررة لمضمون القرار 1701.

كما تم تأكيد ضرورة الاستمرار في الإصلاح الإداري والمالي، وترميم البنية التحتية، لإعادة عجلة التعافي إلى لبنان ومؤسساته، بدعم عربي شقيق، ومساندة من الدول الصديقة للبنان؛ لأنه في هذه المرحلة يحتاج إلى مزيد من التنسيق مع أشقائه العرب، والابتعاد عما يجري في دول الإقليم من صراعات دموية وتغيرات في التحالفات، تنعكس سلباً على دول المنطقة.


مقالات ذات صلة

«حزب الله»: لم نكن مستعدين للدخول في حرب شاملة مع إسرائيل

المشرق العربي الأمين العام لجماعة «حزب الله» اللبنانية نعيم قاسم يتحدث ضمن خطاب تلفزيوني (إ.ب.أ)

«حزب الله»: لم نكن مستعدين للدخول في حرب شاملة مع إسرائيل

قال الأمين العام لجماعة «حزب الله» اللبنانية، نعيم قاسم، إن الدخول في حرب شاملة مع إسرائيل كان يجب أن يكون له استعدادات وهو ما لم يكن متوافراً.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي الموفد الأميركي إلى لبنان توماس براك (رويترز)

الراعي ينقل عن عون: زيارة براك إلى بيروت «ممتازة جداً»

نقل البطريرك الماروني بشارة الراعي عن الرئيس اللبناني جوزيف عون، قوله إن زيارة الموفد الأميركي إلى لبنان توماس براك، «ممتازة جداً».

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي رئيس الجمهورية جوزيف عون مجتمعاً مع المبعوث الأميركي توم براك (رئاسة الجمهورية)

النقاش بشأن صلاحية البتّ في «الورقة الأميركية» يرافق محادثات براك

فتحت المحادثات التي يجريها المسؤولون اللبنانيون بشأن «الورقة الأميركية» باباً للسجال والانتقادات من قبل بعض الأفرقاء في لبنان.

كارولين عاكوم (بيروت)
المشرق العربي المبعوث الأميركي توم برّاك خلال لقائه رئيس الحكومة نواف سلام يوم الاثنين (أ.ب)

برّاك يضع لبنان أمام معادلة جديدة لتطبيق وقف إطلاق النار

يقف لبنان أمام معادلة جديدة لتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار وهذا ما تصدّر لقاءات رؤساء الجمهورية والمجلس النيابي والحكومة بالمبعوث الأميركي توم برّاك في بيروت.

محمد شقير (بيروت)
تحليل إخباري الموفد الأميركي إلى لبنان توماس برّاك خلال لقائه مع رئيس البرلمان نبيه بري الاثنين (د.ب.أ)

تحليل إخباري مراوحة أمنية على حدود لبنان وإسرائيل بغياب الضمانات الأميركية

لم توقف الإشادة الأميركية، بالرد اللبناني على ورقة واشنطن حيال ملف حصرية السلاح، التوترات الميدانية والملاحقة الإسرائيلية لعناصر في «حزب الله».

نذير رضا (بيروت)

اليمن يطالب الأمم المتحدة بفتح تحقيق عاجل لسيطرة الحوثيين على السفينة «نوتيكا»

اليمن يطالب الأمم المتحدة بفتح تحقيق عاجل لسيطرة الحوثيين على السفينة «نوتيكا»
TT

اليمن يطالب الأمم المتحدة بفتح تحقيق عاجل لسيطرة الحوثيين على السفينة «نوتيكا»

اليمن يطالب الأمم المتحدة بفتح تحقيق عاجل لسيطرة الحوثيين على السفينة «نوتيكا»

تعتزم الحكومة اليمنية التقدّم بطلب رسمي إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، لفتح تحقيق عاجل بشأن استيلاء جماعة الحوثي الإرهابية على ناقلة النفط البديلة «نوتيكا»، التي جرى نقل نحو 1.1 مليون برميل من الخام إليها من السفينة المتهالكة «صافر».

وكشف معمر الإرياني، وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني، في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»، أن ميليشيا الحوثي تستخدم الناقلة البديلة «نوتيكا» لتخزين شحنات من النفط الإيراني، فيما وصفه بـ«استغلال فج» لمعدات ومقدرات وفّرتها الأمم المتحدة، لخدمة مصالح الجماعة الضيقة، على حد تعبيره.

وأضاف الإرياني أن الحكومة اليمنية ستتخذ الإجراءات المناسبة على الصعيدين القانوني والدبلوماسي، بما في ذلك مخاطبة الأمين العام للأمم المتحدة، والمطالبة بإجراء تحقيق عاجل في هذا الانتهاك.

وأشار إلى أن بلاده ستعمل على تحميل ميليشيا الحوثي ومن يقف خلفها المسؤولية القانونية الكاملة، استناداً إلى أحكام القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

وشدّد الإرياني على أن «الحكومة اليمنية تأخذ هذا التصعيد الخطير بمنتهى الجدية»، مبيناً أن «الرئيس رشاد العليمي وجّه السفير عبد الله السعدي، مندوب اليمن الدائم لدى الأمم المتحدة، بتضمين هذا الموضوع ضمن كلمته اليوم أمام مجلس الأمن، وإحاطة الدول الأعضاء بخطورة ما أقدمت عليه ميليشيا الحوثي من عمل عدواني لا يهدد اليمن وحده».

ولفت الوزير إلى أنه «وفور تأكد الحكومة اليمنية من استيلاء ميليشيا الحوثي الإرهابية على السفينة (نوتيكا)، التي اشترتها الأمم المتحدة في إطار عملية إنقاذ الناقلة (صافر)، عبّرنا بشكل رسمي وعبر وسائل الإعلام عن إدانتنا واستنكارنا لهذا التصرف الخطير، الذي يمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي ولقواعد ميثاق الأمم المتحدة، واستخداماً غير مشروع لممتلكات الأمم المتحدة لأغراض تخدم مشروعاً حربياً عدوانياً».

وحذّر معمر الإرياني من أن «هذه الجريمة تمثل سابقة خطيرة تؤكد مجدداً أن ميليشيا الحوثي لا تحترم أي تعهدات أو اتفاقات، ولا تقيم وزناً للمواثيق الدولية، وهو ما يستدعي موقفاً دولياً حازماً، دفاعاً عن هيبة الأمم المتحدة وحماية لمكتسباتها ومواردها».

وبحسب الإرياني فقد أقدمت «ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من النظام الإيراني، على السيطرة على الناقلة العملاقة (نوتيكا)، التي اشترتها الأمم المتحدة في عام 2023 في جزء من خطة إنقاذ الناقلة المتهالكة (صافر) الراسية قبالة ساحل الحديدة، ضمن الجهود الدولية لتجنب وقوع كارثة بيئية وإنسانية واقتصادية تهدد اليمن والمنطقة والعالم».

وكانت الأمم المتحدة قد اشترت الناقلة «نوتيكا» بمبلغ 55 مليون دولار، وأطلقت عملية تفريغ النفط من «صافر» في يوليو 2023، ولا تزال حتى اليوم تتحمل تكاليف تشغيلها وصيانتها بهدف حماية البيئة البحرية في البحر الأحمر، وضمان سلامة الملاحة الدولية.

وقال وزير الإعلام إن «ميليشيا الحوثي قامت باستخدام الناقلة كأنها خزان عائم لتخزين النفط الآتي من إيران، في استغلال فج لمعدات ومقدرات الأمم المتحدة لخدمة مصالحها الضيقة». لافتاً إلى أن «الناقلتين (نوتيكا) و(صافر)، لا تزال عائمة رغم التهالك وخطر الغرق أو الانفجار، أصبحتا تحت السيطرة الفعلية لميليشيات الحوثي، وتستخدمان لتخزين شحنات النفط الواردة إلى المواني الخاضعة لسيطرة الميليشيا بعد الأضرار التي لحقت مؤخراً بخزانات ميناء رأس عيسى النفطي، دون أي اكتراث بالمخاطر البيئية الكارثية المترتبة على أي تسرب أو انفجار أو غرق محتمل للناقلة صافر».

وذكّر الإرياني، بأن الحكومة اليمنية سبق أن حذرت في أغسطس (آب) 2023 من مخاطر معاودة ميليشيات الحوثي استخدام السفينة «نوتيكا» بعد انتهاء عملية تفريغ «صافر»، وطالبت الأمم المتحدة بمتابعة مراحل خطة الإنقاذ، واتخاذ ما يلزم لضمان عدم استخدام الميليشيا للناقلة البديلة لخدمة مصالحها.