المجازر مستمرة في غزة رغم احتدام الحرب الإسرائيلية – الإيرانية

انسحاب بري ملحوظ من مناطق في القطاع تواكبه سيطرة نارية بالمسيرات والقذائف

فلسطينيون يحملون مساعدات غذائية من مؤسسة مدعومة أميركياً في رفح جنوب غزة يوم (أ.ب)
فلسطينيون يحملون مساعدات غذائية من مؤسسة مدعومة أميركياً في رفح جنوب غزة يوم (أ.ب)
TT

المجازر مستمرة في غزة رغم احتدام الحرب الإسرائيلية – الإيرانية

فلسطينيون يحملون مساعدات غذائية من مؤسسة مدعومة أميركياً في رفح جنوب غزة يوم (أ.ب)
فلسطينيون يحملون مساعدات غذائية من مؤسسة مدعومة أميركياً في رفح جنوب غزة يوم (أ.ب)

منذ فجر الجمعة الماضي، خطفت الحرب الإسرائيلية – الإيرانية الأنظار من مشهد الحرب في غزة، لكن المجازر الإسرائيلية، وخاصة بحق منتظري المساعدات في القطاع، لم تتوقف، أو حتى تتراجع وتيرتها.

وتراوح متوسط أرقام الضحايا يومياً منذ يوم الجمعة الماضي بين 40 و70 ضحية، وارتفع في بعض الأحيان إلى نحو 100.

ورغم ما تشير إليه مصادر ميدانية تحدثت إلى «الشرق الأوسط» عن «انسحاب ملحوظ» لقوات برية إسرائيلية من مناطق في قطاع غزة، فإنها «ما زالت تسيطر نارياً بالمناطق التي تراجعت منها، حيث تستخدم الطائرات المسيرة والدبابات لإطلاق قذائفها تجاه كل من يتحرك في تلك المناطق».

ورصد فعلياً تراجع آليات الاحتلال من بعض أحياء الشجاعية والتفاح شرقي مدينة غزة، وكذلك في بعض المناطق من جباليا وبيت لاهيا شمال القطاع، إلى جانب بعض أحياء وبلدات خان يونس جنوبي قطاع غزة.

آليات إلكترونية

ووفقاً للمصادر الميدانية، فإن «قوات الاحتلال الإسرائيلي في بعض الأحيان تقوم بتسيير آليات إلكترونية تسير عن بُعد بغرض الإيحاء للفلسطينيين بأنها ما زالت موجودة في تلك المناطق، كما تقوم بعمليات نسف بشكل أقل بكثير مما كان عليه الوضع قبل الهجوم على إيران».

وتسبب القصف المدفعي في الأيام الأخيرة في سقوط العديد من الضحايا بعد محاولات عودة المواطنين لتفقد ما تبقى من منازلهم في المنطقة التي كانت توجد فيها القوات الإسرائيلية.

فلسطيني يسير بين أنقاض مبنى دمرته غارة إسرائيلية في دير البلح وسط غزة يوم الاثنين (أ.ب)

وأكدت وسائل إعلام عبرية أن الجيش الإسرائيلي سحب العديد من قواته بينها الفرقة 198، ولواء ناحال، بهدف نشرها على جبهات عدة، منها الضفة الغربية، وسوريا، ولبنان، وسط خشيةً من هجمات تنفذها خلايا تابعة لإيران على عدة مناطق حدودية.

ويتزامن ذلك مع غارات جوية أقل حدة عن السابق، لكن العدد الأكبر من الضحايا يسجل في نقاط توزيع المساعدات التي تقوم بتخصيصها «مؤسسة غزة الإنسانية» المدعومة أميركياً، وإسرائيلياً، أو بفعل استهداف طرق مرور شاحنات المساعدات.

غارات متواصلة وانقطاعات في الإنترنت

وتوضح المصادر الميدانية أن هناك انخفاضاً ملحوظاً في تحليق الطائرات الحربية والمسيرة في سماء قطاع غزة، لكن الغارات الجوية لم تتوقف في العديد من المناطق.

وقُتل منذ فجر الاثنين أكثر من 33 فلسطينياً أثناء انتظارهم للمساعدات، فيما أصيب أكثر من 200 بينهم نحو 50 في حالة شديدة الخطورة.

بينما قُتل أكثر من 20 فلسطينياً في غارات جوية وقصف مدفعي طال عدة مناطق بالقطاع، وسقط بعض الضحايا نتيجة استهداف مباشر لمجموعة من المواطنين في جباليا البلد، إلى جانب استهداف قارب صيد تسبب في مقتل صياد، وإصابة عدد آخر بجروح خطيرة عقب إطلاق البوارج الحربية قذائفها تجاههم.

وتتواصل المجازر في غزة على وقع استمرار الاتهامات لإسرائيل بتعمد قطع الإنترنت والاتصالات عدة مرات ولعدة أيام عن قطاع غزة.

وعادت خدمة الإنترنت مجدداً ظهر الاثنين، بعد ساعات على انقطاعها عن مناطق وسط وجنوب القطاع، وذلك بعد أن قطعت عدة أيام عن كل مناطق قطاع غزة، قبل أن تسمح القوات الإسرائيلية للطواقم الهندسية التابعة لـ«شركة الاتصالات الفلسطينية» بالدخول لمنطقة القصف وإعادة تفعيل الخدمة وسط تشويش وعمليات تقطيع مستمرة من حين إلى آخر.

فلسطيني يحاول الوصول إلى الإنترنت باستخدام شرائح إلكترونية في مدينة غزة يوم الخميس (رويترز)

كما تأثرت خدمة الاتصالات الثابتة والخلوية ببعض عمليات التقطيع، الأمر الذي ضاعف من أعداد الضحايا، بعد أن فشل التواصل السريع هاتفياً مع طواقم طبية لإنقاذ المصابين، وكذلك طواقم الدفاع المدني.

وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة التابع لحكومة «حماس» إن «الاحتلال الإسرائيلي قطع الاتصالات والإنترنت للمرة العاشرة عن قطاع غزة خلال الإبادة في جريمة تهدف لتعتيم الحقيقة، وتعميق الكارثة الإنسانية»، مؤكداً أن «ما كان يجري لا يمكن اعتباره خللاً فنياً أو عرضياً، بل نتاج جريمة مدروسة ومقصودة ترتكب مع سبق الإصرار، بهدف عزل القطاع عن العالم الخارجي وتغييب الحقيقة».

مخاوف مضاعفة

ولا يخفي السكان في قطاع غزة مخاوف مضاعفة من أن تستمر الحرب في إيران بشكل أطول، ما يدفع إسرائيل لارتكاب جرائم أكبر بحق السكان دون أن يكون هناك اهتمام إعلامي أو سياسي بما يجري.

ويقول المواطن نضال النجار (53 عاماً) من سكان حي النصر بمدينة غزة، إنه منذ بدء الحرب بين إسرائيل وإيران «لم يلاحظ أي حديث سياسي أو إعلامي عن المفاوضات التي كانت تجري في الدوحة لوقف الحرب».

وأضاف النجار لـ«الشرق الأوسط»: «الناس في غزة لا يعرفون الآن إن كان هناك تقدم أو توقف للمفاوضات، كما أنه لم تخرج أي بيانات من (حماس) لتوضيح الوضع للسكان»، ويتابع: «هذا يثير مخاوف الجميع هنا من أن ما يجري من عمليات قتل واستهداف يومي للمواطنين أصبح آخر اهتمامات العالم الذي كان على الأقل يندد بتلك المجازر». كما قال.

قس بلجيكي يتحدث في بروكسل بموازاة بدء نشطاء حقوقيين إضراباً عن الطعام لـ5 أيام من أجل غزة (إ.ب.أ)

ولم يختلف تقييم مريم الحسني (39 عاماً)، وهي من سكان مخيم الشاطئ، عن مواطنها، لكن لفتت كذلك إلى أن «صورة الحرب في غزة باتت غائبة بشكل كبير عن صدارة الإعلام العربي والدولي، بعد اشتعال الحرب بين إيران وإسرائيل».

وأضافت: «الاحتلال يرتكب جرائمه في صمت بحقنا، وهذا سيشجعه على مجازر أكبر في الأيام المقبلة، بينما العالم منشغل بالحرب الإسرائيلية – الإيرانية».


مقالات ذات صلة

ترمب: سيتم إطلاق سراح المزيد من الرهائن من غزة قريباً

المشرق العربي الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال عشاء مع أعضاء بمجلس النواب في البيت الأبيض (أ.ب) play-circle

ترمب: سيتم إطلاق سراح المزيد من الرهائن من غزة قريباً

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الجمعة، إنه سيتم إطلاق سراح 10 رهائن آخرين من غزة قريباً، دون تقديم تفاصيل إضافية، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
حصاد الأسبوع آلباريس، واجه انتقادات شديدة في مجلس النواب لدى مرافعته عن قرار الاصطفاف إلى جانب المغرب في أزمة «الصحراء»

خوسيه مانويل آلباريس... الوجه الشاب البارز للدبلوماسية الإسبانية

عندما اجتمع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي مساء الثلاثاء الفائت في آخر دورة للمجلس قبل بداية العطلة الصيفية، توافقوا على أن الوضع الإنساني في غزة ما زال

شوقي الريّس (مدريد )
حصاد الأسبوع سانشيز (رويترز)

مواقف إسبانيا وخوسيه مانويل تثير قلق الإسرائيليين

بعد هجمات السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، أدان وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل آلباريس هجوم حركة «حماس» ضد إسرائيل. إلا أنه، بعد أسابيع قليلة على

«الشرق الأوسط» ( مدريد)
المشرق العربي مظاهرة ضد غلاء الأسعار في مدينة غزة أمس (رويترز)

«هدنة غزة»... «تفاهمات جديدة» تدفع المفاوضات

أكَّدت مصادرُ إسرائيلية وفلسطينية، حدوثَ «تفاهمات» على طاولة المفاوضات الدائرة منذ نحو أسبوعين في الدوحة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، قد تدفع بها إلى الأمام،

«الشرق الأوسط» ( غزة)
المشرق العربي رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلية الخارجية (الموساد) ديفيد برنياع (غيتي) play-circle

تقرير: إسرائيل تطلب دعم أميركا لإبرام صفقات لتهجير الفلسطينيين من غزة

قال مصدران مطلعان، إن مدير جهاز «الموساد» ديفيد برنياع زار واشنطن سعياً للحصول على مساعدة أميركا في إقناع بعض الدول بإخراج الفلسطينيين من غزة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

ترمب: سيتم إطلاق سراح المزيد من الرهائن من غزة قريباً

الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال عشاء مع أعضاء بمجلس النواب في البيت الأبيض (أ.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال عشاء مع أعضاء بمجلس النواب في البيت الأبيض (أ.ب)
TT

ترمب: سيتم إطلاق سراح المزيد من الرهائن من غزة قريباً

الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال عشاء مع أعضاء بمجلس النواب في البيت الأبيض (أ.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال عشاء مع أعضاء بمجلس النواب في البيت الأبيض (أ.ب)

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الجمعة، إنه سيتم إطلاق سراح 10 رهائن آخرين من غزة قريباً، دون تقديم تفاصيل إضافية، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وأدلى ترمب بهذا التعليق خلال عشاء مع أعضاء في مجلس النواب في البيت الأبيض، مشيداً بجهود مبعوثه الخاص ستيف ويتكوف.

ويشارك مفاوضون من إسرائيل وحركة «حماس» الفلسطينية في أحدث جولة من محادثات وقف إطلاق النار في الدوحة منذ السادس من يوليو (تموز)، ويناقشون مقترحاً تدعمه الولايات المتحدة لوقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً.

وقال ترمب: «استعدنا معظم الرهائن. سنستعيد عشرة رهائن آخرين قريباً جداً، ونأمل أن ننتهي من ذلك بسرعة».