أثار منشور على «فيسبوك» لموظف حكومي عراقي، عن الرئيس الراحل صدام حسين، جدلاً في مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن طلبت مفوضية الانتخابات من مكتب رئيس الوزراء بيانات الموظفين تحت شبهة «تمجيد النظام السابق».
وجاء في كتاب صادر عن مفوضية الانتخابات العراقية، أنها طالبت مكتب رئيس الحكومة محمد شياع السوداني بتزويدها بالبيانات المتعلقة بأحد مستشاريه: «قام في وقت سابق بتمجيد صدام حسين».
وقالت دائرة الأحزاب في المفوضية، إن «عمر شاكر أحمد الحاج الذي يعمل مستشاراً في رئاسة الوزراء، خرق قانون حظر حزب (البعث) المنحل، من خلال قيامه بتمجيد صدام حسين».
وتشير مصادر غير قليلة إلى أن أحمد الحاج هو صهر لرئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي، وقد قام الأخير بتوظيفه في رئاسة الوزراء، خلال فترة ولايته بين 2014 و2018، ليعيَّن بعد ذلك مستشاراً في رئاسة الوزراء، ولكن العبادي لم يعلق على الجدل الدائر، وكذلك مكتبه.
واستند كتاب المفوضية الموجه إلى مكتب رئيس الوزراء بشأن أحمد الحاج إلى «قانون حظر حزب (البعث) والكيانات والأحزاب والأنشطة العنصرية والإرهابية والتكفيرية، رقم 32 لسنة 2016»، ولا يسمح هذا القانون للمشمولين به بشغل مناصب كبيرة في الحكومة، ولا بالترشح في انتخابات مجلس النواب.
وطلبت المفوضية في كتابها من مكتب السوداني «تزويدنا بالمعلومات والبيانات الخاصة بالمدعو عمر شاكر أحمد حاج، الذي يعمل بصفة استشاري في مكتبكم الموقر، حسب كتابكم الصادر في 2023 المتضمن الأمر الإداري المرقم بالعدد 1094 المؤرخ في 13/3/2023».
وأضافت: «حيث تم رصد صفحة خاصة به (عمر شاكر) على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) باسم عمر أحمد، من لجنة الرصد المشكَّلة في دائرة شؤون الأحزاب والتنظيمات السياسية في المفوضية، يقوم المومأ إليه من خلالها بتمجيد رئيس النظام البائد، مما يعد مخالفة صريحة للقانون المشار إليه آنفاً (حظر حزب البعث)».
وأكد مسؤول في مفوضية الانتخابات لـ«الشرق الأوسط» كتاب المفوضية الموجه لمكتب رئيس الوزراء، ولكنه أحجم عن التعليق عما إذا كان ذلك سيؤدي إلى إقالته من منصبه.
وليس من الواضح الإجراء الذي يمكن أن يتخذه مكتب رئيس الوزراء بحق أحمد الحاج، ولكن أوساطاً مقربة من الحكومة تذهب إلى أن إثارة منشور المستشار لا تبتعد عن سياق التنافس الانتخابي المحموم الذي بدأ مبكراً، تمهيداً للانتخابات العامة المقررة في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، ولا سيما أن تاريخ المنشور يعود إلى 2022.