منظمة حقوقية إسرائيلية تحذّر من استخدام عملية مسح أراضٍ «لضمّ» الضفة الغربية

المركبات العسكرية الإسرائيلية تتخذ مواقعها خلال غارة للجيش في الضاحية الشرقية لمدينة نابلس بالضفة الغربية المحتلة (أ.ف.ب)
المركبات العسكرية الإسرائيلية تتخذ مواقعها خلال غارة للجيش في الضاحية الشرقية لمدينة نابلس بالضفة الغربية المحتلة (أ.ف.ب)
TT

منظمة حقوقية إسرائيلية تحذّر من استخدام عملية مسح أراضٍ «لضمّ» الضفة الغربية

المركبات العسكرية الإسرائيلية تتخذ مواقعها خلال غارة للجيش في الضاحية الشرقية لمدينة نابلس بالضفة الغربية المحتلة (أ.ف.ب)
المركبات العسكرية الإسرائيلية تتخذ مواقعها خلال غارة للجيش في الضاحية الشرقية لمدينة نابلس بالضفة الغربية المحتلة (أ.ف.ب)

ندّدت منظمة حقوقية إسرائيلية أمس (الاثنين) بقرار تل أبيب إطلاق برنامج ضخم لمسح الأراضي في أجزاء من الضفة الغربية المحتلة، محذّرة من إمكانية أن يستخدم لضمّ أراضٍ فلسطينية.

وقرّرت الحكومة الأمنية الإسرائيلية أول من أمس (الأحد)، إطلاق عملية تسجيل الأراضي في المنطقة (ج) الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية الكاملة في الضفة الغربية، والتي تغطي أكثر من 60 في المائة من مساحة الضفة.

والضفة الغربية التي احتلّتها إسرائيل في 1967 ليس لديها سجل كامل للأراضي تعترف به إسرائيل.

وعلى سبيل المثال، فإنّ بعض سكّان الضفة لديهم سندات ملكية تعود لما قبل الاحتلال الإسرائيلي، ولا يتم تسجيلها دائماً لدى السلطات الإسرائيلية.

جنود إسرائيليون يسيرون بالقرب من أنقاض منزل فلسطيني بعد أن هدمه الجيش في نابلس بالضفة الغربية المحتلة (أ.ف.ب)

وتعليقاً على قرار المجلس الأمني المصغّر، قال يوناتان مزراحي من منظمة «السلام الآن» الإسرائيلية غير الحكومية، إنّ الخطوة قد تكون «وسيلة ضمّ»، لأنّ قسماً من الفلسطينيين قد يخسرون أراضيهم إذا لم تعترف السلطات الإسرائيلية بحقوقهم.

وحذّرت المنظمة الحقوقية من أنّ المشروع الإسرائيلي قد يؤدّي إلى «سرقة واسعة النطاق لأراضٍ»، مضيفة أنه قد يؤدي إلى «نقل ملكية الغالبية العظمى من المنطقة (ج) إلى الدولة» الإسرائيلية.

ونبّهت المنظمة المناهضة للاستيطان إلى أنّه «لن تكون للفلسطينيين وسائل ملموسة لتأكيد حقوقهم في الملكية».

ويدعو بعض الوزراء الإسرائيليين إلى ضمّ الضفة الغربية، حيث يعيش نحو 3 ملايين فلسطيني إلى جانب ما يقرب من 500 ألف إسرائيلي يقيمون في مستوطنات يعدّها القانون الدولي غير قانونية.

وسبق لوزير المالية اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش الذي يقيم في مستوطنة، أن أكّد أنّ عام 2025 سيكون العام الذي ستوسّع فيه إسرائيل سيادتها على أجزاء من الضفة الغربية.

من جانبه، أشاد وزير الدفاع الإسرائيلي إسرائيل كاتس، بخطة الحكومة، ووصفها بأنها «قرار رائد يحقق العدالة للمستوطنات اليهودية في يهودا والسامرة» أي الضفة الغربية. وأضاف أنّ هذه العملية ستؤدي إلى «تعزيز وإنشاء وتوسيع» المستوطنات.

بالمقابل، قال محمد أبو الرب، مدير الاتصال في مكتب رئيس الوزراء الفلسطيني، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إنّ هذه الخطوة تشكّل «تصعيداً خطراً في سياسات إسرائيل غير القانونية التي تهدف إلى تعزيز احتلالها وتعزيز الضمّ الفعلي». ولفت أبو الرب إلى أنّ المنطقة (ج) «جزء لا يتجزأ» من بقية الأراضي الفلسطينية، داعياً المجتمع الدولي إلى «رفض هذا القرار غير القانوني واتخاذ إجراءات فورية وملموسة لمنع تنفيذه».


مقالات ذات صلة

 «غزة الإنسانية» تشكو من مضايقات الجيش الإسرائيلي لقوافلها

المشرق العربي فلسطينيون يتدافعون عند نقطة توزيع المساعدات الغذائية في النصيرات وسط قطاع غزة (أ.ف.ب) play-circle

 «غزة الإنسانية» تشكو من مضايقات الجيش الإسرائيلي لقوافلها

قدمت «مؤسسة غزة الإنسانية» شكوى إلى الجيش الإسرائيلي بشأن «مضايقات محتملة من قبل جنود إسرائيليين لقوافلنا» المتجهة إلى موقع وادي غزة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية رجال يتفقدون الدمار الذي لحق بمنزل في مدينة طمرة شمال إسرائيل بعد الضربات الإيرانية (أ.ف.ب) play-circle

تقرير: مقتل 28 إسرائيلياً وإصابة أكثر من 3 آلاف جراء الضربات الإيرانية

مع دخول وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران حيز التنفيذ، أفاد مسؤولون طبيون إسرائيليون بمقتل 28 شخصاً وإصابة أكثر من 3 آلاف آخرين جراء الهجمات الإيرانية.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان (أ.ب) play-circle

بزشكيان: إيران مستعدة للحوار والدفاع عن حقوقها على طاولة المفاوضات

نقل تلفزيون «العالم» الرسمي الإيراني عن الرئيس مسعود بزشكيان، قوله اليوم (الثلاثاء)، إن طهران مستعدة للحوار والدفاع عن حقوقها على طاولة المفاوضات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية عنصر من «الحرس الثوري» يحرس ساحة «الثورة الإسلامية» في طهران الثلاثاء (رويترز)

هكذا أيقظت تل أبيب خلايا سرية خاملة في طهران لدى بدء الحرب

بالتزامن مع شن الحرب، أطلق عملاء استخبارات إسرائيليون حملةً سريةً تهدف لترهيب كبار المسؤولين الإيرانيين، في محاولة لإرباك القيادة، وزعزعة استقرار النظام.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وبجواره وزير الدفاع يسرائيل كاتس (إكس)

تل أبيب تلمح لنهاية قريبة لحملتها: الكرة الآن في ملعب إيران

تسعى إسرائيل لإنهاء عمليتها العسكرية ضد إيران قريباً، وقد أبلغت واشنطن بذلك، لكن الأمر مرهون برد طهران، وفقاً لمسؤولين إسرائيليين تحدثوا إلى «رويترز».

«الشرق الأوسط» (لندن)

مقتل 3 أشخاص بغارة إسرائيلية بينهم صراف يعتقد أنه مرتبط بـ«حزب الله»

في احتفال تسلّم قائد قوات «اليونيفيل» الجديد الجنرال الإيطالي ديوداتو أبانيارا مهامه في لبنان (أ.ف.ب)
في احتفال تسلّم قائد قوات «اليونيفيل» الجديد الجنرال الإيطالي ديوداتو أبانيارا مهامه في لبنان (أ.ف.ب)
TT

مقتل 3 أشخاص بغارة إسرائيلية بينهم صراف يعتقد أنه مرتبط بـ«حزب الله»

في احتفال تسلّم قائد قوات «اليونيفيل» الجديد الجنرال الإيطالي ديوداتو أبانيارا مهامه في لبنان (أ.ف.ب)
في احتفال تسلّم قائد قوات «اليونيفيل» الجديد الجنرال الإيطالي ديوداتو أبانيارا مهامه في لبنان (أ.ف.ب)

في وقت كانت قوة الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان (اليونيفيل) تنظّم مراسم تسلّم وتسليم قيادتها بمقرّها في الناقورة، استهدفت طائرة مسيّرة إسرائيلية سيارة في بلدة كفردجال في قضاء النبطية، ما أدى إلى مقتل 3 أشخاص، هم صرّاف تردد أنه يرتبط مالياً بـ«حزب الله» واثنان من أبنائه، وهو ما يعكس المفارقة بين رسائل أممية تدعو إلى الاستقرار، وغارات إسرائيلية ترفع منسوب التوتر على الحدود بين البلدين.

أبانيارا: المهمة صعبة وتزداد تعقيداً

وخلال تسلّمه مهامه في مقرّ قيادة «اليونيفيل»، أكد القائد الجديد الجنرال الإيطالي ديوداتو أبانيارا أن «المهمة تزداد تعقيداً في بيئة هشة تتطلب مرونة وابتكاراً والتزاماً يومياً». وأكد أن أمن لبنان لا يمكن عزله عن السياق الإقليمي والدولي، مشدداً على ضرورة تحويل الحوار السياسي إلى خطوات عملية.

وأشار إلى أن البعثة تمرّ بمرحلة تكيّف تهدف إلى تعزيز فاعليتها ومصداقيتها، مشدداً على استمرار التزامها بحماية المدنيين، ومراقبة وقف الأعمال العدائية، ودعم الجيش اللبناني، وفق القرار 1701، كما اعتبر أن السلام الحقيقي يُبنى بالشراكة والثقة والعمل الجماعي.

القائد الجديد لقوات «اليونيفيل» الجنرال الإيطالي ديوداتو أبانيارا (أ.ف.ب)

مقتل 3 في غارة استهدفت صرّافاً مرتبطاً بـ«حزب الله»

على بعد عشرات الكيلومترات جنوباً، نفّذت طائرة مسيّرة إسرائيلية، صباح الثلاثاء، غارة جوية على سيارة في بلدة كفردجال - قضاء النبطية، ما أسفر عن مقتل 3 أشخاص واحتراق السيارة بالكامل. وبحسب المعلومات، أطلقت المسيّرة صاروخين، أصابا الهدف مباشرة وأشعلت النيران فيه.

السيارة التي استهدفتها الغارة الإسرائيلية ببلدة كفردجال في قضاء النبطية (الوكالة الوطنية للإعلام)

وأفادت قناة «الحدث» أن أحد القتلى هو هيثم بكري، صرّاف يعمل في منطقة الغبيري في الضاحية الجنوبية، ويُعتقد بارتباطه المالي بـ«حزب الله»، وكان في طريقه إلى عمله عند تنفيذ الغارة. وأكدت وزارة الصحة اللبنانية سقوط 3 قتلى.

وتعكس طبيعة هذا الاستهداف تبدلاً نوعياً في التكتيك الإسرائيلي، يتمثل في استهداف البنية الاقتصادية والمالية المرتبطة بـ«حزب الله»، وليس فقط المواقع العسكرية. وبعد الظهر، أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» بسقوط مسيّرة إسرائيلية في بلدة مركبا.

وتزامن الهجوم مع تحليق مكثف للطيران المسيّر الإسرائيلي في أجواء الجنوب وبيروت، شمل مناطق النبطية والزهراني والضاحية الجنوبية.

وأتى ذلك بعد ساعات على غارات جوية نفذها الطيران الإسرائيلي، مساء الاثنين، بحسب ما أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام»، مشيرة إلى أنه استهدف أطراف عدد من القرى والأودية والتلال في مناطق النبطية وجزين والزهراني. وتركزت الغارات على منطقة مريصع بين بلدتي أنصار والزرارية، ووادي كفرملكي في منطقة إقليم التفاح، والوادي بين بلدات عزة، كفروة زفتا ودير الزهراني، كما طاولت المنطقة بين مزرعة المحمودية وبلدة العيشية، ومنطقة الدمشقية إلى الشرق من مجرى نهر الخردلي، ووداي برغز.

واستخدم الجيش الإسرائيلي، بحسب «الوطنية»، صواريخ ارتجاجية تهدف على ما يبدو إلى اختراق أنفاق لـ«حزب الله»، وقد أحدثت انفجارات قوية تردد صداها في معظم المناطق الجنوبية. كما تسببت الغارات العنيفة على الوادي بين كفروة وعزة وزفتا، في حريق كبير في أحراج السنديان.