ارتكبت إسرائيل مجزرة جديدة في حي الشجاعة بمدينة غزة الأربعاء، إذ أسفرت غارة، قال جيشها إنها استهدفت قيادياً كبيراً في حركة «حماس»، عن مقتل 35 شخصاً على الأقل.
وردّاً على سؤال من «وكالة الصحافة الفرنسية» عن الضربة في الشجاعية، قال الجيش، الأربعاء، إنها «استهدفت إرهابياً كبيراً من (حماس) كان مسؤولاً عن تخطيط وتنفيذ هجمات إرهابية» من المنطقة، من دون ذكر اسمه، مؤكداً أنه «جرى اتخاذ عدد من الخطوات للحد من الأضرار التي قد تلحق بالمدنيين».

ولم تؤكد «حماس»، أو أي من المصادر في غزة، مقتل أي قيادي كبير في الحركة خلال الغارة.

وقالت السلطات الصحية في قطاع غزة إن الغارة الجوية الإسرائيلية قتلت 35 فلسطينياً على الأقل؛ بينهم أطفال.
ووفق وزارة الصحة الفلسطينية بقطاع غزة، فإن 8 أطفال و8 نساء قُتلوا بتلك الغارة، في حين أن هناك 60 مصاباً؛ بينهم حالات حرجة، بينما ذكر جهاز الدفاع المدني أن هناك 19 مفقوداً من عائلة أبو عمشة التي استهدف القصف منزلها بشكل أساسي، وأن هناك 15 مفقوداً من عائلات أخرى دُمرت منازلها جراء القصف.

ووقعت المجزرة بمحيط مسجد الهوشلي في شارع بغداد الرئيس بحي الشجاعية شرق مدينة غزة، وطالت بشكل أساسي منزلاً لعائلة أبو عمشة، و4 منازل أخرى ملاصقة له.
وذكر مسعفون أن العشرات أصيبوا أيضاً في الهجوم الذي استهدف مبنى سكنياً متعدد الطوابق. وأضافوا أنهم يعتقدون أن هناك مفقودين ومحاصرين تحت الأنقاض، وأن الضربة تسببت في إلحاق أضرار بعدد من المنازل المجاورة.

وعلى بعد مئات الأمتار من المكان، قُصف منزل آخر لعائلة أبو غنيمة في حي الشجاعية؛ ما أدى لمقتل 5 أشخاص وإصابة 3 آخرين.
وصرحت السلطات الصحية المحلية بأن 9 فلسطينيين قتلوا في هجمات إسرائيلية منفصلة على مناطق أخرى من القطاع؛ ما يرفع عدد قتلى الأربعاء (حتى وقت التصريح) إلى أكثر من 45. وأمر الجيش الإسرائيلي سكان حي الشجاعية الأسبوع الماضي بإخلاء المنطقة، وقال إن قواته ستستهدف مسلحين في المنطقة.

إدانة فلسطينية
وأدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية تلك المجزرة، عادّةً إياها «إمعاناً إسرائيلياً رسمياً في قتل أبناء شعبنا بشكل جماعي، وتدمير مقومات وجوده في القطاع، على طريق دفعه بقوة الاحتلال إلى الهجرة خارجه»، ومعبرةً عن استيائها الشديد من «تقاعس المجتمع الدولي أمام المجازر وجميع مظاهر الإبادة والتهجير وسرقة الأرض الفلسطينية وضمها» وفق ما قالت في بيان لها.

كما نددت فصائل فلسطينية بالمجزرة التي وقعت بحي الشجاعية، وأشارت إليها في بيانات عدة، وعدّتها ضمن «إطار ارتكاب المجازر المستمرة بمناطق مختلفة من القطاع، وسط صمت دولي وعجز واضح للمجتمع الدولي عن وقف العدوان».

وفي آخر إحصائية صدرت عن وزارة الصحة التابعة لـ«حماس»، فإن من وصلوا إلى مستشفيات القطاع في آخر 24 ساعة (ما بين الساعة الواحدة ظهراً بتوقيت غزة، والثانية بتوقيت مكة المكرمة)، من يوم الثلاثاء وحتى الأربعاء، بلغ 36 قتيلاً؛ بينهم 3 انتُشلوا من أماكن تعرضت للقصف سابقاً، إلى جانب 41 إصابة أخرى.