الجيش السوري يتهم «حزب الله» بقتل 3 من أفراده عبر الحدود

الجماعة اللبنانية نفت «أي علاقة» لها بالأحداث... وحركة نزوح مع اشتداد القصف من الجانب السوري

جرافة للجيش اللبناني أثناء إغلاق معابر غير شرعية فبراير الماضي (إكس)
جرافة للجيش اللبناني أثناء إغلاق معابر غير شرعية فبراير الماضي (إكس)
TT
20

الجيش السوري يتهم «حزب الله» بقتل 3 من أفراده عبر الحدود

جرافة للجيش اللبناني أثناء إغلاق معابر غير شرعية فبراير الماضي (إكس)
جرافة للجيش اللبناني أثناء إغلاق معابر غير شرعية فبراير الماضي (إكس)

قُتل 3 سوريين، أفيد بأنهم من جنود الأمن العام، قرب الحدود مع لبنان في حادث إطلاق نار تضاربت المعلومات حول أسبابه، فيما فتحت الأجهزة الأمنية اللبنانية تحقيقاً في الحادث. وقالت مصادر أمنية لبنانية لـ«الشرق الأوسط» إن الثلاثة «دخلوا الأراضي اللبنانية قبل مقتلهم وتولى الجيش نقل جثامينهم وتسليمها إلى الجانب السوري عبر معبر جوسية الرسمي»، مؤكدة أن «الأمر مرتبط بعصابات التهريب».

ورجّحت أن رجال الأمن السوريين كانوا يلاحقون مهربين في تلك الأراضي المتداخلة على الحدود وحصل إطلاق نار ما أدى إلى مقتلهم.

وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية اللبنانية بأن الصليب الأحمر اللبناني نقل 3 جثث وُجدت قرب الساتر الترابي في بلدة القصر اللبنانية الحدودية مع سوريا إلى مستشفى الهرمل الحكومي (شمال شرقي لبنان)، وتتولى الأجهزة الامنية التحقيق في الحادث.

وأشارت إلى «حالة من التوتر على الحدود شمال الهرمل وإطلاق نار من سلاح متوسط من الأراضي السورية باتجاه القصر».

تعزيزات سورية إلى الحدود

من جانبها، أفادت وزارة الدفاع السورية بأن 3 من أفرادها قتلوا على يد «حزب الله»، مؤكدةً أنها «ستتخذ جميع الإجراءات اللازمة بعد «التصعيد الخطير» من قبل «حزب الله».

ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن المكتب الاعلامي في وزارة الدفاع أن «مجموعة من ميليشيا (حزب الله) قامت عبر كمين بخطف ثلاثة من عناصر الجيش السوري على الحدود اللبنانية (...) قبل أن تقتادهم للأراضي اللبنانية وتقوم بتصفيتهم».

وتحدثت وسائل إعلام سورية عن إرسال تعزيزات عسكرية للجيش إلى الحدود مع لبنان.

«حزب الله» ينفي

من جهته، نفى حزب الله في بيان «بشكل قاطع ما يتم تداوله بشأن وجود أي علاقة لـ(حزب الله) بالأحداث التي جرت اليوم على الحدود اللبنانية السورية».

وأضاف «نجدّد التأكيد على ما سبق وأعلنا عنه مرارا، بأن لا علاقة لحزب الله بأي أحداث تجري داخل الأراضي السورية».

أفادت وسائل إعلام لبنانية بحركة نزوح من بلدات على الحدود مع سوريا باتجاه الهرمل مع اشتداد وتيرة القصف. وكانت مواقع سورية ذكرت أن القتلى من عناصر وزارة الدفاع وسحبت جثثهم إلى الداخل اللبناني. ونسبت إلى مصدر من الأمن العام السوري في القُصير قوله إنهم من قوات النخبة من اللواء 103 التابع للجيش السوري ضمن الأراضي اللبنانية، وأنهم دخلوا الأراضي اللبنانية خطأ خلال مطاردة مسلحين ومهربين.


مقالات ذات صلة

رحيل الإعلامية هدى شديد... الأحلام العنيدة تتكسَّر

يوميات الشرق تمسَّكت هدى شديد بالحياة حتى الرمق الأخير (إنستغرام الإعلامية)

رحيل الإعلامية هدى شديد... الأحلام العنيدة تتكسَّر

بقيت هدى شديد تصارع المرض حتى الرمق الأخير. كانت تقول عن نفسها: «أنا مقاتلة روحانية له». مهووسة بإخفاء حزنها ودموعها تحت إطلالة مُشرقة دائماً.

فيفيان حداد (بيروت)
تحليل إخباري آثار غارة إسرائيلية استهدفت منزلاً في بلدة تولين بجنوب لبنان (د.ب.أ)

تحليل إخباري مخاوف لبنانية من أن تعيد صواريخ المطلّة إشعال الحرب

يحبس اللبنانيون أنفاسهم ويراقبون بقلق تداعيات عملية إطلاق صواريخ من جنوب لبنان على مستعمرة المطلّة في شمال إسرائيل

يوسف دياب (بيروت)
خاص مساعد وزير الخارجية الأميركي السابق ديفيد شنكر (أرشيفية - أ.ب)

خاص شنكر: إدارة ترمب راضية ولا يهمها الآن التطبيع بين لبنان وإسرائيل

القذائف «مجهولة المصدر»، سبقتها أيضاً «تسريبات» تحدثت عن عدم رضا إدارة ترمب عن أداء المسؤولين اللبنانيين في التعامل مع «حزب الله»

إيلي يوسف (واشنطن)
المشرق العربي الرئيس اللبناني جوزيف عون يتوسط رئيس البرلمان نبيه بري ورئيس الحكومة نواف سلام (رئاسة الجمهورية)

استنفار سياسي لبناني تنديداً بالقصف... وعون يُحذر من «استدراجنا لدوامة العنف»

أدان الرئيس اللبناني جوزيف عون «محاولات استدراج لبنان مجدداً إلى دوامة العنف»، على وقع مطالبات سياسية للجيش والقوى الأمنية والسلطات القضائية بكشف الملابسات.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي دخان أسود كثيف يتصاعد من غارة جوية إسرائيلية على قرية سجد بإقليم التفاح جنوب لبنان (د.ب.أ) play-circle

وزير الدفاع اللبناني يعلن بدء التحقيق في ملابسات إطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل

أعلن وزير الدفاع اللبناني أن الجيش باشر التحقيق في ملابسات إطلاق صواريخ من لبنان باتجاه إسرائيل، مشدداً على التصدي بقوة لمحاولات ضرب جهود الدولة في ترسيخ الأمن.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

وزير خارجية العراق: لسنا جزءاً من «محور المقاومة»

وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين (رويترز)
وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين (رويترز)
TT
20

وزير خارجية العراق: لسنا جزءاً من «محور المقاومة»

وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين (رويترز)
وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين (رويترز)

بعد يوم واحد من إعلان المرشد الإيراني علي خامنئي أن بلاده لا تملك وكلاء في المنطقة، أعلن وزير الخارجية العراقي أن بغداد ليست جزءاً مما يُعرف بـ«محور المقاومة».

وجاءت تصريحات الوزير فؤاد حسين بالتزامن مع مواقف مماثلة من قادة أحزاب عراقية تدعو إلى عدم الانخراط في التصعيد الدائر في المنطقة.

وازداد التوتر في العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران بعد تجدّد القصف الإسرائيلي على لبنان وغزة، وعودة الحوثيين الذين تدعمهم طهران إلى تهديد الملاحة في البحر الأحمر.

«لسنا مقاومة»

قال الوزير العراقي، في مقابلة متلفزة: «العراق ليس جزءاً من (محور المقاومة)، ولا يقبل بوحدة الساحات، نؤمن بالساحة العراقية فقط (...) لقد قلت هذا الكلام في مناسبات سابقة».

وأوضح حسين أن «الدستور العراقي يمنع أي تشكيل مسلح خارج إطار المؤسسة الرسمية العسكرية، ولا يسمح بخوض حرب ضد أحد بقرار فردي».

وقال الوزير: «ما قامت به فصائل عراقية مسلحة منذ أشهر أضر بالعراق كثيراً، ولم يفد القضية الفلسطينية».

وأكد حسين أن «التفكير في المصالح العراقية لم يكن سائداً قبل التطورات الأخيرة التي حدثت لا سيما بعد التهديدات الواضحة من قِبل الإدارة الأميركية لدول المنطقة ومنها العراق».

ووفق الوزير العراقي، فإن «هناك فرصة للتفاهم مع الفصائل المسلحة لتجنيبها والعراق مخاطر يمكن أن تترتب على ضربة عسكرية من جهات خارجية، مثل أميركا أو إسرائيل».

وكانت مصادر موثوقة قد كشفت لـ«الشرق الأوسط» عن مضمون رسالة إيرانية إلى قادة فصائل شيعية في العراق، تضمّنت تعليمات صارمة بـ«عدم استفزاز الأميركيين والإسرائيليين».

وبشأن السياسة الأميركية مع بغداد، أكد حسين أن بلاده «تواجه استراتيجية مختلفة، بدأت بوقف استيراد الطاقة من إيران»، وقال: «أخبروني (الأميركيون) بأنه لا يوجد تمديد في اجتماع رسمي بالعاصمة الفرنسية باريس».

ورجح الوزير أن يواجه العراقيون أزمة خانقة بسبب نقص الكهرباء خلال الصيف المقبل، داعياً «وزارتي الكهرباء والنفط في الحكومة العراقية إلى التعاون لتجاوز محنة الصيف المقبل».

وحذّر حسين من أن تكون «إيران هدفاً لهجوم إسرائيلي لو فشلت في التوصل إلى اتفاق مع الإدارة الأميركية الجديدة». وقال: «هذا يعني أن الكارثة ستحل على العراق والمنطقة».

أرشيفية لعناصر حركة «النجباء» خلال عرض عسكري في بغداد
أرشيفية لعناصر حركة «النجباء» خلال عرض عسكري في بغداد

«أطراف حكيمة»

في السياق، دعا النائب السابق في البرلمان العراقي، آراس حبيب، القوى العراقية إلى «عدم التدخل في الشأن الفلسطيني والاهتمام بأولويات الشارع العراقي»، على حد تعبيره.

وقال حبيب، وهو رئيس «المؤتمر الوطني العراقي» الذي كان يقوده السياسي الراحل أحمد الجلبي، إن «الوقت حان لكي يلتفت العراقيون إلى أوضاعهم الداخلية، وأن يتخلوا عن التفكير بالقضية الفلسطينية».

وأكد حبيب أن بعض القوى في «الإطار التنسيقي» كانت تريد الانخراط ميدانياً في التصعيد الدائر في الشرق الأوسط، لكن «أطرافاً حكيمة منعتها من ذلك»، داعياً التحالف الحاكم إلى الحذر من التطورات الراهنة.

وكان دبلوماسيان أميركيان قد أكدا، لـ«الشرق الأوسط»، أن عقوبات «شاملة على دفعات» ستُفرض على كيانات وأفراد في أجهزة حكومية وسياسية وفصائل عراقية.

وتسود في بغداد تكهنات لا حصر لها حول السياسة الأميركية الجديدة، منذ وصول الرئيس دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، وتوعده إيران بحملة قوية ضد نفوذها في المنطقة.