لبنان يتجاهل «عروض التطبيع» الإسرائيلية

بيروت مصرة على الطابع التقني للمفاوضات... وتل أبيب تدفع لـ«التسييس»

 دورية لقوات «اليونيفيل» الأممية في بلدة رامية الحدودية مع إسرائيل بجنوب لبنان (أ.ف.ب)
دورية لقوات «اليونيفيل» الأممية في بلدة رامية الحدودية مع إسرائيل بجنوب لبنان (أ.ف.ب)
TT

لبنان يتجاهل «عروض التطبيع» الإسرائيلية

 دورية لقوات «اليونيفيل» الأممية في بلدة رامية الحدودية مع إسرائيل بجنوب لبنان (أ.ف.ب)
دورية لقوات «اليونيفيل» الأممية في بلدة رامية الحدودية مع إسرائيل بجنوب لبنان (أ.ف.ب)

تجاهل لبنان عروضاً إسرائيلية لتطبيع العلاقات وتطوير المحادثات التقنية المعنية بالتثبت من الانسحاب الإسرائيلي من أراضيه إلى محادثات سياسية؛ إذ تضغط تل أبيب على بيروت بإعلانها أن جيشها سيبقى في النقاط اللبنانية المحتلة لـ«فترة طويلة وغير محددة»، حسبما أعلن وزير دفاعها يسرائيل كاتس، أمس الجمعة.

وتمضي إسرائيل في تطبيق سياسة الضغوط على المفاوض اللبناني، بهدف استدراجه إلى اتفاق سياسي يتخطى المباحثات التقنية المحصورة عبر اللجنة الخماسية بثلاث مهام أساسية، هي: الانسحاب الإسرائيلي من النقاط الخمس التي احتلتها في الحرب الأخيرة، وتحديد الحدود البرية العالقة منذ عام 2006، وهي 13 نقطة حدودية، وإطلاق المحتجزين اللبنانيين لدى إسرائيل.

ويرفض لبنان الرسمي هذه الطروحات، ويؤكد أنها غير مطروحة بالنسبة له ويصر على الانسحاب الإسرائيلي من النقاط التي تم احتلالها.


مقالات ذات صلة

«رؤية 2030» تلامس أهدافها الكبرى

الخليج خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان (واس)

«رؤية 2030» تلامس أهدافها الكبرى

بعد تسعة أعوام على إطلاقها، تمضي السعودية في تحقيق أهداف «رؤية 2030» الكبرى، حيث تحقق ما نسبته 93 في المائة من مؤشرات البرامج والاستراتيجيات الوطنية، أو تجاوز

«الشرق الأوسط» ( الرياض)
المشرق العربي الدورة الـ32 للمجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية التي انطلقت في رام الله 23 أبريل 2025 (إ.ب.أ)

«المركزي الفلسطيني»: على «حماس» إنهاء سيطرتها في قطاع غزة

أكد «المجلس المركزي الفلسطيني» ضرورة إنهاء «حماس» سيطرتها على قطاع غزة وإعادته إلى السلطة الفلسطينية الوطنية، وذلك في البيان الختامي الذي صدر عن المجلس، أمس،

«الشرق الأوسط» (رام الله)
شؤون إقليمية المرشد الإيراني علي خامنئي خلال مجلس عزاء في طهران (موقع المرشد)

واشنطن وطهران تدخلان مرحلة حساسة ورسائل «غير مباشرة» بين ترمب وخامنئي

تدخل المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة مرحلة حساسة مع انطلاق الجولة الثالثة في العاصمة العمانية مسقط، اليوم السبت.

«الشرق الأوسط» (لندن)
المشرق العربي الشيباني في مراسم رفع علم «سوريا الجديدة» أمام مقر الأمم المتحدة بنيويورك أمس (أ.ف.ب)

علم سوريا الجديدة في الأمم المتحدة

خطوة جديدة، مؤثرة، لسوريا الجديدة باتجاه اكتمال حضورها في المحافل الدولية، عبر رفع علم النجوم الثلاثة، في الأمم المتحدة، وعبر مشاركتها في جلسة لمجلس الأمن

علي بردى ( واشنطن)
المشرق العربي القضاء اللبناني يتلقى تقريراً فرنسياً حول انفجار مرفأ بيروت

القضاء اللبناني يتلقى تقريراً فرنسياً حول انفجار مرفأ بيروت

يصل إلى بيروت، الاثنين المقبل، وفدٌ قضائي فرنسي، يسلم للمحقق العدلي في انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار، «التقرير الفني الشامل الذي أعدّه خبراء فرنسيون

يوسف دياب (بيروت)

سوريا... بين تأمين الدعم الدولي والاستنفار لفرض الاستقرار

انتشار أمني كثيف في العاصمة دمشق (وزارة الداخلية)
انتشار أمني كثيف في العاصمة دمشق (وزارة الداخلية)
TT

سوريا... بين تأمين الدعم الدولي والاستنفار لفرض الاستقرار

انتشار أمني كثيف في العاصمة دمشق (وزارة الداخلية)
انتشار أمني كثيف في العاصمة دمشق (وزارة الداخلية)

بينما تواصل الدبلوماسية السورية جهودها الحثيثة، لحشد دعم دولي لعملية الانتقال السياسي في سوريا، يظل التحدي الأمني أبرز ما يهدد تلك الجهود. وخلال اليومين الماضيين شهدت البلاد موجة توتر عالية، في الساحل وحمص ودمشق والسويداء، قتل خلالها ثلاثة عشر شخصاً على الأقل في حمص ودمشق والسويداء، وذلك في الوقت الذي كان فيه وزير الخارجية، أسعد الشيباني، في مقر البعثة الدائمة في مدينة نيويورك يعقد اجتماعاً مع السفراء والمندوبين الدائمين للدول العربية لدى مجلس الأمن، على هامش مشاركته في اجتماعات مجلس الأمن.

واتهم الشيباني «فلول» النظام السوري السابق، بمحاولة إشعال حرب أهلية من خلال ارتكاب المجازر، وقال في سياق عرض مطالب حكومته أمام مجلس الأمن: «إن السلطات في سوريا ما زالت تتعرض لهجمات بهدف إثارة ردود فعل طائفية»، متعهداً بالإعلان قريباً عن تشكيل «هيئة للعدالة الانتقالية وهيئة للمفقودين».

وواصلت إدارة الأمن العام بالعاصمة دمشق «تنفيذ انتشارها الميداني المنظم في مختلف الأحياء»، وقالت وزارة الداخلية في بيان لها، السبت، إن ذلك «بهدف الحفاظ على الأمن والاستقرار». وكانت وزارة الدفاع السورية ووزارة الداخلية قد أعلنتا رفع حالة الجاهزية والاستنفار يوم الخميس في دمشق، وحمص، وحماة، ومناطق الساحل، ودير الزور، وتدمر، وفي المناطق الحدودية لمنع أي محاولة لزعزعة الاستقرار، بعد صدور تحذيرات من تحركات مشبوهة لمجموعات مسلحة متهمة بارتباطها بالنظام السابق للقيام بأعمال عسكرية في مناطق متفرقة من سوريا.

انتشار أمني كثيف في العاصمة دمشق (وزارة الداخلية)

وشهدت البلاد، يومي الخميس والجمعة، حالة توتر على خلفية عمليات قتل جرت في مناطق متفرقة. ففي دمشق قتل أربعة أشخاص في حي عش الورور الشعبي، مساء الجمعة، بإطلاق رصاص من قبل مجهولين كانوا في سيارة. وبحسب المعلومات استهدف المهاجمون اجتماع عدد من أعضاء المجلس المحلي في الحي، ما أدى إلى مقتل أربعة من أعضاء المجلس، مع ترجيح وجود دوافع انتقامية.

وتزايدت أعمال القتل الانتقامي مؤخراً، من قبل عناصر مجهولة بينهم من يرتدي زي الأمن العام، ترافقت مع انتشار قوائم صادرة عن جهات مجهولة، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تتضمن أسماء لعملاء سابقين في الأجهزة الأمنية التي كانت تتبع لنظام الأسد، مع دعوات تحض الأهالي على ملاحقتهم، وسط انقسام في موقف الشارع من تلك الدعوات، بين مؤيد لملاحقتهم وقتلهم، وبين داعٍ لترك الأمور للجهات المختصة والقضاء، وفق ما علمت «الشرق الأوسط» من أحد أعضاء لجان الأحياء في منطقة الصالحية فضّل عدم الكشف عن اسمه باعتبار «هذا الموضوع حساساً جداً لا سيما لدى أولياء الدم»، مشيراً إلى وجود آراء تعتبر معاملة مجرم ساهم في تغييب وتعذيب وقتل أبرياء كأي مجرم عادي فيه «ظلم»، وأن هؤلاء المجرمين يجب أن يتركوا ذوي الضحايا يقررون مصيرهم، وفي المقابل هناك آراء تطالب بكسر دائرة الدم التي تهدد السلم الأهلي، وتطبيق العدالة وجبر الضرر.

انتشار أمني في مدينة حماة (وزارة الداخلية)

وفي السويداء، جنوب سوريا، طالب أهالي مدينة الشهبا بإبعاد أربعة من أبناء مدينتهم يشتبه بتورطهم في أعمال عدائية ضد المدنيين، وذلك بعد مهاجمة مجموعة مسلحة لسيارات مدنية على طريق السويداء - دمشق، أسفرت عن مقتل شابين كانا بزيارة إلى السويداء. تبعها محاولة مجموعة مسلحة في جرمانة جنوب دمشق قطع طريق مطار دمشق الدولي. وقال موقع «السويداء 24» إن اجتماعاً عقده أهالي مدينة الشهبا، يوم الجمعة، طالبوا فيه بتفعيل الضابطة العدلية لبسط سلطة القانون. فيما أشارت مصادر أهلية إلى أن هذه هي المرة الرابعة التي يطالب فيها الأهالي بإبعاد المتورطين ويتم الالتفاف على تلك المطالب.

ولا تزال محافظة حمص تتصدر المناطق السورية من حيث عدد الجرائم الانتقامية. وحسب مصادر محلية قتل سبعة أشخاص على الأقل يومي الخميس والجمعة، في ظل موجة توتر عالية شهدتها المدينة عقب اشتباكات عنيفة اشتعلت في حي وادي الذهب ليل الخميس، لدى محاولة الأمن العام اعتقال العميد الطيار علي شلهوب، المتهم بإلقاء البراميل المتفجرة على مناطق المعارضة في عهد النظام السابق، وأسفرت الاشتباكات عن مقتل المطلوب وأحد عناصر الأمن العام وإصابة آخرين. وقالت مصادر محلية في حمص إن عمليات مداهمات للمنازل واعتقالات أعقبت الاشتباكات، يوم الجمعة، كما حصلت حالات خطف وقتل لا تزال الأنباء تتضارب حول ظروفها، مع انتشار أمني كثيف، لا سيما في الأحياء التي يتركز فيها موالون للنظام السابق.