عون: لا إقصاء لأحد ولبنان لن يكون منصة للهجوم على الدول الشقيقة

أكد العمل على تحرير الأرض عبر الخيارات الدبلوماسية

الرئيس اللبناني جوزيف عون مستقبلاً السلك الدبلوماسي العربي برئاسة عميد السلك سفير دولة فلسطين أشرف دبور (الرئاسة اللبنانية)
الرئيس اللبناني جوزيف عون مستقبلاً السلك الدبلوماسي العربي برئاسة عميد السلك سفير دولة فلسطين أشرف دبور (الرئاسة اللبنانية)
TT

عون: لا إقصاء لأحد ولبنان لن يكون منصة للهجوم على الدول الشقيقة

الرئيس اللبناني جوزيف عون مستقبلاً السلك الدبلوماسي العربي برئاسة عميد السلك سفير دولة فلسطين أشرف دبور (الرئاسة اللبنانية)
الرئيس اللبناني جوزيف عون مستقبلاً السلك الدبلوماسي العربي برئاسة عميد السلك سفير دولة فلسطين أشرف دبور (الرئاسة اللبنانية)

أكد الرئيس اللبناني جوزيف عون أن لبنان سيبذل كل جهد ممكن من خلال الخيارات الدبلوماسية ودعم الدول العربية والصديقة لتحرير أرضه من الاحتلال الإسرائيلي. وفي حين جدد التأكيد على أن لبنان «لن يكون بعد اليوم منصة للهجوم على الدول الصديقة والشقيقة»، أكد أن «مصلحة لبنان هي فوق كل اعتبار، وأنه لا إقصاء لأحد، لأن ما حصل في الأشهر الأخيرة انعكس على لبنان بأكمله، وليس على طائفة أو فئة على حساب أخرى».

كلام رئيس الجمهورية جاء خلال استقباله السلك الدبلوماسي العربي برئاسة عميد السلك سفير دولة فلسطين أشرف دبور، ووفداً من الرابطة المارونية. في مستهل اللقاء، تحدث السفير دبور باسم الوفد، موجهاً التهنئة إلى الرئيس عون بانتخابه، ومتمنياً للبنان الخروج من أزماته الحالية، وخصوصاً في ظل عدم الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الجنوب.

وشدد السفير دبور، باسم السفراء العرب في الوفد، على وقوف بلدانهم إلى جانب لبنان في هذه المرحلة، ودعمهم لما تحقق حتى الآن من استكمال الاستحقاقات الدستورية، عبر انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة. ثم تحدث عدد من السفراء العرب الحاضرين، فأكدوا على ما ذكره سفير دولة فلسطين من دعم بلدانهم للبنان في مرحلة النهوض التي يتطلع إليها، معبرين عن أملهم بعودة لبنان للعب دوره الفعال في محيطه.

ورد الرئيس عون شاكراً للدول العربية دعمها للبنان، منوهاً بمشاركة السعودية وقطر ومصر في اللجنة الخماسية التي ساهمت في إنهاء الشغور الرئاسي.

وذكَّر الرئيس عون بما قاله مؤسس المملكة العربية السعودية الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود حول أن لبنان هو شرفة العرب، مؤكداً أنه سيعود شرفة العرب بدعم الدول العربية، وجدد التأكيد على أن لبنان لن يكون بعد اليوم منصة للهجوم على الدول الصديقة والشقيقة، ولا سيما الدول العربية.

على صعيد آخر، رأى الرئيس عون أنه لا يمكن مواجهة التحديات الراهنة في منطقة الشرق الأوسط إلا من خلال موقف عربي موحد، وخصوصاً التحديات التي يواجهها الشعب الفلسطيني، وقال: «كل المنطقة العربية مترابطة ببعضها، ولا أحد بمنأى عن تداعيات الأحداث في أي دولة عربية. فتحدياتنا واحدة، واهتماماتنا يجب أن تكون واحدة، وكذلك الاستفادة من الفرص».

وعن استمرار الاحتلال الإسرائيلي في الجنوب، أكد أن لبنان سيبذل كل جهد ممكن من خلال الخيارات الدبلوماسية ودعم الدول العربية والصديقة لتحرير أرضه.

وخلال لقائه وفد الرابطة المارونية، أكد الرئيس عون على ضرورة عودة النازحين السوريين إلى بلدهم بعد انتفاء أسباب بقائهم في لبنان، واعتبر أن أحد وجوه أعباء هذا النزوح يتمثل بارتفاع نسبة الجريمة في لبنان. ودعا إلى تضافر الجهود في سبيل إعادة النهوض بالبلد من جديد، معتبراً أن مصلحة لبنان هي فوق كل اعتبار، وأنه لا إقصاء لأحد، لأن ما حصل في الأشهر الأخيرة انعكس على لبنان بأكمله، وليس على طائفة أو فئة على حساب أخرى. وذكر بقول الأمام المغيب السيد موسى الصدر: «الطوائف نعمة لكن الطائفية نقمة»، مشدداً على أن لبنان الدولة هو الذي يحمي كل الطوائف، وليس العكس.

وشدد عون على أنه «علينا في المرحلة المقبلة إثبات أننا في صدد بناء الدولة الحديثة والمتطورة التي تحكمها المساواة، ويعيش فيها المواطنون بكرامتهم، في ظل إصلاحات مالية واقتصادية وقضائية، لنفسح في المجال أمام مساعدة الخارج لنا»، مشدداً على ضرورة أن يبقى اللبنانيون موحدين من دون أن يستجلبوا الخارج إلى الداخل. وقال: «لنكن كلبنانيين أبعاداً داخلية في الخارج وليس أبعاداً خارجية في الداخل، لا سيما أن ما حصل في الجنوب أثر سلباً على كل لبنان، ولا صحة إطلاقاً بأن الطائفة الشيعية محاصرة، لأننا كلنا جسم واحد، وبيئة واحدة دفعنا ثمن الحرب، ونواجه معاً التحديات، والثقة داخل المجتمع اللبناني هي الأساس»، مؤكداً على ضرورة تحييد لبنان عن سياسة المحاور.

وأعاد الرئيس عون التشديد على أن حرية التعبير مقدسة، شرط أن تكون سلمية، وأن التظاهر يتم وفق القوانين والمواثيق الدولية، لكن قطع الطرقات، والتعدي على المواطنين أمر غير مقبول، معتبراً أن الأمن خط أحمر على كافة الأراضي اللبنانية، وليس في منطقة معينة فحسب، وأن التجاوزات التي حصلت قبل أيام والاعتداء على الجيش والمواطنين ممارسات مرفوضة، ولن تتكرر.


مقالات ذات صلة

وعود رسمية بـ«حل منصف» لأموال المودعين اللبنانيين

المشرق العربي بري مستقبلاً وفداً من مجلس التنفيذيين اللبنانيين في السعودية (رئاسة البرلمان)

وعود رسمية بـ«حل منصف» لأموال المودعين اللبنانيين

أكد كل من رئيس الحكومة نواف سلام ورئيس البرلمان نبيه بري على استعادة أموال المودعين، وأنه لن يكون هناك شطب للودائع.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي رئيس الجمهورية يترأس اجتماعاً أمنياً في قصر الجمهورية (رئاسة الجمهورية)

وفد أمني لبناني إلى دمشق لبحث التوترات الحدودية... والتعاون المستقبلي

علمت «الشرق الأوسط» أن وزير الدفاع اللبناني اللواء ميشال منسى بدأ اتصالاته لترتيب «زيارة أمنية» إلى سوريا لبحث الوضع الحدودي بين البلدين والتعاون الأمني.

المشرق العربي وزير الاقتصاد السابق أمين سلام (الوكالة الوطنية للإعلام)

القضاء اللبناني يستدعي وزيراً سابقاً لاستجوابه بملف فساد

استدعى القضاء اللبناني وزير الاقتصاد السابق أمين سلام، لاستجوابه في الإخبار المقدّم ضدّه بجرم «الاختلاس والابتزاز وهدر المال العام وتبييض الأموال».

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي جنديان لبنانيان يحرسان نقطة أمنية عند الحدود مع إسرائيل (أرشيفية - رويترز)

لبنان يشترط وقف الخروق الإسرائيلية لإنجاح مهمة «مجموعات العمل»

كشفت مصادر أن الموقف اللبناني واضح برفضه أي مفاوضات دبلوماسية مع إسرائيل لتطبيع العلاقات بين البلدين، ولم يسبق لواشنطن أن طرحت الموضوع مع المسؤولين اللبنانيين.

محمد شقير (بيروت)
المشرق العربي رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام (إ.ب.أ)

سلام: لا شطب للودائع والبدء بالإصلاح المالي في إعادة التفاوض مع «صندوق النقد»

أكد رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام أنه على تواصل شبه يومي مع البنك الدولي في سبيل إقرار تخصيص مبلغ أولي قيمته 250 مليون دولار.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

رسالة قاآني تجلي جماعة الحوثي من بغداد

الجيش الأميركي أكد أن حملته مستمرة للقضاء على الحوثيين في اليمن (رويترز)
الجيش الأميركي أكد أن حملته مستمرة للقضاء على الحوثيين في اليمن (رويترز)
TT

رسالة قاآني تجلي جماعة الحوثي من بغداد

الجيش الأميركي أكد أن حملته مستمرة للقضاء على الحوثيين في اليمن (رويترز)
الجيش الأميركي أكد أن حملته مستمرة للقضاء على الحوثيين في اليمن (رويترز)

اضطرت جماعة «الحوثي» اليمنية إلى إخلاء مقر لها في العاصمة العراقية بغداد، بعد رسالة تحذير إيرانية، وإجماع داخل تحالف «الإطار التنسيقي» على تجنب التصعيد مع الأميركيين.

وكشفتْ مصادر موثوقة لـ«الشرق الأوسط»، أن إسماعيل قاآني، قائد «فيلق القدس» التابع لـ«الحرس الثوري»، حذر قادة فصائل عراقية من أن «هجمات الجيش الأميركي ضد منشآت تابعة لجماعة الحوثي قد ترتد سريعاً على بغداد». وطالب «بعدم القيام بأي نشاط عسكري خلال هذه المرحلة الحساسة».

وفي تطور متزامن قالت المصادر إن جماعة «الحوثي» أخلت مقراً استراتيجياً في أحد الأحياء الراقية وسط بغداد، وقد تغلق مقرين آخرين بعد ضغوط من «الإطار التنسيقي».

وفي طهران، تبرَّأ المرشد الإيراني علي خامنئي من «وكلاء» طهران في المنطقة، ووصفهم بـ«قوى مستقلة تدافع عن نفسها»، في حين توعَّد الولايات المتحدة بـ«صفعة رنانة لو شرعت في عمل ما» ضد بلاده.