أيد «مجلس سوريا الديمقراطية» بقاء القوات الأميركية شمال شرقي سوريا لحين استقرار الوضع العام في البلاد، وأكد المجلس الذي يعد الإطار السياسي لـ«قوات سوريا الديمقراطية» المدعومة من تحالف دولي تقوده واشنطن، أنه عند مغادرة القوات الأمريكية سيدافع الأكراد عن أراضيهم ومناطقهم، وعن المكتسبات التي حققوها خلال سنوات الحرب السورية.
وشكل إعلان وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) وضع خطط لسحب جميع القوات الأميركية من سوريا، خلال مهلة أقصاها 3 أشهر، بعد تصريحات مماثلة للرئيس دونالد ترمب؛ مفاجأة غير متوقعة لدى «مسد» وقوات «قسد»، وأوضح منسق العلاقات العامة لـ«مسد»، حسن محمد علي، في اتصال مع «الشرق الأوسط»، أن قيادة «قسد» تحافظ على تنسيق وثيق مع الولايات المتحدة، «ونحن مع بقاء القوات الأميركية حتى يستقر الوضع العام في البلاد»، نافياً وجود علم لدى «قسد» والإدارة الذاتية بأي خطط لانسحاب القوات الأميركية من شمال شرقي البلاد.
وكشف البنتاغون للمرة الأولى في ديسمبر 2024، عن العدد الحقيقي للقوات الأميركية العاملة في شمال شرقي سوريا، وأن عدد القوات الموجودة حالياً يبلغ نحو 2000، وهو أعلى بكثير مما كان عليه في الأشهر والسنوات الأخيرة، وأوضح بيانه آنذاك: «بالإضافة إلى ما يقرب من 900 جندي أساسي، هناك أيضاً ما يقرب من 1100 فرد عسكري أمريكي في سوريا ينتشرون لفترات أقصر، بوصفهم مساعدين مؤقتين لدعم حماية القوة أو النقل أو الصيانة أو غيرها من المتطلبات التشغيلية الناشئة».
وعلق المسؤول الكردي حسن محمد علي عند سؤاله في حال مغادرة الأميركيين من سوريا؛ بأن الأكراد «سوف يدافعون عن أراضيهم وعن المكتسبات التي حققوها خلال السنوات الماضية، فتنظيم (داعش) والقوى المعادية ينتظرون فرصة للانسحاب الأميركي لإعادة النشاط والوصول إلى حالة 2014»، في إشارة إلى سيطرة «داعش» على مساحات شاسعة من مدينتي الرقة ودير الزور وريف حلب، وإلى التدخل التركي شمال سوريا.
هذا وجابت دورية عسكرية لقوات التحالف الدولي قرى وبلدات درنج وغرانيج وهجين شرق محافظة دير الزور، في إطار مهامها الاعتيادية اليومية في محاربة وتعقب خلايا «داعش»، وعقدت اجتماعاً مع قياديين عسكريين من قوات «قسد». كما نفذت قوات التحالف تدريبات عسكرية بالذخيرة الحية في قواعدها بريف محافظة دير الزور في حقلي كونيكو للغاز والعمر النفطي، تزامنت مع وصول تعزيزات عسكرية ولوجيستية لهذه القواعد.
وأوضح منسق العلاقات العامة في مجلس «مسد»، أن مشروع الإدارة الذاتية بوصفه صيغة سياسية وإدارية نجح في ضبط التوازن داخل سوريا، على حد تعبيره، وأنه «حظي بقبول داخلي وخارجي، وأن الإدارة الذاتية تمثل بيضة القبان للتوازن السوري، تمنع انزلاق البلاد إلى حرب أهلية وطائفية جديدة».
وأكد محمد علي، أن التقارير الواردة من الداخل السوري لا سيما من محافظات الساحل وحمص، تشير إلى وقوع تجاوزات أثارت قلق المكونات السورية «نقلنا تلك المخاوف إلى (مسد)، الذي عمل بدوره على نقل هذه المخاوف إلى المجتمع الدولي خلال زيارات أجريت مؤخراً إلى دول أوروبية».
من جانبه، علق مدير المركز الإعلامي لـقوات «قسد» على التقارير حول إعداد البنتاغون خططاً لانسحاب أميركي من سوريا، وقال في حديث صحافي إن القوات الأميركية الموجودة في المنطقة: «تظهر عزماً متواصلاً لمواصلة العمل مع قوات سوريا الديمقراطية لمحاربة (داعش)، ولم نتلق منهم أي تقرير بالانسحاب».
وأكد أنهم سيتلقون تحديثاً بالخطط الأميركية خلال الفترة المقبلة، لافتاً إلى وجود: «الكثير من الأصدقاء الأميركيين الذين يظهرون الاحترام لقواتنا ولشعبنا خلال كفاحنا ضد (داعش)».
