تعثر مفاجئ يؤجل ولادة الحكومة اللبنانية الجديدة

سلام: المشاورات متواصلة... ولا أسماء ولا حقائب نهائية

رئيس الحكومة المكلف نواف سلام (رويترز)
رئيس الحكومة المكلف نواف سلام (رويترز)
TT
20

تعثر مفاجئ يؤجل ولادة الحكومة اللبنانية الجديدة

رئيس الحكومة المكلف نواف سلام (رويترز)
رئيس الحكومة المكلف نواف سلام (رويترز)

تراجع منسوب التفاؤل بولادة وشيكة لحكومة الرئيس نواف سلام، بعد تعثر مفاجئ في مساعي التأليف دفعت بالرئيس المكلف إلى الإعلان عن «تمسكه بالمعايير والمبادئ» التي طرحها سابقاً، والتي كان عبّر عنها في مناسبات عدة بأن «الحقائب الوزارية ليست حكراً على أي طائفة»، في الإشارة إلى تمسك «الثنائي الشيعي»؛ أي «حركة أمل» و«حزب الله» بوزارة المال.

وقالت مصادر مواكبة للاتصالات الجارية لـ«الشرق الأوسط» إن العرقلة مصدرها داخلي وخارجي في الوقت نفسه، بسبب رفض أكثر من فريق تولي النائب السابق ياسين جابر وزارة المال. وفيما أفيد عن «عدم ثقة أميركية بشخصه»، قالت المصادر إن الأميركيين أرسلوا إشارات متناقضة بشأن اختيار جابر، فيما لوّحت «القوات اللبنانية» برفض تسليم أسماء الوزراء الذين سيمثلونها في الحكومة إذا أصر «الثنائي» على اعتماد المعيار نفسه.

وكتب رئيس الحكومة المكلف نواف سلام على منصة «إكس»: «تعليقاً على كل ما يتردد في الإعلام حول تشكيل الحكومة لجهة موعد إعلانها والأسماء والحقائب، يهمني أن أؤكد مجدداً أنني فيما أواصل مشاوراتي لتشكيل حكومة تكون على قدر تطلعات اللبنانيات واللبنانيين تلبّي الحاجة الملحة للإصلاح، لا أزال متمسكاً بالمعايير والمبادئ التي أعلنتها سابقاً».

وأضاف: «كما أعود وأؤكد أن كل ما يتردد عارٍ عن الصحة، وفيه الكثير من الشائعات والتكهنات يهدف بعضها إلى إثارة البلبلة. فلا أسماء ولا حقائب نهائية. أما بالنسبة إلى موعد إعلان التشكيلة فإنني أعمل بشكل متواصل لإنجازها».

وكانت ولادة الحكومة متوقعة سريعاً، بعد أنباء عن تفاهمات أدت إلى تذليل العراقيل المتعلقة بالتأليف، والتي صدر مزيد منها بانضمام تكتل «الاعتدال الوطني» إلى المعترضين؛ إذ كتب عضو تكتل «الاعتدال الوطني» النائب وليد البعريني على منصة «إكس»: «لقد بلغ السيل الزبى وطفح الكيل، سكتنا لأيام وأعطينا فرصة للرئيس المكلف لكي يكمل استشاراته، لكن أن يمنح الذين هزوا العصا وحركوا موتوسيكلاتهم واستعملوا أسلوب الترهيب أكثر مما يحق لهم، ويتم تجاهلنا كممثلين لعكار وطرابلس والمنية والضنية والشمال فهذا تجاوز لكل الخطوط الحمر». ودعا البعريني رئيس الجمهورية جوزيف عون إلى «تصحيح المسار بصفته الضمانة، وإلا فستكون هناك انتفاضة في وجه تهميشنا».

رئيس الحكومة المكلف نواف سلام مستقبلاً سفيرة الاتحاد الأوروبي ساندرا دو وال حيث بحثا العلاقات بين لبنان والاتحاد الأوروبي (الوكالة الوطنية للإعلام)

إلى ذلك، قال نائب رئيس مجلس النواب إلياس بوصعب بعد لقائه رئيس المجلس نبيه بري: «تكلمنا عن الموضوع الحكومي وتشكيل الحكومة مع بداية هذا العهد. وبتشكيل هذه الحكومة سيكون هناك أمل عند اللبنانيين، وهذا الأمل يجب ألا ندعه يذهب، ومع هذا الأمل بتشكيل الحكومة حالياً - وستشكل - هناك عدد من القوانين الإصلاحية التي يجب أن تقر، ونحن ناقشناها مع دولة الرئيس الذي هو طبعاً معها ومصرّ على إنجازها في المجلس النيابي، كل القوانين الإصلاحية سنعمل على إقرارها لتسهيل عمل الحكومة وانطلاقة هذا العهد، لتعطي أملاً للبنانيين ببلدهم للعودة إلى الاستقرار المالي والاقتصادي والسياسي».

من جانبه، قال النائب طوني فرنجية، بعد لقائه رئيس الجمهورية: «نحن سنكون عاملاً مسهّلاً لتشكيل الحكومة، وداعماً لمشروع هذا العهد، ونرى أن أمامنا فرصة حقيقية».


مقالات ذات صلة

هل اقتربت ولادة الحكومة اللبنانية؟ وماذا عن اعتراض «القوات»؟

المشرق العربي الرئيس اللبناني جوزيف عون ورئيس الحكومة المكلف نواف سلام في القصر الجمهوري (رويترز)

هل اقتربت ولادة الحكومة اللبنانية؟ وماذا عن اعتراض «القوات»؟

تُجمع أكثرية الكتل النيابية الرئيسة المعنية بتشكيل الحكومة على أن ولادة الحكومة يمكن أن تُعلن في غضون الأيام المقبلة وربما قبل النصف الثاني من الأسبوع.

محمد شقير (بيروت)
المشرق العربي الراعي متحدثاً عن أزمة حكم وحكومة: عدم احترام الدستور أدى إلى الفوضى

الراعي متحدثاً عن أزمة حكم وحكومة: عدم احترام الدستور أدى إلى الفوضى

عدّ البطريرك الماروني بشارة الراعي أن عدم احترام الدستور والميثاق الوطني أدى إلى الفوضى في الحكم والحكومة بلبنان

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي الرئيس اللبناني جوزيف عون مستقبلاً وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي (رئاسة الجمهورية اللبنانية)

السيسي يؤكد التزام دعم لبنان ويدعو عون لزيارة مصر

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي دعم مصر الكامل للبنان واستعدادها التام لمساندته في تخطي تبعات الحرب الإسرائيلية الأخيرة والمشاركة في عملية إعادة الإعمار.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي 
رئيس الحكومة المكلف نواف سلام مستقبلاً سفيرة الاتحاد الأوروبي ساندرا دو وال (الوكالة الوطنية للإعلام)

لبنان: الحكومة تتأجل... وتوتر داخلي

تأجل تأليف الحكومة في لبنان نتيجة عراقيل داخلية وخارجية ووسط توتر داخلي، فيما هاجمت إسرائيل، بغارتين أوقعتا أكثر من 20 جريحاً، مدينة النبطية في جنوب البلاد.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبناني نجيب ميقاتي (د.ب.أ)

ميقاتي: إطلاق سراح 9 لبنانيين من سجون إسرائيل

أعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبناني نجيب ميقاتي، الثلاثاء، عن إطلاق سراح «9 من المعتقلين اللبنانيين في السجون الإسرائيلية».

«الشرق الأوسط» (بيروت)

18 قتيلاً في انفجار سيارة مفخخة بمدينة منبج شمال سوريا

انفجارات في مدينة منبج بشمال سوريا (أرشيفية-رويترز)
انفجارات في مدينة منبج بشمال سوريا (أرشيفية-رويترز)
TT
20

18 قتيلاً في انفجار سيارة مفخخة بمدينة منبج شمال سوريا

انفجارات في مدينة منبج بشمال سوريا (أرشيفية-رويترز)
انفجارات في مدينة منبج بشمال سوريا (أرشيفية-رويترز)

قتل 18 شخصاً، وأُصيب 15 آخرون، في انفجار سيارة ملغومة بمدينة منبج شرق حلب في شمال سوريا، وفق ما أفاد الإعلام السوري.

وقال الدفاع المدني السوري إن السيارة انفجرت في طريق رئيسي على أطراف منبج، بجانب السيارة التي كانت تُقلّ القتلى، وجميعهم من المزارعين.

وأسفر الانفجار عن إصابة 15؛ بينهم مصابون في حالة حرجة، وفق الدفاع المدني السوري.

وتشهد منبج قتالاً محتدماً بين قوات سوريا الديمقراطية «قسد»، التي يقودها الأكراد، وفصائل مسلَّحة مدعومة من تركيا، منذ الإطاحة بالرئيس بشار الأسد في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وأول من أمس، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بمقتل 9، وإصابة 15 آخرين، في انفجار سيارة مفخخة بمدينة منبج المضطربة في شمال سوريا.

وقال «المرصد» إن القتلى من فصائل «الجيش الوطني»، المدعوم من تركيا، مضيفاً أن الانفجار وقع قرب موقع عسكري تابع للفصائل في شارع الرابطة بمدينة منبج، مشيراً إلى أن عدد القتلى مرشح للارتفاع؛ لوجود إصابات بليغة بين الجرحى.

اشتباكات بين الفصائل الموالية لتركيا و«قسد» (أ.ف.ب)

وتَعدُّ تركيا «وحدات حماية الشعب الكردية»، التي تهيمن على «قوات سوريا الديمقراطية»، امتداداً لـ«حزب العمال الكردستاني» المعارِض لأنقرة الذي تُصنفه تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ضمن قوائم الإرهاب.

وتسببت المعارك بين الأكراد والفصائل المسلّحة المدعومة من تركيا في سقوط مئات القتلى من الجانبين.