مسؤول أميركي لـ«الشرق الأوسط»: نُجري محادثات بناءة مع الشرع

الأولويات في سوريا تشمل «مكافحة الإرهاب» و«إضعاف» إيران وروسيا

المدير السياسي لدى «الخارجية» الألمانية غونتر سوتر ووزراء الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني والأميركي أنتوني بلينكن والبريطاني ديفيد لامي ينظرون إلى سقف قاعة فيلا ماداما بروما قبيل اجتماعهم حول الوضع في سوريا (إ.ب.أ)
المدير السياسي لدى «الخارجية» الألمانية غونتر سوتر ووزراء الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني والأميركي أنتوني بلينكن والبريطاني ديفيد لامي ينظرون إلى سقف قاعة فيلا ماداما بروما قبيل اجتماعهم حول الوضع في سوريا (إ.ب.أ)
TT

مسؤول أميركي لـ«الشرق الأوسط»: نُجري محادثات بناءة مع الشرع

المدير السياسي لدى «الخارجية» الألمانية غونتر سوتر ووزراء الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني والأميركي أنتوني بلينكن والبريطاني ديفيد لامي ينظرون إلى سقف قاعة فيلا ماداما بروما قبيل اجتماعهم حول الوضع في سوريا (إ.ب.أ)
المدير السياسي لدى «الخارجية» الألمانية غونتر سوتر ووزراء الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني والأميركي أنتوني بلينكن والبريطاني ديفيد لامي ينظرون إلى سقف قاعة فيلا ماداما بروما قبيل اجتماعهم حول الوضع في سوريا (إ.ب.أ)

أكدت واشنطن أنها تُجري محادثات «بناءة» مع الإدارة السورية المؤقتة بقيادة زعيم «هيئة تحرير الشام» أحمد الشرع، بشأن مجموعة واسعة من القضايا المحلية والدولية، بما في ذلك المشاركة الجامعة لجميع السوريين في مستقبل سوريا، مشددة على أولويات مكافحة الإرهاب و«إضعاف» دور كل من إيران وروسيا في هذا البلد العربي، بعد إطاحة حكم الرئيس بشار الأسد.

وقال ناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية، لـ«الشرق الأوسط»، إن المسؤولين الأميركيين «يُجرون حواراً متواصلاً مع السلطات المؤقتة في دمشق»، موضحاً أن المناقشات «بناءة وتغطي مجموعة واسعة من الموضوعات المحلية والدولية». وأضاف أن الولايات المتحدة «ترغب في رؤية سوريا جامعة وتحمي حقوق الإنسان والحريات الأساسية لجميع السوريين»، بما «يعكس كل شعب سوريا وتنوعه الغني». وشدد على المساعي الأميركية من أجل «إحراز تقدم ملموس بشأن أولويات مكافحة الإرهاب، بما في ذلك (داعش)»، بالإضافة إلى «إضعاف إيران وروسيا في سوريا» التي «لا تشكل تهديداً لجيرانها».

ممثلون لترمب؟

جاء ذلك فيما عقد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن محادثات، الخميس، في روما مع نظرائه الأوروبيين؛ الفرنسي جان نويل بارو، والبريطاني ديفيد لامي، والإيطالي أنطونيو تاجاني (الذي زار دمشق الجمعة)، والمدير السياسي لدى وزارة الخارجية الألمانية غونتر سوتر، نيابة عن الوزيرة الألمانية أنالينا بيربوك، والممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للسياسة الخارجية والأمن المشترك كايا كالاس؛ لمناقشة «مساعدة الشعب السوري على اغتنام هذه الفرصة لبناء مستقبل أفضل».

ولم يُجب الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية على سؤال بشأن تقارير عن وفد من إدارة الرئيس جو بايدن ضمَّ مبعوثاً للرئيس المنتخب دونالد ترمب زار دمشق أخيراً وأجرى محادثات مع الزعماء السوريين الجدد؛ وفي مقدمهم قائد «هيئة تحرير الشام» أحمد الشرع (الذي كان معروفاً سابقاً بكُنيته «أبو محمد الجولاني»).

وكذلك فعلت السفارة الأميركية في دمشق، التي نشرت في حسابها على منصة «إكس» للتواصل الاجتماعي، أن الولايات المتحدة «تقف بفخر إلى جانب الشعب السوري العظيم، وتدعم جهوده لبناء سوريا حرة ومستقرة ومزدهرة ومستقلة وتعكس إرادة جميع السوريين». وأفادت، في منشور آخر، بأن «الشعب السوري هو من يرسم مستقبل سوريا»، مضيفة أن «المسؤولين الأميركيين سعداء بالتواصل مع مجموعة من النشطاء السوريين، للاستماع إلى آمالهم وتطلعاتهم لبلدٍ يمكن لجميع السوريين فيه العمل معاً من أجل مستقبل موحد ومزدهر». وزادت أن المسؤولين الأميركيين سلطوا الضوء على «إصدار الترخيص العام الرقم 24، لدعم الشعب السوري في سعيه إلى إعادة بناء حياته وبلاده».

وذكرت تقاريرُ، قبل أيام، أن «وفداً من وزارة الخارجية الأميركية يضم ممثلين للرئيس (المنتخب) ترمب» زار دمشق والتقى الشرع.


مقالات ذات صلة

الرياض تستقبل المشاركين في الاجتماع الوزاري بشأن سوريا

الخليج المهندس وليد الخريجي يرحب بالوزير أسعد الشيباني لدى وصوله إلى الرياض (الخارجية السعودية)

الرياض تستقبل المشاركين في الاجتماع الوزاري بشأن سوريا

بدأ، مساء السبت، توافد المشاركين في الاجتماع الموسّع لوزراء خارجية دول عربية وغربية بشأن سوريا، الذي تستضيفه العاصمة السعودية الأحد.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
المشرق العربي أحد عناصر فصائل الجيش الوطني السوري الموالي لتركيا يشاهد من بعيد الدخان المتصاعد نتيجة القصف في محيط سد تشرين (أ.ف.ب)

تركيا تتحدث عن «ضربة قاضية» يواجهها المسلحون الأكراد في سوريا

أكدت تركيا عزمها الاستمرار في عملياتها ضد المسلحين الأكراد بسوريا، في الوقت الذي عبّرت فيه أميركا عن تفهمها لمخاوفها.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي صورة وزعتها السلطات السورية الجديدة لعناصر يُزعم أنهم من تنظيم «داعش» اعتُقلوا بتهمة التخطيط لتنفيذ تفجير في السيدة زينب

أول ظهور لـ«داعش» في دمشق منذ سقوط الأسد

في تطور أمني يُعد الأول من نوعه منذ سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد، أعلنت دمشق إحباط محاولة لتنظيم «داعش» لتفجير مقام السيدة زينب جنوب العاصمة السورية.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
الخليج تفريغ المساعدات السعودية في مطار العاصمة السورية (الشرق الأوسط) play-circle 00:31

طائرة الإغاثة السعودية التاسعة تحط في دمشق

استقبل مطار دمشق الدولي، السبت، الطائرة التاسعة ضمن الجسر الجوي السعودي الذي يسيِّره «مركز الملك سلمان للإغاثة».

كمال شيخو (دمشق)
المشرق العربي نجيب ميقاتي يصافح أحمد الشرع قبل اجتماعهما في دمشق play-circle 00:22

ميقاتي يؤكد للشرع أهمية ترسيم الحدود وعودة النازحين

اجتمع رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، نجيب ميقاتي، وقائد الإدارة الجديدة في سوريا، أحمد الشرع، في قصر الشعب بدمشق، السبت.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

ميقاتي يتقدّم المرشحين لرئاسة الحكومة اللبنانية الجديدة... بانتظار موقف المعارضة

الرئيس عون مستقبلاً المفتي دريان (الرئاسة اللبنانية)
الرئيس عون مستقبلاً المفتي دريان (الرئاسة اللبنانية)
TT

ميقاتي يتقدّم المرشحين لرئاسة الحكومة اللبنانية الجديدة... بانتظار موقف المعارضة

الرئيس عون مستقبلاً المفتي دريان (الرئاسة اللبنانية)
الرئيس عون مستقبلاً المفتي دريان (الرئاسة اللبنانية)

شدّد رئيس الجمهورية اللبنانية، العماد جوزيف عون، على أنه لم يأتِ ليعمل في السياسة «بل لبناء دولة لا تقوم إلا على العدالة والمساواة بين جميع المكونات التي تجمعها هوية واحدة»، مؤكداً أنه «ليس هناك غالب ولا مغلوب، بل لدينا فرصة كبرى إما نربحها وإما نخسرها»، معرباً عن أمله في أن «يتم تشكيل الحكومة بأسرع وقت ممكن، لكي يتم وضع الأمور على السكة الصحيحة، لنبدأ بناء جسور الثقة مع الخارج».

وقال الرئيس عون خلال استقباله مفتي الجمهورية اللبنانية، الشيخ عبد اللطيف دريان على رأس وفد من مفتي المناطق: «إن المسؤولية ليست عليّ وحدي، وهذا ليس عهدي، هذا عهد كل لبناني، أيّاً كان مركزه ومهما كانت طائفته».

وأضاف: «إن لدينا فرصاً كبيرة وكثيرة، خصوصاً أن دول العالم بدأت الكلام على مؤتمرات لصالح لبنان، لكن يتوقف علينا أن نظهر لهذه الدول مدى مصداقيتنا لجهة بناء الدولة». وتابع: «علينا أن نستعين بمساعدة الخارج، لا أن نستقوي به على الداخل، فلا فضل لطائفة على أخرى أو شخص على آخر».

عون ودريان (الرئاسة اللبنانية)

من جهته، أعلن دريان تبني مضامين خطاب قَسَم عون، عادّاً أنه «بمثابة إعادة الروح إلى الكيان اللبناني الذي عانى من أزمات وويلات، كما عانى الشعب اللبناني من دموع وآلام وجراح لا ينهيها مطلقاً إلا تنفيذه».

الاستشارات النيابية

وقبل ساعات من موعد الاستشارات النيابية الملزمة التي دعا إليها رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون لتسمية رئيس للحكومة، قررت الكتل النيابية التروي قبل الإعلان عن مرشحيها لهذا المنصب. ففي حين تعقد بعضها اجتماعات، مساء الأحد، لإعلان قرارها النهائي، تُفضل أخرى الكشف عن موقفها صباح الاثنين قبيل لقائها رئيس الجمهورية.

وكُلّف ميقاتي في عام 2022 بتشكيل الحكومة الذي يرأسها حالياً، والتي تحوّلت لحكومة تصريف أعمال مع انتهاء ولاية رئيس الجمهورية السابق، بـ54 صوتاً مع امتناع 46 نائباً، بينهم مستقلون وكتلة «القوات اللبنانية» و«التيار الوطني الحر» عن تسميته، في حين حاز منافسه، السفير نواف سلام، بـ25 صوتاً.

وبخلاف انتخاب رئيس للجمهورية، الذي يستلزم حصول المرشح في الدورة الأولى على 86 صوتاً، وفي الثانية على 65 صوتاً، يفوز المرشح لرئاسة الحكومة الذي يحظى بالعدد الأكبر من الأصوات بين المرشحين المتنافسين.

ويُشير الخبير الدستوري، المحامي الدكتور سعيد مالك، إلى أن «مَن يحصل على أكبر عدد من الأصوات بين المرشحين سيكون هو رئيس حكومة لبنان المستقبلي، إذ لا توجد إشارة في الدستور إلى عدد أصوات معين»، وفي تصريح لـ«الشرق الأوسط»، لفت إلى أنه «من الضروري أن يحصل على تصويت من جميع الفرقاء، لكن من الناحية الميثاقية، وباعتبار أن رئيس الحكومة يمثل الطائفة السنية، يفترض أن تكون له قاعدة وحيثية سنية تسمحان له باستلام مهام رئيس الحكومة».

ويلفت مالك إلى «دور معنوي لرئيس الجمهورية، ضمن إطار توجيه النواب باتجاه اسم معين إذا اختار ذلك، كما له أن يترك المعركة دون تدخل من قبله».

مواقف الكتل

وقال مصدر نيابي في تكتل «الاعتدال الوطني»، الذي يضم النواب وليد البعريني، ومحمد سليمان، وعبد العزيز الصمد، وسجيع عطية، وأحمد رستم وأحمد الخير، إنه يتّجه لتسمية ميقاتي لرئاسة الحكومة، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «المسار الإصلاحي الجديد الذي يطالب الداخل والخارج بسلوكه يتضح بالرؤية التي سوف يضعها رئيس الحكومة كما بالتشكيلة الحكومية والبيان الوزاري».

ولفت، السبت، إلى خروج عضو كتلة «اللقاء الديمقراطي» النائب مروان حمادة ليرشح نواف سلام لترؤس الحكومة؛ «نظراً للآفاق الجديدة في لبنان والشرق الأوسط»، إلا أن مصادر الحزب «التقدمي الاشتراكي» أكدت لـ«الشرق الأوسط» ألا قرار رسمياً بعد، على أن يكون هناك اجتماع وقرار يصدر عن كتلة «اللقاء الديمقراطي»، والأرجح أن يعقد مساء الأحد.

ويسعى التكتل، الذي يضم 31 نائباً من «القوات» و«الكتائب» ومستقلين وتغييريين، لأن يكون لديه مرشح واحد يخوض فيه استحقاق تسمية رئيس للحكومة.

وقالت مصادر «القوات» لـ«الشرق الأوسط» إن «المشاورات مستمرة بين الكتل النيابية السيادية وكتلة الـ31، وتسعى باتجاه التوافق على اسم واحد»، لافتة إلى أنه «حتى الساعة لا قرار نهائياً، والصورة قد تتضح خلال الساعات المقبلة»، مضيفة: «نحن نتمنى أن يكون رئيس الحكومة واحداً من النائبين اللذين هما من ضمن الفريق الذي خضنا معه المواجهة طوال الفترة الماضية»، في إشارة إلى النائبين أشرف ريفي، وفؤاد مخزومي.

وعما إذا كان حزب «القوات» سيشارك في حكومة لا يرأسها مرشحه، قالت المصادر: «من المبكر الحسم بذلك، إذ يفترض أن نجلس مع رئيس الحكومة المكلف للحديث عن رؤيته للحكومة التي يطمح لتشكيلها لنبني على الشيء مقتضاه».

وفي ظل المعلومات التي تحدثت عن توجه «الثنائي الشيعي» لدعم ترشيح ميقاتي بوصفه جزءاً من اتفاق مسبق سبق انتخاب عون رئيساً، دعا عضو كتلة «تحالف التغيير» النائب مارك ضو إلى «بناء تحالف نيابي واسع لإسقاط ميقاتي»، مشدداً على وجوب أن تكون هذه «الأولوية المطلقة، ولا هدف غيره الآن». وأضاف: «أولاً نتفق على إسقاطه بوصفه مبدأ ملزماً للجميع، ثم نجمع الأصوات حول الاسم الأقدر على الربح. حتى ذلك الحين تتم الضعضعة ورمي أسماء غير مفيدة، والهدف منها الترويج وليس إسقاط ميقاتي».

من جهته، أشار النائب «التغييري» فراس حمدان، إلى أن «مرشحنا نهار الاثنين سيكون شخصية من قوام إبراهيم منيمنة ونواف سلام»، لافتاً إلى أن «عنوان المرحلة نهار الاثنين هو إسقاط تسمية الرئيس ميقاتي»، مشدداً على أن «أي تسمية لأي شخصية يجب أن يكون ماضيه يُشبه حاضره، أن يكون قادراً على مواكبة وتنفيذ خطاب القسم، وأن يكون وجهاً جديداً يعطي الأمل للبنانيين بنهج جديد».