السوداني يحض القوى السياسية على حفظ استقرار العراق

السوداني يلتقي المشهداني الجمعة (رئاسة الوزراء العراقية)
السوداني يلتقي المشهداني الجمعة (رئاسة الوزراء العراقية)
TT

السوداني يحض القوى السياسية على حفظ استقرار العراق

السوداني يلتقي المشهداني الجمعة (رئاسة الوزراء العراقية)
السوداني يلتقي المشهداني الجمعة (رئاسة الوزراء العراقية)

أطلق رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني تحذيرات مشددة بشأن المخاطر المحتملة التي قد يتعرض لها العراق، وحض القوى السياسية على تحمل المسؤولية لحفظ استقرار البلاد، وذلك غداة إرساله إيفاده مدير جهاز المخابرات حميد الشطري إلى دمشق لإجراء مباحثات مع رئيس الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع.

وتلقى العراق في الفترة الأخيرة رسائل تحذير، بعضها علني وبعضها ضمني، بشأن التطورات المحتملة بعد تولي الرئيس الأميركي المنتخب مهامه في العشرين من الشهر المقبل، أو استمرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تهديداته تجاه اليمن والعراق.

لكن ردود فعل قادة الكتل والأحزاب والقوى السياسية العراقية أظهرت أن تعاطيهم مع هذه التحديات لم يكن كافياً ولم يتناسب مع حجم المخاطر التي قد تواجه البلاد.

في أول اختبار لمواقف القوى السياسية العراقية تجاه موقف الحكومة العراقية من الإدارة السورية الجديدة، تباينت ردود فعل بعض القوى السياسية الشيعية بين الرفض والتحفظ، في حين أظهرت القوى الكردية والسنية تأييداً لموقف رئيس الوزراء السوداني وتعاطيه مع الأزمة السورية، بما في ذلك بدء التواصل الرسمي بين الجانبين.

في هذا السياق، اتفق رئيس الوزراء السوداني مع رئيس البرلمان محمود المشهداني على أهمية احترام إرادة الشعب السوري ودعم جهود استقرار سوريا والحفاظ على وحدة أراضيها.

وذكر بيان رسمي أن اللقاء بين السوداني والمشهداني تركز على ضرورة توحيد الخطاب والمواقف لتعزيز الاستقرار السياسي والاجتماعي، وأهمية التعاون بين السلطتين التنفيذية والتشريعية، والعمل على تشريع قوانين تدعم برامج الحكومة لتحسين الأوضاع الاقتصادية والمعيشية للمواطنين.

وأضاف أن اللقاء تناول تطورات الأوضاع الإقليمية، خصوصاً في سوريا، وأهمية احترام إرادة شعبها ودعم الجهود الإقليمية والدولية لاستعادة الاستقرار فيها والحفاظ على وحدة أراضيها. وأشار البيان إلى أن هذه اللقاءات تأتي في إطار مباحثات السوداني مع القيادات السياسية لمناقشة تطورات المنطقة والقضايا الداخلية للعراق.

وأوضح المكتب أن «اللقاء تناول دعم الحكومة في تنفيذ برنامجها التنموي وتعزيز التعاون بين القوى السياسية لترسيخ الأمن والاستقرار في العراق مع التأكيد على أن المرحلة الحالية تتطلب توحيد الصفوف بين القوى».

وأضاف أنه «تم بحث التطورات في سوريا، وأهمية احترام إرادة شعبها، إلى جانب دعم الجهود لاستقرارها والتحرك لوقف انتهاكات الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني».

والمشهداني ثاني قيادي سني يلتقيه السوداني بعد مشاوراته مع رئيس البرلمان السابق، محمد الحلبوسي.

السوداني خلال مشاورات مع رئيس «تيار الحكمة» عمار الحكيم (رئاسة الوزراء)

مسؤولية وتحذير

خلال لقاء السوداني مع رئيس «تيار الحكمة»، عمار الحكيم، تم تحميل القوى السياسية العراقية مسؤولية الإخفاق في الحفاظ على استقرار العراق. ولأول مرة منذ فترة طويلة، وفي سياق المباحثات التي يجريها السوداني مع الزعامات السياسية، اتفق الطرفان وفقاً للبيان الصادر عن اللقاء على تحميل القوى السياسية المسؤولية، في وقت لا تزال الخلافات مستمرة بين مختلف القوى السياسية، بما في ذلك «قوى الإطار التنسيقي».

وأكد البيان الصادر عن لقاء السوداني والحكيم على أهمية تعزيز الاستقرار في العراق بمستوياته السياسية والأمنية والاجتماعية، محمّلين الجميع المسؤولية. كما شدد الطرفان على ضرورة تمكين الشعب السوري من حكم بلاده وحفظ تنوعه الديمغرافي، بالإضافة إلى تعزيز الجهوزية الأمنية والعسكرية لمكافحة الإرهاب.

وقبل لقاء الحكيم، كان السوداني قد عقد لقاءات مع القيادي الآخر في «الإطار التنسيقي»، بينما يسود ترقب بشأن احتمال لقائه مع نوري المالكي أو قيس الخزعلي.


مقالات ذات صلة

سنة العراق... يواصلون التمسك بالتغيير السلمي المستند إلى الدستور

المشرق العربي الرئيس الجديد للبرلمان العراقي محمود المشهداني (رويترز)

سنة العراق... يواصلون التمسك بالتغيير السلمي المستند إلى الدستور

في مقابل تأكيدات القوى والشخصيات السياسية الشيعية على «متانة» نظام الحكم، بات من غير المتعذر سماع أصوات سنية، وهي تطالب بالتغيير وتعديل معادلة الحكم «المختلة».

فاضل النشمي (بغداد)
المشرق العربي السوداني يلتقي المشهداني الجمعة (رئاسة الوزراء العراقية)

السوداني يسخر من دعاة التغيير... والمشهداني يدعو إلى تعديلات جذرية

بينما سخر رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني من الدعوات لتغيير النظام السياسي في البلاد، طالب رئيس البرلمان محمود المشهداني بإجراء تعديلات جذرية في النظام.

حمزة مصطفى (بغداد)
العالم العربي رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني (رويترز)

السوداني: لا مجال لربط التغيير في سوريا بتغيير النظام السياسي في العراق

أكد رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني اليوم (السبت) ضرورة ترك الخيار للسوريين ليقرروا مصيرهم.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني خلال جلسة لمجلس الوزراء (رويترز)

السوداني يحمل «الصندوق الأسود» إلى طهران

قالت مصادر عراقية، إن السوداني يحمل إلى طهران ملفات إقليمية وداخلية ساخنة، من بينها ملف حل الفصائل العراقية المسلحة الموالية لإيران.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي الخالدي كما بدا في صورة بثتها «الداخلية الكويتية» على منصة «إكس»

السلطات العراقية توضح ملابسات تسليم معارض كويتي إلى بلاده

أوضحت وزارة الداخلية العراقية ملابسات تسليم معارض كويتي إلى بلاده، بعد الضجة التي أثارتها عملية التسليم.

حمزة مصطفى (بغداد)

أنفاق في دمشق تربط القصر الرئاسي بمقر الحرس الجمهوري

مقاتل يتبع الإدارة السورية الجديدة ينظر إلى إحدى فتحات التهوية في نفق يؤدي لقاعدة تتبع الحرس الجمهوري في دمشق (أ.ف.ب)
مقاتل يتبع الإدارة السورية الجديدة ينظر إلى إحدى فتحات التهوية في نفق يؤدي لقاعدة تتبع الحرس الجمهوري في دمشق (أ.ف.ب)
TT

أنفاق في دمشق تربط القصر الرئاسي بمقر الحرس الجمهوري

مقاتل يتبع الإدارة السورية الجديدة ينظر إلى إحدى فتحات التهوية في نفق يؤدي لقاعدة تتبع الحرس الجمهوري في دمشق (أ.ف.ب)
مقاتل يتبع الإدارة السورية الجديدة ينظر إلى إحدى فتحات التهوية في نفق يؤدي لقاعدة تتبع الحرس الجمهوري في دمشق (أ.ف.ب)

على أحد سفوح جبل قاسيون الذي يشرف على مدينة دمشق، توجد شبكة أنفاق تربط المجمع العسكري للحرس الجمهوري الذي كان مكلّفاً الدفاع عن العاصمة السورية، بالقصر الرئاسي، وفق ما أفاد مراسل من «وكالة الصحافة الفرنسية» تمكن، السبت، من دخول الموقع.

وقال محمد أبو سليم (32 عاماً)، وهو مسؤول عسكري في «هيئة تحرير الشام» التي قادت فصائل معارضة وأطاحت ببشار الأسد مع دخولها دمشق في 8 ديسمبر (كانون الأول)، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «هذا اللواء هو ثكنة عسكرية تابعة لباسل الأسد، ثكنة ضخمة جداً دخلناها بعد التحرير».

مقاتل يتبع الإدارة السورية الجديدة يقف داخل نفق يؤدي لقاعدة تتبع الحرس الجمهوري في دمشق (أ.ف.ب)

وأضاف: «بها أنفاق طويلة تصل حتى القصر الجمهوري» الواقع على تلة مجاورة.

ودخل مراسل «وكالة الصحافة الفرنسية» إلى غرفتين محصنتين تحت الأرض تضمان غرفاً كبيرة مخصصة للحرس، ومزودة بمعدات اتصالات وكهرباء ونظام تهوية، بالإضافة إلى مكان لتخزين الأسلحة. وهناك أنفاق أخرى أكثر بدائية، حفرت في الصخر، تحتوي على ذخيرة.

مقاتل يتبع الإدارة السورية الجديدة ينظر إلى إحدى فتحات التهوية في نفق يؤدي لقاعدة تتبع الحرس الجمهوري في دمشق (أ.ف.ب)

كان الحرس الجمهوري مكلّفاً حماية دمشق، لكن الجيش السوري انهار عندما دخلت الفصائل المسلّحة إلى دمشق يوم 8 ديسمبر في هجوم خاطف انطلق من شمال سوريا. وإثر ذلك، فرّ بشار الأسد إلى موسكو.

مقاتل يتبع الإدارة السورية الجديدة يسير بجوار مدخل يؤدي لأنفاق تنتهي في قاعدة للحرس الجمهوري بدمشق (أ.ف.ب)

وتم تخريب تمثال ذهبي لباسل الأسد، شقيق الرئيس السابق، على ظهر خيل، فيما أزيل رأسه ورمي بعيداً. وقضى باسل الأسد في حادث عام 1994 في حين كان يُعد الخلف المفترض لوالده حافظ الذي حكم سوريا بقبضة من حديد حتى وفاته عام 2000.

في هذا المجمع الضخم، يتدرب مقاتلون على إطلاق النار نحو صور لبشار الأسد ووالده حافظ الذي سلمه السلطة بعد وفاته، في حين تصطف دبابات ومدافع في الموقع. كذلك، يمكن رؤية عدد كبير من البراميل الفارغة ومتفجرات مرصوصة في مكان أبعد.

مقاتل يتبع الإدارة السورية الجديدة يطلق النار باتجاه صورة لبشار الأسد ووالده داخل قاعدة للحرس الجمهوري في دمشق (أ.ف.ب)

وأكد محمد أبو سليم أن «النظام سابقاً كان يستخدم هذه البراميل ليقصف بها المدنيين في الشمال السوري».

وندّدت الأمم المتحدة باستخدام سلاح الجو، زمن حكم بشار الأسد، البراميل المتفجرة ضد مناطق مدنية كان يسيطر عليها خصومه خلال الحرب الأهلية.