ضربات إسرائيلية جديدة على مواقع عسكرية سورية

مركبات عسكرية إسرائيلية في مدينة القنيطرة السورية كما شوهدت من الجانب الإسرائيلي من مرتفعات الجولان (إ.ب.أ)
مركبات عسكرية إسرائيلية في مدينة القنيطرة السورية كما شوهدت من الجانب الإسرائيلي من مرتفعات الجولان (إ.ب.أ)
TT

ضربات إسرائيلية جديدة على مواقع عسكرية سورية

مركبات عسكرية إسرائيلية في مدينة القنيطرة السورية كما شوهدت من الجانب الإسرائيلي من مرتفعات الجولان (إ.ب.أ)
مركبات عسكرية إسرائيلية في مدينة القنيطرة السورية كما شوهدت من الجانب الإسرائيلي من مرتفعات الجولان (إ.ب.أ)

استهدفت ضربات إسرائيلية جديدة صباح اليوم (السبت)، مواقع عسكرية في دمشق وريفها، بعد أسبوع على دخول فصائل المعارضة العاصمة السورية، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

ومنذ فرار الرئيس المخلوع بشار الأسد، نفّذت إسرائيل مئات الضربات على مواقع عسكرية في سوريا، وفقاً للمرصد الذي يتخذ من المملكة المتحدة مقراً، ويعتمد على شبكة واسعة من المصادر في داخل سوريا.

وقال المرصد إنّ الضربات الإسرائيلية «دمّرت معهداً علمياً ومعملاً لسكب المعادن بالبحوث العلمية في برزة بريف دمشق».

كما استهدف الطيران الإسرائيلي «مطار الناصرية العسكري الواقع على بعد 17 كيلومتراً شرق مدينة النبك في ريف دمشق الشمالي»، وفق المصدر ذاته.

وأضاف المرصد أنّ غارات إسرائيلية «دمّرت أيضاً مستودعات صواريخ سكود الباليستية وراجمات حديثة قرب القسطل في منطقة القلمون بريف دمشق»، إضافة إلى «أنفاق» تحت الجبال.

وأشار إلى أنّ هذه الضربات على «المواقع العسكرية التابعة للنظام السابق» تهدف إلى «تدمير ما تبقى من قدرات عسكرية (يمكن استخدامها) من قبل الجيش السوري المستقبلي».

واستهدف الطيران الإسرائيلي الجمعة «قاعدة صواريخ في جبل قاسيون بدمشق»، وفق المرصد الذي أشار إلى استهداف مطار في محافظة السويداء و«مركز البحوث والدفاع في مصياف» بمحافظة حماة.

وأمر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الجيش، «بالاستعداد للبقاء» طوال فصل الشتاء بالمنطقة العازلة في هضبة الجولان الاستراتيجية المحتلة منذ عام 1967.

وتم إنشاء منطقة عازلة منزوعة السلاح تحت سيطرة الأمم المتحدة، عقب اتفاق لفض الاشتباك بين القوات الإسرائيلية والسورية عام 1974 بعد حرب أكتوبر (تشرين الأول) عام 1973.

وضمت إسرائيل القسم المحتل من الجولان عام 1981، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي باستثناء الولايات المتحدة.


مقالات ذات صلة

كيف تنعكس التطورات السورية على مصالح روسيا؟

تحليل إخباري آلية عسكرية روسية خارج قاعدة «حميميم» السبت (رويترز)

كيف تنعكس التطورات السورية على مصالح روسيا؟

تزامنت أنباء، السبت، عن بدء سحب معدات من قاعدة «حميميم» قرب اللاذقية، مع حديث عن استعداد موسكو للانسحاب بشكل كامل من الأراضي السورية.

رائد جبر (موسكو)
تحليل إخباري مروحيات تابعة للخارجية الأميركية ترافق الوزير أنتوني بلينكن أثناء توجهه نحو سفارة بلاده في بغداد في 13 ديسمبر 2024 (رويترز)

تحليل إخباري بغداد بعد دمشق... أسئلة «اليوم التالي»

يقول وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إنها «لحظة مناسبة للعراق ليعزز سيادته»، بينما تغرق أحزاب بغداد في «نظريات مؤامرة» حول ما سيجري بعد «زلزال» دمشق.

علي السراي (لندن)
المشرق العربي علم الاستقلال السوري في حلب يوم الجمعة (د.ب.أ)

اللاتماثليّة الجيوسياسيّة على المسرح السوريّ

تغيّر المشهد الجيوسياسيّ الإقليميّ... عادت إيران إلى محيطها المباشر... هُدّد الوجود العسكري الروسيّ، وتبوأت تركيا صدارة المستفيدين.

المحلل العسكري
الاقتصاد الليرة السورية (رويترز)

الليرة السورية ترتفع بشكل ملحوظ بعد تراجع حاد

قال عاملون بالصرافة في دمشق، اليوم (السبت)، إن الليرة السورية ارتفعت إلى ما بين 11500 و12500 مقابل الدولار، بحسب «رويترز».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي شاب سوري يحمل علم سوريا داخل مجمع التجاري ببلدة الدانا بمحافظة إدلب (أ.ف.ب)

مبعوث الأمم المتحدة يحذر من انهيار سوريا ويدعو لعملية سياسية «موثوقة وشاملة»

حضّ مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسن، اليوم السبت، القوى الخارجية على بذل الجهود لتجنب انهيار المؤسسات الحيوية السورية.

«الشرق الأوسط» (العقبة (الأردن))

مخاوف في بيروت من سعي إسرائيل للتمسك بـ«حرية الحركة» في لبنان

جانب من الدمار اللاحق بمدينة الخيام التي انسحب منها الجيش الإسرائيلي (أ.ف.ب)
جانب من الدمار اللاحق بمدينة الخيام التي انسحب منها الجيش الإسرائيلي (أ.ف.ب)
TT

مخاوف في بيروت من سعي إسرائيل للتمسك بـ«حرية الحركة» في لبنان

جانب من الدمار اللاحق بمدينة الخيام التي انسحب منها الجيش الإسرائيلي (أ.ف.ب)
جانب من الدمار اللاحق بمدينة الخيام التي انسحب منها الجيش الإسرائيلي (أ.ف.ب)

رغم مرور نحو أسبوع على بدء لجنة مراقبة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل عملها واجتماعاتها، تواصل إسرائيل انتهاكاتها وخروقاتها للاتفاق، ساعية لترسيخ ما تقول إنه حق لها بـ«حرية الحركة» للتصدي لأي نشاط عسكري لـ«حزب الله» وعناصره. واللافت أن خروقاتها لا تنحصر بمنطقة جنوب الليطاني، إنما تطال كل الأراضي اللبنانية، وتشمل عمليات قصف وتسيير مسيرات، وغيرها من النشاطات ذات الطابع العسكري.

ويُخشى أن تكون تل أبيب تسعى لتحويل هذه الانتهاكات إلى أمر واقع، فتستكملها حتى بعد انقضاء مهلة الستين يوماً التي ينص عليها اتفاق وقف إطلاق النار؛ بحيث يفترض خلال هذه الفترة أن ينسحب الجنود الإسرائيليون من القرى والبلدات التي ما زالوا يوجدون فيها.

وبمقابل عشرات الخروقات الإسرائيلية، اكتفى «حزب الله» حتى الساعة بخرق واحد، قال إنه تحذيري، نفذه مطلع الشهر الحالي حين استهدف موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا المحتلة.

ضبط نفس

وأوضح العميد المتقاعد منير شحادة، المنسق السابق للحكومة اللبنانية لدى «اليونيفيل»، أنه «ومنذ سريان وقف إطلاق النار، وإسرائيل تسعى لتثبيت هدفها بحرية الحركة بوصفه أمراً واقعاً، أي تقصف أينما تشاء، وساعة ما تشاء، وهو ما كانت تتداوله عبر وسائل الإعلام، وليس مذكوراً في بنود الاتفاقية التي أعطت حق الدفاع عن النفس للطرفين حصراً»، لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «المقاومة لا تزال تلتزم بضبط النفس كي لا تعطي إسرائيل مبرراً لمواصلة الحرب، ولفسح المجال أمام لجنة مراقبة وقف إطلاق النار لتقوم بدورها، وخصوصاً أنها لم تستلم مهامها إلا منذ وقت قصير، ليتبين ما إذا كان عملها فعالاً، وما إذا كانت قادرة على إلزام إسرائيل بوقف هذه الخروقات».

ويضيف شحادة: «أما إذا مرت مهلة الستين يوماً وانسحبت إسرائيل من الأراضي اللبنانية المحتلة وواصل العدو خروقاته، فالأكيد أن المقاومة لن تقف مكتوفة الأيدي»، ويوضح أن «هذه الخروقات أيضاً رسالة للداخل الإسرائيلي للقول إنه لا يزال لديها حرية الحركة، وإنها لا تزال تحتل قسماً من أراضي لبنان لمحاولة استيعاب امتعاض المستوطنين من عودة أهالي قرى الجنوب إلى منازلهم، وشعورهم بأن الاتفاق هزيمة لإسرائيل».

أما مدير معهد «الشرق الأوسط للشؤون الاستراتيجية»، الدكتور سامي نادر، فيرى أن «ما تقوم به إسرائيل في لبنان ينسجم مع ما تقوم به في سوريا، بحيث تعمد إلى تدمير أي إمكانية لتهديدها في السنوات المقبلة، وليس استهداف القدرات الدفاعية والهجومية في سوريا إلا استكمال للمسار اللبناني الذي بدأ بالحرب الموسعة، ويستكمل اليوم تحت بند الدفاع عن النفس، وهي عبارة مطاطة، من دون أن ننسى أن تل أبيب تستفيد أيضاً راهناً من عدم وجود أي ضغط أميركي عليها في ظل إدارة على وشك الرحيل».

ويلفت نادر في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه يجب ألا ننسى أن «الاتفاق الذي أدى إلى وقف إطلاق النار في لبنان هش واحتمال خرقه كبير، وإلا لما كانت إسرائيل وافقت عليه. أما وضع (حزب الله) فصعب، وهو لن يتمكن من الرد خصوصاً بعد ما حصل في سوريا وضرب كل طرق إمداده».

مساعٍ سياسية

ويواكب رئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي، عمل لجنة المراقبة التي لم تتمكن بعدُ من إلزام إسرائيل بوقف خروقاتها، بحراك سياسي في إيطاليا. عادّاً أن «التحدي الأساسي يتمثل في إلزام اللجنة المكلفة بمتابعة هذا الملف إسرائيل بوقف خروقاتها وسحب قواتها من الأراضي اللبنانية»، وقال: «نحن ننتظر تنفيذ هذه التدابير بضمانة أميركية - فرنسية، ولكن لا نرى التزاماً إسرائيلياً بذلك».

وخلال لقائه مع السفراء العرب المعتمدين في إيطاليا شرح ميقاتي الظروف التي يعيشها لبنان، والجهود التي أدت إلى حصول توافق على وقف إطلاق النار، وقال: «جيشنا بدأ توسيع انتشاره في الجنوب ومعنوياته عالية جداً، ويعمل على بسط سلطة الشرعية اللبنانية، ولكي لا يكون هناك سلاح خارج السلاح الشرعي. ونحن في هذا السياق نعوّل على استمرار دعم الأشقاء والأصدقاء، للجيش على الصعد كافة لتمكينه من القيام بدوره كاملاً».

كما كان ميقاتي قد طلب من بابا روما، الذي التقاه الجمعة، الضغط على إسرائيل لـ«جلاء موضوع الأسرى اللبنانيين في إسرائيل والإسراع في الانسحاب من الأراضي اللبنانية، تنفيذاً لاتفاق وقف إطلاق النار».

من جهته، حمّل النائب هاني قبيسي، خلال كلمة ألقاها باسم «حركة أمل» التي يرأسها رئيس البرلمان نبيه بري، خلال حفل تأبيني، «اللجنة المشرفة على اتفاق وقف إطلاق النار مسؤولية ردع الكيان الإسرائيلي عن انتهاك الاتفاق، ومنعه من القيام بأي خرق له»، وقال: «نرى أن الاعتداءات تتكرر كل يوم من هذا العدو المجرم الذي يعبر عن نواياه، والذي يؤكد لنا أنه كان يتربص شراً بهذا الوطن، بل يريد الانتقام من لبنان. نعم تحقق وقف إطلاق النار بإشراف دولي، ودول شاركت بلجنة مهمتها مراقبة وقف إطلاق النار. نحن نقول إن كل الانتهاكات التي حصلت بعد وقف إطلاق النار هي برسم المجتمع الدولي، ويجب على الدول الراعية لهذا الاتفاق أن توقف إسرائيل عند حدها وتمنعها من الخروقات اليومية».

صور وزعها إعلام «حزب الله» لعملية إخماد الحريق في السيارة المستهدفة (تلغرام)

خروقات بالجملة

ميدانياً، عادت إسرائيل لترفع منسوب خروقاتها للاتفاق بعد أيام من تراجع الانتهاكات إلى حدودها الدنيا. واستهدفت مسيرة إسرائيلية سيارة على طريق الخردلي؛ ما أدى لمقتل شخص، قالت «الوكالة الوطنية للإعلام» إنه كان متوجهاً إلى محله لتحويل الأموال في جديدة مرجعيون.

كما واصل الجيش الإسرائيلي عمليات التفجير والتفخيخ والنسف التي يقوم بها في بلدة كفركلا الحدودية؛ حيث سمعت أصوات انفجار قوية وتمشيط بالرصاص ورمايات بالرشاشات المتوسطة والخفيفة، وتصاعدت أعمدة الدخان بكثافة. كذلك أقدمت، عصر السبت، سيارة من نوع «بيك أب» فيها ثلاثة أشخاص على اجتياز السياج الشائك نحو سهل المجيدية، واقتادت أحد المواطنين اللبنانيين إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، وفق «الوكالة الوطنية للإعلام».

وواصل الطيران الحربي المسير جولاته في أجواء العاصمة بيروت، والضاحية الجنوبية، على علو منخفض.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أن طائرة لسلاح الجو هاجمت منصات صاروخية معبئة وجاهزة للإطلاق وموجهة نحو الأراضي الإسرائيلية التي شكّلت انتهاكاً لتفاهمات وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل. وأكد الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، أن «(جيش الدفاع) يبقى ملتزماً بالتفاهمات التي تم التوصل إليها في لبنان، ومنتشراً في منطقة جنوب لبنان، ومتحركاً ضد كل تهديد ضد دولة إسرائيل ومواطنيها».

مهام الجيش اللبناني

من جهته، استكمل الجيش اللبناني عمليات المسح والكشف على المناطق الجنوبية المتضررة في قرى قضاء صور، حيث قام فريق الهندسة بتفجير القذائف الصاروخية والقنابل العنقودية من مخلفات العدوان الإسرائيلي على الجنوب، ولا سيما في القليلة، والمنصوري، والحنية، والعامرية في القطاع الغربي (جنوب صور).

كما تفقد وفد من فوج الأشغال في الجيش بلدة الخيام للاطلاع على الأشغال التي تنفذ هناك، وفتح الطرق الأساسية والفرعية؛ تمهيداً لعودة سكانها. وتستمر جرافات الجيش بفتح الطرق في محيط المعتقل ومطل الجبل.