الجولاني: لن نعفو عن المتورطين بتعذيب المعتقلين وتصفيتهم

رجل يدخل إلى زنزانة فارغة في سجن صيدنايا، الذي وصفته منظمة العفو الدولية بأنه "المسلخ البشري"، بالقرب من دمشق، سوريا 9 ديسمبر 2024 (إ.ب.أ)
رجل يدخل إلى زنزانة فارغة في سجن صيدنايا، الذي وصفته منظمة العفو الدولية بأنه "المسلخ البشري"، بالقرب من دمشق، سوريا 9 ديسمبر 2024 (إ.ب.أ)
TT

الجولاني: لن نعفو عن المتورطين بتعذيب المعتقلين وتصفيتهم

رجل يدخل إلى زنزانة فارغة في سجن صيدنايا، الذي وصفته منظمة العفو الدولية بأنه "المسلخ البشري"، بالقرب من دمشق، سوريا 9 ديسمبر 2024 (إ.ب.أ)
رجل يدخل إلى زنزانة فارغة في سجن صيدنايا، الذي وصفته منظمة العفو الدولية بأنه "المسلخ البشري"، بالقرب من دمشق، سوريا 9 ديسمبر 2024 (إ.ب.أ)

أكد قائد «هيئة تحرير الشام» أبو محمّد الجولاني، اليوم (الأربعاء)، أنه لن يتم العفو عن المتورطين بـ«تعذيب المعتقلين» في السجون السورية، بعد إطلاق سراح الآلاف من السجون السيئة السمعة عقب سقوط نظام الرئيس بشار الأسد.

وقال الجولاني الذي بدأ يستخدم اسمه الحقيقي أحمد الشرع في بيان على تطبيق تلغرام «لن نعفو عمن تورط بتعذيب المعتقلين وتصفيتهم... وسنلاحقهم في بلدنا"، مطالبا الدول "بتسليمنا من فرّ إليهم من هؤلاء المجرمين لتحقيق العدالة».


مقالات ذات صلة

استهداف إسرائيلي للسلطة الجديدة في سوريا

المشرق العربي  الرئيس التركي رجب طيب إردوغان لدى استقباله وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني في أنقرة (سانا)

استهداف إسرائيلي للسلطة الجديدة في سوريا

قُتل 3 أشخاص جراء قصف للجيش الإسرائيلي في قرية غدير البستان التابعة لمحافظة القنيطرة جنوب غربي سوريا، مستهدفاً قوات الإدارة الجديدة للمرة الأولى، حسبما أفادت

«الشرق الأوسط» (دمشق - أنقرة)
المشرق العربي وزيرا الخارجية التركي والسوري في مؤتمر صحافي في أنقرة الأربعاء (الخارجية التركية)

تركيا وإدارة دمشق تتفقان على عملية سياسية شاملة تحفظ وحدة سوريا

أكدت تركيا والإدارة السورية عدم السماح بتقسيم سوريا أو أن تصبح أراضيها منطلقاً لتهديد جيرانها والبدء بعملية سياسية بلا تفرقة بين أبنائها.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الخليج نائب وزير الخارجية السعودي ونظيره التركي ترأسا جولة المشاورات في أنقرة الأربعاء (واس)

مشاورات سعودية - تركية لتعزيز التعاون الثنائي

بحثت جولة المشاورات السياسية الثانية بين وزارتي الخارجية السعودية والتركية سبل تعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات.

«الشرق الأوسط» (الرياض) «الشرق الأوسط» (أنقرة)
خاص امرأة تعبر أمام قوات الأمن السورية أثناء تفتيش شوارع دمّر قرب دمشق خلال عملية لمصادرة الأسلحة ومطاردة المسلحين (إ.ف.ب)

خاص حملات أمنية في دمشق وحماة واجتماعات تصالحية بالساحل

شهدت اللاذقية اليوم الأربعاء عقد لقاءات مصالحة بين شخصيات علوية ومحافظي طرطوس واللاذقية وريفها ومديري الإدارة السياسية في الإدارة السورية الجديدة بمدن الساحل.

سعاد جروس (دمشق)
خاص أشخاص يبحثون عن جثث في خندق يُعتقد أنه يُستخدم مقبرةً جماعية على مشارف دمشق في ديسمبر الماضي (أ.ف.ب)

خاص المقابر الجماعية «ملاذ» لسوريين أضناهم البحث عن مفقوديهم

تُقدر أعداد «المفقودين والمعتقلين تعسفياً» في سوريا منذ عام 2011 وحتى نهاية العام الماضي، بنحو 136614 شخصاً وفق ما توثق «الشبكة السورية لحقوق الإنسان».

سعاد جروس (دمشق)

سكان غزة يأملون بنجاح الاتفاق وإنهاء معاناتهم

TT

سكان غزة يأملون بنجاح الاتفاق وإنهاء معاناتهم

فلسطينيون يسيرون قرب مبانٍ هدمها القصف الإسرائيلي في خان يونس جنوب قطاع غزة الخميس (رويترز)
فلسطينيون يسيرون قرب مبانٍ هدمها القصف الإسرائيلي في خان يونس جنوب قطاع غزة الخميس (رويترز)

عمَّت أجواء من الفرح العارم في شوارع قطاع غزة، عند اللحظة التي أعلنت فيها الولايات المتحدة وقطر، التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وتبادل الأسرى، سيدخل حيز التنفيذ ظهر يوم الأحد المقبل، وسط ضغوط من الوسطاء لاستعجال دخوله في وقت أقرب.

وبالزغاريد وإطلاق النار والألعاب النارية في الهواء، والتصفيق والتهليل والتكبير، جاب السكان شوارع مختلفة من القطاع رغم الأسى الذي عايشوه طوال فترة 15 شهراً، واستمر حتى في لحظات الفرح التي تزامن معها استمرار الغارات الإسرائيلية.

مبانٍ مهدمة جراء القصف الإسرائيلي في قطاع غزة الخميس (أ.ب)

وأعرب الكثير من السكان الذين تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» عن أملهم في أن تنجح جهود الوسطاء في تكليل الاتفاق المعلن عنه، بنجاح المراحل الأخرى، لتتوقف الحرب نهائياً، وتنتهي معاناتهم مع الحروب التي لم تتوقف منذ ما يزيد على عقد ونصف من الزمن، وهي المدة التي بدأت فيها حركة «حماس» حكمها للقطاع منذ عام 2006.

يقول المواطن عاطف الصباح (53 عاماً) وهو من سكان مدينة غزة ونازح إلى خان يونس جنوب القطاع: «تعبنا من الحروب، هذه أشرس وأصعب حرب نعيشها ومن أسوئها حياتياً، والآن يجب أن يتوقف كل هذا ونعيش بسلام واستقرار كباقي الشعوب، وتُحل كل الخلافات سياسياً بعيداً عن القتل والدمار الذي يلاحقنا كل فترة وأخرى».

وأعرب الصباح عن سعادته الكبيرة بأنه سيعود إلى مكان سكنه في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، رغم الدمار الذي لحق بمنزله، قائلاً: «سأعيش في خيمة عند منزلي أفضل من العيش هنا قرب البحر في أجواء صعبة وظروف لم نعهدها... أنا مثل أي مواطن أحنّ للعودة إلى منزلي على الرغم من أنه تحول إلى ركام»، معرباً عن أمله في أن تجري عملية إعادة الإعمار سريعاً.

فلسطينيون يسيرون قرب مبانٍ هدمها القصف الإسرائيلي في خان يونس جنوب قطاع غزة الخميس (رويترز)

وقالت الشابة يارا المصري، من سكان بلدة بيت حانون والنازحة إلى مخيم الشاطئ في مدينة غزة بعد اقتحام بلدتها مجدداً من إسرائيل منذ 3 أشهر: «يكفينا نزوحاً والعيش في ذل، بدنا نعيش حياة تحفظ إلنا كرامتنا... أنا سعيدة بالاتفاق لكن بدّنا إياه يُطبَّق كاملاً وما نرجع للحرب وتفشل المراحل الأخرى». فيما قالت صديقتها روان الكفارنة، التي تعيش في صف مدرسي بجانب الصف الذي تعيش فيه صديقتها بإحدى مدارس مخيم الشاطئ: «فرحنا كثيراً بالاتفاق، ورغم الجرح الذي أصابنا فإننا خرجنا وزغردنا وصفقنا وهللنا لأنه أخيراً راح تقف الحرب اللي دمَّرت وقتلت كل إشي حلو بحياتنا».

كما قال الشاب راجح أبو العمرين، من سكان حي الشيخ رضوان: «أخيراً بدنا نعيش بدون ما نسمع صوت إطلاق نار ولا تفجيرات ولا قصف... بدنا نرجع لحياتنا ولدراستنا.. ما بدّنا نعود للحروب أبداً، بدّنا سلام وأمن وأمان، بيكفينا اللي عشناه من ظلم».

تصعيد ميداني

ورغم الأجواء الصاخبة التي صاحبت إعلان وقف إطلاق النار، فإنه لم تمر سوى لحظات حتى صعَّدت إسرائيل من مجازرها المرتكَبة في قطاع غزة، وشنت سلسلة من الغارات العنيفة على كثير من الأهداف، مخلفةً عشرات الضحايا والإصابات.

مدرعات إسرائيلية قرب حدود قطاع غزة الخميس (أ.ب)

وقصفت إسرائيل مربعاً سكنياً في حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة، مخلفةً أكثر من 20 قتيلاً، بعد أن طال القصف 4 منازل لعوائل فلسطينية بعضها نازحة من جباليا، مما تسبب في دمار هائل في المنطقة.

كما قُتل 9 فلسطينيين في غارتين بحيي الرمال والدرج وسط مدينة غزة إثر قصف شقتين سكنيتين، فيما قُتلت فلسطينيتان نتيجة غارة استهدفت صفاً مدرسياً في مدرسة الزيتون التي تؤوي نازحين جنوب المدينة التي تشهد منذ أسابيع تكثيفاً للغارات الإسرائيلية فيها مقارنةً بمناطق أخرى من قطاع غزة.

ولم تقتصر الأعداد على هؤلاء الضحايا، حيث قُتل آخرون في غارات على مناطق متفرقة من القطاع منها جباليا البلد، وبعض أحياء مدينة غزة، ومخيم النصيرات، وخان يونس، وسط وجنوب قطاع غزة.

صبي فلسطيني يجلس وسط أنقاض مبانٍ دمَّرها القصف الإسرائيلي في مدينة غزة الخميس (رويترز)

وحسب جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة، فإنه منذ لحظة الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار، قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي ما لا يقل عن 77 فلسطينياً (حتى الساعة 2 ظهراً بتوقيت غزة، الثالثة بتوقيت السعودية) منهم 66 في مدينة غزة وحدها، و7 في خان يونس، و4 في المنطقة الوسطى، ومن بين مجملهم 21 طفلاً، و25 سيدة، وأكثر من 250 إصابة، مشيراً إلى أن عمليات القصف ما زالت متواصلة وبوتيرة متسارعة مع قرب دخول الاتفاق حيز التنفيذ.

وتزامن ذلك مع عمليات نسف عنيفة لمنازل ومبانٍ في مناطق شمال قطاع غزة، مما تسبب في سماع دويّ انفجاراتها في غالبية مناطق القطاع، وسط اهتزاز المباني، ووصلت إلى مستوطنات الغلاف وتسببت في تفعيل صافرات الإنذار فيها بفعل شدتها.

وفُعِّلت صافرات الإنذار عدة مرات في كيبوتس «نير عام» القريب من بلدة سديروت المحاذية لحدود شمال قطاع غزة، خشيةً من إطلاق صواريخ، ليتبين لاحقاً أنها نتيجة عمليات النسف وتم تصنيف ما جرى على أنه «تشخيص خاطئ».

فلسطينيون يعاينون مباني أصابها القصف الإسرائيلي خلال الليل في جباليا شمال قطاع غزة الخميس (أ.ف.ب)

وحسب مصادر ميدانية تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، فإن قوات الاحتلال الإسرائيلي وسَّعت عمليات نسف المنازل لتطول مناطق جديدة في شمال قطاع غزة، مشيرةً إلى أنها خلال ساعات الليل تكثف من هذه العمليات التي تستهدف في الأيام الأخيرة بشكل مركّز مناطق في حي الصفطاوي غرب مخيم جباليا، ومحيط أطراف جباليا البلد وجباليا النزلة إلى الشمال من المخيم.

ولفتت إلى أن بعض العمليات تطول أيضاً منازل بقيت سليمة ولم يطلها سوى بعض الأضرار في مخيم جباليا وبلدة بيت لاهيا، في عملية انتقامية هدفها تدمير ما تبقى في تلك المناطق، كما جرى إحراق منازل أخرى متهالكة.

قصف رهينتين

وكشفت مصادر فلسطينية لـ«الشرق الأوسط»، صباح الخميس، أن إسرائيل كادت تقتل اثنين من أسراها لدى حركة «حماس» في قطاع غزة، خلال غارة نفّذتها في مدينة غزة خلال اليومين الماضيين.

وقالت المصادر، وهي من أحد فصائل المقاومة، إن الأسيرين أُصيبا بجروح نتيجة القصف الإسرائيلي الذي استهدف منزلاً في أحد أحياء مدينة غزة، رافضةً الإفصاح عن حالتهما الصحية ومدى خطورة إصابتهما، أو هويتهما ولأي فئة من المختطفين ينتمون.

جثة فلسطيني قرب حذائه بعد قصف إسرائيلي في مدينة غزة الخميس (رويترز)

وحسب المصادر، فإن الأسيرين تلقيا العلاج اللازم ونُقلا إلى مكان آمن بعد الغارة الإسرائيلية. وقالت: «إن هذين الأسيرين كادا ينضمان إلى أعداد القتلى من الأسرى الذين قُتلوا إثر عمليات إسرائيلية مماثلة». وأضافت: «الضغط العسكري وارتكاب المجازر لا يقتلان الفلسطينيين وحدهم، بل يؤديان إلى مقتل مزيد من الأسرى، وعلى حكومة إسرائيل أن تفهم ذلك».

وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن أكثر من نصف الأسرى الموجودين في غزة والبالغ عددهم 98 ما زالوا على قيد الحياة.