سوريو غازي عنتاب التركية يحتفلون بإسقاط الأسد ويعتزمون «العودة إلى الجنة»

جانب من احتفالات السوريين في غازي عنتاب التركية لسقوط نظام الأسد بعد أن سيطر مقاتلو الفصائل على دمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)
جانب من احتفالات السوريين في غازي عنتاب التركية لسقوط نظام الأسد بعد أن سيطر مقاتلو الفصائل على دمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)
TT

سوريو غازي عنتاب التركية يحتفلون بإسقاط الأسد ويعتزمون «العودة إلى الجنة»

جانب من احتفالات السوريين في غازي عنتاب التركية لسقوط نظام الأسد بعد أن سيطر مقاتلو الفصائل على دمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)
جانب من احتفالات السوريين في غازي عنتاب التركية لسقوط نظام الأسد بعد أن سيطر مقاتلو الفصائل على دمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

عمّ الفرح مدينة غازي عنتاب التركية التي تضم أعداداً كبيرة من اللاجئين السوريين، بإسقاط الرئيس بشار الأسد، فضجّت شوارعها مساء الأحد بالمحتفلين والدراجات النارية وأجواؤها بالمفرقعات وأعلام الثورة السورية.

بعد ساعات من سقوط رئيس حكمت عائلته سوريا بقبضة من حديد طيلة عقود حتّى لم يعد السوريون يقوون حتى على أن يحلموا بالتخلص منه، تدفّق المارّة إلى شوارع غازي عنتاب المكتظة بالسيارات تحت أنظار سائقين مبتهجين، ولوّحوا بهواتفهم لتخليد ليلة كانوا يتمنون ألّا تنتهي، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».

جانب من احتفالات السوريين في غازي عنتاب التركية لسقوط نظام الأسد 8 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

وصرخ عمر حناس (19 عاماً) قائلاً: «لو أُتيحت لي الفرصة لكنت خنقته بيديّ! (الرئيس السوري السابق بشار) الأسد هو من أجبرنا على العيش في المنفى. لكنه هرب إلى روسيا».

نشأ الشاب في غازي عنتاب بجنوب شرق تركيا على مقربة من وطنه السوري دون أن يتمكّن من أن تطأه قدمَاه.

وأصبحت تركيا مع انقضاء الوقت «بلده الثاني»، وفق قوله، مضيفاً: «بدأت أصنع لنفسي حياة هنا وأدرس».

جانب من احتفالات السوريين في غازي عنتاب التركية لسقوط نظام الأسد 8 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

على بعد ساعة تقريباً من الحدود مع سوريا، يقيم نحو 430 ألف لاجئ سوري فرّوا من النزاع الذي اندلع في 2011، في غازي عنتاب التي تعدّ مليوني نسمة تقريباً، بحسب أرقام رسمية لعام 2023.

وفي ظل الدولة العثمانية وعلى مدى 500 عام تقريباً، كانت المدينة تُدار من حلب عاصمة مقاطعتها التي أصبحت جزءاً من سوريا عندما استقلت. وهي لا تبعد سوى ساعتين بالسيارة.

«لا مثيل لسوريا»

ومنذ ساعات صباح الأحد الأولى، لم يترك سوريو غازي عنتاب هواتفهم؛ بغية الاطمئنان على أقاربهم وأصدقائهم الذين بقوا في سوريا.

وقال مجيد زين مبتسماً: «نحن بغاية السعادة: تخلّصنا من الأسد! أودّ أن يواجه كل الدكتاتوريين المصير نفسه».

وأعرب الرجل الأربعيني عن أمله في العودة إلى حلب، لكنه يبقى متريثاً، قائلاً: «أعتقد أنني قد أفعلها خلال شهر، بانتظار استقرار الوضع».

جانب من احتفالات السوريين في غازي عنتاب التركية لسقوط نظام الأسد 8 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

تدفقت طوابير من السيارات إلى معبر باب السلامة الحدودي صباح الأحد، لتعبر إلى سوريا، حسبما أكد عدد من الشباب جاءوا «لاستنشاق الهواء» في الجانب الآخر من الحدود. لكن التدفق توقف في بداية فترة بعد الظهر، حسبما لاحظ مراسلو «وكالة الصحافة الفرنسية».

وصنع السوريون في غازي عنتاب لأنفسهم حياة وبدأوا أعمالهم التجارية وتزوجوا وأرسلوا أطفالهم إلى المدرسة ونسجوا صداقات.

وقال عبد الكريم أخاس (28 عاماً) الذي يعمل في البناء في المدينة التركية، حيث صار أباً لطفلَين يبلغان اليوم عامين وأربعة أعوام «سنرحل في غضون عام».

جانب من احتفالات السوريين في غازي عنتاب التركية لسقوط نظام الأسد 8 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

من جهته، قال أحمد أبو قديرو (17 عاماً) إنه «نسي حلب» فهو لدى وصوله إلى تركيا في 2016 كان يبلغ تسعة أعوام فقط.

لذلك؛ يصعب عليه تذكّر «الجنّة» التي يحتفل الآخرون بتحريرها، لكنه يضيف: «لدي أفراد من عائلتي ما زالوا هناك وأودّ أن أراهم من جديد».

وفي خضم الاحتفالات، لا يحاول أحد التشكيك في حكام سوريا الجدد.

وقال مصطفى عزوز (18 عاماً) الذي يخطط للعودة «خلال شهر»، إن في سوريا حالياً «كهرباء ووسائل نقل وكل شيء يعمل بشكل أفضل مما كان عليه في عهد الأسد».

وأضاف: «حلب جنّتنا... لا مثيل لها ولا مثيل لسوريا. لكن الحرب خنقتنا وانتهى بنا الأمر بالرحيل».

جانب من احتفالات السوريين في غازي عنتاب التركية لسقوط نظام الأسد 8 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

من جهتها، جاءت الأربعينية لميس إلى تركيا من مدينة حماة، حيث ارتكب جيش حافظ الأسد في عام 1982 مجزرة.

أمّا قوات نجله بشار الأسد، فزجّت جدّ لميس ووالدها وشقيقتها في السجن ثمانية أعوام.

وقالت السيدة الأربعينية: «عانينا من عائلة الأسد طيلة 50 عاماً»، مضيفة: «أشكر (الرئيس التركي رجب طيب) إردوغان وتركيا على الاستضافة، لكنّي هنا أشتاق إلى كلّ ما في سوريا».


مقالات ذات صلة

جولة للشرع إلى الخليج بعد رفع معظم العقوبات الدولية عن سوريا

المشرق العربي الشيخ محمد بن زايد أثناء اجتماعه مع الرئيس السوري أحمد الشرع بقصر الشاطئ في أبو ظبي الاثنين (الرئاسة الإماراتية - أ.ف.ب)

جولة للشرع إلى الخليج بعد رفع معظم العقوبات الدولية عن سوريا

بدأ الرئيس السوري أحمد الشرع جولته الثانية إلى دول مجلس التعاون الخليجي، والتي تأتي بعد رفع معظم العقوبات الدولية عن سوريا.

«الشرق الأوسط» (دمشق) «الشرق الأوسط» (أبوظبي)
المشرق العربي  مظاهرات نادرة لمالكي فروغ المحلات أمام القصر العدلي (سانا)

تجار دمشق يتظاهرون أمام القصر العدلي ويطالبون بالتراجع عن «إلغاء الفروغ»

تحذيرات من «فتنة» في الوسط التجاري قد تشعلها تداعيات القرار الذي يهدد عصب التجارة في دمشق

سعاد جروس (دمشق)
الخليج الشيخ محمد بن زايد لدى استقباله الرئيس أحمد الشرع في أبوظبي (وام)

محمد بن زايد يستقبل الشرع ويبحثان العلاقات الثنائية وقضايا المنطقة

بحث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، مع الرئيس السوري أحمد الشرع،، سبل تعزيز العلاقات الأخوية والتعاون المشترك بين البلدين.

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)
المشرق العربي مزيد من عناصر الدفاع المدني الى الريف الشمالي في اللاذقية للتغلب على الحرائق (سانا)

لبنان يدخل على خط حرائق غابات اللاذقية بطوافتين

أعلنت وزارة الداخلية السورية أنها تدفع بتعزيزات بشرية ولوجيستية إضافية إلى ريف اللاذقية، للمساندة في جهود إخماد الحرائق، ولبنان يدخل بطوافتين.

«الشرق الأوسط» (دمشق - لندن)
المشرق العربي الرئيس الأميركي دونالد ترمب ووزير خارجيته ماركو روبيو (أ.ف.ب) play-circle

أميركا تلغي تصنيف «جبهة النصرة» منظمة إرهابية أجنبية

أظهرت مذكرة منشورة على الإنترنت، اليوم (الاثنين)، أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب ألغت تصنيف «جبهة النصرة» التي كانت تتمركز في سوريا منظمة إرهابية أجنبية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

ضغوط أميركية لإبرام «هدنة الشهرين» في غزة

صبي فلسطيني يفتش بين النفايات في مخيم البريج وسط قطاع غزة يوم الاثنين (أ.ف.ب)
صبي فلسطيني يفتش بين النفايات في مخيم البريج وسط قطاع غزة يوم الاثنين (أ.ف.ب)
TT

ضغوط أميركية لإبرام «هدنة الشهرين» في غزة

صبي فلسطيني يفتش بين النفايات في مخيم البريج وسط قطاع غزة يوم الاثنين (أ.ف.ب)
صبي فلسطيني يفتش بين النفايات في مخيم البريج وسط قطاع غزة يوم الاثنين (أ.ف.ب)

أكدت مصادر من حركة «حماس» أن «هناك ضغوطاً أميركية واضحة تهدف إلى التوصل إلى اتفاق قريب»، خلال المفاوضات الجارية مع إسرائيل في الدوحة، التي تهدف للتوصل إلى هدنة لمدة شهرين في غزة تجرى خلالها مباحثات حول إنهاء الحرب.

وقبل ساعات من لقاء كان مقرراً أن يعقده رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، في واشنطن، مساء أمس (الاثنين)، أكد البيت الأبيض أن ترمب يعتبر إنهاء الحرب في غزة «أولوية قصوى».

وأعلنت الناطقة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، أن المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف سيتوجه إلى الدوحة في وقت لاحق من هذا الأسبوع لمناقشة وقف إطلاق النار في غزة.

وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إنه «رغم صعوبة التكهن بالنتائج؛ لكن يمكن أن نبدي تفاؤلاً إزاء إمكانية نجاحها»، واصفة أجواء المحادثات بأنها «جادة أكثر من المرات السابقة التي كانت تشهد حالة من عدم الجدية لدى إسرائيل، وكذلك الولايات المتحدة».

ووفقاً للمصادر فإن المفاوضات متواصلة وقد تستمر لعدة أيام. ورجحت أنه «في حال سارت عملية المفاوضات بشكل إيجابي فقد يتم الإعلان عن بدء سريان الاتفاق يوم الخميس المقبل».

يأتي ذلك كله، مع تواصل التصعيد الميداني الإسرائيلي في قطاع غزة، مما خلَّف العشرات من الضحايا والإصابات نتيجة سلسلة غارات جوية بعضها كان مُركَّزاً طال شققاً سكنية ومراكز إيواء وخياماً للنازحين، وكذلك بعض منتظري المساعدات. ومنذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على القطاع في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، ارتفع عدد القتلى الفلسطينيين إلى 57 ألفاً و523 شخصاً، حسبما أعلنت وزارة الصحة في غزة، أمس.