إسرائيل تتعمّد استهداف العمل الإنساني في غزة

قتلت موظفين في منظمة «المطبخ المركزي العالمي»

فلسطينيون ينتظرون تلقي طعام توزعه منظمة «المطبخ المركزي العالمي» في دير البلح بوسط قطاع غزة (رويترز)
فلسطينيون ينتظرون تلقي طعام توزعه منظمة «المطبخ المركزي العالمي» في دير البلح بوسط قطاع غزة (رويترز)
TT

إسرائيل تتعمّد استهداف العمل الإنساني في غزة

فلسطينيون ينتظرون تلقي طعام توزعه منظمة «المطبخ المركزي العالمي» في دير البلح بوسط قطاع غزة (رويترز)
فلسطينيون ينتظرون تلقي طعام توزعه منظمة «المطبخ المركزي العالمي» في دير البلح بوسط قطاع غزة (رويترز)

جدّدت إسرائيل عمداً استهدافها لطواقم العمل الإنساني ومراكز تسليم المواد الغذائية للفلسطينيين في قطاع غزة، رغم ظروف المجاعة التي بدأت تتحقق جنوب القطاع بفعل نقص هذه المواد. وقُتل، صباح السبت، 5 فلسطينيين، بينهم 3 كانوا على متن مركبة تعود لـ«المطبخ المركزي العالمي»، وأصيب عدد آخر، نتيجة قصف جوي من طائرة مسيّرة أطلقت صاروخاً مباشراً على المركبة أثناء سيرها في منطقة السطر بمدينة خان يونس جنوب القطاع، والتي تُصنف على أنها ممر إنساني.

وتبيّن أن الضحايا الثلاث الذين كانوا على متن المركبة، موظفون فلسطينيون يعملون في «المطبخ المركزي العالمي».

وادعى الجيش الإسرائيلي في بيان، أن هدف الهجوم كان ناشطاً فلسطينياً -لم يُحدد اسمه- شارك في هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وأنه يفحص فيما إذا كان هذا الشخص يعمل بالفعل مع «المطبخ المركزي العالمي».

وكان «المطبخ» قد فقد 7 من موظفيه في ضربة جوية أخرى استهدفت 3 مركبات تابعة للمنظمة قرب دير البلح في الأول من أبريل (نيسان) الماضي، من بينهم 3 مواطنين بريطانيين، وأسترالي، وبولندي، وأميركي.

وقبل يومين من ذلك الحدث، الذي أدانه عدد من المنظمات الأممية والدولية ودول عربية، أصيبت سيارة تابعة لـ«المطبخ العالمي» برصاص قناص من الجيش الإسرائيلي قرب معبر كرم أبو سالم، وقدّمت إدارة «المطبخ» شكوى إلى إسرائيل، وطالبت بضمان سلامة عمالها.

تكرار الحوادث المُشابهة

فلسطينية نازحة تغسل أدوات المطبخ في مدرسة عادت إليها في مخيم جباليا للاجئين شمال غزة يونيو الماضي (رويترز)

وكثيراً ما وقعت حوادث استهدفت فيها إسرائيل موظفين في العمل الإنساني والإغاثي في قطاع غزة، رغم أنها سمحت لبعض المؤسسات والجهات العمل في هذا القطاع لتقديم الدعم للسكان الذين يواجهون ظروفاً غاية في الصعوبة. وبعد ساعات من ذاك الهجوم، تعرضت مركبة وتجمع للمواطنين الفلسطينيين أمام أحد مراكز توزيع الطحين (الدقيق) على السكان في منطقة قيزان النجار بخان يونس، لهجوم، ما أدّى إلى مقتل 12 فلسطينياً على الأقل وإصابة العشرات.

ويعود هذا المكان لمركز «معاً التنموي»، الذي يخدم شريحة كبيرة من سكان خان يونس منذ سنوات طويلة، ويُقدم لهم المعونات والمساعدات العينية والنقدية وغيرها، في إطار محاربة الفقر ومساعدة الأسر الفلسطينية الفقيرة، في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة قبل الحرب التي تضاعفت مئات المرات منذ بدء الحرب الحالية المستمرة منذ نحو 14 شهراً.

وما يضاعف معاناة الغزيين، إلى جانب قصف إسرائيل لمراكز المساعدات الإنسانية وغيرها، هو وفاة طفلتين و4 سيدات في حادثين منفصلين بدير البلح وسط قطاع غزة، في غضون أسبوع، بسبب الازدحام والاختناق الشديدين، ومحاولة حماية المخابز، أثناء محاولة الآلاف الذين يصطفون في طوابير للحصول على الخبز.

ويعاني القطاع من أزمات متصاعدة، مع استمرار منع إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية، والسماح في بعض الأيام بدخولها بشكل محدود، الأمر الذي دفع عدداً من الدول، بما فيها الولايات المتحدة، لحثها على التحرك سريعاً لإدخال كميات كافية من المساعدات.

تواصل القصف

فتاة فلسطينية تجلس وسط ركام مبنى مدمر بفعل القصف الإسرائيلي غرب مدينة غزة (أ.ف.ب)

يأتي هذا مع استمرار وتواصل القصف في مناطق متفرقة من قطاع غزة، خصوصاً في المدينة وشمالها؛ حيث قتل ما لا يقل عن 25 فلسطينياً في سلسلة غارات وقعت يوم السبت، بعد يوم واحد دامٍ، خلّف أكثر من 100 قتيل، منهم 75 في مجزرتين ببلدة بيت لاهيا شمالي القطاع.

وقتل 10 فلسطينيين في قصف منزل بشارع الشهداء في حي الرمال وسط مدينة غزة، كما قُتل 8 في قصف منزل بحي الشجاعية شرق المدينة، و7 في منزل بحي الشيخ رضوان شمال المدينة، وقتل 10 من عائلة ربيع في بلدة بيت لاهيا، كما قُتل عدد آخر في غارات مماثلة.

وواصلت القوات الإسرائيلية عمليات نسف المنازل والمباني في مناطق متفرقة من بيت لاهيا ومخيم جباليا وحيي الصفطاوي والكرامة إلى الغرب من جباليا، في حين واصلت إطلاق قذائفها المدفعية ونيران أسلحة طائراتها المسيّرة المسماة «الكواد كاتبر» على جباليا البلد، مخلفةً عدداً من الضحايا.

كما تواصل القوات الإسرائيلية توسيع عملياتها البرية في شمال القطاع، وتحديداً في بيت لاهيا، وتُحاصر مزيداً من الأحياء والمناطق داخل البلدة، مجبرةً عدداً من السكان ممن بقوا داخل منازلهم، على إخلائها.


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة: 339 شاحنة مساعدات دخلت غزة اليوم الجمعة

المشرق العربي شاحنات المساعدات الإنسانية في طريقها لعبور معبر رفح بين مصر وقطاع غزة (أ.ب)

الأمم المتحدة: 339 شاحنة مساعدات دخلت غزة اليوم الجمعة

قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن 339 شاحنة مساعدات دخلت قطاع غزة، اليوم الجمعة، وهو اليوم السادس من وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة «حماس».

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي مقاتلون من «كتائب القسام» الذراع العسكرية لحركة «حماس» خلال تدريبات في غزة قبل 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 («كتائب القسام»)

مصدران في «الكونغرس»: «حماس» جنّدت ما يصل إلى 15 ألفاً منذ اندلاع الحرب

قال مصدران في «الكونغرس» مطّلعان على معلومات استخباراتية أميركية، إن حركة «حماس» جنّدت ما بين 10 آلاف و15 ألفاً منذ بداية حربها مع إسرائيل.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
المشرق العربي من تشييع روحي مشتهى وسامي عودة المسؤولين الكبيرين بحركة «حماس» في غزة (أ.ب)

تشييع مسؤولَين كبيرين بـ«حماس» في غزة

شُيّع المسؤولان الكبيران في «حماس» روحي مشتهى وسامي عودة اللذان أعلنت إسرائيل مقتلهما في 2024، الجمعة، في غزة إثر العثور على جثتيهما في ظلّ الهدنة القائمة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية فيدان وكالاس خلال المؤتمر الصحافي في أنقرة (الخارجية التركية)

تركيا تطالب الاتحاد الأوروبي بموقف واضح من عضويتها

ظهر التباين في المواقف مجدداً بين تركيا والاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بمفاوضات انضمامها إلى عضويته.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي عمليات دخول المساعدات مستمرة من معبر رفح المصري (الهلال الأحمر المصري)

2000 شاحنة مساعدات دخلت من مصر إلى غزة في 6 أيام

تواصلت، الجمعة، في سادس أيام هدنة وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حماس»، عمليات إدخال المساعدات إلى غزة عبر معبر رفح المصري.

هشام المياني (القاهرة )

واشنطن تبادلت معلومات استخباراتية حول «داعش» مع الإدارة السورية الجديدة

أفراد من قوات الأمن التابعة للإدارة السورية الجديدة (أ.ب)
أفراد من قوات الأمن التابعة للإدارة السورية الجديدة (أ.ب)
TT

واشنطن تبادلت معلومات استخباراتية حول «داعش» مع الإدارة السورية الجديدة

أفراد من قوات الأمن التابعة للإدارة السورية الجديدة (أ.ب)
أفراد من قوات الأمن التابعة للإدارة السورية الجديدة (أ.ب)

كشفت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، الجمعة، أن الولايات المتحدة تبادلت مع الإدارة الجديدة في سوريا معلومات استخباراتية سرية حول التهديدات التي يمثلها تنظيم «داعش».

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين بارزين، قولهم إن الاستخبارات الأميركية أسهمت في إحباط مؤامرة لتنظيم «داعش» كانت تستهدف مهاجمة مزار ديني خارج دمشق، في وقت سابق من هذا الشهر. وأشارت «واشنطن بوست» إلى أن فتح قنوات اتصال مع الإدارة الجديدة في دمشق، يعكس قلق واشنطن المتصاعد من إمكانية عودة «داعش» إلى الواجهة من جديد.

وقالت الصحيفة نقلاً عن مسؤولين أميركيين، إن تبادل المعلومات الاستخباراتية مع الإدارة السورية الجديدة يعكس مصلحة مشتركة للجانبين، ولا يعني «احتضاناً كاملاً لهذه الإدارة».