غارات إسرائيلية جديدة على غزة وسط تحذير أممي من «وضع مروّع»

محاولات التوصل إلى وقف لإطلاق النار في القطاع ولبنان تبقى دون نتيجة قبل أيام من الانتخابات الرئاسية الأميركية

فتاة فلسطينية تدفع أخرى على كرسي متحرك في مدينة غزة وسط استمرار الحرب (أ.ف.ب)
فتاة فلسطينية تدفع أخرى على كرسي متحرك في مدينة غزة وسط استمرار الحرب (أ.ف.ب)
TT

غارات إسرائيلية جديدة على غزة وسط تحذير أممي من «وضع مروّع»

فتاة فلسطينية تدفع أخرى على كرسي متحرك في مدينة غزة وسط استمرار الحرب (أ.ف.ب)
فتاة فلسطينية تدفع أخرى على كرسي متحرك في مدينة غزة وسط استمرار الحرب (أ.ف.ب)

شنّ الجيش الإسرائيلي غارات جديدة (السبت) على شمال قطاع غزة الذي حذرت الأمم المتحدة من أن الوضع فيه «مروّع»، في حين أطلق «حزب الله» من لبنان صواريخ على الدولة العبرية رداً على غارات مدمرة.

ومرة أخرى، تعهد المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي اليوم الرد على الهجمات التي تشنها إسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة ضد طهران أو الجماعات التي تدعمها في المنطقة، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وقبل ثلاثة أيام من الانتخابات الرئاسية الأميركية، ورغم الضغوط الدولية، تبقى محاولات التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة ولبنان من دون نتيجة.

واندلعت الحرب في قطاع غزة مع شن حركة «حماس» هجوماً غير مسبوق على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وفي اليوم التالي أعلن «حزب الله» فتح جبهة مع إسرائيل «إسناداً» لغزة، وبعد عام من القصف المتبادل عبر الحدود، تطور الوضع في أواخر سبتمبر (أيلول) إلى حرب مفتوحة.

وقبيل فجر السبت، شنّ الجيش الإسرائيلي غارات جوية على قطاع غزة، بما في ذلك شمال القطاع ووسطه.

وقُتل ثلاثة أشخاص وأصيب آخرون في غارة على النصيرات، بحسب مسعفين والدفاع المدني في غزة. واستهدفت غارات جوية شمال القطاع خصوصاً بيت لاهيا، بحسب شهود عيان.

من جهته، قال الجيش الإسرائيلي إنه «قضى على عشرات الإرهابيين في جباليا». كذلك، تحدث عن عمليات ضد «حماس» في جنوب القطاع ووسطه.

ومنذ السادس من أكتوبر تتركّز العمليات العسكرية الإسرائيلية على جباليا في شمال القطاع. وقال الجيش إن هدف العملية منع مقاتلي «حماس» من إعادة تشكيل صفوفهم وإعادة التموضع.

«الموت الوشيك»

والجمعة، حذّر رؤساء الوكالات الإنسانية الكبرى التابعة للأمم المتحدة من أن الوضع في شمال قطاع غزة «مروّع»، وجميع سكانه يواجهون «خطر الموت الوشيك».

وكتب 15 من هؤلاء المسؤولين أن «جميع سكان شمال غزة معرضون لخطر الموت الوشيك جراء المرض والمجاعة والعنف».

وأدى هجوم «حماس» على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023 إلى مقتل 1206 أشخاص معظمهم من المدنيين، بحسب حصيلة أعدتها «وكالة الصحافة الفرنسية» استناداً إلى أرقام رسمية إسرائيلية.

كذلك، خُطف خلال الهجوم 251 شخصاً لا يزال 97 منهم محتجزين في غزة، ويقول الجيش إن 34 منهم ماتوا.

وأدى القصف الإسرائيلي والحرب البرية إلى مقتل 43 ألفاً و314 شخصاً في غزة، معظمهم من المدنيين النساء والأطفال، وفق بيانات وزارة الصحة.

فتاة فلسطينية تدفع أخرى على كرسي متحرك في مدينة غزة وسط استمرار الحرب (أ.ف.ب)

صواريخ من لبنان

شمالاً، أعلن «حزب الله» أنه شن هجمات صاروخية استهدفت قبيل فجر اليوم قاعدة غليلوت التابعة للاستخبارات العسكرية قرب تل أبيب في وسط إسرائيل.

وأكّد الحزب في بيان: «قصفنا عند الساعة 02:30 من فجر يوم السبت قاعدة غليلوت التابعة لوحدة الاستخبارات العسكرية 8200 في ضواحي تل أبيب بصلية صاروخية نوعية».

كذلك، أعلن استهداف قاعدة زوفولون للصناعات العسكرية شمال مدينة حيفا.

ودوّت صفارات الإنذار في إسرائيل، وأصيب ما لا يقل عن 19 شخصاً ليل الجمعة - السبت في الطيرة في وسط إسرائيل جراء سقوط صاروخ على مبنى، حسب ما أعلنت السلطات.

وأشار الجيش الإسرائيلي عبر «تلغرام» إلى أنه حدد مكان إطلاق المقذوفات من لبنان باتجاه وسط إسرائيل، وأنه اعترض عدداً منها.

وتقع الطيرة ذات الغالبية العربية على بعد نحو 25 كيلومتراً شمال شرقي تل أبيب قرب الحدود مع الضفة الغربية.

واتسع نطاق الحرب المتواصلة في قطاع غزة منذ أكثر من عام، لتشمل لبنان حيث تشن إسرائيل غارات جوية كثيفة منذ 23 سبتمبر ضد «حزب الله». وفي 30 سبتمبر باشرت عمليات برية «محدودة» في الجنوب.

وتؤكّد إسرائيل أنها تريد تحييد «حزب الله» في المناطق الحدودية للسماح بعودة نحو 60 ألفاً من سكان الشمال إلى ديارهم بعدما نزحوا مع بدء تبادل القصف اليومي مع الحزب، غداة اندلاع الحرب في قطاع غزة.

تصعيد إقليمي

أعلنت الولايات المتحدة نشر قدرات عسكرية جديدة في الشرق الأوسط ستصل «خلال الأشهر المقبلة»، في خطوة تأتي «دفاعاً عن إسرائيل» ولتحذير إيران، وفق بيان أصدره «البنتاغون» الجمعة.

وتشمل هذه القدرات العسكرية الجديدة وسائل دفاع ضد الصواريخ الباليستية، وطائرات مقاتلة، وقاذفات قنابل «بي-52»، وأنواعاً أخرى من الطائرات العسكرية.

وتعهد المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي السبت الرد على الهجمات التي تشنها واشنطن أو إسرائيل.

والسبت، أعلنت «المقاومة الإسلامية» في العراق، الموالية لإيران، تنفيذ أربعة هجمات بطائرات مسيّرة ضد «أهداف حيوية» في مدينة إيلات الساحلية في جنوب إسرائيل.

وأعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض ثلاث طائرات مسيّرة أُطلقت من الشرق فوق البحر الأحمر.

ويأتي هذا بعدما حذّر تقرير أعدّه خبراء في الأمم المتحدة ونُشر الجمعة، من أن المتمردين الحوثيين في اليمن يتحولون إلى «منظمة عسكرية قوية» توسع قدراتها التشغيلية بفضل دعم عسكري «غير مسبوق»، خصوصاً من جانب إيران و«حزب الله».

وأطلق الحوثيون صواريخ على إسرائيل منذ بداية الحرب، لكن تم اعتراض الغالبية العظمى منها.


مقالات ذات صلة

مصر في مرمى انتقادات «سوشيالية» بسبب حرب غزة

شمال افريقيا العاصمة المصرية القاهرة (رويترز)

مصر في مرمى انتقادات «سوشيالية» بسبب حرب غزة

وضعت حرب غزة، المستمرة منذ أكثر من عام، مصر في مرمى انتقادات «سوشيالية» متصاعدة.

فتحية الدخاخني (القاهرة )
تحليل إخباري نازحون فلسطينيون أمرهم الجيش الإسرائيلي بإخلاء الجزء الشمالي من غزة (رويترز)

تحليل إخباري «الصفقة المصغرة» لا تلبي احتياجات «حماس»... رغم «انفتاحها على التفاوض»

شهد حراك جهود الوساطة بشأن الهدنة في قطاع غزة، إعلان حركة «حماس» أن «الصفقة المصغرة» المطروحة من الوسطاء «لا تُلبي الاحتياجات»، دون أن تغادر الحركة المفاوضات.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مقر وزارة الخارجية المصرية وسط القاهرة على ضفاف نهر النيل (الخارجية المصرية)

تفاعل «سوشيالي» حول الدور المصري في «حرب غزة»

تفاعل واسع على منصات التواصل الاجتماعي حول الدور المصري في «حرب غزة» ما بين توضيح لجهود القاهرة في الوساطة والإغاثة، و«اتهامات» يرددها البعض.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي فلسطينيون يحملون ضحايا القصف الإسرائيلي على مخيم النصيرات للاجئين بغزة (د.ب.أ)

غزة: مقتل 10 في قصف إسرائيلي على مدرسة تؤوي نازحين

كشف مسعفون لوكالة «رويترز» إن 10 فلسطينيين على الأقل قُتلوا في قصف إسرائيلي استهدف مدخل مدرسة تؤوي نازحين.

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية مركبات تابعة للجيش الإسرائيلي تغادر «مخيم نور شمس» للاجئين الفلسطينيين بعد مداهمة شمال الضفة الغربية يوم 31 أكتوبر 2024 (أ.ف.ب)

الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل 3 مسلحين في غارة جوية واشتباكات بالضفة الغربية

أعلن الجيش الإسرائيلي أنه أنهى مداهمة استمرَّت ليوم كامل في «مخيم نور شمس» بالضفة الغربية بالقرب من طولكرم، قُتل خلالها 3 مسلحين في غارة جوية واشتباكات.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

ميقاتي يوجّه بتقديم شكوى لمجلس الأمن بشأن اختطاف مسؤول في «حزب الله»

رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي يتحدث خلال مؤتمر صحافي عقب اجتماع لمجلس الوزراء (د.ب.أ)
رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي يتحدث خلال مؤتمر صحافي عقب اجتماع لمجلس الوزراء (د.ب.أ)
TT

ميقاتي يوجّه بتقديم شكوى لمجلس الأمن بشأن اختطاف مسؤول في «حزب الله»

رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي يتحدث خلال مؤتمر صحافي عقب اجتماع لمجلس الوزراء (د.ب.أ)
رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي يتحدث خلال مؤتمر صحافي عقب اجتماع لمجلس الوزراء (د.ب.أ)

أعلن رئيس الحكومة اللبنانية، نجيب ميقاتي، أنه يتابع قضية اختطاف عماد أمهز، المسؤول البحري في «حزب الله»، في منطقة البترون، وأنه أجرى - في هذا السياق - اتصالاً بقائد الجيش، العماد جوزيف عون، واطّلع منه على التحقيقات الجارية في ملابسات القضية.

كما أجرى ميقاتي اتصالاً بقيادة قوات «اليونيفيل» التي أكدت أنها تجري التحقيقات اللازمة في شأن هذه القضية وتنسق في هذا الأمر مع الجيش، وفق وسائل إعلام لبنانية.

وطلب رئيس الحكومة من وزير الخارجية والمغتربين، عبد الله بو حبيب، تقديم شكوى عاجلة إلى مجلس الأمن الدولي بهذا الصدد. كما شدد رئيس الحكومة على ضرورة الإسراع في التحقيقات لـ«كشف ملابسات هذه القضية، ووضع الأمور في نصابها».

ونفذت قوات «كوماندوز» بحرية إسرائيلية عملية إنزال في منطقة البترون في شمال لبنان، واختطفت مواطناً لبنانياً، قبل أن تنسحب من المكان، حسبما أكد مصدر أمني لبناني لـ«الشرق الأوسط».

وقال المصدر إن الإنزال الإسرائيلي حصل فجر الجمعة، واستهدف شخصاً يُدعى عماد فاضل أمهز، وتم اختطافه من المكان، قبل أن تنسحب المجموعة البحرية الإسرائيلية من الشاليه البحري الواقع بمحاذاة الشاطئ في البترون بشمال لبنان.

وقال مصدر أمني لبناني لـ«الشرق الأوسط» إن أمهز عضو في «حزب الله»، من دون أن يحدد موقعه التنظيمي، رافضاً تأكيد أو نفي معلومات عن أنه مسوؤل كبير في الوحدة البحرية للحزب. لكن المصدر كشف أن أمهز طالب يدرس العلوم البحرية التي تؤهله ليكون قبطاناً.

وأضاف المصدر أن المنطقة التي شهدت الإنزال شهدت نشاطاً سابقاً للإسرائيليين، إذ تشتبه السلطات اللبنانية بأنه يتم إجراء لقاءات بين إسرائيليين وعملائهم قبل الحرب.