«مايكروسوفت» تفصل موظفَين نظما وقفة احتجاجية على مقتل الفلسطينيين في غزة

فلسطينيون يبحثون عن ناجين وضحايا بين الأنقاض بعد القصف الإسرائيلي في مدينة غزة - 26 أكتوبر (أ.ف.ب)
فلسطينيون يبحثون عن ناجين وضحايا بين الأنقاض بعد القصف الإسرائيلي في مدينة غزة - 26 أكتوبر (أ.ف.ب)
TT

«مايكروسوفت» تفصل موظفَين نظما وقفة احتجاجية على مقتل الفلسطينيين في غزة

فلسطينيون يبحثون عن ناجين وضحايا بين الأنقاض بعد القصف الإسرائيلي في مدينة غزة - 26 أكتوبر (أ.ف.ب)
فلسطينيون يبحثون عن ناجين وضحايا بين الأنقاض بعد القصف الإسرائيلي في مدينة غزة - 26 أكتوبر (أ.ف.ب)

قالت وكالة «أسوشييتد برس» إن موظفين من شركة «مايكروسوفت» الأميركية أبلغاها بأن الشركة فصلتهما، من خلال مكالمة هاتفية، في وقت متأخر من يوم الخميس، بعد ساعات قليلة من تنظيمهما وقفة احتجاجية على مقتل الفلسطينيين خلال حرب غزة، في مقر الشركة بواشنطن.

وأضافت الوكالة أن الموظفين عضوان في تحالف من الموظفين يسمى «لا لازور للفصل العنصري» عارض بيع «مايكروسوفت» لتكنولوجيا للحكومة الإسرائيلية، لكنهما قالا إن الوقفة كان مشابهة لحملات التبرع الأخرى التي وافقت عليها «مايكروسوفت» من قبل للأشخاص المحتاجين.

وقال عبدو محمد، الباحث وعالم البيانات: «لدينا كثير من العاملين داخل (مايكروسوفت) الذين فقدوا عائلاتهم أو أصدقاءهم أو أحباءهم، لكن (مايكروسوفت) فشلت في توفير المساحة لنا، حيث يمكننا أن نجتمع معاً ونشارك حزننا ونكرم ذكريات الأشخاص الذين لم يعد بإمكانهم التحدث عن أنفسهم».

وفي المقابل، قالت شركة «مايكروسوفت»، الجمعة، إنها «أنهت توظيف بعض الأفراد وفقاً للسياسة الداخلية»، لكنها رفضت تقديم تفاصيل.

وقالت «مايكروسوفت»، في بيانها، إنها «ملتزمة بالحفاظ على بيئة عمل مهنية ومحترمة. ونظراً لاعتبارات الخصوصية والسرية، لا يمكننا تقديم تفاصيل محددة».

وذكر محمد (وهو من مصر) أنه يحتاج الآن إلى وظيفة جديدة في الشهرين المقبلين لتجنُّب الترحيل.

وقال الموظف الآخر المفصول، حسام نصر، إن الغرض من الوقفة الاحتجاجية «تكريم ضحايا الإبادة الجماعية الفلسطينية في غزة. ولفت الانتباه إلى تواطؤ (مايكروسوفت) في الإبادة الجماعية»، بسبب استخدام الجيش الإسرائيلي لتكنولوجيتها.

وقال نصر إن خبر فصله نُشِر على وسائل التواصل الاجتماعي من قبل مجموعة مراقبة لمعاداة السامية، قبل أكثر من ساعة من تلقيه المكالمة من الشركة.

ولم تردَّ المجموعة على الفور، يوم الجمعة، على طلب التعليق على كيفية علمها بالطرد.

وكانت المجموعة ذاتها قد دعت، قبل أشهر، الرئيس التنفيذي للشركة، ساتيا ناديلا، إلى اتخاذ إجراء ضد نصر، بسبب مواقفه ضد إسرائيل.

ووفقاً للوكالة، فإن نصر، خريج جامعة هارفارد عام 2021، ونشأ في مصر، هو أيضاً أحد منظمي مبادرة «خريجي هارفارد من أجل فلسطين».

وفي وقت سابق من هذا العام، طردت «غوغل» أكثر من 50 موظفاً في أعقاب الاحتجاجات على التكنولوجيا التي تزود بها الشركة الحكومة الإسرائيلية وسط حرب غزة.

وأسفرت قرارات الفصل عن اضطرابات داخلية واحتجاجات واعتصامات في مكاتب «غوغل».


مقالات ذات صلة

«الشرق الأوسط» تدخل مختبر «مايكروسوفت للتكنولوجيا الشاملة» في أميركا

خاص المختبر يُجسد رؤية «مايكروسوفت» للشمولية والتزامها بتمكين ذوي الإعاقة عبر تكنولوجيا تلبي احتياجاتهم (الشرق الأوسط)

«الشرق الأوسط» تدخل مختبر «مايكروسوفت للتكنولوجيا الشاملة» في أميركا

يُجسد المختبر التزام «مايكروسوفت» بتوفير تكنولوجيا تخدم جميع الأفراد بغض النظر عن قدراتهم البدنية أو الإدراكية.

نسيم رمضان (سياتل - الولايات المتحدة)
خاص تهدف «مايكروسوفت» إلى تدريب أكثر من 100 ألف فرد في مهارات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية المتقدمة (شاترستوك)

خاص رئيس «مايكروسوفت العربية»: الذكاء الاصطناعي والسحابة سيشكلان مستقبل السعودية الرقمي

تشير دراسات إلى أن استثمار دولار واحد في الذكاء الاصطناعي التوليدي يحقق عائداً على الاستثمار بنسبة 3.7 ضعف للمؤسسات السعودية.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا من غير المتوقع ظهور التحديث التالي لأجهزة «Surface Pro» و«JSurface Laptop» الموجهة للمستهلكين قبل نهاية العام (أدوبي)

«مايكروسوفت» تستعد لإعلان مهم لسلسلة «Surface» نهاية يناير

تم الكشف عن هذه الأخبار من خلال حساب «سيرفس» (Surface) الرسمي على «لينكد إن».

نسيم رمضان (لندن)
الاقتصاد مقر شركة «مايكروسوفت» في الولايات المتحدة (رويترز)

«مايكروسوفت» لاستثمار 80 مليار دولار في الذكاء الاصطناعي خلال العام الحالي

تخطط شركة «مايكروسوفت» لاستثمار نحو 80 مليار دولار في توسيع مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي خلال العام المالي الحالي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق بيل غيتس مؤسس شركة «مايكروسوفت» (رويترز)

«ملء جدولك لا يجعلك أكثر جدية»... ماذا تعلم بيل غيتس من وارن بافيت حول «وقت الفراغ»؟

تمتع بيل غيتس، بصفته الرئيس التنفيذي لشركة «مايكروسوفت»، بجدول أعمال مزدحم - حتى إنه كان يرسل مهام في الساعة الثانية صباحاً للموظفين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

الحرب قضت على 60 عاماً من التنمية في غزة

طفل فلسطيني يحمل أمتعته أثناء سيره مع عائلته فوق أنقاض المنازل المدمَّرة في مدينة غزة (أ.ب)
طفل فلسطيني يحمل أمتعته أثناء سيره مع عائلته فوق أنقاض المنازل المدمَّرة في مدينة غزة (أ.ب)
TT

الحرب قضت على 60 عاماً من التنمية في غزة

طفل فلسطيني يحمل أمتعته أثناء سيره مع عائلته فوق أنقاض المنازل المدمَّرة في مدينة غزة (أ.ب)
طفل فلسطيني يحمل أمتعته أثناء سيره مع عائلته فوق أنقاض المنازل المدمَّرة في مدينة غزة (أ.ب)

قضت الحرب التي استمرت 15 شهراً بين إسرائيل وحركة «حماس» في قطاع غزة على 60 عاماً من التنمية، وسيكون من الصعب جمع عشرات مليارات الدولارات اللازمة لإعادة الإعمار، وفق ما قال رئيس برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في مقابلة مع «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقال أخيم شتاينر الذي قابلته الوكالة في منتدى دافوس الاقتصادي، إن نحو ثلثَي المباني في القطاع الفلسطيني، دُمِّر أو تضرر بسبب القصف المكثف للجيش الإسرائيلي، وستكون إزالة 42 مليون طن من الأنقاض عملية خطرة ومعقدة.

وأضاف: «من المرجح أن يكون ما بين 65 و70 في المائة من المباني في غزة دُمرت بالكامل أو تضررت، لكننا نتحدث أيضاً عن اقتصاد تم تدميره، مع تقديرنا أن نحو 60 عاماً من التنمية ضاعت في هذه الحرب خلال 15 شهراً».

وأوضح شتاينر أن «مليونَي شخص يعيشون في قطاع غزة خسروا منازلهم، لكنهم خسروا أيضاً البنية التحتية العامة وأنظمة معالجة مياه الصرف الصحي وأنظمة إمدادات مياه الشرب وإدارة النفايات».

وشدد على أن «كل هذه البنى التحتية والخدمات الحيوية ببساطة غير موجودة»، مشيراً إلى أنه رغم ضخامة هذه الأرقام، فإن مشاعر «اليأس لدى الناس ليست مجرد أمر يمكن إظهاره في الإحصاءات».

فلسطينيون يسيرون أمام مسجد دمره القصف الإسرائيلي في النصيرات بقطاع غزة (أ.ب)

«سنوات طويلة»

ولفت المسؤول إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار الهش بين إسرائيل وحركة «حماس» وطبيعته «المتقلبة» يصعّبان توقّع المدة التي ستحتاج إليها عملية إعادة الإعمار، وفي الوقت الحالي تفضل الأمم المتحدة التركيز على المساعدات الطارئة.

وتابع: «عندما نتحدث عن إعادة إعمار لا نتحدث عن سنة أو سنتين (...) ستستغرق العملية سنوات طويلة قبل بدء إعادة بناء البنية التحتية المادية وإعادة بناء الاقتصاد بالكامل».

وأشار إلى أن «الناس كانت لديهم مدخرات. كانت لديهم قروض. استثمروا في أعمال تجارية. لقد ضاع كل ذلك. وبالتالي نحن نتحدث عن المرحلة المادية والاقتصادية، وحتى، بطريقة ما، عن المرحلتين النفسية والاجتماعية لإعادة الإعمار».

وقدّر أن مرحلة إعادة الإعمار المادية وحدها ستكلف «عشرات المليارات من الدولارات»، مضيفاً: «نواجه صعوبة هائلة في جمع هذه المبالغ».

لقطة جوية تُظهر حجم الدمار الذي خلَّفه العدوان الإسرائيلي على رفح (أ.ب)

دمار «غير عادي»

يشكل حجم الركام الذي ستتوجب إزالته وإعادة تدويره تحديات هائلة.

وأوضح شتاينر: «هذه ليست عملية بسيطة تتمثل في تحميل (الركام)، ونقله إلى مكان ما. هذه الأنقاض خطرة (...) لا تزال هناك جثث ربما لم يتم انتشالها، وهناك ذخائر وألغام غير منفجرة».

وأضاف: «هناك خيار إعادة التدوير. من الممكن إعادة تدوير هذه المواد واستخدامها في عملية إعادة الإعمار»، لافتاً إلى أن «الحل المؤقت يتمثل في نقل الركام إلى مطامر ومستودعات مؤقتة، حيث يمكن نقلها بعد ذلك لمعالجتها أو التخلص منها بشكل دائم».

في الانتظار، وحال استمرار الهدنة، ستكون هناك حاجة إلى كميات هائلة من البنى التحتية المؤقتة.

وقال شتاينر: «لقد تعرضت كل المدارس والمستشفيات تقريباً لأضرار جسيمة، أو دُمِّرت. ما حدث هو دمار غير عادي».