دعا ممثلو الطوائف في لبنان، مجلس الأمن الدولي «للاجتماع فوراً ومن دون أي تلكؤ لوقف إطلاق النار ووقف المجزرة الإنسانية بحق لبنان»، وأكدوا «ضرورة الشروع فوراً بتطبيق القرار 1701 كاملاً»، وطالبوا الحكومة بـ«الاضطلاع بمسؤولياتها كاملة مع مجلس النواب، والسعي إلى حشد الدعم العربي». كما شددوا على وجوب «إعادة تكوين المؤسسات الدستورية، وقيام مجلس النواب بانتخاب رئيس للجمهورية يحظى بثقة اللبنانيين».
وجاءت دعوة ممثلي الطوائف، خلال مشاركتهم في «القمة الروحية المسيحيّة - الإسلاميّة» التي انعقدت في مقر البطريركية المارونية في بكركي، «انطلاقاً من واجب تحمُّلِ المسؤولية الروحية والأخلاقية والوطنية، وسعياً لبعث الأثر الإيجابي في المجتمع اللبناني والحثّ على إنقاذ الوطن»، حسبما قال النائب البطريركي المطران أنطوان عكر، الذي تلا البيان الختامي. وبحثت القمة «في العدوان الهمجي الذي يقوم به الجيش الإسرائيلي غير مكترث بالأمم المتحدة والقرارات الدولية، إذ إنّه يُمعن بالإبادة الجماعية».
ودعت القمة «مجلس الأمن الدولي إلى الانعقاد فوراً، ودون تلكؤ لاتخاذ القرار الحاسم لوقف إطلاق النار، ولإيقاف هذه المجزرة الإنسانية التي ترتكب بحق لبنان الذي يشكّل نموذجاً رائعاً في هذا الشرق».
ودعت اللبنانيين جميعاً إلى «إنقاذ وطنهم، فالوقت ليس وقتاً للجدل العقيم، والزمن ليس زمن المطالب والمكاسب». وطالبت «بتعزيز ثقتنا بعضنا ببعض، والتعاون لبناء الدولة القادرة والعادلة وتحصين مؤسساتها، ولكي تبقى وحدة الشعب اللبناني هي السلاح الأمضى في الدفاع عن لبنان، وفي تأكيد حقِّه بالحرية والاستقلال والسيادة».
وحثّ المجتمعون، اللبنانيين جميعاً، على «القيام بواجباتهم تُجاه وطنهم، وأولها إعادة تكوين المؤسسات الدستورية، ولا سيما قيام مجلس النواب، وفوراً، بالشروع في انتخاب رئيس للجمهورية، يحظى بثقة جميع اللبنانيين وذلك تقيّداً بأحكام الدستور، وبأكبر قدر ممكن من التفاهم والتوافق، بإرادة لبنانية جامعة وعملاً بروح الميثاق الوطني وتغليباً للمصلحة الوطنية وتجاوزاً للمصالح الخارجية».
ودعت القمة إلى «الشروع فوراً بتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي 1701 كاملاً، بما يتضمن من دعم للجيش اللبناني وتعزيز إمكاناته وقدراته للدفاع عن لبنان، وتأكيد انتشاره الواسع في منطقة جنوب الليطاني، وفي مختلف المناطق اللبنانية».
وأكدت القمة «على وحدة اللبنانيين، وعلى ضرورة احتضان بعضهم بعضاً، ولا سيما في هذه المرحلة الصعبة التي يسود فيها القلق عندهم جميعاً. ولذلك ينبغي التأكيد على عودتهم فريقاً واحداً متضامناً إلى ما تقتضيه مصلحتهم الواحدة ومصلحة لبنان، وذلك بشروط الدولة اللبنانية وتحت رعايتها، وهذا يعني أن تمسك الدولة بالقرار الوطني، وتُدافع عن سيادتها الوطنية وعن كرامة شعبها، وأن تكون صاحبة السلطة الوحيدة على كامل التراب اللبناني».
وكان البطريرك الراعي في مستهل القمة، أكد أن «الزمن اليوم زمن تضميد الجراح وإيجاد الحلول، هذا دورنا بصفتنا رؤساء روحيين، وينتظره منا شعبنا، بل هو حق شعبنا علينا».
من جهته، قال مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، إن «اجتماعنا في هذه الدار الوطنية التاريخية العامرة، رجال دين ومرجعيات لبنانية ووطنية مسؤولة، هو خير رسالة للعالم أجمع، وأبلغ رد على هذا العدو الإسرائيلي، وما يظهر من جبروت، وهو الذي لا يرعى للقوانين والشرائع الدولية والإنسانية والأخلاقية حرمة، ولا يقيم لحقوق الإنسان والمعاهدات الدولية وزناً، ولا يولي للأمم المتحدة، ومجلس الأمن احتراماً أو هيبة، ويستعمل آلة القتل والدمار ويرتكب جرائم الإبادة الجماعية، بشكل وحشي وهمجي لم يشهد له تاريخ البشرية مثيلاً، بدايةً غزة، والآن لبنان، والعالم كله يلوذ، ويا للأسف، بالصمت المريب».