نتنياهو يحبط مساعي وقف إطلاق النار في لبنان

ميقاتي طالب بالضغط على إسرائيل لتطبيق القرار 1701 فوراً

لبنانيون يسيرون فوق الركام المتطاير من مبنى دمرته غارة إسرائيلية على طريق المطار الدولي (د.ب.أ)
لبنانيون يسيرون فوق الركام المتطاير من مبنى دمرته غارة إسرائيلية على طريق المطار الدولي (د.ب.أ)
TT

نتنياهو يحبط مساعي وقف إطلاق النار في لبنان

لبنانيون يسيرون فوق الركام المتطاير من مبنى دمرته غارة إسرائيلية على طريق المطار الدولي (د.ب.أ)
لبنانيون يسيرون فوق الركام المتطاير من مبنى دمرته غارة إسرائيلية على طريق المطار الدولي (د.ب.أ)

أحبط رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، المساعي الدبلوماسية اللبنانية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وبدا أن الجهد الدبلوماسي يُقاد من جهة واحدة، وسط تضارب في تفسير المبادرة التي أطلقتها الحكومة اللبنانية قبل أسبوعين، والقائمة على التزام لبنان بالنداء الذي صدر في الاجتماعات التي جرت إبان انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، الأسبوع الماضي.

وفُهم من المبادرة التي أعلن عنها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، أن المطالبة بوقف إطلاق النار تتضمن فصلاً لجبهتي غزة وجنوب لبنان، خلافاً لموقف «حزب الله» السابق، الذي كان يصرّ على وقف إطلاق النار في الجبهتين بشكل متزامن.

وازداد الأمر غموضاً في تصريحات لمسؤولين في «حزب الله»، من بينهم النائب حسين الحاج حسن، الذي قال إن الأولوية الآن لوقف إطلاق النار، ودفع للاعتقاد بأن الحزب وافق على فصل الجبهتين.

لكن مصادر مقربة من «حزب الله»، نفت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن يكون هناك تغيير في موقف الحزب، وأكدت أن الإيحاء بالموافقة على وقف إطلاق النار في لبنان بمعزل عن غزة «غير صحيح بتاتاً»، وأوضحت أن ما يتم تداوله يعد «تأويلاً متعسفاً للتصريحات»، في إشارة إلى تصريح الحاج حسن.

صورة الأمين العام السابق لـ«حزب الله» حسن نصر الله على أوتوستراد بيروت - الجنوب (إ.ب.أ)

ولا يبدو أن هناك أي تقدم في الملف، فرغم المحاولات الفرنسية للدفع باتجاه تطبيق وقف إطلاق النار، ودفع دولي آخر باتجاه تطبيق النداء الصادر في نيويورك فإن تلك الجهود «اصطدمت بتعنت إسرائيلي»، حسبما قالت مصادر لبنانية مطلعة على الحراك السياسي والدبلوماسي، مشيرة إلى أن موقف نتنياهو الذي أعلنه مساء السبت، «أحبط الجهود، وأعطى أولوية للمعركة العسكرية التي يمضي بها في الداخل اللبناني».

تطبيق القرار 1701

في هذا الوقت، تسعى الحكومة اللبنانية إلى الدفع باتجاه مبادرة لتطبيق القرار 1701، ووقف إطلاق النار. وهذا ما عبَّر عنه ميقاتي خلال استقباله المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، إذ رحب بالجهود المبذولة من «المفوضية» للتخفيف عن النازحين.

وشدد على أن «الحل الوحيد لوقف هذه المعاناة هو الوقف الفوري لإطلاق النار، ووقف العدوان الإسرائيلي، وتطبيق القرار 1701 الذي يؤسس لعودة النازحين إلى مناطقهم ولحفظ الاستقرار في المنطقة».

وطلب ميقاتي من غراندي العمل الجدي مع السلطات السورية والمجتمع الدولي لحل أزمة النازحين السوريين في لبنان، وتأمين عودتهم إلى سوريا؛ «لأن آلاف اللبنانيين باتوا نازحين في وطنهم، ولم يعد لبنان قادراً على تحمّل أعباء النازحين السوريين».

وكان ميقاتي أثنى على ما قاله الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وقال إنه «يعبر خير تعبير عن القيم الإنسانية السامية التي تعبر عنها فرنسا، والرئيس ماكرون شخصياً في مناصرة الحق ووقف العنف، واللجوء إلى الحلول السلمية التي تبعد شبح الحروب والقتل، وليس مستغرباً أن يقابل هذا الموقف بعداء واضح من نتنياهو الذي يشكل عاراً على الإنسانية جمعاء».

وقال: «إننا في لبنان، علمنا بالمواقف المشرفة للرئيس ماكرون في دعم لبنان واستقراره وسيادته، وسعيه الدؤوب لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على شعبنا وأرضنا، ونجدد تأييد النداء المشترك الذي أصدرته فرنسا والولايات المتحدة الأميركية، بدعم من الاتحاد الأوروبي ودول عربية وأجنبية، ونطالب بالضغط على إسرائيل للالتزام بوقف إطلاق النار، وتطبيق القرار 1701 فوراً».

لبنانيون يقفون بجوار منزل دمرته غارة إسرائيلية في الجية بساحل الشوف (إ.ب.أ)

كما التقى وزير الإعلام زياد المكاري، وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي، على هامش القمة الفرنكوفونية الـ19 في باريس، التي يترأس فيها وفد لبنان. ودار بينهما حديث مطول عن تطورات الأوضاع في المنطقة، وشدد الجانبان على ضرورة وقف إطلاق النار وإدانة إسرائيل.

الدخان يتصاعد جراء غارات إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت (د.ب.أ)

ورغم أن هناك محاولات لتفعيل الحراك السياسي الداخلي باتجاه انتخاب رئيس جديد للجمهورية، انطلاقاً من المبادرة التي أعلنها رئيس الحكومة اللبنانية بدعم من رئيس البرلمان نبيه بري، ورئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط،، فإن هذا الملف أيضاً لم يطرأ عليه أي تقدم، رغم الدعوات المتواصلة لإنهاء هذا الشغور، وجاء آخرها على لسان البطريرك الماروني بشارة الراعي، الذي أكد أن «السلطة توجب على المسؤولين توطيد الاستقرار، والمطلوب تناسي نقاط الخلاف والعمل على انتخاب رئيس يحظى بالثقة الداخلية والخارجية، ويسعى إلى تنفيذ القرار 1701 ووقف إطلاق النار».

وشدّد الراعي على أن «انتخاب الرئيس لا يتحمّل بعد اليوم أي تأخير، وعدم انتخابه لمدة سنتين كان جرماً من المجلس النيابي».


مقالات ذات صلة

الطائرة السعودية الإغاثية الـ21 تحط في بيروت

العالم العربي تضمنت حمولة الطائرة الإغاثية السعودية الـ21 مساعدات متنوعة تشتمل على مواد غذائية وطبية وإيوائية (واس)

الطائرة السعودية الإغاثية الـ21 تحط في بيروت

يتواصل الجسر الجوي الإغاثي السعودي إلى لبنان، محملاً بمئات الأطنان من المساعدات الغذائية والطبية والإيوائية المتنوعة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
خاص بري لـ«الشرق الأوسط»: إسرائيل رفضت العرض اللبناني لوقف النار play-circle 01:33

خاص بري لـ«الشرق الأوسط»: إسرائيل رفضت العرض اللبناني لوقف النار

نعى رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري المبادرة الأميركية الأخيرة لوقف النار في لبنان.

ثائر عباس (بيروت)
المشرق العربي ميقاتي: التصعيد الإسرائيلي لا يبعث على التفاؤل بوقف إطلاق النار

ميقاتي: التصعيد الإسرائيلي لا يبعث على التفاؤل بوقف إطلاق النار

تنتظر الحكومة اللبنانية من المبعوث الرئاسي الأميركي، آموس هوكستين، نتائج اتصالاته في تل أبيب

«الشرق الأوسط» (بيروت)
خاص لمياء فرحات إلى جانب خيمتها في منطقة الرملة البيضاء في بيروت (الشرق الأوسط)

خاص أحلام لمياء النازحة إلى كورنيش بيروت: مكان مسقوف قبل هطول الأمطار

تقول فرحات لـ«الشرق الأوسط»: «أتيت إلى هنا من الضاحية، بعد أن اختبرت العيش في مراكز إيواء مختلفة، وفضلت العيش في العراء».

حنان حمدان (بيروت)
المشرق العربي رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي يتحدث خلال مؤتمر صحافي عقب اجتماع لمجلس الوزراء في 27 مارس 2023 (د.ب.أ)

ميقاتي: الإنذارات الإسرائيلية لإخلاء مدن من سكانها «جريمة حرب»

عدّ رئيس الحكومة اللبنانية، نجيب ميقاتي، الخميس، أن الإنذارات التي يوجهها الجيش الإسرائيلي لإخلاء مدن من سكانها تُعدّ «جريمة حرب إضافية» ترتكبها إسرائيل.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

للمرة الأولى... غارات إسرائيلية على مواقع للقوات السورية و«حزب الله» في إدلب

صورة لغارة إسرائيلية نشرها «المرصد السوري لحقوق الإنسان»
صورة لغارة إسرائيلية نشرها «المرصد السوري لحقوق الإنسان»
TT

للمرة الأولى... غارات إسرائيلية على مواقع للقوات السورية و«حزب الله» في إدلب

صورة لغارة إسرائيلية نشرها «المرصد السوري لحقوق الإنسان»
صورة لغارة إسرائيلية نشرها «المرصد السوري لحقوق الإنسان»

في تطوُّر جديد على قوائم الاستهداف لمواقع «حزب الله» وإيران في سوريا، أغارت طائرات إسرائيلية على مواقع مشتركة للقوات الحكومية و«حزب الله» في سراقب، بمحافظة إدلب شمال غربي سوريا، الواقعة عند تقاطع الطريقين الدوليين «M4» و«M5» وهي المرة الأولى التي تستهدف فيها إسرائيل نقاطاً على خط التماس بين القوات الحكومية والفصائل المعارِضة.

كما استهدفت الغارات الإسرائيلية مركز البحوث العلمية في محيط مدينة السفير بريف حلب.

وقالت وزارة الدفاع السورية: «نحو الساعة 00:45 بعد منتصف ليل الجمعة ـ السبت شن العدو الإسرائيلي عدواناً جوياً من اتجاه جنوب شرقي حلب مستهدفاً عدداً من المواقع في ريفي حلب وإدلب». وقد تَسَبَّبَ القصف بإصابة عدد من العسكريين، ووقوع بعض الخسائر المادية.

«المرصد السوري لحقوق الإنسان» قال إن الطائرات الإسرائيلية عبرت قاعدة قوات «التحالف الدولي» في «التنف» ضمن منطقة الـ55 كيلومتراً عند الحدود السورية - الأردنية - العراقية، بعد أن حلَّقت في أجواء محافظتي درعا والسويداء، مشيراً إلى أن رادارات القوات الحكومية «رصدتها من دون التصدي لها».

طائرات حربية مجهولة تحلِّق في أجواء محافظتي درعا والسويداء (المرصد السوري لحقوق الإنسان)

وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) بأنّ أصوات انفجارات سُمعت في محيط مدينة السفيرة بريف حلب، ناجمة عن قصف إسرائيلي استهدف المنطقة. بينما قالت وكالة «سبوتنيك» الروسية إنّ الطائرات الإسرائيلية قامت باستهداف مركز البحوث العلمية في ريف حلب عبر أجواء البادية السورية.

وقالت مصادر إعلامية محلية إن الغارات على سراقب استهدفت مقرات لـ«حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، كان مرفوعاً عليها أعلام إيران، وأدى القصف إلى مقتل نحو 7 أشخاص، وإصابة 15 آخرين.

وأكد «المرصد السوري» أنها المرة الأولى التي تستهدف فيها إسرائيل مناطق قريبة من خطوط التماس بين القوات الحكومية السورية و«هيئة تحرير الشام» في محافظة إدلب، مرجحاً تكرار هذه الضربات، ومشيراً إلى وجود «حزب الله» إلى جانب القوات الحكومية على طريق دمشق - حلب الدولي.

وجاءت الضربات الإسرائيلية شرق سراقب بعد ساعات من انعقاد اجتماع أمني تركي ـ روسي في النقطة الروسية في قرية الترنبة غرب مدينة سراقب.

ووسعت إسرائيل قائمة استهدافاتها داخل الأراضي السورية، منذ شنها الحرب على «حزب الله» في لبنان، وتركزت الضربات في سوريا على مواقع ومقرات ومستودعات أسلحة تتبع الحزب وإيران، وأيضاً على المعابر الحدودية مع لبنان وطرق الإمداد، بالإضافة لتنفيذ عمليات اغتيال لعناصر من الحزب و«الحرس الثوري» الإيراني، وبعض المواقع جرى قصفها مرات متكررة، منها المنطقة الصناعية في القصير التي زعمت إسرائيل أنها تضم مخزن سلاح لـ«حزب الله». وآخر استهداف كان في الخامس من الشهر الحالي، كما قصفت مرات عدة معابر جوسية وحوش السيد علي والمصنع، والمدينة الصناعية في حسياء وسط سوريا.

كما سبق لإسرائيل أن أغارت على منطقة معامل الدفاع في السفيرة في حلب أكثر من مرة، ويقول المرصد إنه يوجد فيها مستودعات وميليشيات تتبع إيران و«حزب الله».