«حزب الله» يضع ملف الرئاسة في عهدة بري

البحث بالأسماء ينطلق الأسبوع المقبل

وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي (يسار) يلتقي رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي (يسار) يلتقي رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري (أ.ف.ب)
TT

«حزب الله» يضع ملف الرئاسة في عهدة بري

وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي (يسار) يلتقي رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي (يسار) يلتقي رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري (أ.ف.ب)

لا يعدّ «حزب الله» نفسه معنياً في المرحلة الراهنة بالإجابة عن أي سؤال مرتبط بالملف الرئاسي. فهو، قبل قرار إسرائيل توسعة الحرب مع تفجير أجهزة اتصالاته وما تلاها من اغتيالات ومواجهات، كان يرفض الحديث بالملف الرئاسي، لانشغاله بالقتال جنوباً دعماً لغزة، وبالتالي فإن تمسكه بموقفه هذا بعد كل الصفعات التي تلقاها في الأسابيع الماضية يبدو مفهوماً لكثيرين.

وبحسب المعلومات، يضع «حزب الله» ملف الرئاسة والمشاورات والنقاشات بشأنها في عهدة رئيس المجلس النيابي نبيه بري، الذي أطلق مواقف في الأسبوع الماضي، أدت إلى خرق في جدار هذه الأزمة، ورجحت إمكانية التوصل إلى انتخاب رئيس بغض النظر عن الحرب الدائرة.

وقد نُقل عن بري دعوته لفصل الرئاسة عن الحرب، وتخليه عن شرط الحوار الذي يسبق الدعوة لجلسة انتخاب الرئيس، كما استعداده لانتخاب رئيس توافقي. وبذلك يكون «الثنائي الشيعي»، المتمثل بـ«حزب الله» وحركة «أمل» قام بخطوات إلى الأمام، بعد تمسكه لنحو عامين بترشيح رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية.

هل يشارك نواب الحزب في جلسة الانتخاب؟

يؤكد النائب في كتلة «التنمية والتحرير» قاسم هاشم، أن هناك «وحدة موقف بين حركة (أمل) و(حزب الله) في مقاربة الملف الرئاسي، وأن التنسيق قائم»، لافتاً إلى أن «ما يُقال خلاف ذلك هدفه إثارة البلبلة».

ويشير هاشم في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «الدعوة لعقد جلسة فورية لانتخاب رئيس غير منطقية، لأن جلسة كهذه لن تأتي بنتيجة. من هنا يتم تكثيف الاتصالات لتأمين تفاهم 86 نائباً على اسم رئيس توافقي»، مضيفاً: «ما نريده هو انتخاب رئيس وليس محاولة الانتخاب، لأن البلد لا يحتمل تكرار تجربة الجلسات الماضية التي كانت من دون نتيجة».

وعما إذا كان نواب «حزب الله» قادرين على المشاركة في جلسة انتخاب في ظل الأوضاع الأمنية الراهنة، يقول هاشم: «هم يشاركون إذا تأمنت الظروف المناسبة والضمانات».

ويشدد هاشم على أن «انتخاب رئيس في هذه المرحلة أولوية، لكن أولوية الأولويات وقف الحرب وحفظ كرامات الناس».

خريطة طريق

وتشير مصادر نيابية معنية بالملف الرئاسي إلى أن «كل ما يشترطه بري اليوم للدعوة لجلسة هو أن يتفاهم 86 نائباً على اسم رئيس معين»، لافتة في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «أكثر من حراك ينشط حالياً للوصول إلى تفاهم مماثل، وأبرز من يعمل على هذا الخط تكتل اللقاء الديمقراطي» الذي يرأسه النائب تيمور جنبلاط، والتيار الوطني الحر برئاسة النائب جبران باسيل.

وتوضح المصادر أن «ما يتم السعي له هو وضع خريطة طريق للخروج من الواقع الراهن، ليس الرئاسي فقط، وإنما أيضاً من الحرب المستعرة، فتلحظ الخريطة رؤية وطنية لوقف النار وتطبيق القرار 1701 والتفاهم على اسم رئيس معين».

وتلفت المصادر إلى أن «التداول بالأسماء يبدأ جدياً الأسبوع المقبل، بعدما كانت القوى طوال الفترة الماضية تكتفي بوضع الفيتوات على أسماء معينة. فاليوم حان الوقت لحسم موضوع الأسماء».

ما موقف «حزب الله» من جوزيف عون؟

ونقل موقع «أكسيوس» الجمعة، عن مسؤولين أميركيين، أن «البيت الأبيض يريد استغلال ضعف (حزب الله) لانتخاب رئيس لبناني جديد»، لافتاً إلى أن «إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تعتقد أن هناك فرصة لتقليص نفوذ (حزب الله) وانتخاب رئيس للبنان».

وأشار الموقع إلى أن «قائد الجيش اللبناني جوزيف عون يحظى بدعم الولايات المتحدة وفرنسا مرشحاً للرئاسة».

وأكدت المصادر لـ«الشرق الأوسط»، أن «أحداً لم يفاتح العماد عون بالموضوع الرئاسي حتى الساعة، وإن كان يبدو أن أسهمه تتقدم على باقي المرشحين راهناً»، لافتة إلى أن «الأمر مرهون بما إذا كان (حزب الله) سيضع (فيتو) على اسمه، لأن ذلك سيعني أيضاً عدم سير حركة (أمل) به، ما يؤدي لاستبعاد قيام بري بالدعوة لجلسة لانتخابه».


مقالات ذات صلة

تل أبيب تواصل ملاحقة حلفاء «حزب الله» في لبنان

المشرق العربي مواطنون يتفقدون منازلهم بعد القصف الإسرائيلي خلال الليل في مدينة أبلح في البقاع (أ.ف.ب)

تل أبيب تواصل ملاحقة حلفاء «حزب الله» في لبنان

تستمر إسرائيل في حرب الاغتيالات التي تقوم بها، مستهدفةً، إضافة إلى قيادات في «حزب الله»، حلفاء الأخير في لبنان، ومن الفصائل الفلسطينية.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي القيادي البارز في «حزب الله» هاشم صفي الدين خلال مشاركته في تشييع قيادي من الحزب قُتل في إدلب بسوريا (أ.ف.ب) play-circle 00:53

«حزب الله» يعلن فقدان الاتصال مع زعيمه المحتمل هاشم صفي الدين

بعد الغارات العنيفة التي استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت، بدأت المعلومات تتكشف عن مصير رئيس المجلس التنفيذي لـ«حزب الله» مع الإعلان عن فقدان الاتصال به.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
تحليل إخباري دبابات الجيش الإسرائيلي تقوم بمناورة في منطقة تجمع بشمال إسرائيل بالقرب من الحدود الإسرائيلية - اللبنانية (أ.ب)

تحليل إخباري  الجيش الإسرائيلي يختبر توغّله البرّي في العديسة ومارون الراس

تواصل القوات البرّية الإسرائيلية تنفيذ عمليات استطلاع بالنّار عبر نقاط برّية قرب الخطّ الأزرق، تحديداً على أطراف بلدات العديسة ومارون الراس ويارون.

يوسف دياب (بيروت)
الخليج وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان يستقبل نظيره الفرنسي جان نويل بارو في الرياض (واس)

وزيرا خارجية السعودية وفرنسا يناقشان تطورات لبنان

ناقش وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، مع نظيره الفرنسي جان نويل بارو، التطورات على الساحة اللبنانية والجهود المبذولة بشأنها.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
المشرق العربي أشخاص يحملون أمتعتهم أثناء نزوحهم بعد غارات إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت (رويترز)

157 مليون دولار مساعدات أميركية للمتضررين من الصراع في لبنان

قالت وزارة الخارجية الأميركية، إن الولايات المتحدة سنقدم مساعدات إنسانية جديدة بما يقرب من 157 مليون دولار لدعم السكان المتضررين من الصراع في لبنان والمنطقة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

تل أبيب تواصل ملاحقة حلفاء «حزب الله» في لبنان

مواطنون يتفقدون منازلهم بعد القصف الإسرائيلي خلال الليل في مدينة أبلح في البقاع (أ.ف.ب)
مواطنون يتفقدون منازلهم بعد القصف الإسرائيلي خلال الليل في مدينة أبلح في البقاع (أ.ف.ب)
TT

تل أبيب تواصل ملاحقة حلفاء «حزب الله» في لبنان

مواطنون يتفقدون منازلهم بعد القصف الإسرائيلي خلال الليل في مدينة أبلح في البقاع (أ.ف.ب)
مواطنون يتفقدون منازلهم بعد القصف الإسرائيلي خلال الليل في مدينة أبلح في البقاع (أ.ف.ب)

تستمر إسرائيل في حرب الاغتيالات التي تقوم بها، مستهدفة، إضافة إلى قيادات في «حزب الله»، حلفاء الأخير في لبنان، ومن الفصائل الفلسطينية، وكان آخرها استهداف قياديين في حركة «حماس» وآخر في «الجماعة الإسلامية» في البقاع.

ونعت حركة «حماس»، السبت، اثنين من كوادرها قُتلا في غارات إسرائيلية في شمال وشرق لبنان، وقال الجيش الإسرائيلي إنهما «مخربان» في الجناح العسكري للحركة الفلسطينية.

وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» ليلاً، بأن غارة استهدفت شقة في مخيم البداوي للاجئين الفلسطينيين، شمال طرابلس، أدت إلى استشهاد أحد قادة حركة «حماس» وهو «سعيد عطا الله» و3 من أفراد عائلته، هم زوجته وطفلتاه، قبل أن تنعاه «حماس» واصفة إياه بـ«القائد القسامي»، علماً بأن هذا الاستهداف الأول لهذه المنطقة منذ بدء التصعيد بين إسرائيل و«حزب الله» قبل عام. وفي بيان آخر، نعت حركة «حماس» المجاهد محمد حسين اللويس، موضحة أنه قتل «إثر قصف صهيوني جبان تعرّض له في بلدة الفيضة» بمنطقة البقاع.

وفي وقت لاحق، أعلن الجيش الإسرائيلي «القضاء» على «مخربيْن في الجناح العسكري لـ(حماس) في لبنان».

ووصف سعيد بأنه «مسؤول في الجناح العسكري لـ(حماس) في لبنان، وقاد عمليات ضد أهداف إسرائيلية، وعمل على تجنيد عناصر إلى صفوف الحركة في لبنان».

واتهم حسين بـ«ترسيخ وجود» «حماس» في لبنان. وقال إن أنشطته «شملت توريد وسائل قتالية لتنفيذ عمليات إطلاق صواريخ نحو إسرائيل، والمشاركة في محاولات تصنيع وسائل قتالية متقدمة».

كذلك، قتل فجراً القيادي في «الجماعة الإسلامية» علي الحاج، إثر استهداف منزله في بلدة الرفيد بالبقاع الغربي. وكانت قد أفادت «الوطنية» بأن الطيران الإسرائيلي أغار فجراً على منزل مدير مدرسة الأبرار في بلدة الرفيد، قضاء راشيا الوادي، ما أدى إلى استشهاده ووالدته.

ونعت لاحقاً «الجماعة الإسلامية» في لبنان، (فصيل تربطه علاقة وثيقة بـ«حماس»)، أحد كوادرها علي محمّد الحاج. وقالت إنه «ارتقى شهيداً مع والدته بقصف إسرائيلي على منزله في بلدة الرفيد بمنطقة راشيا (شرق)».

ومنذ بدء «حزب الله» التصعيد من جنوب لبنان ضد إسرائيل، تُشارك مجموعات أخرى لبنانية وفلسطينية بينها «حماس» في إطلاق صواريخ من جنوب لبنان، وإن بوتيرة أقل. وتعلن إسرائيل بين الحين والآخر استهداف عناصر من «حماس» في مناطق عدة من لبنان.

وخلال عام، نعت «حماس» 18 من قادتها وعناصرها على الأقل ممن قتلوا بنيران إسرائيلية في لبنان، أبرزهم نائب رئيس مكتبها السياسي، صالح العاروري، مع 6 من رفاقه، قتلوا في يناير (كانون الثاني) بقصف جوي استهدف شقة في الضاحية الجنوبية لبيروت.

في موازاة ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي، السبت، أن قواته استهدفت خلال الليل عناصر من «حزب الله» في مركز قيادة، يوجد داخل مسجد في بنت جبيل بجنوب لبنان، مجاور لمستشفى الشهيد صلاح غندور.

وقال الجيش إن غرفة القيادة كانت تستخدم من جانب عناصر «حزب الله» للتخطيط وتنفيذ أفعال إرهابية ضد قوات الجيش الإسرائيلي، الذي قال إنه وقبل تنفيذ الضربة الجوية، أرسل رسائل نصية للسكان ولهواتف المسؤولين في القرى القريبة، «مطالباً بوقف كل الأعمال الإرهابية التي تنفذ في المستشفى على الفور».

واستمر الجيش الإسرائيلي في استهدافه فرق الإنقاذ، بحيث أغار الطيران على مركز للهيئة الصحية الإسلامية في بلدة صديقين، وعلى مستشفى الشهيد صلاح غندور، في بنت جبيل، بعدما أعلنت 4 مستشفيات على الأقل في لبنان تعليق خدماتها، الجمعة، على وقع غارات إسرائيلية كثيفة في محيطها.

وقال المستشفى في بيان له إنه تعرّض «لقصف همجي صهيوني بعد تلقيه تحذيراً من العدو بإخلائه، هذا القصف نتج عنه إصابة 9 أفراد من الطاقم الطبي والتمريضي، معظمها إصابات بالغة وخطرة»، مشيرة إلى أنه «جرى إخلاء المستشفى من معظم الطاقم الطبي والتمريضي وغيره، وأبقت الإدارة على عدد من العاملين لحماية ممتلكات المستشفى».

وطال القصف الإسرائيلي بلدات عدة في البقاع، وقد أشارت «الوطنية» إلى أن «القصف الإسرائيلي في البقاع يتركز في الأيام الأخيرة على البيوت المدنية، ويتعمد ارتكاب المجازر بحق سكانها الآمنين، وهذا ما حصل في مدينة بعلبك، وعدد من قرى القضاء، ناهيك عن تدمير المباني المحاذية للطرقات الدولية والرئيسية، بهدف قطع، أو على الأقل إعاقة التواصل بين البلدات».

وفي الجنوب أيضاً، شنّ الطيران الإسرائيلي غارات على بلدات قانا وطير دبا، كما نفذت مسيّرة إسرائيلية غارة جوية استهدفت منزلاً في بلدة زوطر الشرقية، حيث أفادت «الوطنية» بمقتل 3 أشخاص، وأدت أيضاً غارة على بلدة مجدل سلم إلى سقوط إصابات بين قتيل وجريح.

وأشارت «الوطنية» إلى أن القصف المدفعي العنيف استهدف بلدة كفر كلا؛ حيث يمشط الجيش الإسرائيلي البلدة بالأسلحة الرشاشة، تزامناً مع تحليق للمسيّرات على علو منخفض، كما شنّ الطيران غارات على البازورية وكفر كلا.

في المقابل، أعلن «حزب الله» في بيانات متتالية تنفيذه عدداً من العمليات، وقال إنه استهدف مستعمرة سعسع بصاروخي «فلق 2» وقاعدة «رامات ديفيد» ‏بصلية من صواريخ «فادي 1»‏، إضافة إلى تجمّعات لجنود إسرائيليين في كفر جلعادي خلة عبير في يارون، وفي كفر يوفال، وفي حرش مستعمرة دان بصليات صاروخية.

وفي تل أبيب، أعلن الجيش الإسرائيلي بعد الظهر إطلاق أكثر من 110 صواريخ من لبنان منذ ساعات صباح اليوم، مشيراً إلى سقوط جزء منها في الجليل الأعلى والأوسط، ولفت الإعلام الإسرائيلي إلى أن صافرات الإنذار دوّت في المطلة ومسكافعام في أصبع الجليل.