نصر الله: تعرضنا لضربة كبيرة وقاسية والحساب عسير

جدّد تمسكه بربط جبهة الجنوب بغزة متوعداً بعدم إعادة سكان الشمال لمنازلهم

مواطنون لبنانيون يستمعون إلى كلمة أمين عام «حزب الله» في أحد مقاهي ضاحية بيروت الجنوب (إ.ب.أ)
مواطنون لبنانيون يستمعون إلى كلمة أمين عام «حزب الله» في أحد مقاهي ضاحية بيروت الجنوب (إ.ب.أ)
TT

نصر الله: تعرضنا لضربة كبيرة وقاسية والحساب عسير

مواطنون لبنانيون يستمعون إلى كلمة أمين عام «حزب الله» في أحد مقاهي ضاحية بيروت الجنوب (إ.ب.أ)
مواطنون لبنانيون يستمعون إلى كلمة أمين عام «حزب الله» في أحد مقاهي ضاحية بيروت الجنوب (إ.ب.أ)

أقرّ أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله بحجم تأثير التفجيرات التي نفذتها إسرائيل، قائلاً: «تعرضنا لضربة كبيرة وقاسية... وسنتمكن من تجاوزها»، واصفاً الأيام الماضية بـ«القاسية والثقيلة»، مجدداً تأكيده على ربط مصير جبهة الجنوب بجبهة غزة، ومؤكداً أنه لن يسمح بإعادة سكان شمال إسرائيل إلى منازلهم.

وتوعّد نصر الله، الخميس، في المقابل بـ«حساب عسير وقصاص عادل»، قائلاً: «يوم لنا ويوم لعدونا». وترافقت كلمة نصر الله التي خصّصت للحديث عن هجمات الـ«بيجر» مع تحليق مكثّف على علو منخفض للطيران الإسرائيلي في أجواء بيروت وعدد من المناطق اللبنانية، منفذاً غارات وهمية وملقياً بالونات حرارية فوق بيروت وضواحيها، لكن نصر الله الذي بدا متعباً، تجاهلها، بما يوحي أن الكلمة لم تكن مباشرة.

وقال أمين عام «حزب الله» في كلمته: «نعرف أن للعدو تفوقاً على المستوى التكنولوجي وقد تعرضنا لضربة قوية وكبيرة أمنياً وإنسانياً وغير مسبوقة في تاريخ لبنان وفي تاريخ الصراع مع العدو وعلى مستوى العالم بهذا النوع».

وبينما أعلن حزبه تشكيل «لجان تحقيق داخلية» في أجهزة الـ«بيجر»، قال: «سنصل خلال وقت قصير إلى نتائج يقينية بشأن التفجيرات وحينها سيُبنى على الشيء مقتضاه». وعدّ أنه «تم تعطيل جزء كبير من أهداف الهجوم»، مشيراً إلى أنه «في مجزرتي الثلاثاء والأربعاء كان العدو يريد أن يقتل ما لا يقل عن 5 آلاف إنسان في دقيقتين، وهو تجاوز بعملياته كل الضوابط والقوانين والخطوط الحمر ولم يكترث لأي شيء لا أخلاقياً ولا قانونياً».

ورغم ذلك، أكد نصر الله أن «بنية المقاومة لم تتزلزل ولم تهتز. وليعرف العدوّ أنّ ما حصل لم يمس بنيتنا ولا إرادتنا ولا نظام القيادة والسيطرة ولا حضورنا في الجبهات. وما يعده العدوّ تهديداً فنحن نعده فرصة تاريخية ونحن نتمناها»، مضيفاً: «نأمل أن تدخل إسرائيل جنوب لبنان لأنها ستوجد فرصة تاريخية لـ(حزب الله) وما ستقدمون عليه سيزيد تهجير النازحين من الشمال وسيبعد فرصة إعادتهم»، مؤكداً «وإذا أردتم إعادة المستوطنين فالسبيل الوحيد هو وقف العدوان على غزّة»، وتوجه إلى المسؤولين الإسرائيليين قائلاً: «لن تستطيعوا أن تعيدوا سكان الشمال إلى الشمال وافعلوا ما شئتم».

وتوّعد بالرد على تفجيرات الـ«بيجر»، قائلاً: «لا شك أنّ العدوان الذي حصل عدوان كبير وغير مسبوق سيواجه بحسابٍ عسير وقصاصٍ عادل من حيث يحتسبون ومن حيث لا يحتسبون، وبالنسبة للحساب العسير فالخبر هو فيما سترونه لا فيما تسمعون ونحتفظ به في أضيق دائرة...».


مقالات ذات صلة

إنفوغراف... لبنان يشهد ثاني أكثر أيامه دموية إثر الحرب الإسرائيلية

العالم العربي شهد لبنان يوماً هو الأكثر دموية في تاريخه الحديث منذ الحرب الأهلية عام 1990 (د.ب.أ)

إنفوغراف... لبنان يشهد ثاني أكثر أيامه دموية إثر الحرب الإسرائيلية

شهد لبنان الاثنين الماضي يوماً هو الأكثر دموية في تاريخه الحديث منذ الحرب الأهلية عام 1990 بعدما وسعت إسرائيل غاراتها الجوية على الجنوب.

أماني رضوان (القاهرة)
العالم العربي البيت الأبيض يقول إن النداء لوقف إطلاق النار في لبنان أطلق بـ«التنسيق» مع إسرائيل (إ.ب.أ)

واشنطن: مسؤولون أميركيون وإسرائيليون يجرون محادثات في نيويورك بشأن وقف إطلاق النار

أكد البيت الأبيض، الخميس، أنّ النداء الدولي لوقف إطلاق النار في لبنان أُطلق بالتنسيق مع إسرائيل، في حين رفضت الدولة العبرية مقترح هدنة مع «حزب الله».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا إحدى ضحايا انفجارات أجهزة البيجر على نقالة خارج المركز الطبي بالجامعة الأميركية في بيروت (رويترز)

النرويج تُصدر طلباً دولياً للبحث عن شخص على صلة بـ«أجهزة بيجر حزب الله»

قالت الشرطة النرويجية، الخميس، إنها أصدرت طلباً دولياً للبحث عن رجل نرويجي من أصل هندي، مرتبط ببيع أجهزة البيجر التي يستخدمها «حزب الله» وانفجرت الأسبوع الماضي.

«الشرق الأوسط» (أوسلو)
المشرق العربي وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت (د.ب.أ)

وزير الدفاع الإسرائيلي يعلن الموافقة على عمليات جديدة في لبنان

قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن الهجمات في لبنان ستستمر رغم الجهود الدولية لتأمين وقف إطلاق النار.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي مواطنون ومسعفون بموقع استهداف إسرائيلي لقيادي في «حزب الله» بالضاحية الجنوبية لبيروت (أ.ف.ب)

إسرائيل تمضي في حرب أمنية وعسكرية وتتوعد باستهداف تشكيلات «حزب الله»

تصاعدت وتيرة القصف الإسرائيلي على لبنان، عقب رفض تل أبيب، الخميس، مقترح هدنة مع «حزب الله» طرحته دول عدة؛ أبرزها الولايات المتحدة، متوعدة بمهاجمته حتى «النصر».

نذير رضا (بيروت)

صواريخ وضربات تواكب حديث وقف النار

جانب من الدمار الناجم عن غارات إسرائيلية على بلدة السكسكية في جنوب لبنان أمس (رويترز)
جانب من الدمار الناجم عن غارات إسرائيلية على بلدة السكسكية في جنوب لبنان أمس (رويترز)
TT

صواريخ وضربات تواكب حديث وقف النار

جانب من الدمار الناجم عن غارات إسرائيلية على بلدة السكسكية في جنوب لبنان أمس (رويترز)
جانب من الدمار الناجم عن غارات إسرائيلية على بلدة السكسكية في جنوب لبنان أمس (رويترز)

تصاعدت وتيرة القصف الإسرائيلي على لبنان أمس (الخميس)، وواكبه الحديث عن هدنة في أعقاب صدور «النداء الدولي - العربي» لوقف النار في لبنان وغزة، الذي لم يحقق نتائج فورية، رغم تأكيد رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري لـ«الشرق الأوسط»، أن صدور النداء في حد ذاته «انتصار للمساعي اللبنانية».

وقال بري إن المهمة الآن تقع على عاتق اللاعبين الكبار، خصوصاً الولايات المتحدة الأميركية، في إقناع الإسرائيليين بقبول وقف النار.

ورفضت تل أبيب مقترح هدنة مع «حزب الله» طرحته دول عدة، أبرزها الولايات المتحدة، متوعدة بمهاجمته حتى «النصر»، في حين ردّ «الحزب» بإطلاق صواريخ نحو شمال إسرائيل. وأدخلت إسرائيل سلاحاً جديداً لتنفيذ اغتيالات على الساحة اللبنانية، تمثل في صاروخ موجّه يحمل شفرات حادة يُعرف باسم صاروخ «نينجا»، بالتزامن مع محاولة اغتيال أخرى لقيادي في «حزب الله» بالضاحية الجنوبية لبيروت، هو محمد حسين سرور الذي قالت إسرائيل إنه قائد الوحدة الجوية التابعة للحزب، بقصف مبنى في الضاحية. وتضاربت الأنباء حول مصيره، إذ قالت مصادر لبنانية إنه نجا من الاغتيال، أشارت أنباء أخرى إلى أنه مات متأثراً بجراحه.وبعد 18 ساعة على تعليق عملياته، أعلن «حزب الله» بعد ظهر أمس إطلاق وابل من الصواريخ باتجاه شمال إسرائيل، استهدف أبرزها منطقة عكا، وبلغ عدد المقذوفات مساء نحو 150 صاروخاً.

وتمضي إسرائيل على خطين متوازيين في حربها على لبنان؛ هما الضربات العسكرية والأمنية، وأدخلت إليهما عنصراً إضافياً أمس، تمثل في قصف المعابر الحدودية مع سوريا في شمال شرقي لبنان، وهي منطقة تقول إسرائيل إنها خط إمداد لـ«حزب الله» نحو لبنان.