التحقيق اللبناني بتفجير «البيجرز» بطيء ويحتاج لتعاون داخلي وخارجي

مصدر أمني: 90 % من المصابين لديهم إعاقات دائمة

متبرع بالدم بمركز الصليب الأحمر اللبناني في صيدا بلبنان يوم 17 سبتمبر 2024 بعد التفجيرات التي طالت أجهزة اتصال «حزب الله» (رويترز)
متبرع بالدم بمركز الصليب الأحمر اللبناني في صيدا بلبنان يوم 17 سبتمبر 2024 بعد التفجيرات التي طالت أجهزة اتصال «حزب الله» (رويترز)
TT

التحقيق اللبناني بتفجير «البيجرز» بطيء ويحتاج لتعاون داخلي وخارجي

متبرع بالدم بمركز الصليب الأحمر اللبناني في صيدا بلبنان يوم 17 سبتمبر 2024 بعد التفجيرات التي طالت أجهزة اتصال «حزب الله» (رويترز)
متبرع بالدم بمركز الصليب الأحمر اللبناني في صيدا بلبنان يوم 17 سبتمبر 2024 بعد التفجيرات التي طالت أجهزة اتصال «حزب الله» (رويترز)

لم تتوصل التحقيقات الأولية في جريمة تفجير إسرائيل لأجهزة «البيجرز» التي أسفرت عن مقتل 12 شخصاً وإصابة أكثر من 2700 شخص في لبنان، أغلبهم من «حزب الله»، إلى نتيجة حتى الآن تحدد كيفية تفخيخ الأجهزة ونوع المواد المتفجرة التي زرعت بداخلها.

وأوضح مصدر قضائي لـ«الشرق الأوسط» أن «التحقيقات القضائية والأمنية ما زالت في طور جمع المعلومات». وأشار إلى أن الأمر «يحتاج إلى دراسات فنيّة تقوم بها الأجهزة المختصّة، وسيكون هناك تعاون بين المؤسسات الرسمية و(حزب الله) لاستقاء المعطيات التي تخدم التحقيق».

وشدّد المصدر على أن «التحقيق سيركز على شقّين أساسيين: الأول عبر الكشف على الأجهزة المنفجرة وتحديد نوع المتفجرات التي وضعت بداخلها ومعرفة مصدرها، والثاني تتبّع حركة شحنها من الخارج، لمعرفة بلد المنشأ وأين جرى تفخيخها»، لافتاً إلى أن «إنجاز هذه المهمّة يحتاج وقتاً طويلاً وتعاوناً داخلياً وخارجياً».

وبدأت الأجهزة الأمنية اللبنانية تحقيقات أولية مع عدد من الجرحى الذين لا يعانون من إصابات خطيرة، والاطلاع منهم عن الإشارات والأصوات التي أحدثتها الأجهزة قبل انفجارها، وما إذا كانت نفس الأصوات التي كانت ترد سابقاً حينما كان حاملوها يتلقون الرسائل من مصدرها.

وأكد مصدر أمني لـ«الشرق الأوسط» أن التحقيق «لم يضع يده حتى الآن على معلومات دقيقة حول حقيقة ما حصل وكيفية حصول التفجير، ورغم تعدد السيناريوهات والفرضيات لا يمكن حسم أي فرضيّة إلّا بطريقة علمية». وقال إن «كل المعطيات تفيد بأن طريقة التفجير تدل على أن الأجهزة كانت مبرمجة مسبقاً، وتحتوي على مواد متفجرة زرعت بمحاذاة بطارية الجهاز، ولم يخطر ببال أحد أن أجهزة هكذا تستخدم عادة لأغراض مدنية، خصوصاً في القطاع الطبي، يمكن تفخيخها أو اخترقها من العدو الإسرائيلي بهذه الطريقة». وأشار إلى أن «الأجهزة التي انفجرت تجري معاينة بعضها، لكن غالبيتها أتلفت واحترقت».

ويحاول المحققون الحصول على جهاز «بيجر» لم يتعرّض للتفجير لتحديد نوع المواد ومصدرها، على اعتبار أن الأجهزة التي انفجرت كانت مفتوحة وقيد الاستعمال، أما الجهاز المقفل فلا يمكن تفجيره على حدّ تعبير المصدر الأمني، الذي نفى المعلومات التي ترددت عن إمكانية «تعريض بطارية الليثيوم التي يحتويها الجهاز لعملية تسخين كبيرة أدت إلى انفجارها». وقال إن «انفجار بطارية الليثيوم يمكن أن يُحدث شهباً نارياً، وبأسوأ الأحوال قد يتسبب بحروق بسيطة، لكن انفجار هذه الأجهزة ناتج عن مواد شديدة الانفجار، وربما جرى تفجيرها بإعطاء إشارات محددة بعد اختراق الموجة التي يستخدمها الحزب».

ورجّح المصدر، الذي رفض ذكر اسمه، أن تكون الأجهزة «إما زرعت فيها المواد المتفجرة لدى الشركة المصنعة، أو عبر استبدال الشحنة لدى نقلها من المورّد إلى لبنان». وقال إن «الكشف على جثث القتلى والمصابين بيّن أن أغلب الإصابات في الوجه والعيون وبتر الأيدي، لأنه عندما وردت الرسائل عبرها، قام مستخدموها بفتحها، وعند قراءة الرسائل انفجرت وأدت إلى الأضرار الهائلة»، مؤكداً أن «90 بالمائة من المصابين باتت لديهم تشوهات وإعاقات دائمة».


مقالات ذات صلة

وزير الدفاع الأميركي: نريد من إسرائيل تقليل ضرباتها في بيروت ومحيطها

العالم وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن خلال مؤتمر صحافي في مقر حلف «ناتو» ببروكسل (إ.ب.أ)

وزير الدفاع الأميركي: نريد من إسرائيل تقليل ضرباتها في بيروت ومحيطها

قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إن الولايات المتحدة تريد أن تقلل إسرائيل ضرباتها في العاصمة اللبنانية بيروت ومحيطها.

المشرق العربي عصافير في سماء الضاحية الجنوبية لبيروت إثر استهدافها بالغارات الإسرائيلية (رويترز)

«حزب الله» يكثف إطلاق الصواريخ نحو مدن ومستعمرات شمال إسرائيل

شهدت المواجهات بين «حزب الله» وإسرائيل تصعيداً نوعياً مع محاولة اغتيال «حزب الله» رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو

«الشرق الأوسط» (بيروت)
العالم وزراء دفاع مجموعة السبع في صورة جماعية قبل اجتماعهم في نابولي بإيطاليا (إ.ب.أ)

وزراء دفاع مجموعة السبع: نطالب إيران بوقف دعم «حماس» و«حزب الله»

طالب وزراء دفاع مجموعة السبع، السبت، إيران بالامتناع عن تقديم الدعم لـ«حماس» و«حزب الله» و«الحوثيين» وغيرهم.

المشرق العربي غارات على الضاحية (أ.ف.ب)

إسرائيل تتهم إيران بمحاولة اغتيال نتنياهو

اتهم مسؤول إسرائيلي كبير إيران بمحاولة اغتيال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بعد قليل من استهداف منزله بطائرة مسيرة انطلقت من لبنان.

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي انتشار للجيش اللبناني في منطقة جونية إثر القصف الإسرائيلي الذي استهدف سيارة في المنطقة (إ.ب.أ)

غارة إسرائيلية تغتال لبنانياً وإيرانية شمال بيروت

قتل شخصان في غارة إسرائيلية استهدفت سيارة على طريق سريعة تصل بيروت بشمال لبنان، وهي المرة الأولى التي تستهدف فيها هذه المنطقة

«الشرق الأوسط» (بيروت)

الأمم المتحدة: الفلسطينيون يعانون «أهوالاً تفوق الوصف» في شمال غزة

نازحون فلسطينيون يغادرون مدرسة كانوا يلجأون إليها في بيت لاهيا (أ.ف.ب)
نازحون فلسطينيون يغادرون مدرسة كانوا يلجأون إليها في بيت لاهيا (أ.ف.ب)
TT

الأمم المتحدة: الفلسطينيون يعانون «أهوالاً تفوق الوصف» في شمال غزة

نازحون فلسطينيون يغادرون مدرسة كانوا يلجأون إليها في بيت لاهيا (أ.ف.ب)
نازحون فلسطينيون يغادرون مدرسة كانوا يلجأون إليها في بيت لاهيا (أ.ف.ب)

أكدت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، السبت، أن الفلسطينيين يعانون «أهوالاً تفوق الوصف» في شمال قطاع غزة المحاصر.

وقالت منسقة الشؤون الإنسانية بالإنابة، جويس مسويا، في منشور على منصة «إكس»: «أخبار مروعة من شمال غزة حيث لا يزال الفلسطينيون يعانون أهوالاً تفوق الوصف تحت الحصار الذي تفرضه القوات الإسرائيلية»، مضيفة: «يجب أن تتوقف هذه الفظائع»، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وقالت الأمم المتحدة، الجمعة، إن مليون طفل في قطاع غزة يعيشون «جحيماً على الأرض»، حيث قُتل نحو 40 طفلاً هناك كل يوم على مدى العام الماضي.

وقال جيمس إلدر، المتحدث باسم وكالة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) إنه بعد مرور أكثر من عام على الحرب التي تشنها إسرائيل ضد حركة «حماس» في الأراضي الفلسطينية المحاصرة، «يظل الأطفال يعانون أذى يومياً لا يوصف».

وأضاف، للصحافيين في جنيف، أن «غزة هي التجسيد الحقيقي للجحيم على الأرض بالنسبة إلى مليون طفل فيها. والوضع يزداد سوءاً يوماً بعد يوم»، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

ويشنّ الجيش الإسرائيلي منذ سنة هجوماً واسع النطاق في غزة، ردّاً على هجوم غير مسبوق نفّذه عناصر من حركة «حماس» داخل الأراضي الإسرائيلية في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وتقول وزارة الصحة الفلسطينية في غزة: «إن عدد قتلى العمليات الإسرائيلية في قطاع غزة تجاوز 42 ألف قتيل منذ بدء هجومها على القطاع في أكتوبر 2023».