أحزمة ناسفة وقيادات «صف أول»... تفاصيل الغارة على «داعش» غرب العراق

الجيش ينتظر فحص الحمض النووي لإعلان أسماء القتلى

صورة من قاعدة عين الأسد في الأنبار بالعراق 29 ديسمبر 2019 (رويترز)
صورة من قاعدة عين الأسد في الأنبار بالعراق 29 ديسمبر 2019 (رويترز)
TT

أحزمة ناسفة وقيادات «صف أول»... تفاصيل الغارة على «داعش» غرب العراق

صورة من قاعدة عين الأسد في الأنبار بالعراق 29 ديسمبر 2019 (رويترز)
صورة من قاعدة عين الأسد في الأنبار بالعراق 29 ديسمبر 2019 (رويترز)

كشفت واشنطن وبغداد عن غارة مشتركة على مواقع لمسلحي «داعش» في الصحراء الغربية بالأنبار، أسفرت عن مقتل «قيادات» في التنظيم، وإصابة جنود أميركيين، فيما أكدت مصادر أن المنطقة كانت تخضع للمراقبة منذ أشهر.

وقالت القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) التي يقع الشرق الأوسط ضمن نطاق عملياتها، إنها نفذت وقوات عراقية «غارة مشتركة في غرب العراق في الساعات الأولى من يوم 29 أغسطس (آب)»، ما أسفر «عن مقتل 15 من عناصر داعش».

وذكرت «سنتكوم» أن «هذه المجموعة من عناصر تنظيم (داعش) كانت مسلحةً بكثير من الأسلحة والقنابل والأحزمة المتفجرة». وأضافت: «لا يوجد ما يشير إلى وقوع إصابات بين المدنيين».

وأفاد مصدر دفاعي أميركي بأن 7 عسكريين أميركيين أصيبوا في العملية التي لم يتم تقديم تفاصيل بشأنها.

وأوضح المصدر أن 5 من هؤلاء جُرحوا خلال الغارة، بينما أصيب اثنان بسبب سقوطهما، مؤكداً أن حالتهم مستقرة. وأشار إلى أن أحد الجرحى وأحد المصابين تمّ إجلاؤهما لتلقي العلاج.

واستهدفت هذه العملية «قادة في (داعش) بهدف التعطيل والحد من قدرة التنظيم على التخطيط والتنظيم وتنفيذ هجمات ضد مدنيين في العراق، وكذلك ضد المواطنين الأميركيين والحلفاء والشركاء في كل أنحاء المنطقة وخارجها»، وفق بيان «سنتكوم».

وأشارت القيادة العسكرية الأميركية إلى أن «قوات الأمن العراقية تواصل استكشاف موقع الغارة»، مشددة على أن «تنظيم (داعش) لا يزال يشكل تهديداً للمنطقة وحلفائنا».

وقالت: «ستواصل القيادة المركزية الأميركية إلى جانب التحالف وشركائنا العراقيين ملاحقة هؤلاء الإرهابيين بقوة».

«ضربة موجعة»

من جانبه، وصف الجيش العراقي الغارة المشتركة مع القوات الأميركية بأنها «ضربة موجعة» للتنظيم، وأكد أنها قتلت قيادات من الصف الأول.

وقال بيان عراقي إن الجيش سيكشف عن تفاصيل وأسماء وصور الإرهابيين بعد إكمال عملية فحص الـ«دي إن إيه».

وجاءت العملية بعد «معلومات وعمل ميداني استمر لشهرين متواصلين لمراقبة وجود قيادات مهمة لعصابات (داعش) في صحراء الأنبار بالتحديد في منطقة الحزيمي شرق وادي الغدف في أربع مضافات متباعدة، ومحكمة، ومخفية بعمليات تمويه عالية»، وفقاً للبيان.

وقالت مصادر أمنية محلية لـ«الشرق الأوسط» إن القوات العراقية كانت تهاجم هذه المنطقة بالتحديد بشكل متكرر خلال الأشهر الماضية.

ووصف الجيش العراقي هذه المنطقة بأنه صعبة جغرافياً، تسمح للمسلحين بالتخفي والتخندق فيها.

وأوضح البيان أن التنسيق بين «المصادر وقيادة العمليات المشتركة وجهاز المخابرات قاد لأماكن المضافات والمعلومات التفصيلية الدقيقة عن هذه العناصر الإرهابية الموجودة».

صورة نشرها الجيش العراقي لرتل خلال مطاردة سابقة لخلايا «داعش» في الأنبار

إنزال جوي

وبدأت العملية العسكرية بـ«ضربات جوية متعاقبة ومباغتة لجميع المضافات، أعقبها إنزال جوي لقطعات محمولة، وبتعاون وتنسيق استخباري وفني من التحالف الدولي».

وبعد الاشتباك مع الفارين من الضربات الجوية بعدة مضافات، أصبح عدد قتلى عناصر «داعش» 14 إرهابياً، بعضهم يرتدي أحزمة ناسفة ويحمل رمانات يدوية.

وقال الجيش العراقي إن معلوماته الاستخبارية الدقيقة أشارت إلى «أن من بين القتلى قيادات مهمة من الصف الأول لعصابات (داعش)، كما تم تدمير جميع المضافات وما فيها من أسلحة وأعتدة ودعم لوجستي، وتفجير عدد من الأحزمة الناسفة تحت السيطرة، فضلاً عن السيطرة على بعض الوثائق والمستمسكات المهمة وأجهزة الاتصال».

وقال الخبير الأمني سرمد البياتي لـ«الشرق الأوسط»، إن «الغارة التي كانت بإشراف جهاز المخابرات العراقي ليست وليدة اليوم بل كان العمل عليها منذ نحو 3 أشهر طبقاً لمعلومات أطراف عديدة على صلة مباشرة بالعملية».

وأكد البياتي أن «العملية لا تزال مستمرة بسبب وجود أماكن أخرى توجد فيها مثل هذه عناصر وقيادات في تنظيم (داعش)».

وشرح البياتي العملية المشتركة بأنها «بدأت بقصف جوي من التحالف الدولي، أعقبه إنزال من قوات أميركية وعراقية من طائرات هليكوبتر، وقد تعرض عدد منهم إلى إصابات بسبب الاشتباكات على الأرض مع عناصر (داعش)».

وكان مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية قد صرح بأن 5 من الجنود أصيبوا خلال الغارة، بينما أصيب اثنان بسبب سقوطهما خلال الإنزال، مؤكداً أن حالة الجميع مستقرة.

وأشار البياتي إلى أن «تفجير المسلحين أحزمتهم الناسفة كان وراء حدوث هذه الإصابات».

تأتي هذه العملية رغم تأكيد الحكومة العراقية في مناسبات مختلفة هذا العام أن نشاط التنظيم انحسر إلى حدود كبيرة، وأن خطره يقتصر على «فلول مطاردة في الكهوف والصحاري».

وحذر الجيش الأميركي في يوليو (تموز) الماضي من أن التنظيم يحاول «إعادة تشكيل نفسه»، وأصبحت عدد هجماته في البلدين تتضاعف مقارنة بسنة 2023.

وتنشر الولايات المتحدة زهاء 2500 جندي في العراق ونحو 900 في سوريا المجاورة، في إطار التحالف الذي أنشأته عام 2014 لمحاربة «داعش».

وتطالب فصائل عراقية مسلحة موالية لإيران بانسحاب هذه القوات. وأعلن العراق منتصف أغسطس إرجاء إعلان إنهاء مهمة التحالف، معلّلاً ذلك بـ«التطورات الأخيرة» في ظل وضع إقليمي متوتر والخشية من التصعيد.

وتجري بغداد وواشنطن منذ أشهر مفاوضات بشأن التقليص التدريجي لعديد قوات التحالف في العراق، من دون الإعلان عن موعد رسمي لإنهاء مهمتها.


مقالات ذات صلة

تركيا تستبعد أي دور لفرنسا في ملف الأكراد بشمال شرقي سوريا

آسيا وزير الخارجية التركي هاكان فيدان في إسطنبول (رويترز)

تركيا تستبعد أي دور لفرنسا في ملف الأكراد بشمال شرقي سوريا

استبعد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أي دور للقوات الفرنسية في سوريا عادّاً أن الولايات المتحدة هي المحاور الوحيد لبلاده.

«الشرق الأوسط» (إسطنبول)
المشرق العربي قوة مشتركة من الجيش العراقي والحشد الشعبي بحثاً عن عناصر من تنظيم «داعش» في محافظة نينوى (أ.ف.ب)

القوات العراقية تعلن مقتل نائب والي كركوك في تنظيم «داعش»

أعلنت القوات العراقية عن إطلاق عملية عسكرية لإنهاء وجود بقايا خلايا داعش في وادي زغيتون بين محافظتي كركوك وصلاح الدين.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي جنود من «التحالف الدولي» (أرشيفية - رويترز)

أميركا: مقتل جندي بقوات التحالف في ضربات استهدفت «داعش» في العراق

قال الجيش الأميركي اليوم الاثنين إن جندياً غير أميركي في قوات التحالف الدولي ضد تنظيم «داعش» لقي حتفه الأسبوع الماضي

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي عبد القادر مؤمن

كيف أصبح ممول صومالي غامض الرجل الأقوى في تنظيم «داعش»؟

يرجّح بأن الزعيم الصومالي لتنظيم «داعش» عبد القادر مؤمن صاحب اللحية برتقالية اللون المصبوغة بالحناء بات الرجل الأقوى في التنظيم

«الشرق الأوسط» (باريس)
المشرق العربي عناصر من الفصائل الموالية لتركيا تتمركز في شمال شرقي منبج (أ.ف.ب)

اشتعال محاور القتال بين الفصائل الموالية لتركيا و«قسد» على أطراف منبج

تشهد محاور القتال بين الفصائل الموالية لتركيا و«قسد» في سد تشرين وجنوب شرقي منبج، اشتباكات عنيفة، وسط قصف تركي وتعزيزات أميركية في عين العرب والحسكة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

مصادر أمنية في القصير تنفي لـ«الشرق الأوسط» الاشتباك مع «حزب الله»

طفل يعلّق ستارة على باب داره المدمَّر في القصير (أرشيفية - الشرق الأوسط)
طفل يعلّق ستارة على باب داره المدمَّر في القصير (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

مصادر أمنية في القصير تنفي لـ«الشرق الأوسط» الاشتباك مع «حزب الله»

طفل يعلّق ستارة على باب داره المدمَّر في القصير (أرشيفية - الشرق الأوسط)
طفل يعلّق ستارة على باب داره المدمَّر في القصير (أرشيفية - الشرق الأوسط)

أكدت مصادر أمنية في منطقة القصير، غرب حمص على الحدود السورية اللبنانية، وجود «تهويل» كبير في الأنباء المتداولة حول الاشتباكات التي شهدتها الحدود السورية - اللبنانية، فجر الثلاثاء، وقالت لـ«الشرق الأوسط» إن «مجموعة تهريب لبنانية» كانت ملاحقة من قبل الجيش اللبناني، وقد جرى إطلاق النار عليها، وقام سكان بعض القرى على الجانب السوري من عرب الجبل والمكالدة، بالرد على إطلاق النار.

ونفت المصادر صحة ما جاء في مقطع صوتي جرى تداوله فجر الثلاثاء، على وسائل التواصل الاجتماعي، تضمن طلب إدارة العمليات مؤازرة من «العصائب الحمراء» (إحدى الكتائب النخبوية في «هيئة تحرير الشام»)، للتصدي لمحاولة عناصر من «حزب الله» اللبناني التسلل من معبر حوش السيد علي باتجاه الأراضي السورية، واقتحام قرية «المصرية» والمعابر الأخرى في ريف القصير الغربي، حيث تم التصدي لها، بحسب التسجيل الصوتي.

مدينة القصير السورية المحاذية للحدود اللبنانية (أرشيفية)

ونفت المصادر الأمنية صحة ما جاء في التسجيل الصوتي بشكل «كامل»، وأكدت أن المسألة هي ملاحقات تتعلق بـ«عمليات التهريب». ولفتت إلى استخدام تعبير «المجاهدين» في التسجيل الصوتي بدل إدارة العمليات العسكرية، وأنه من الواضح وجود نية عند مروجي هذه النداءات لإعادة التوتر إلى المنطقة الحدودية.

وكان «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، قد تحدث، الثلاثاء، عن اشتباكات بالأسلحة الرشاشة الثقيلة والمتوسطة اندلعت بعد منتصف ليل الاثنين - الثلاثاء، بين عناصر من «حزب الله» اللبناني من جهة، وأهالي قرية «المصرية» على الحدود السورية - اللبنانية من جهة أخرى، دون تسجيل خسائر بشرية.

وبحسب المرصد هاجم عناصر الحزب، القرية من ثلاثة محاور، فيما طالب الأهالي بدخول «إدارة العمليات العسكرية» لمساندتهم، التي أرسلت بدورها تعزيزات عسكرية إلى القرية.

ولفت المرصد إلى أن «حزب الله» كان يستخدم مواقع في القرى الحدودية لتخزين السلاح، ويحاول منذ سقوط نظام الأسد تهريبها إلى لبنان.

ضربات إسرائيلية استهدفت جسوراً في منطقة القصير قرب الحدود السورية - اللبنانية (أرشيفية)

إلا أن مصادر أهلية في القصير أكدت لـ«الشرق الأوسط»، أن مخازن أسلحة «حزب الله» في القصير جرى ضربها من قبل إسرائيل قبل سقوط النظام، ولم تتبق مخازن أسلحة تذكر، كما أن عناصر «حزب الله» والمنخرطين في القتال معهم، انسحبوا إلى لبنان يوم سقوط النظام.

وحول ما يجري من اشتباكات، قالت المصادر إن «الأمور لم تستقر تماماً في المناطق الحدودية التي تشهد أعمالاً ثأرية ومحاولات (كر وفر) بين أبناء القرى الحدودية نتيجة أحقاد سابقة تتعلق بالاستيلاء على الملكيات».

وتقع القصير جنوب غربي حمص بمحاذاة حدود لبنان، وشكلت خلال السنوات الماضية القاعدة الأبرز على خطوط إمداد «حزب الله» في الأراضي السورية، بدءاً من عام 2012 ولغاية سقوط النظام؛ كونها امتداداً جغرافياً مفتوحاً لمناطق نفوذ «حزب الله» شمال شرقي لبنان.