توفي الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية السفير نبيل العربي، الاثنين، في القاهرة، عن عمر يناهز 89 عاماً، بعد مسيرة عمل دبلوماسي استمرت لأكثر من 5 عقود، شغل خلالها مناصب عدة، ولعب فيها أدواراً مختلفة، واضعاً اسمه بين أهم الدبلوماسيين المصريين في العقود الأخيرة.
درس العربي الحقوق بجامعة القاهرة التي تخرج فيها عام 1955، وحصل على الماجستير في القانون الدولي، ونال الدكتوراه من مدرسة الحقوق في جامعة نيويورك بالولايات المتحدة، بينما شارك بصفته مستشاراً قانونياً في الوفد المصري المرافق للرئيس الراحل أنور السادات خلال اتفاقية السلام مع إسرائيل.
ترأس العربي الوفد القانوني المصري للتفاوض من أجل إنهاء نزاع طابا مع إسرائيل بين عامي 1985 و1989، وهو النزاع الذي استردت بموجبه مصر طابا ليكتمل الانسحاب الإسرائيلي بالكامل من الأراضي المصرية، بينما عمل مستشاراً للحكومة السودانية بالتحكيم بشأن حدود منطقة «أببي» بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان.
وعلى مدار 5 سنوات بين عامي 2001 و2006، اختير العربي قاضياً بمحكمة العدل الدولية، بعدما قضى 7 سنوات عضواً بلجنة الأمم المتحدة للقانون الدولي، في حين انخرط بعضوية عدة لجان قانونية منها لجنة الأمم المتحدة للتعويضات بجنيف، ولجنة إدارة معهد استوكهولم لأبحاث السلام.
في عمله الدبلوماسي، شغل العربي منصب سفير مصر لدى الهند، والممثل الدائم لمصر لدى الأمم المتحدة في جنيف، ثم أصبح ممثلاً في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، لكن دوره الأكبر في الدبلوماسية المصرية جاء بعد اختياره ليكون أول وزير للخارجية في أعقاب «أحداث 25 يناير» 2011، وهو المنصب الذي تولاه لأشهر قليلة قبل أن يُختار لمنصب أمين عام جامعة الدول العربية خلفاً لعمرو موسى، وهو المنصب الذي فضّل الاكتفاء فيه بدورة واحدة ليقضي سنواته الأخيرة بعيداً عن المناصب السياسية.
شهدت فترة تولي العربي الأمانة العامة للجامعة العربية اتخاذ الجامعة قراراً بإنشاء القوة العربية المشتركة في مارس (آذار) 2015 وهو القرار الذي لم يدخل حيز التنفيذ، في حين عمل خلال السنوات التي قضاها على حل الخلافات العربية ومحاولة تقوية دور الجامعة في السياسة العربية.
حرص العربي على توثيق مسيرته الدبلوماسية في مذكراته بعنوان «طابا - كامب ديفيد... والجدار العازل»، وهي المذكرات التي وثق فيها الصراع الدبلوماسي الذي خاضته مصر من أجل استرداد أراضيها عبر عرض تفاصيل الاجتماعات والمحطات المهمة.
وبينما نعت وزارة الخارجية المصرية الوزير الأسبق، فإنها توقفت عند «الدور الوطني العظيم الذي قام به في ملحمة التحكيم الدولي لاسترداد أرض طابا الغالية إلى السيادة المصرية»، مؤكدة أنه «تصدى لمختلف القضايا بهدف أسمى لم يحد عنه، وهو تحقيق المصالح المصرية والدفاع عنها».