مهلة أسبوع لرافضي التسوية في تلبيسة قبل البدء بحملة أمنية

شدد رئيس المخابرات العامة في سوريا على دور العوائل في الردع

تلبيسة شمالي حمص 2017 (أرشيفية - أ.ف.ب)
تلبيسة شمالي حمص 2017 (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

مهلة أسبوع لرافضي التسوية في تلبيسة قبل البدء بحملة أمنية

تلبيسة شمالي حمص 2017 (أرشيفية - أ.ف.ب)
تلبيسة شمالي حمص 2017 (أرشيفية - أ.ف.ب)

بعد مطالبة أهالي تلبيسة شمال محافظة حمص روسيا بالالتزام ببنود اتفاق 2018 لوقف القتال، الذي نص على عدم إجراء أي عمل عسكري أو أمني في المنطقة بعد خروج مقاتلي المعارضة نحو الشمال السوري، أصدر مجلس عوائل تلبيسة بياناً عقب اجتماع اللواء حسام لوقا رئيس شعبة المخابرات العامة مع عدد من الضباط ورؤساء الأفرع الأمنية في المدينة اليوم.

وأفاد البيان بأن اللواء لوقا شدد على أن «الدولة غير راغبة في التدخل الأمني في تلبيسة، لكن استمرار بعض الأفراد في رفض التسوية وعدم تسليم الأسلحة، بالإضافة إلى عمليات الخطف والسلب وتجارة المخدرات، تفرض الحاجة لتدخل الدولة لحماية المواطنين».

وبحسب نص البيان الذي نقله المرصد السوري لحقوق الإنسان فإن اللواء حسام لوقا خلال زيارة اللجنة الأمنية والعسكرية إلى المدينة، قال «هناك مهلة نهائية مدتها أسبوع واحد لأهالي تلبيسة، تنتهي يوم الخميس المقبل، لحث الأفراد الخارجين عن القانون عن العودة إلى الصواب، ووقف وعدم التمادي في الباطل والجريمة».

وأكد أن عدم الالتزام بالمهلة سيؤدي إلى حملة أمنية تستهدف الأفراد الخارجين عن القانون «بحسب وصفه»، دون المساس بأبناء المدينة. كما شدد اللواء حسام على أهمية دور العوائل في ردع هؤلاء الأفراد لتفادي الحاجة لتدخل الأمن.

عدسة المرصد السوري رصدت تحركات أمنية شمال محافظة حمص يوليو الماضي

وكان المرصد قد أفاد بانتشار أمني مكثف على مداخل مدينة تلبيسة بريف حمص الشمالي وضمن أحيائها السكنية، صباح اليوم، في خطوة استباقية لوصول رئيس شعبة المخابرات العامة بدمشق اللواء حسام لوقا إلى المدينة.

وقالت المصادر إن اللواء حسام سيرافقه كل من رئيس اللجنة الأمنية والعسكرية في حمص اللواء أحمد معلا، وقائد الفيلق الثالث اللواء علي محمود، بالإضافة لرؤساء الأفرع الأمنية بمدينة حمص.

تجدر الإشارة إلى أن الاجتماع يتزامن مع وصول تعزيزات عسكرية وأمنية لمحيط مدينة تلبيسة، في ظل التهديدات ببدء عمل عسكري يطال المطلوبين من أبناء المدينة والمقدر عددهم بنحو 120شخصاً، ممن رفضوا تسوية أوضاعهم ضمن مركز التسويات الذي افتتح ضمن مركز بلدية تلبيسة مطلع الشهر الماضي.

وتشهد مدينة تلبيسة منذ نحو العام توتراً بين حين وآخر، على خلفية التصادم مع متزعمي مجموعات مسلحة كانوا ضمن الميليشيات الرديفة في ريف حمص وعلى صلة بالأجهزة الأمنية الحكومية. ويقوم هؤلاء الأفراد بعمليات خطف بغرض الحصول على الفدية. وخرجت مظاهرات في تلبيسة عدة مرات تطالب بوضع حد لهم.

وكانت مصادر محلية في حمص، قالت لـ«الشرق الأوسط»، أمس الأربعاء، إن الأجهزة الأمنية تعتمد على تلك المجموعات لبسط سيطرتها على تلك المناطق التي لا يزال السلاح منتشراً فيها، بالإضافة لوجود أعداد كبيرة من المتخلفين عن الخدمة حيث تستخدم السلطات ورقة «تسوية أوضاعهم» لبسط سيطرتها الكاملة والقضاء على المعارضين؛ وفق المصادر التي شرحت سبب مطالبة أهالي تلبيسة للجانب الروسي بالالتزام بتنفيذ اتفاق 2018 لوقف القتال، وقد كانت راعية له في أكثر من مكان في سوريا.

افتتاح مركز مصالحة في تلبيسة (سانا)

إلا أن انتشار السلاح وتحول الميليشيات المحلية الرديفة (تابعة للجيش السوري) من القتال إلى جانب القوات الحكومية إلى ممارسة نشاطات غير مشروعة، مثل التهريب والخطف والتشليح وغيرها من أعمال تهدد أمن المدنيين أججت النزاعات المحلية العشائرية والعائلية، وهددت بتقويض «التسويات» التي لم تتوقف دمشق عن استنساخها من بلدة إلى بلدة، بهدف إخماد بؤر التوتر وملاحقة «المطلوبين» وسط غياب «الثقة» بالسلطات الحكومية.


مقالات ذات صلة

تجدد التصعيد شرقاً وغرباً في سوريا بعد فترة هدوء نسبي

المشرق العربي مجموعة من الميليشيات التابعة لإيران خلال اشتباك مع قوات «قسد» (المرصد السوري لحقوق الإنسان)

تجدد التصعيد شرقاً وغرباً في سوريا بعد فترة هدوء نسبي

عاد التوتر للتصاعد في سوريا خلال الساعات القليلة الماضية، وتجددت الاشتباكات شرقاً بين ضفتي الفرات بعد فترة هدوء نسبي.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي الهلال الأحمر الكردي بمخيم «واشوكاني» (الشرق الأوسط)

مرضى مخيمات مكتظة شمال شرقي سوريا: «نموت ببطء»

يكافح فريق «الهلال الأحمر الكردي» لتأمين الطبابة والأدوية لإنقاذ حياة المرضى في 11 مخيماً شمال شرقي سوريا بعد توقف تمويل منظمة الصحة العالمية.

كمال شيخو (الحسكة)
المشرق العربي عدسة المرصد السوري رصدت تحركات أمنية شمال محافظة حمص يوليو الماضي

سوريا: الانفلات الأمني يكشف هشاشة «تسويات» هندستها موسكو

تكشف حالة الانفلات الأمني التي تتصاعد بين حين وآخر في مناطق التسويات الواقعة تحت سيطرة الحكومة السورية، عن هشاشة تلك التسويات التي انطلقت بإشراف روسي منذ 2018

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي مسلحون يمنعون شاحنات من عبور معبر أبو الزندين (المرصد السوري)

مسلحون يغلقون معبر «أبو الزندين» بعد افتتاحه رسمياً

تحدى متزعمو مجموعات مسلحة في ريف حلب الشرقي فتح معبر «أبو الزندين» مرة أخرى، بعد أن منعوا عبور شاحنات محملة بالقمح والشعير بقوة السلاح.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي استهدف  معبر أبو الزندين بقذائف «الهاون» (متداولة)

تعرض معبر «أبو الزندين» في سوريا للقصف بعد ساعات من افتتاحه رسمياً

بعد ساعات من افتتاحه رسمياً أمام المدنيين، الاثنين، تعرض معبر «أبو الزندين» في ريف حلب الشرقي لقصف بقذائف «الهاون»، وسط حالة احتقان شعبي رفضاً لإعادة افتتاحه.


«حماس» تُبارك لـ«حزب الله» هجومه وتعدّه «صفعة» على وجه إسرائيل

TT

«حماس» تُبارك لـ«حزب الله» هجومه وتعدّه «صفعة» على وجه إسرائيل

شخص يسير بالقرب من نوافذ محطمة في مبنى سكني متضرر بعكا شمال إسرائيل بعد أن أطلق «حزب الله» مئات الصواريخ والطائرات دون طيار باتجاه إسرائيل (رويترز)
شخص يسير بالقرب من نوافذ محطمة في مبنى سكني متضرر بعكا شمال إسرائيل بعد أن أطلق «حزب الله» مئات الصواريخ والطائرات دون طيار باتجاه إسرائيل (رويترز)

أشادت حركة «حماس»، اليوم الأحد، بالهجوم الذي نفذه «حزب الله» على إسرائيل، ردّاً على اغتيال القائد العسكري فيه فؤاد شكر، وعدَّته يشكّل «صفعة» على وجه الدولة العبرية.

وقالت الحركة، في بيان: «نُشيد ونُبارك بالردّ النوعي والكبير الذي نفّذه مجاهدو (حزب الله)، صباح اليوم، ضد عدة أهداف حيوية واستراتيجية في عمق الكيان الصهيوني»، مضيفة أنه «يُعدّ صفعة على وجه حكومة الاحتلال الفاشية»، وفقاً لما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية». وندّد البيان أيضاً بمواصلة إسرائيل «قصفها الوحشي والإجرامي ضدّ الأراضي والمدنيين في لبنان»، وعدَّته «انتهاكاً صارخاً لكل المواثيق والأعراف الدولية».

وأعلن «حزب الله» اللبناني، اليوم، أنه يشن هجوماً واسع النطاق «سيأخذ بعض الوقت»، على إسرائيل؛ رداً على مقتل القائد العسكري في الحزب، فؤاد شكر، في ضاحية بيروت الجنوبية، بضربة إسرائيلية في 30 يوليو (تموز) الماضي.

وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن، فجر اليوم الأحد، أنه يشن ضربات استباقية في لبنان، بعد رصده استعدادات لـ«حزب الله» لشن «هجمات واسعة النطاق» ضد إسرائيل. وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية عن غارات وقصف مدفعي إسرائيلي على كثير من المناطق بجنوب لبنان، بعضها بعيد نسبياً عن الحدود، دون الإبلاغ عن سقوط قتلى.

ويتبادل «حزب الله» وإسرائيل القصف بشكل يومي، منذ بدء الحرب في قطاع غزة في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. لكنّ منسوب التوتر ارتفع، في الأسابيع الأخيرة، بعد مقتل شكر في غارة إسرائيلية بضاحية بيروت الجنوبيّة. وقُتل شكر، قبل ساعات من اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، إسماعيل هنيّة، بطهران، في ضربة نُسبت إلى إسرائيل. وتوعّدت طهران و«حزب الله» بالردّ على مقتلهما.