الجزائر ترسل أول شحنة فيول إلى لبنان لتشغيل معامل الكهرباء

صورة خارجية لمحطة الجية الحرارية لتوليد الطاقة في لبنان 17 أغسطس 2024 (إ.ب.أ)
صورة خارجية لمحطة الجية الحرارية لتوليد الطاقة في لبنان 17 أغسطس 2024 (إ.ب.أ)
TT

الجزائر ترسل أول شحنة فيول إلى لبنان لتشغيل معامل الكهرباء

صورة خارجية لمحطة الجية الحرارية لتوليد الطاقة في لبنان 17 أغسطس 2024 (إ.ب.أ)
صورة خارجية لمحطة الجية الحرارية لتوليد الطاقة في لبنان 17 أغسطس 2024 (إ.ب.أ)

أبحرت الناقلة الجزائرية «عين أكر»، الخميس، إلى لبنان محملة بشحنة أولى تبلغ 30 ألف طن من مادة الفيول بهدف إعادة تشغيل محطات الطاقة في البلاد.

وقررت الجزائر، الأحد، في لفتة تضامن، منح كميات الفيول اللازمة لتشغيل محطات توليد الكهرباء في لبنان التي توقفت نهائياً، الأسبوع الماضي، عن العمل بسبب نقص الوقود.

وستتبع ذلك شحنات أخرى، لكن في الوقت الحالي لم يتم الإعلان عن الكمية الإجمالية من الفيول التي سيتم إرسالها.

واتخذ الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون قرار مساعدة لبنان بعد الإعلان عن توقف محطات توليد الكهرباء في لبنان، السبت.

وأجرى رئيس الوزراء الجزائري نذير العرباوي، الأحد، اتصالاً مع نظيره اللبناني نجيب ميقاتي؛ «لإبلاغه بالقرار الصادر عن رئيس الجمهورية... تزويد لبنان الشقيق، وبشكل فوري، بكميات من الفيول من أجل تشغيل محطات توليد الطاقة الكهربائية».

وليست المرّة الأولى التي يغرق لبنان فيها بالظلام، ويعتمد اللبنانيون على المولدات الخاصة أو البطاريات أو الطاقة الشمسية للتزوّد بالكهرباء، بسبب أزمة اقتصادية خانقة منذ عام 2019، ترافقها أزمة سياسية تتمثل في شغور منصب رئيس الجمهورية ووجود حكومة تصريف أعمال وشلل مؤسساتي تام.

وانطلقت، الثلاثاء، عملية تحميل الفيول على متن الناقلة «عين أكر» التابعة للمجموعة العامة للنفط والغاز (سوناطراك) بميناء سكيكدة على بعد أكثر من 400 كلم شرق الجزائر العاصمة، وتواصلت العملية لمدة 18 ساعة، وفق ما صرح به المسؤول في «سوناطراك» حسين بلعابد، لوكالة الأنباء الجزائرية الرسمية.

وأوضح بلعابد أنه كان من الضروري الانتظار ساعات بعد الانتهاء من التحميل؛ لإتمام الإجراءات الفنية التجارية، وإجراءات السلامة، قبل أن تتمكن السفينة من الإبحار نحو وجهتها.

وتبلغ طاقة إنتاج مصفاة سكيكدة نحو 16.5 مليون طن سنوياً.

والجزائر هي المصدّر الأفريقي الأول للغاز الطبيعي والسابع عالمياً.

ومنذ انتهاء الحرب الأهلية في لبنان في عام 1990، لم تتمكّن الحكومات المتعاقبة من إيجاد جلّ جذري للكهرباء بسبب الفساد، واهتراء البنى التحتية، والأزمات السياسية المتتالية. وصُرفت مليارات الدولارات في هذا القطاع من دون نتيجة.

وحتى إذا أعيد تشغيل معامل توليد الطاقة في لبنان، فلن يحصل اللبنانيون إلا على ساعات قليلة جداً من الكهرباء في اليوم.


مقالات ذات صلة

لبنان يسجل 564 حالة وفاة جراء القصف الإسرائيلي

المشرق العربي رجال الإطفاء اللبنانيون يخمدون حريقاً في سيارة إثر غارة إسرائيلية على مدينة صيدا الجنوبية (أ.ف.ب)

لبنان يسجل 564 حالة وفاة جراء القصف الإسرائيلي

أعلنت وزارة الصحة اللبنانية، الخميس، عن تسجيل 564 حالة وفاة جراء الحرب الإسرائيلية على البلاد.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي وزير الخارجية اللبناني عبد الله بوحبيب يتحدث خلال مقابلة مع وكالة «رويترز» في مكتبه بوزارة الخارجية في بيروت 2 نوفمبر 2021 (رويترز)

وزير الخارجية اللبناني: فشل مفاوضات غزة يخرج الوضع عن السيطرة في المنطقة

حذّر وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بوحبيب اللبناني من أنه في حال فشلت المفاوضات بشأن غزة فإن الوضع قد يخرج عن السيطرة في المنطقة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي سكان من الضاحية الجنوبية لبيروت يعبرون شارعاً في حارة حريك على مقربة من موقع استهداف القيادي بـ«حزب الله» فؤاد شكر (أ.ف.ب)

جيران مراكز «حزب الله» يخلون منازلهم خوفاً من «ضربات انتقامية»

يقول سكان قريبون من مراكز «حزب الله» إن المراكز معروفة للجميع؛ لذلك اتخذ الناس قراراً بإخلاء منازلهم، خوفاً من «ضربات انتقامية» إسرائيلية.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي تصاعد دخان جراء قصف إسرائيلي على قرية الخيام بجنوب لبنان 17 أغسطس 2024 (د.ب.أ)

إطلاق 40 صاروخاً وطائرات مسيّرة من لبنان على شمال إسرائيل

قال الجيش الإسرائيلي إن وابلاً من نحو 40 صاروخاً وعدة طائرات مسيّرة أُطلق من لبنان على شمال إسرائيل هذا المساء.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
يوميات الشرق جانب من معرض «ملمس المياه» لريم الجندي (الشرق الأوسط)

​«ملمس المياه» لريم الجندي فسحة صيف تطوف على وهم

يسرح المتفرّج في تفاصيل الأعمال فيُخيَّل إليه بأنّ الوهم الذي بحثت عنه الفنانة أصابه أيضاً فيتزوّد بجرعات من الطاقة الإيجابية وبمشاعر النضارة والحيوية.

فيفيان حداد (بيروت)

تقرير: مطالب إسرائيل بالاحتفاظ بقوات في غزة تمنع التوصل لاتفاق هدنة

TT

تقرير: مطالب إسرائيل بالاحتفاظ بقوات في غزة تمنع التوصل لاتفاق هدنة

دبابة إسرائيلية تقف إلى جانب مبان مدمرة في قطاع غزة 3 يوليو 2024 (أرشيفية/ رويترز)
دبابة إسرائيلية تقف إلى جانب مبان مدمرة في قطاع غزة 3 يوليو 2024 (أرشيفية/ رويترز)

قالت 10 مصادر مطلعة على جولة المحادثات التي توسطت فيها الولايات المتحدة، واختتمت الأسبوع الماضي، إن خلافات حول وجود عسكري إسرائيلي مستقبلاً في غزة، وإطلاق سراح سجناء فلسطينيين، تقف عقبة كؤوداً في سبيل التوصل لاتفاق وقف لإطلاق النار وتبادل الأسرى.

وقالت المصادر، ومن بينها اثنان من مسؤولي «حماس» وثلاثة دبلوماسيين غربيين، لوكالة «رويترز»، إن الخلافات نشأت من مطالب قدمتها إسرائيل منذ وافقت حركة «حماس» على نسخة من مقترح لوقف إطلاق النار كشف عنه الرئيس الأميركي جو بايدن في مايو (أيار).

وقالت جميع المصادر إن «حماس» تشعر بالقلق بشكل خاص من أحدث مطلب، والذي يتعلق بالاحتفاظ بقوات إسرائيلية على طول ممر نتساريم، وهو شريط ممتد من شرق القطاع إلى غربه، يمنع حرية حركة الفلسطينيين بين شمال قطاع غزة وجنوبه، وأيضاً وجود قوات إسرائيلية في ممر فيلادلفيا، وهو شريط حدودي ضيق بين غزة ومصر.

وطلبت المصادر عدم الكشف عن هويتها حتى تتحدث بحرية في الأمور الحساسة. وتسمح قبضة إسرائيل الحالية على ممر فيلادلفيا بالسيطرة على حدود غزة مع مصر؛ إذ يوجد المعبر الوحيد للقطاع الذي لا يقع على حدود مع إسرائيل.

وقال مصدر مقرب من المحادثات، لوكالة «رويترز»، إن «حماس» ترى أن إسرائيل غيّرت شروطها وتوجهاتها «في اللحظة الأخيرة»، وتخشى أن تقابل أي تنازلات تقدمها بمزيد من المطالب.

ولم يرد المكتب الإعلامي للحركة الفلسطينية على طلبات التعليق، كما لم يرد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على أسئلة حول المحادثات.

وقالت «حماس»، في بيان صحفي صدر يوم الأحد، إن المقترح الذي برز في محادثات الأسبوع الماضي كان يتماهى مع مواقف نتنياهو وشروط جديدة وضعها في الآونة الأخيرة. وحثت «حماس» الوسطاء على الالتزام بتنفيذ نسخة يوليو (تموز) من اتفاق إطار العمل، وليس بدء مفاوضات جديدة.

وفي بيان صدر قبل محادثات الأسبوع الماضي، نفى مكتب نتنياهو تقديم أي مطالب جديدة، قائلاً إن موقفه مبني على المقترح السابق.

وقال المكتب في البيان، إن المقترح الإسرائيلي المقدم في مايو الماضي ينص على أنه لن يسمح إلا بعودة المدنيين العزّل إلى شمال غزة عبر ممر نتساريم.

وأضاف المكتب أن المقترح الإسرائيلي الجديد الذي طُرح لأول مرة في اجتماع للوسطاء في روما في 27 يوليو، يقضي بإنشاء آلية متفق عليها لضمان ذلك، وهو ما يعني، ضمناً وليس صراحة، وجوداً عسكرياً إسرائيلياً في نتساريم لمنع تحرك مقاتلي «حماس».

وقال مصدر ثانٍ مقرب من المحادثات إن إسرائيل اقترحت تأجيل الاتفاق حول عودة المدنيين للجزء الشمالي «إلى موعد لاحق».

وأضاف المصدر أن بعض الوسطاء و«حماس» عدّوا ذلك تراجعاً من إسرائيل عن التزام سابق بالانسحاب من ممر نتساريم، والسماح بحرية الحركة داخل غزة.

واختتم وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، يوم الثلاثاء، زيارة سريعة إلى المنطقة، كان يسعى من خلالها إلى تحقيق انفراجة.

وبعد اجتماعه مع نتنياهو، قال بلينكن إن إسرائيل قبلت مقترحاً أميركياً جديداً يستهدف تقريب هوة الخلافات بين أحدث مواقف إسرائيل و«حماس». وحث بلينكن «حماس» على أن تقبل أيضاً هذا المقترح.

وقال بلينكن، في مؤتمر صحافي يوم الثلاثاء، «بمجرد حدوث ذلك، يتعين علينا أيضاً استكمال اتفاقات التطبيق بشكل مفصل، والتي تترافق مع تنفيذ وقف إطلاق النار».

وقال دبلوماسي غربي، بشأن أحدث مطالب إسرائيل، إن واشنطن قبلت فيما يبدو التعديلات التي اقترحها نتنياهو، والتي تتضمن استمرار الانتشار العسكري الإسرائيلي في الممرين.

ورفض مسؤول أميركي هذا قائلاً إن مفاوضات «التنفيذ» تستهدف حسم الخلافات حول ممري فيلادلفيا ونتساريم، وعدد السجناء الفلسطينيين، ومن سيطلق سراحهم من بين موضوعات أخرى.

ورفض بلينكن أيضاً أي إشارة إلى احتلال القوات الإسرائيلية غزة على المدى الطويل، قائلاً في المؤتمر الصحافي إن المواقع والجدول الزمني للانسحاب واضحان جداً في الاتفاق.