عدَّ الأمين العام لـ«حزب الله»، نعيم قاسم، الاثنين، أن الغارة الإسرائيلية التي استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت الأحد هي عبارة عن «اعتداء سياسي» ومن دون «مبرر»، مطالباً الدولة اللبنانية بممارسة مزيد من «الضغط» لوقف هذه الغارات. وجاء موقف قاسم غداة غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت في ثالث ضربة على المنطقة منذ سريان وقف إطلاق النار، طلب على أثرها لبنان من الطرفين الضامنين للاتفاق، الولايات المتحدة وفرنسا، «إجبار» الدولة العبرية على وقف هجماتها.
وقالت إسرائيل إن الموقع الذي استهدفته الأحد هو مخزن أسلحة للحزب المدعوم من إيران، يحوي «صواريخ دقيقة». وقال قاسم في كلمة بثّت على قناة «المنار» التابعة لـ«حزب الله»: «بالأمس حصل اعتداء على الضاحية الجنوبية من بيروت، وهذا الاعتداء فاقد لأيّ مُبرّر حتى ولو كان وهمياً».
وأضاف: «هذا اعتداء سياسي، هذا اعتداء لتغيير القواعد، هذا اعتداء لتثبيت قواعد معينة، يعتقدون أنهم من خلالها يستطيعون الضغط على لبنان وعلى مقاومته، وأن يحققوا الأهداف التي يريدون». ولاحظ أن الغارة على الضاحية حصلت «بإذن من أميركا، لأن إسرائيل قالت إنها أبلغت أميركا».
ودخل اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 27 نوفمبر (تشرين الثاني)، بعد تبادل للقصف بين إسرائيل و«حزب الله» استمر نحو عام وتحوّل مواجهة مفتوحة في سبتمبر (أيلول) 2024. لكن الدولة العبرية واصلت شنّ ضربات في لبنان وأبقت على وجود عسكري في مناطق حدودية، مشددةً على أنها لن تتيح للحزب الذي تكبّد خسائر كبيرة خلال الحرب إعادة بناء قدراته.
ورأى قاسم في كلمته أن «الدولة مسؤولة عن المتابعة بالضغط على الدولتين الراعيتين، أميركا وفرنسا، وكذلك على الأمم المتحدة ومجلس الأمن وقوات الطوارئ الدولية» لوقف الغارات الإسرائيلية على لبنان.
وأضاف: «على الدولة أن تضغط، والضغط الذي مارسته الدولة حتى الآن هو ضغط ناعم وبسيط، لا يرقى إلى أكثر من بعض التحركات وبعض التصريحات. هذا أمر غير مقبول»، مؤكداً في الوقت نفسه أن حزبه التزم تطبيق بنود اتفاق وقف إطلاق النار.
وطالب الدولة اللبنانية بأن «تتحرك بشكل أكبر وبشكل يومي وبشكل متفاعل»، مضيفاً: «استدعوا سفراء الدول الخمس الكبرى، ارفعوا شكاوى إلى مجلس الأمن، استدعوا السفيرة الأميركية دائماً لأنها لا تعمل بشكل صحيح وتنحاز لإسرائيل ولا تقوم بدورها في الرعاية».
وقال: «تحركوا بطريقة دبلوماسية بشكل أوسع وأكبر»، وتابع: «اضغطوا على أميركا، أفهموها أنّ لبنان لا ينهض من دون وقف العدوان».
وتتولى لجنة خماسية تضم لبنان وإسرائيل، إضافة إلى الولايات المتحدة وفرنسا والأمم المتحدة، مراقبة اتفاق وقف النار. ونص الاتفاق على انسحاب مقاتلي «حزب الله» من المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني في جنوب لبنان، وتفكيك بناه العسكرية فيها، في مقابل تعزيز الجيش وقوة الأمم المتحدة الموقتة (يونيفيل) لانتشارهما قرب الحدود مع إسرائيل.
ويطالب لبنان المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لوقف هجماتها والانسحاب من خمسة مرتفعات في جنوب البلاد أبقت قواتها فيها بعد انقضاء مهلة انسحابها بموجب الاتفاق. ويؤكد لبنان التزامه بالبنود، محمّلاً إسرائيل مسؤولية عدم احترامها.
أكثر من 50 «هدفاً إرهابياً»
من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه هاجم خلال الشهر الأخير أكثر من 50 «هدفاً إرهابياً» في أنحاء لبنان.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، في بيان على منصة «إكس»، إن غارات الجيش نُفّذت «بعد خروقات للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان، التي شكلت تهديداً لدولة إسرائيل ومواطنيها».
هاجم جيش الدفاع أمس منطقة الضاحية الجنوبية في بيروت ودمر بنية تحتية استخدمت لتخزين صواريخ دقيقة تابعة لجماعة «حزب الله»، وفق أدرعي.
#عاجل مشاهد من استهداف البنية التحتية التي أستخدمت لتخزين صواريخ دقيقة في ضاحية بيروت الجنوبيةهاجم جيش الدفاع يوم أمس في منطقة الضاحية الجنوبية في بيروت ودمر بنية تحتية أستخدمت لتخزين صواريخ دقيقة تابعة لحزب الله الإرهابي.خلال الشهر الأخير هاجم جيش الدفاع أكثر من 50... pic.twitter.com/ask8cFzxkV
— افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee) April 28, 2025
ونشر أدرعي مشاهد قال إنها من استهداف البنية التحتية التي استخدمت لتخزين صواريخ دقيقة في ضاحية بيروت الجنوبية.