باسيل متردد بفصل نواب خشية تضعضع داخلي في «التيار»

أجرى استطلاع رأي لتأمين غطاء حزبي

رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل (رويترز)
رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل (رويترز)
TT

باسيل متردد بفصل نواب خشية تضعضع داخلي في «التيار»

رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل (رويترز)
رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل (رويترز)

لم يحسم رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل بعدُ قراره بشأن فصل عضو تكتل «لبنان القوي» النائب آلان عون من التيار. هو لا يزال يحاول أن يستوعب استباقياً أي ردات فعل على هكذا قرارات تؤدي لتقلص إضافي لعدد نواب «لبنان القوي» كما قد تؤدي لاستقالات لمحازبين.

وصدر عن باسيل الثلاثاء الماضي سلسلة مواقف أوحت بأنه قد يكون اقترب من إعلان فصل عون الذي تم استدعاؤه إلى المجلس التحكيمي داخل «التيار» مرتين بحجة مخالفته قرارات وتعليمات القيادة. ويأخذ باسيل على عون بشكل أساسي أنه لم يلتزم بالتصويت للوزير السابق جهاد أزعور خلال الجلسة التي انعقدت لانتخاب رئيس في يونيو (حزيران)، علماً أن النائب عون لم يعلن عدم التصويت له، بل رفض خلال مشادّة بينهما الإفصاح عن الاسم الذي اقترع لصالحه، بخلاف نائب رئيس المجلس النيابي الياس بوصعب الذي أعلن صراحة عدم التزامه بالتصويت لأزعور، ما أدى مؤخراً لفصله من «الوطني الحر».

واعتبر باسيل خلال حفل عشاء شارك فيه الرئيس السابق ميشال عون الثلاثاء أن «الحفاظ على (التيار) أهم من الحفاظ على أي فرد فيه؛ لأن (التيار) أكبر من أي فرد، أكبر مني ومن أي واحد منا»، وتساءل: «هل تتخيلون نائباً من أحزاب ثانية، يصوّت لمرشّح خلافاً لقرار حزبه ويبقى فيه، أو يخرج على الإعلام ويتحدث خلافاً لسياسة حزبه ويبقى فيه، أو يقوم بسفرات ولقاءات واجتماعات ومبادرات وسياسات مغايرة لسياسة حزبه ومن دون علم حزبه ويبقى فيه؟».

ولعل ما رجّح فرضية اقتراب إعلان فصل عون هو إجراء «التيار» استطلاع رأي داخلياً حزبياً عبر تطبيق خاص به، ورد فيه أسئلة من نوع: «هل تقبل أن يكون للنواب والمسؤولين في التيار سلوك ومواقف وتصريحات لا تلتزم بسياسة التيار وقراراته ونظامه؟»، كما سؤال: «هل توافق أن التيار أكبر من أي فرد فيه ولو كلّف الحفاظ عليه خسارة أي نائب أو مسؤول فيه؟».

وتؤكد المعلومات أن مؤسس «التيار» العماد ميشال عون يغطي أي قرار يتخذه باسيل في مجال فصل غير الملتزمين من النواب والقياديين. هو غطى فصل بوصعب وترك لباسيل اتخاذ القرار بما يتعلق بابن شقيقته آلان عون.

وقالت مصادر نيابية قريبة من باسيل لـ«الشرق الأوسط» إنه «بعكس ما يشاع، فإن قرار الفصل لم يُتخذ ولا يزال هناك نقاشات ومحاولات لعدم الوصول إلى اتخاذ هكذا قرارات».

ويعتبر مؤيدون لباسيل أن «ما يقوم به طبيعي ومفهوم جداً، وهو يحصل في كل الأحزاب لكن بعيداً عن الأضواء»، ويرون أن «ترك الحرية لكل نائب أو قيادي باتخاذ القرارات التي تناسبه يضرب مفهوم الانتماء الحزبي ويؤدي إلى تضعضع (التيار) وإضعافه».

النائب آلان عون (أرشيفية)

بالمقابل، استهجن مصدر قيادي في «لبنان القوي»، معارض لباسيل، إصرار الأخير على الخروج لـ«نشر غسيل (التيار) ومهاجمة نواب التكتل وقيادات مؤسسة له بالعلن»، معتبراً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «ما يريده بات واضحاً، ومفاده الاستئثار بقرارات الحزب وإقصاء كل من يرفع الصوت للتعبير عن رأي آخر». وقال المصدر: «يعي النواب الذين يعارضون هذا الأداء أنه في حال إقصاء أحدهم فإنه سيأتي الدور عليهم؛ لذلك هم راهناً يد واحدة وصوت واحد».

ولطالما تم التداول بأسماء 5 نواب يعارضون علناً طريقة قيادة باسيل لـ«التيار» ويرفضون ما يقولون إنه «استئثار» باتخاذ القرارات. وتشير المعلومات إلى أنه في حال فصل عون فإن نواباً آخرين قد يستقيلون من «التيار»، ما يجعل على الأرجح باسيل يتريث في التعامل مع الملف؛ لأن من شأن ذلك أن يؤدي لتقلص كتلة «لبنان القوي» التي تقلصت من 21 نائباً إلى 19 مع خروج النائب الياس بوصعب منها، ومن قبله وزير الصناعة والنائب جورج بوشكيان بعد فصله من حزب «الطاشناق». ولم يتضح ما إذا كان النائب محمد يحيى الذي انضم إلى تكتل «التوافق الوطني» لا يزال جزءاً من «لبنان القوي»، مع العلم أن نائبي «الطاشناق» والنائب يحيى لم يلتزموا أصلاً بالتصويت لأزعور وصوتوا لرئيس «المردة» سليمان فرنجية.


مقالات ذات صلة

بايدن يأمر بـ«حماية» اللبنانيين من الإبعاد عن أميركا

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي جو بايدن في المكتب البيضوي في واشنطن العاصمة (أ.ف.ب)

بايدن يأمر بـ«حماية» اللبنانيين من الإبعاد عن أميركا

أمر الرئيس جو بايدن بحماية اللبنانيين الموجودين على الأراضي الأميركية من خطر الإبعاد مدة تصل إلى 18 شهراً، فيما يؤثر على زهاء 12 ألف شخص، بينهم 1700 طالب.

علي بردى (واشنطن)
المشرق العربي الدخان يتصاعد في جنوب لبنان إثر قصف إسرائيلي استهدف المنطقة (رويترز)

إسرائيل تتوعّد بتغيير الواقع الأمني عند الحدود... و«حزب الله» مستعد للمواجهة

يواصل المسؤولون الإسرائيليون تهديداتهم، متوعدين «بتغيير الواقع الأمني على الجبهة الشمالية»، وفق الجنرال أوري غوردين، الذي قال: «إن الهجوم سيكون حاسماً وقاطعاً».

كارولين عاكوم (بيروت)
يوميات الشرق نجوم الأغنية المصرية في التسعينات غنّوا روائع الذاكرة (الشرق الأوسط)

نجوم التسعينات في مصر أشعلوا الذاكرة وأبهجوا بيروت

نجوم الأغنية المصرية في التسعينات، حسام حسني وحميد الشاعري ومحمد فؤاد وهشام عباس وإيهاب توفيق، غنّوا روائع الذاكرة في حفل بيروتي حضره الآلاف.

فاطمة عبد الله (بيروت)
المشرق العربي قائد الجيش العماد جوزاف عون (مديرية التوجيه)

باسيل يسعى لإسناد قيادة الجيش اللبناني بالوكالة للواء صعب

يسعى رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل لإسناد قيادة الجيش اللبناني بالوكالة للواء بيار صعب مستبقاً التمديد للعماد جوزاف عون.

محمد شقير (بيروت)

50 ألف باكستاني اختفوا في العراق

باكستانيون خلال مشاركتهم في طقوس «عاشوراء» بمدينة كراتشي (إ.ب.أ)
باكستانيون خلال مشاركتهم في طقوس «عاشوراء» بمدينة كراتشي (إ.ب.أ)
TT

50 ألف باكستاني اختفوا في العراق

باكستانيون خلال مشاركتهم في طقوس «عاشوراء» بمدينة كراتشي (إ.ب.أ)
باكستانيون خلال مشاركتهم في طقوس «عاشوراء» بمدينة كراتشي (إ.ب.أ)

فجر وزير باكستاني مفاجأة مدوية حين أعلن اختفاء 50 ألفاً من مواطنيه في العراق، ودفع حكومة بغداد سريعاً إلى فتح تحقيق في تسربهم خلال زيارتهم المراقد الدينية في البلاد بمناسبة شهر محرم.

ونقلت صحيفة «الأمة» الباكستانية عن وزير الشؤون الدينية، شودري حسين، أن عدداً كبيراً من الزائرين الباكستانيين اختفوا في العراق خلال السنوات الماضية.

وقال الوزير، إن حكومة إسلام آباد تتخذ خطوات للتحقق من الأشخاص الذين يسافرون إلى الخارج بوسائل غير قانونية.

وأُبلغت اللجنة الدائمة للشؤون الدينية والوئام بين الأديان في البرلمان الباكستاني أن نحو 50 ألف زائر باكستاني اختفوا في العراق حتى الآن.

ونتيجة لذلك، اقترحت اللجنة «سياسة جديدة للرحلات إلى الأماكن المقدسة في بلدان مختلفة»، من بينها العراق، وقد تم إرسالها إلى مجلس الوزراء الفيدرالي للموافقة عليها.

بدورها، كشفت صحيفة «أخبار العالم» الباكستانية، أن «جوازات سفر الباكستانيين يتم جمعها وحجزها عند المنافذ الحدودية من العراقيين، قبل أن ينتظموا في قوافل تنقسم إلى 136 مجموعة».

إسلام آباد تعتزم تنظيم الزيارات الدينية بعد اختفاء 50 ألف باكستاني في العراق (إ.ب.أ)

مخاوف عراقية

وضجت مواقع التواصل الاجتماعي بشتى التعليقات بين ساخر وساخط، وعاد من جديد الحديث عن ملف العمالة غير الشرعية في البلاد.

وكتب السياسي العراقي، مشعان الجبوري، في منصة «إكس»، إن ما أعلنه الوزير الباكستاني يتطلب من الحكومة العراقية التعليق، «لما يُمكن أن يشكله هؤلاء من مخاطر على الأمن وتأثير على سوق العمالة».

وتزامن تصريح المسؤول الباكستاني مع إعلان الشرطة العراقية اعتقال 6 باكستانيين في إحدى مناطق بغداد يقومون بأعمال التسليب.

وكانت الاستخبارات العسكرية أعلنت مؤخراً الإطاحة بعصابة خطف وابتزاز مكونة من 9 باكستانيين في منطقة الشعب ببغداد، مبينة أنها تخطف أجانب وتساومهم على مبالغ مادية.

وقالت الاستخبارات في بيان صحافي: «إنه بعد استحصال الموافقات القضائية اللازمة، تمكنت مفارز مديرية استخبارات وأمن بغداد التابعة إلى المديرية العامة للاستخبارات والأمن بوزارة الدفاع، من إلقاء القبض على عصابة متخصصة بعمليات خطف وابتزاز بمنطقة الشعب في بغداد، تتكون من (9) متهمين من جنسيات باكستانية، كانت تقوم بخطف أشخاص من جنسيات أجنبية أخرى وابتزازهم مقابل مبالغ مالية، وأحيلوا إلى الجهات المختصة أصولياً لإكمال أوراقهم التحقيقية».

حشد من الزوار على الطريق من النجف إلى كربلاء (أ.ف.ب)

العراق يحقق

وفي أول تعليق حكومي، أعرب وزير العمل العراقي، أحمد الأسدي، عن قلقه واستنكاره لتزايد عدد العمالة غير القانونية في البلاد، مؤكداً أن وزارته ستحقق في اختفاء آلاف الباكستانيين في العراق، وأن هذا الأمر «سيكون محل اهتمام للتحقق واتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة بحقهم».

وقال الأسدي في بيان صحافي: «إن العراق شهد توافد سياح من مختلف البلدان خلال الأيام الماضية، من بينهم الباكستانيون، إلا أن العديد منهم بدأوا بالانخراط في سوق العمل دون التصاريح القانونية المطلوبة».

وأوضح الوزير أن «هذه الظاهرة تؤثر سلباً على الاقتصاد الوطني وتنافسية سوق العمل»، مؤكداً أن «الوزارة لن تتهاون في اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضد المخالفين».

وشدد الأسدي على «التعاون بين الجهات المعنية لضمان تطبيق القوانين واللوائح الخاصة بالعمالة لمختلف الوافدين الأجانب للبلاد».

وأكد الوزير أن «العراق يرحب بجميع السياح، سواء للسياحة الدينية أو غيرها، من جميع أنحاء العالم، لكنه يشدد على ضرورة احترام القوانين والأنظمة المحلية».

ويتوافد سنوياً، خلال شهر المحرم، الملايين من الزوار المسلمين الشيعة من العراق وخارجه إلى المراقد الدينية في النجف وكربلاء، وتقدر السلطات الأمنية في البلاد عددهم بنحو 20 مليون زائر، خمسة ملايين منهم من دول مختلفة.

وعادة ما تمنح السلطات العراقية لهؤلاء تسهيلات لدخول البلاد بتأشيرات دخول ميسرة.

حملة اعتقالات

وفي تطور لاحق، أعلنت الشرطة العراقية، في مدن مختلفة، اعتقال العشرات من الباكستانيين، يبدو أنهم من الذين تسربوا خلال زيارتهم المراقد الدينية.

وطبقاً لمصدر في الشرطة العراقية، فقد ألقي القبض على 33 باكستانياً لا يحملون سمات دخول رسمية داخل مرقد الشيخ عبد القادر الكيلاني، وسط العاصمة بغداد.

وفي محافظة بابل، قال مصدر أمني محلي، إن الأجهزة الأمنية ألقت القبض على 47 باكستانياً مخالفاً لشروط الإقامة، دون المزيد من التفاصيل.