إسرائيل تقصف مستودع ذخيرة لـ«حزب الله» بجنوب لبنان

دخان يتصاعد جراء القصف الإسرائيلي على كفر كلا جنوب لبنان (أ.ف.ب)
دخان يتصاعد جراء القصف الإسرائيلي على كفر كلا جنوب لبنان (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تقصف مستودع ذخيرة لـ«حزب الله» بجنوب لبنان

دخان يتصاعد جراء القصف الإسرائيلي على كفر كلا جنوب لبنان (أ.ف.ب)
دخان يتصاعد جراء القصف الإسرائيلي على كفر كلا جنوب لبنان (أ.ف.ب)

أفادت وسائل إعلام رسمية لبنانية أنّ غارة إسرائيلية على بلدة في جنوب البلاد، يوم السبت، استهدفت «مستودع ذخائر» ما أدّى إلى إصابة ثلاثة أشخاص بجروح طفيفة. وقالت ثلاثة مصادر أمنية لوكالة «رويترز» إن المستودع تابع لجماعة «حزب الله».

وجاءت الغارة على بُعد 30 كيلومتراً من الحدود مع إسرائيل بعد أن أعلن «حزب الله» وحليفته الفلسطينية «حماس» أنّهما أطلقا وابلاً من الصواريخ على مواقع إسرائيلية.

وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية أنّ «الغارة على بلدة عدلون استهدفت مستودع ذخائر»، بعد أن كانت قد تحدثت سابقاً عن غارة إسرائيلية على البلدة التي تقع بين مدينتي صيدا وصور، حيث «تستمرّ انفجارات الصواريخ» و«طالت أكثر من بلدة (...) ما أدّى لإصابة 3 مواطنين إصابات خفيفة».

ويتبادل «حزب الله» القصف بشكل شبه يومي مع القوات الإسرائيلية منذ أدّى الهجوم الذي شنّته حركة «حماس» في 7 أكتوبر (تشرين الأول) على جنوب إسرائيل إلى اندلاع الحرب في قطاع غزة.

وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام عن قطع أوتوستراد صيدا صور بالاتجاهين وتحويل السير إلى الطرقات الداخلية. وتطايرت شظايا الانفجارات إلى القرى المجاورة للبلدة، حيث سقطت إحداها في بلدة برج رحال.

وفي وقت سابق السبت، ذكرت الوكالة الوطنية في لبنان أنّ مواطنين سوريين، بينهم أطفال، أصيبوا بعد أن استهدفت «مسيّرة معادية سيارة رباعية الدفع فارغة» بالقرب من خيمتهم، على بُعد أقلّ من أربعة كيلومترات من الحدود.

وأسفرت أعمال العنف منذ أكتوبر (تشرين الأول) عن مقتل 515 شخصاً على الأقلّ في لبنان، بحسب تعداد لوكالة الصحافة الفرنسية. ومعظم القتلى من المقاتلين، لكن بينهم 104 مدنيين على الأقل.

وفي الجانب الإسرائيلي، قُتل 18 عسكرياً و13 مدنياً، بحسب السلطات الإسرائيلية.


مقالات ذات صلة

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن

شؤون إقليمية ميناء إيلات (أرشيفية - رويترز)

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن

قال الجيش الإسرائيلي إن صفارات الإنذار من الغارات الجوية انطلقت في مدينة إيلات، في وقت مبكر الأحد، مما دفع السكان إلى الفرار إلى الملاجئ.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
الولايات المتحدة​ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في طوكيو 8 نوفمبر 2023 (د.ب.أ)

الخارجية الأميركية تنتقد قرار محكمة العدل الدولية بشأن الاحتلال الإسرائيلي

أصدرت الخارجية الأميركية هذا اليوم السبت بياناً بشأن قرار محكمة العدل الدولية بأن الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية غير قانوني.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة (وفا)

الرئاسة الفلسطينية: لا شرعية لأي خطوة على أرضنا لم يقبل بها شعبنا

أكد الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة أن الشعب الفلسطيني وقيادته، الممثلة بـ«منظمة التحرير الفلسطينية»، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.

«الشرق الأوسط» (الضفة الغربية)
المشرق العربي وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال إلقائه كلمة في منتدى «أسبن» الأمني في كولورادو (إ.ب.أ)

بلينكن: وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حماس» قريب من «الهدف النهائي»

قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، إن وقف إطلاق النار، الذي طال انتظاره بين إسرائيل وحركة «حماس»، أصبح يلوح في الأفق.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم العربي صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

الحوثيون يتبنّون أول هجوم مميت باتجاه إسرائيل منذ نوفمبر 2023

تبنّت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، الجمعة، أول هجوم مميت ضد إسرائيل بطائرة مسيّرة استهدفت تل أبيب وأدت إلى مقتل شخص وإصابة أربعة آخرين.

علي ربيع (عدن)

أوساط «حزب الله» تقلل من مخاوف توسعة الحرب في لبنان

مواطن لبناني يقف أمام منزله المدمّر بغارة إسرائيلية استهدفت بلدة عدلون الجنوبية ليل الجمعة - السبت الماضي (أ.ب)
مواطن لبناني يقف أمام منزله المدمّر بغارة إسرائيلية استهدفت بلدة عدلون الجنوبية ليل الجمعة - السبت الماضي (أ.ب)
TT

أوساط «حزب الله» تقلل من مخاوف توسعة الحرب في لبنان

مواطن لبناني يقف أمام منزله المدمّر بغارة إسرائيلية استهدفت بلدة عدلون الجنوبية ليل الجمعة - السبت الماضي (أ.ب)
مواطن لبناني يقف أمام منزله المدمّر بغارة إسرائيلية استهدفت بلدة عدلون الجنوبية ليل الجمعة - السبت الماضي (أ.ب)

يتعامل مصدر نيابي لبناني بارز مع الغارة الإسرائيلية على مستودع للسلاح يعود لـ«حزب الله»، ويقع في بلدة عدلون الساحلية الجنوبية، على أنها تأتي في سياق إصرار إسرائيل على «استدراج» الحزب لتوسعة الحرب.

وهذا «لن يحدث»، كما يقول المصدر النيابي لـ«الشرق الأوسط»، مؤكداً أن «رد الحزب يبقى تحت سقف الضغط على إسرائيل لمنعها من تجاوز قواعد الاشتباك التي يحرص على الحفاظ عليها من دون أن يسمح لها بالتمادي في عدوانها باستهدافها بلدات لبنانية غير مشمولة بمنطقة جنوب الليطاني، وقيادات وكوادر عسكرية على امتداد منطقة البقاع».

ويلفت إلى أن استهداف الحزب للعمق الإسرائيلي يأتي رداً على استهداف تل أبيب للعمق اللبناني، ويقول إن «المواجهة المشتعلة في الجنوب لا تزال محكومة بمعادلة توازن الردع، وأن الحزب سيرد بالمثل على خرقها قواعد الاشتباك».

مواطن لبناني يقف أمام منزله المدمّر بغارة إسرائيلية استهدفت بلدة عدلون الجنوبية ليل الجمعة - السبت الماضي (أ.ب)

ويكشف المصدر نفسه أن رئيس المجلس النيابي نبيه بري ينطلق في استبعاده لتوسعة الحرب راهناً، من أن الوسيط الأميركي أموس هوكستين، بتواصله معه، ولا يزال يأمل بالتوصل إلى وقف للنار على الجبهة الغزاوية، ويُفترض أن ينسحب تلقائياً على جنوب لبنان، ما يسمح له بالانتقال إلى بيروت للتفاوض معه للبحث في التسوية التي تعيد الهدوء والاستقرار إلى الجبهة الشمالية على قاعدة تطبيق القرار 1701.

خطة نتنياهو الأميركية

ويؤكد المصدر أن رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، الذي يستعد للتوجه في الساعات المقبلة إلى واشنطن للقاء الرئيس الأميركي جو بايدن، وإلقاء خطاب أمام الكونغرس الأميركي، يسعى إلى فرض أمر واقع في الجنوب لتحسين شروطه، سواء بالتفاوض غير المباشر مع «حماس» للتوصل إلى اتفاق لوقف النار في غزة، أم من خلال الوسيط الأميركي المكلف بتهدئة الوضع في جنوب لبنان. ويقول إن الجميع ينتظرون النتائج التي ستؤول إليها حصيلة المحادثات التي سيجريها نتنياهو مع كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية، وستكون موضع مواكبة دقيقة على المستوى الرسمي. ويرى أن وجود نتنياهو في واشنطن يشكل محطة لاختبار مدى استعداد الإدارة الأميركية لترجمة ما تعهّدت به لجهة استبعادها توسعة الحرب لتشمل جنوب لبنان، وهذا ما تنصح به القيادات اللبنانية و«حزب الله»، وإنما بالواسطة، سواء عبر باريس أم من خلال التواصل بين الحزب وألمانيا ممثلة بنائب مدير مخابراتها.

عينة من التوسعة

وفي هذا السياق، يؤكد مصدر سياسي بارز أن الحزب يبلّغ كل من يتواصل معه، بدءاً بقيادة القوات الدولية «يونيفيل» في جنوب لبنان وانتهاءً بفرنسا، بأنه لا نية لديه لتوسعة الحرب، لكنه لن يبقى صامتاً في حال تجاوزت تل أبيب الخطوط الحمر، وسيضطر للتعامل معها بالمثل. ويقول إن ما يشهده الجنوب حالياً ما هو إلا عيّنة من توسعة الحرب، رغم أن جهات رسمية رفيعة تستبعد تدحرج الوضع نحو التوسعة الشاملة، وإن كانت تبدي ارتياحها للتطمينات، وتحديداً الأوروبية والأميركية منها بعدم توسعتها، مع أنها ليست قاطعة، على الأقل من وجهة نظرها.

وتراهن هذه الجهات، كما تقول مصادرها لـ«الشرق الأوسط»، على قدرة الحزب في ضبطه للمسار العام للمواجهة العسكرية مع إسرائيل تقديراً منه لدقة الوضع، وبالتالي فإن قيادته الميدانية لن تقدم في ردّها على تمادي إسرائيل في عدوانها على سوء تقدير يمكن أن يؤدي إلى تدحرج الوضع نحو توسعة الحرب.

ولم تستبعد هذه المصادر أن يشهد الجنوب، مع استعداد نتنياهو للتوجه إلى واشنطن، تصعيداً غير مسبوق، انطلاقاً من إصراره على اتباع الدبلوماسية الساخنة لفرض شروطه على جبهتي غزة والجنوب، هذا في حال أنه لن يجنح نحو توسعة الحرب لافتقاده الغطاء السياسي الأميركي، ما دامت واشنطن لا تحبذها، كما تقول، لقطع الطريق على زعزعة الاستقرار في المنطقة، إلا إذا أعادت النظر في موقفها.

نقطة تلاقٍ إيرانية ــ أميركية

فالحفاظ على عدم زعزعة الاستقرار في المنطقة يشكل نقطة للتلاقي مع إيران من موقع الاختلاف، وإن كانت تستخدم أذرعها في المنطقة للضغط من أجل التوصل لوقف النار في غزة، لأنه لا مصلحة لها، كما تقول الجهات نفسها، في اتباع سياسة حرق الأوراق، بينما تمر واشنطن حالياً بمرحلة انتقالية استعداداً للانتخابات الرئاسية في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

هوكستين وبري خلال لقاء سابق في بيروت (رئاسة البرلمان اللبناني)

لذلك، فإن الغارة الإسرائيلية التي استهدفت ميناء الحديدة اليمني لا تهدف فقط للرد على جماعة الحوثي التي أعلنت مسؤوليتها عن إطلاق مسيّرة أصابت مبنى في تل أبيب، وإنما أرادت تل أبيب، وبغطاء أميركي، تمرير رسالة أولية إلى طهران على خلفية دعمها هذه الجماعة، وصولاً للضغط عليها لمراجعة حساباتها لمنعها من استخدام أذرعها في المنطقة.

وعليه، فإن طبيعة المواجهة المشتعلة في الجنوب تبقى مفتوحة على نتائج الزيارة المرتقبة لنتنياهو إلى واشنطن، ولا يمكن عزلها عن المسار العام الذي يُفترض أن تبلغه؛ لأن هناك ضرورة لاستقراء مدى استعداد الإدارة الأميركية لتزخيم تدخلها، الذي لن يكون في متناول اليد ما لم يعمّ أولاً قطاع غزة، وهذا ما يسمح لهوكستين بمعاودة تشغيل محركاته للتوصل إلى تسوية على الجبهة الجنوبية.