الرئاسة الفلسطينية: قرار الكنيست يدفع المنطقة بأسرها إلى الهاوية

68 نائباً إسرائيلياً أيدوا القرار... و9 نواب عرب عارضوه

الرئيس الفلسطيني محمود عباس (رويترز)
الرئيس الفلسطيني محمود عباس (رويترز)
TT

الرئاسة الفلسطينية: قرار الكنيست يدفع المنطقة بأسرها إلى الهاوية

الرئيس الفلسطيني محمود عباس (رويترز)
الرئيس الفلسطيني محمود عباس (رويترز)

رداً على مصادقة الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي على مشروع قرار يرفض إقامة دولة فلسطينية، قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، إنه «لا سلام ولا أمن لأحد دون قيام دولة فلسطينية وفق الشرعية الدولية، والإرهاب هو الاحتلال الذي يشن عدواناً مستمراً لقتل الأطفال والنساء والشيوخ»، وأضاف أن مثل هذه القرارات تؤكد إصرار إسرائيل والائتلاف الحاكم فيها على دفع المنطقة بأسرها إلى الهاوية.

وتابع أبو ردينة أن «حكومة الاحتلال غير معنية بالسلام الذي لن يتحقق دون إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967»، وحمّل الولايات المتحدة أيضاً المسؤولية عن هذه المواقف، «جراء انحيازها ودعمها اللامحدود لإسرائيل». وأضاف أبو ردينة أن الدولة الفلسطينية قائمة باعتراف العالم بأسره، وأن هناك 149 دولة عضواً في الأمم المتحدة تعترف بدولة فلسطين، وما زالت الاعترافات الدولية تتوالى لتؤكد أن «تجسيد قيام دولتنا المستقلة لا يحتاج أذناً أو شرعية من أحد».

وأشار إلى أن قرارات مجلس الأمن الدولي، وقرارات الجمعية العامة، والإجماع الدولي، أوصلت دولة فلسطين إلى عضو مراقب في الأمم المتحدة، ورفع علم دولة فلسطين إلى جانب دول العالم التي اعترفت بها، داعياً دول العالم التي لم تعترف بدولة فلسطين إلى الاعتراف بها فوراً ودعم حصولها على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة «لحماية حل الدولتين وحماية حقوق شعبنا، وفي مقدمته حقه في تقرير المصير».

لقطة عامة تُظهر الكنيست الإسرائيلي (د.ب.أ)

قرار الكنيست

وكانت الهيئة العامة للكنيست قد تبنت فجر يوم الخميس، مشروع قرار طرحه عضو الكنيست زئيف الكين من المعارضة (حزب «يمين جديد» برئاسة غدعون ساعر)، يؤكد موقف البرلمان الإسرائيلي الرافض لإقامة دولة فلسطينية، علماً بأن قراراً شبيهاً اتخذه الكنيست في فبراير (شباط) الماضي، وفيه رفض الاعترافات الدولية «أحادية الجانب» بالدولة الفلسطينية. وحظي القرار القديم في حينه بدعم 99 من مجموع 120 نائباً في الكنيست.

وينص القرار الجديد على أن «الكنيست يعارض بشدة إقامة دولة فلسطينية غرب الأردن»، ويعتبر أن «إقامة دولة فلسطينية في قلب أرض إسرائيل ستشكل خطراً وجودياً على دولة إسرائيل ومواطنيها، وستؤدي إلى إدامة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وزعزعة استقرار المنطقة». كما جاء في نص القرار أنه «لن يستغرق الأمر سوى وقت قصير حتى تستولي (حماس) على الدولة الفلسطينية وتحولها إلى قاعدة إرهابية إسلامية متطرفة، تعمل بالتنسيق مع المحور الذي تقوده إيران للقضاء على دولة إسرائيل».

وأضاف أن «دفع فكرة الدولة الفلسطينية سيكون بمثابة مكافأة للإرهاب، ولن يؤدي إلا إلى تشجيع (حماس) ومؤيديها الذين سيعتبرون ذلك انتصاراً تحقق بفضل مجزرة 7 أكتوبر (تشرين الأول)، ومقدمة لسيطرة الإسلام الجهادي على الشرق الأوسط».

نواب عرب في «الكنيست» يشاركون في اعتصام احتجاجي على العنف في المجتمع العربي (أرشيفية - غيتي)

النواب العرب

وقد لوحظ أن الاقتراح حظي بتأييد من المعارضة والائتلاف، بما في ذلك أحزاب «اليمين الرسمي» و«الليكود»، و«المعسكر الرسمي» بقيادة بيني غانتس، و«شاس»، و«يهدوت هتوراه»، و«عوتسما يهوديت»، و«يسرائيل بيتينو»، و«الصهيونية الدينية». لكن عدد المؤيدين بلغ 68 نائباً وعدد المعارضين 9، هم النواب العرب. وتغيب بشكل تظاهري حزب يائير لبيد وأحزاب اليسار. ولذلك فإن القرار يدل على تراجع معين، والهدف منه هو مزايدة المعارضة على الائتلاف الحكومي.

تجدر الإشارة إلى أن أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حسين الشيخ، اعتبر قرار الكنيست تأكيداً على «عنصرية دولة الاحتلال وضربها للقانون الدولي والشرعية الدولية بعرض الحائط، وإصرارها على نهج وسياسة تكريس الاحتلال إلى الأبد، وغياب الشريك لصنع السلام في الجانب الإسرائيلي، ونسف كل الاتفاقيات الموقعة».

وأضاف الشيخ في تغريدة نشرها عبر حسابه في «إكس»، يوم الخميس، أن ذلك يتطلب قرارات سياسية جريئة وحاسمة من الأطر القيادية الفلسطينية كافة لتجسيد الدولة الفلسطينية كدولة تحت الاحتلال، وأن على دول العالم المترددة في الاعتراف بدولة فلسطين أن تعترف فوراً بها؛ رداً على قرار الكنيست وحماية حل الدولتين.


مقالات ذات صلة

إسرائيل تدرس نقل السيطرة على معبر رفح إلى الاتحاد الأوروبي وفلسطينيين

المشرق العربي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (د.ب.أ)

إسرائيل تدرس نقل السيطرة على معبر رفح إلى الاتحاد الأوروبي وفلسطينيين

يدرس مسؤولون إسرائيليون نقل السيطرة على معبر رفح الحدودي في غزة إلى الاتحاد الأوروبي وفلسطينيين وفقاً لما ذكرته مصادر مطّلعة.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب )
المشرق العربي عناصر من «الحشد الشعبي» في العراق خلال عملية تمشيط (أرشيفية - الحشد الشعبي عبر «تلغرام»)

انفجار في مستودع «للدعم اللوجيستي» تابع لـ«الحشد الشعبي» جنوب بغداد

وقع انفجار، الخميس، في مستودع «للدعم اللوجيستي» تابع لـ«الحشد الشعبي» يقع جنوب بغداد، وفق ما أفاد مسؤولون.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي تصاعد الدخان جراء الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان (أ.ف.ب)

مقتل قائد ميداني لـ«حزب الله» في ضربة إسرائيلية بجنوب لبنان

قالت 3 مصادر أمنية، اليوم (الخميس)، إن شخصين على الأقل قتلا، وأصيب أكثر من 10 في ضربة إسرائيلية استهدفت منزلاً من 3 طوابق في جميجمة، جنوب لبنان.

«الشرق الأوسط» (بيروت )
شؤون إقليمية إرسال أوامر استدعاء للتجنيد الإلزامي لنحو ألف من الرجال اليهود المتشددين (رويترز)

الجيش الإسرائيلي يعتزم استدعاء ألف من اليهود «الحريديم» للخدمة العسكرية

قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إنه سيجري إرسال أوامر استدعاء للتجنيد الإلزامي لنحو ألف من اليهود «الحريديم» تتراوح أعمارهم بين 18 و26 عاماً.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي دمار هائل في خان يونس بجنوب قطاع غزة نتيجة القصف الإسرائيلي (رويترز)

المبعوث الأميركي للشرق الأوسط يتوجه إلى المنطقة لإجراء محادثات بشأن غزة

قال مسؤول أميركي إن مبعوث الولايات المتحدة للشرق الأوسط بريت ماكجورك سيتوجه إلى المنطقة اليوم الخميس لإجراء مشاورات بشأن الصراع في غزة

«الشرق الأوسط» (واشنطن )

مقتل قائد ميداني لـ«حزب الله» في ضربة إسرائيلية بجنوب لبنان

تصاعد الدخان جراء الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان (أ.ف.ب)
تصاعد الدخان جراء الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان (أ.ف.ب)
TT

مقتل قائد ميداني لـ«حزب الله» في ضربة إسرائيلية بجنوب لبنان

تصاعد الدخان جراء الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان (أ.ف.ب)
تصاعد الدخان جراء الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان (أ.ف.ب)

قالت 3 مصادر أمنية، اليوم (الخميس)، إن شخصين على الأقل قتلا، وأصيب أكثر من 10 في ضربة إسرائيلية استهدفت منزلاً من 3 طوابق في جميجمة، جنوب لبنان، مضيفة أن البحث عن ناجين تحت الأنقاض لا يزال مستمراً.

هذا، وذكر مصدران أمنيان، لوكالة «رويترز» للأنباء، أن أحد القتيلين في الغارة الإسرائيلية هو قائد ميداني في وحدة «الرضوان» التابعة لـ«حزب الله».

وأوضح المصدران أن حبيب معتوق، الذي قتل في الغارة، كان قد حلّ بديلاً لقائد آخر في وحدة «الرضوان» قُتل في هجوم إسرائيلي في وقت سابق من العام الحالي. وأضافا أن معتوق قُتل في واحدة من عدة غارات استهدفت بلدتي صفد البطيخ والجميجمة الواقعتين على الحدود. وقال مدير مستشفى تبنين الحكومي، محمد حمادي، لـ«رويترز»، إن 18 جريحاً وصلوا إلى المستشفى بعد الغارات، منهم اثنان في حالة حرجة.

وهناك تبادل لإطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله» منذ أن أعلنت عن تشكيل «جبهة إسناد»، ودعم للفلسطينيين بعد وقت قصير من هجوم حركة «حماس» على بلدات إسرائيلية على الحدود مع قطاع غزة في 7 أكتوبر (تشرين الأول)، وما تلته من حملة عسكرية إسرائيلية مستمرة على القطاع الفلسطيني منذ ذلك الحين. وتشير إحصاءات «رويترز» إلى أن تبادل إطلاق النار عبر الحدود بين إسرائيل ولبنان تسبب في مقتل أكثر من 100 مدني، وأكثر من 300 من مقاتلي «حزب الله» في لبنان، كما أدى إلى دمار في بلدات وقرى حدودية لبنانية، لم تشهده المنطقة منذ حرب 2006.