«حماس» تؤكد أن الضيف «بخير» بعد غارة خان يونس

هنية اتهم نتنياهو بـ«وضع عراقيل» تحول دون التوصّل إلى اتفاق

فلسطينيون يحملون جثمان أحد القتلى من موقع القصف إسرائيلي بمنطقة المواصي في خان يونس أمس (أ.ب)
فلسطينيون يحملون جثمان أحد القتلى من موقع القصف إسرائيلي بمنطقة المواصي في خان يونس أمس (أ.ب)
TT

«حماس» تؤكد أن الضيف «بخير» بعد غارة خان يونس

فلسطينيون يحملون جثمان أحد القتلى من موقع القصف إسرائيلي بمنطقة المواصي في خان يونس أمس (أ.ب)
فلسطينيون يحملون جثمان أحد القتلى من موقع القصف إسرائيلي بمنطقة المواصي في خان يونس أمس (أ.ب)

أكد قيادي كبير في حركة «حماس»، الأحد، أن قائد «كتائب القسام» محمد الضيف «بخير ويشرف مباشرة على عمليات القسام والمقاومة»، وفق ما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية.

وكانت إسرائيل قد أعلنت أن الهجوم الدامي على مخيم للنازحين بمنطقة النواصي في خان يونس أمس، يستهدف الضيف، من دون تأكيد مقتله.

وأضاف القيادي أن الحركة قررت وقف المفاوضات للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة، مندداً بـ«عدم جدية الاحتلال» و«ارتكاب المجازر بحق المدنيين العزّل». وقال إن «رئيس المكتب السياسي لـ(حماس) إسماعيل هنية، أبلغ الوسطاء وبعض الأطراف الإقليمية خلال جولة اتصالات ومحادثات هاتفية بقرار (حماس) بوقف المفاوضات، بسبب عدم جدية الاحتلال وسياسة المماطلة والتعطيل المستمرة وارتكاب المجازر بحق المدنيين العزل».

لكن عضو المكتب السياسي لحركة «حماس»، عزت الرشق نفى في وقت لاحق قرار وقف المفاوضات رداً على مجزرة المواصي. ونقل «المركز الفلسطيني للإعلام» عن الرشق قوله، في تصريح صحافي، إن «التصعيد النازي ضد شعبنا من قبل نتنياهو وحكومته النازية، أحد أهدافه قطع الطريق على التوصل لاتفاق يوقف العدوان على شعبنا، وهو ما أصبح واضحا لدى الجميع».

سيدات فلسطينيات يبكين بعد فقدان أقارب لهم في الغارة الإسرائيلية الجوية على المواصى في خان يونس أمس (د.ب.أ)

واتهم هنية في وقت سابق، رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، بـ«وضع عراقيل» تحول دون التوصّل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، من خلال «المجازر البشعة التي ارتكبها جيش الاحتلال»، وفقاً لبيان صادر عن الحركة.

ودعا هنية الوسطاء الدوليين إلى التحرك بعد غارتين إسرائيليتين في غزة أسفرتا عن مقتل نحو 100 شخص، وفقاً لمسؤولين فلسطينيين، حسبما أفادت «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأعلنت إسرائيل أمس (السبت)، أنّها استهدفت اثنين من قادة «حماس»؛ أحدهما قائد جناحها العسكري في جنوب قطاع غزة.

وأسفرت الضربة الأولى التي استهدفت مخيّم المواصي للنازحين في جنوب القطاع، عن مقتل 90 شخصاً على الأقل وإصابة 300 بجروح، وفقاً لوزارة الصحة في غزة.

واستهدفت الغارة الثانية مسجداً في مخيّم الشاطئ غرب مدينة غزة، حيث أفاد «الدفاع المدني» الفلسطيني عن مقتل 20 شخصاً.

وندّد هنية بتصريحات نتنياهو «التي اشتملت على شروط ونقاط جديدة لم ترد في ورقة التفاوض» التي اقترحها للمرة الأولى الرئيس الأميركي جو بايدن في مايو (أيار). وقال إنّ هذا مرتبط أيضاً بـ«المجازر البشعة التي ارتكبها جيش الاحتلال اليوم». ودعا هنية الدول الوسيطة إلى «القيام بما يلزم مع الإدارة الأميركية وغيرها لوقف هذه المجازر».

وندّدت قطر ومصر بالغارتين الإسرائيليتين.


مقالات ذات صلة

واشنطن تُلمّح إلى «اتفاق وشيك»... هل اقترب الوسطاء من «هدنة غزة»؟

شمال افريقيا طفلة فلسطينية على رأسها وعاء بينما يتجمع آخرون بانتظار الطعام في شمال قطاع غزة (رويترز)

واشنطن تُلمّح إلى «اتفاق وشيك»... هل اقترب الوسطاء من «هدنة غزة»؟

تلميحات أميركية إلى «اتفاق وشيك» بشأن الهدنة في غزة، أعادت الزخم من جديد للأزمة، في ظل حديث مسؤولين بارزين بإسرائيل عن أن «الظروف مهيأة» لصفقة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي دخان يتصاعد بعد غارة جوية إسرائيلية على قرية الخيام جنوب لبنان قرب الحدود مع إسرائيل (أ.ف.ب)

المبعوث الأوروبي للشرق الأوسط: نعمل على تجنب اندلاع حرب إقليمية

تقوض الحرب بقطاع غزة الآمال الضعيفة في التوصل إلى سلام دائم بين إسرائيل والفلسطينيين، لكن المبعوث الخاص للاتحاد الأوروبي إلى الشرق الأوسط مصمم على المضي قدماً.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب )
المشرق العربي مركز لتوزيع المساعدات الغذائية في بيت لاهيا بشمال قطاع غزة الخميس (أ.ف.ب)

الرئاسة الفلسطينية ترفض نشر أي قوات أجنبية في غزة

رفضت الرئاسة الفلسطينية نشر أي قوات غير فلسطينية في قطاع غزة، قائلة إن «الأولوية» لوقف العدوان الإسرائيلي، و«ليس الحديث عن اليوم التالي للحرب».

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي غارة إسرائيلية على مبنى سكني في النصيرات وسط قطاع غزة السبت (رويترز)

نتنياهو يبطئ صفقة غزة... وينقل التفاوض إلى واشنطن

قالت مصادر إسرائيلية إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، سينقل مباحثات التهدئة في غزة إلى واشنطن، حيث يخطط لعقد لقاء مع الرئيس جو بايدن، وإلقاء خطاب أمام الكونغرس.

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة (وفا)

الرئاسة الفلسطينية: لا شرعية لأي خطوة على أرضنا لم يقبل بها شعبنا

أكد الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة أن الشعب الفلسطيني وقيادته، الممثلة بـ«منظمة التحرير الفلسطينية»، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.

«الشرق الأوسط» (الضفة الغربية)

حرب إسرائيل و«حزب الله» تتصاعد ميدانياً وتتوسع جغرافياً

الدخان يتصاعد في كريات شمونة نتيجة إطلاق صاروخ من جنوب لبنان (إ.ب.أ)
الدخان يتصاعد في كريات شمونة نتيجة إطلاق صاروخ من جنوب لبنان (إ.ب.أ)
TT

حرب إسرائيل و«حزب الله» تتصاعد ميدانياً وتتوسع جغرافياً

الدخان يتصاعد في كريات شمونة نتيجة إطلاق صاروخ من جنوب لبنان (إ.ب.أ)
الدخان يتصاعد في كريات شمونة نتيجة إطلاق صاروخ من جنوب لبنان (إ.ب.أ)

يواصل «حزب الله» وإسرائيل حربهما المفتوحة على كل الاحتمالات بعدما لجآ مؤخراً إلى تعديلات جديدة في قواعد الاشتباك، كان أبرزها توسيع رقعة المواجهات.

وبرز السبت دخول «كتائب القسام»، فرع لبنان، مجدداً على خط القتال من الجنوب، إذ أعلنت هذه الكتائب في بيان «قصفها من جنوب لبنان مقر قيادة (اللواء 300 – شوميرا) في القاطع الغربي من الجليل الأعلى، شمال فلسطين المحتلة، برشقة صاروخية رداً على المجازر الصهيونية بحق المدنيين في قطاع غزة».

مستعمرة جديدة في مرمى الحزب

وأعلن «حزب الله»، السبت، إدخال مستعمرة إسرائيلية جديدة إلى «جدول النيران»، رداً على ما قال إنه استهداف لمدنيين، علماً بأنه كان قد أدخل الجمعة 3 مستعمرات جديدة إلى هذا الجدول، تنفيذاً لتهديدات سابقة لأمين عام «حزب الله» حسن نصر الله.

وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» في لبنان بأن «مسيّرة معادية استهدفت سيارة رباعية الدفع فارغة، في خراج برج الملوك، على مفترق الحوش، على الطريق المؤدية إلى مثلث الخيام - الوزاني، ما أدى إلى إصابة عدد من السوريين بشظايا صاروخ، بينهم أطفال كانوا قرب خيمة يسكنون فيها». وفي وقت لاحق، أعلن «حزب الله» أنه «رداً على ‏الاعتداء على المدنيين في بلدة برج الملوك، أدخل مجاهدو المقاومة الإسلامية إلى جدول النيران ‏مستعمرة (دفنا) للمرة الأولى وقصفوها بعشرات صواريخ الكاتيوشا».

كذلك أعلن الحزب عن استهداف «تجمع لجنود العدو الإسرائيلي في محيط موقع المنارة بقذائف المدفعية وأصابوه إصابة مباشرة».

بدورها، نفذت إسرائيل غارة بصاروخين استهدفت منزلين في بلدة حولا من دون أن يؤدي ذلك لوقوع إصابات، كما تعرضت منطقة وادي الدلافة، في بلدة حولا، لقـصف مدفعي بالقذائف الفوسفورية، ما تسبب بنشوب حريق كبير في المنطقة. وطال القصف الإسرائيلي بلدة طلوسة وحرش بلدة مركبا.

أما من الجهة المقابلة، فتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن «قصف صاروخي عنيف استهدف شمال الجولان وعن دوي صفارات إنذار تدوي في زرعيت، شوميرا وإفن مناحم بالجليل»، وعن «سقوط صواريخ في مستعمرة عامير في إصبع الجليل واندلاع حريق». وفي وقت لاحق تحدث الإعلام الإسرائيلي عن «أضرار كبيرة لحقت بمستوطنة المنارة عقب إطلاق صاروخ مضاد للدروع من لبنان».

لا مؤشرات لتهدئة مقبلة

وعدّ مدير معهد «الشرق الأوسط للشؤون الاستراتيجية»، الدكتور سامي نادر، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو «بات في وضع أفضل مما كان عليه». وقال: «صحيح أن أزمة الداخل الإسرائيلي لا تزال قائمة، لكن الضغط الأميركي عليه، ولا سيما من قبل الرئيس الأميركي جو بايدن، لم يعد كما في السابق، إضافة إلى أنه سيلقي الأسبوع المقبل خطاباً أمام الكونغرس، وهذا قلما حصل على مر التاريخ». وأضاف نادر لـ«الشرق الأوسط»: «حتى وزير الخارجية الأميركي بات يصعّد اللهجة في وجه إيران ويقول إنها على بُعد أسابيع من امتلاك سلاح نووي».

وتحدث نادر عن مؤشرات تدعو للقلق بخصوص مستقبل جبهة جنوب لبنان، أبرزها «القنابل الثقيلة التي تزن أكثر من 500 كلغ، والتي تم تفعيل عملية تسليمها من قبل واشنطن لإسرائيل، وهذا مؤشر على خطورة المرحلة، بعدّ قنابل من هذا النوع لن تستخدم ضد (حماس) بعد أن انتهت العمليات العسكرية الواسعة في غزة، وهي قد تستخدم في أي حرب مقبلة مع لبنان. أضف إلى ذلك أن الاستعدادات تبدو قائمة في شمال إسرائيل للحرب، كما أن هامش التسوية الدبلوماسية يتقلص».

ولفت نادر إلى أن «نتنياهو بات منخرطاً في استراتيجية لإطالة عمره السياسي، ومن ثم قد يسعى لحرب استنزاف لكسب الوقت حتى الانتخابات الأميركية»، عادّاً أن ما يمكن استخلاصه هو «أنه لا مؤشرات لتهدئة على الجبهات كافة، وأنه لا ضغط جدياً وحقيقياً على إسرائيل للقبول الفوري بوقف إطلاق النار».