إسرائيل تقتل 6 نشطاء من «فتح» في جنين

بين الضحايا ضابط في قوات الأمن في السلطة الفلسطينية

TT

إسرائيل تقتل 6 نشطاء من «فتح» في جنين

قوات إسرائيلية خلال العملية في جنين الجمعة (أ.ف.ب)
قوات إسرائيلية خلال العملية في جنين الجمعة (أ.ف.ب)

قُتل 6 أشخاص وأصيب آخرون، الجمعة، خلال عمليات قصف جوي واقتحام لقوات من الجيش الإسرائيلي في مدينة جنين ومخيّمها بالضفة الغربية. وتبين أن ضحايا الهجوم هم من «كتائب شهداء الأقصى»، التابعة لحركة «فتح»، وبينهم الضابط في جهاز الأمن الوطني للسلطة الفلسطينية، محمد جبارين (54 عاماً)، الذي كان يقف على مقربة من المكان الذي هاجمته القوات الإسرائيلية.

وأعلنت إسرائيل أن هذه العملية بدأت بقيام مسلحين فلسطينيين بإطلاق النار على قواتها التي اقتحمت جنين فجر الجمعة، فقامت الطائرات المسيّرة بمتابعة تحرك هؤلاء المسلحين، ورصدتهم وهم يدخلون إلى بيت يقع في غرب المدينة، فقصفته من الجوّ ثم حاصرته قوات برية. وقال الفلسطينيون إن قوات خاصة من جيش الاحتلال اقتحمت المدينة وحاصرت منزل المواطن أحمد مروان جمعة الغول في «حرش السعادة» غرب المدينة، قبل أن تقتحم آليات الاحتلال العسكرية المدينة من شارعي «حيفا» و«الناصرة». ثم راحت تقصف البيت من الجو بطائرات مسيّرة وبقذائف «أنيرغا» وأطلقت صوبه الرصاص الحي، وطالبت بمكبرات الصوت أحد الشبان بتسليم نفسه، كما نشرت قناصتها على أسطح المنازل.

وأظهرت مقاطع فيديو دخاناً يتصاعد من المنزل المحاصر بعد اشتعال النيران فيه جراء القصف، بينما اندلعت مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال في محيط المنزل المحاصر في «حرش السعادة»، وعند أطراف مخيم جنين، وسط أنباء عن وقوع إصابات. وانقطع التيار الكهربائي في بعض المناطق داخل مخيم جنين وفي المدينة نتيجة استهداف قوات الاحتلال محوّل الكهرباء بالرصاص.

وقالت «كتائب شهداء الأقصى»: «نخوض اشتباكات مع قوات الاحتلال المحاصرة لمنزل في حرش السعادة بمدينة جنين». ولاحقاً، انضم مقاتلون من «سرايا القدس - كتيبة جنين»، التابعة لـ«الجهاد الإسلامي» و«كتائب القسام» التابعة لـ«حماس» إلى القتال، مؤكدتين أن «المقاتلين يستهدفون التحركات العسكرية في محيط المخيم، بوابل من الرصاص والعبوات المتفجرة».

مسلحون خلال تشييع ضحايا العملية الإسرائيلية في جنين الجمعة (رويترز)

وأشارت وزارة الصحة الفلسطينية إلى «وصول 4 شهداء وإصابة خطيرة إلى مستشفى جنين الحكومي، جراء عدوان الاحتلال على المدينة»، قبل أن تشير إلى سقوط «5 شهداء جراء عدوان الاحتلال على جنين». وفي وقت لاحق، أفادت الهيئة العامة للشؤون المدنية الفلسطينية بأنها أبلغت وزارة الصحة باستشهاد «همام أسعد أحمد حشاش (23 عاماً) برصاص الاحتلال في جنين»، ما يرفع حصيلة القتلى في جنين إلى 6 خلال يوم واحد. وأكدت الوزارة أن القتلى في جنين هم: أحمد باسم عموري (20 عاماً) من مخيم جنين، وقصي أمجد هزوز (23 عاماً) من الحي الشرقي، وفؤاد إياد عزيز أشقر (25 عاماً) من قرية السيلة الحارثية، وياسين أحمد محمود العريدي (30 عاماً) من قرية جلقموس، ومحمد جبارين (54 عاماً) من جنين وهمام أسعد حشاش (23 عاماً) من جنين، وقد احتجز الاحتلال جثمانه.

يذكر أن القوات الإسرائيلية اقتحمت، فجر الجمعة، مدينتي نابلس وقلقيلية أيضاً. وأفادت مصادر أمنية بأن قوات الاحتلال اقتحمت نابلس بعدد من الآليات، وداهمت أحياء «رأس العين» و«الضاحية» و«خلة العامود» و«حارة الياسمينة» داخل البلدة القديمة، ما أدى إلى اندلاع مواجهات، أطلق خلالها جنود الاحتلال الرصاص الحي وقنابل الصوت والغاز السام المسيل للدموع، ولم يبلغ عن إصابات، أو اعتقالات. وفي قلقيلية، اقتحمت قوات الاحتلال البلدة القديمة، ما أدى إلى اندلاع مواجهات.


مقالات ذات صلة

في ذكرى 7 أكتوبر... «إسرائيل التي تعرفونها لم تعد قائمة»

خاص دمار واسع جراء الغارات الإسرائيلية على خان يونس في 26 أكتوبر 2023 (أ.ف.ب) play-circle 33:25

في ذكرى 7 أكتوبر... «إسرائيل التي تعرفونها لم تعد قائمة»

«إسرائيل التي تعرفونها لم تعد قائمة. ستتعرفون على إسرائيل أخرى». هكذا كانت رسالة الضباط الإسرائيليين لنظرائهم الفلسطينيين بعد 7 أكتوبر.

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي جنازة فلسطينيين قُتلوا في غارة إسرائيلية على مقهى شعبي في طولكرم بالضفة الغربية (رويترز)

إسرائيل: قتلنا 12 «عنصراً إرهابياً» في غارة على طولكرم

قال الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن الداخلي (شين بيت) إنهما تمكنا من تحديد على الأقل 12 «عنصراً إرهابياً» بين القتلى في غارة شنتها طائرة حربية ليل الخميس بطولكرم.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
العالم العربي وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو (أ.ف.ب)

وزير خارجية فرنسا يتوجه إلى الشرق الأوسط ويبدأ زيارته بالسعودية

يتوجه وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو إلى السعودية في مستهل جولة تستمر أربعة أيام تنتهي في إسرائيل والضفة الغربية.

«الشرق الأوسط» (باريس)
المشرق العربي جانب من تشييع قتلى الضربة الإسرائيلية في طولكرم الجمعة (أ.ف.ب)

شلل في الضفة بعد «مجزرة طولكرم»... وإسرائيل تحدد هويات 7 «نشطاء» قتلتهم

قال الجيش الإسرائيلي، اليوم (الجمعة)، إنه حدد هويات 7 «نشطاء إرهابيين» على الأقل من بين قتلى ضربته الجوية الأولى من نوعها منذ عام 2000 بالضفة الغربية.

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي مشيعون بجوار جثث 4 فلسطينيين خلال جنازتهم في طولكرم بالضفة الغربية، 12 سبتمبر (أيلول) 2024 (إ.ب.أ) play-circle 00:38

«الصحة الفلسطينية»: 18 قتيلاً في غارة إسرائيلية على مقهى بطولكرم

قالت وزارة الصحة الفلسطينية، الخميس، إن 18 قتيلاً سقطوا جراء قصف إسرائيلي على مخيم طولكرم.


«الشرق الأوسط» ترصد عودة السوريين من «جحيم الحرب»

نازحون سوريون من لبنان يفترشون حديقة في المرجة وسط دمشق (الشرق الأوسط)
نازحون سوريون من لبنان يفترشون حديقة في المرجة وسط دمشق (الشرق الأوسط)
TT

«الشرق الأوسط» ترصد عودة السوريين من «جحيم الحرب»

نازحون سوريون من لبنان يفترشون حديقة في المرجة وسط دمشق (الشرق الأوسط)
نازحون سوريون من لبنان يفترشون حديقة في المرجة وسط دمشق (الشرق الأوسط)

حياة مأساوية مريرة تعيشها عائلات سورية في دمشق، بعد أن اضطرت للهرب من جحيم الحرب في لبنان، وفي حين لم يحُدّ قطع طريق بيروت - دمشق، بسبب استهدافه من قبل إسرائيل، من تدفق الوافدين سيراً على الأقدام، وانتقل الضغط إلى معبر العريضة في محافظة طرطوس الساحلية، وارتفعت أجور النقل عبره بشكل خيالي.

في حديقة منطقة ساحة المرجة، وسط دمشق، تفترش عدة عائلات عائدة من لبنان، الأرض، مع أمتعتها المحيطة بها منذ أيام، وقد بدا التعب والبؤس واضحاً على وجوه أفرادها، رغم أن الحكومة السورية وضعت خطة استجابة سريعة للتعامل مع أي احتياجات محتملة للوافدين من لبنان.

يروي شاب في العقد الثاني من العمر، بعد شربه الماء براحتي كفيه من صنبور ماء في الحديقة، أن عائلته التي تضم 7 أفراد عانت الأمرين حتى استطاعت مغادرة جنوب لبنان بسبب الغارات الإسرائيلية العنيفة.

يحملون أمتعتهم أثناء عبورهم لسوريا عبر حفرة ناجمة عن غارات جوية إسرائيلية قطعت الطريق بين بيروت ودمشق عند معبر المصنع (إ.ب)

يوضح الشاب: «في كل لحظة كنا نعتقد أننا سنموت، حتى وصلنا إلى (منطقة) المصنع قبل يوم فقط من قصف إسرائيل له، وعبرنا إلى سوريا، وهنا، كما ترى، نعاني كثيراً، فمنذ وصولنا لم يكترث بنا أحد. نقيم وننام ونأكل ونشرب في هذه الحديقة».

ويؤكد الشاب أن عائلته التي تنحدر من ريف محافظة حماة وسط سوريا، لا تستطيع العودة إلى قريتها؛ لأن الحرب دمرت أغلب منازلها، كما لا يوجد لهم في دمشق أقارب كي تلجأ إليهم، مشدداً بألم: «استنفدنا معظم ما نملكه من مال في رحلة الهروب من جحيم الحرب في لبنان».

هل يصمدون طويلاً في ساحة المرجة بعد هروبهم من جحيم الحرب بلبنان (الشرق الأوسط)

عجوز يقول بغضب، وهو ممدد على أرض الحديقة، وأفراد أسرته يحيطون به: «الناس تقول إن الحكومة فتحت مراكز إيواء، لماذا لا يأتون ويأخذوننا إليها؟ هي فقط للمدللين (النازحين اللبنانيين) الذين لديهم دولارات». يضيف العجوز بمرارة وعيناه مغرورقتان بالدموع، وكذلك عينا فتاة تجلس إلى جانبه: «إلنا الله. ننتظر الفرج منه».

نازحون سوريون مع أمتعتهم في ساحة المرجة لعدم وجود مأوى آخر (الشرق الأوسط)

وفي مشهد يدل على شدة معاناة تلك العائلات، وحالة العوز والفقر التي وصلت إليها، لا يتردد أغلب أفرادها بالطلب من المارة السماح لهم بإجراء اتصالات من هواتفهم الجوالة مع معارف وأقارب لهم لمساعدتهم، في حين تبدو الحسرة واضحة في وجوه كثير منهم وهم ينظرون إلى بسطات بيع الشاي والقهوة والسجائر المنتشرة على أرصفة الحديقة، لكونهم لا يستطيعون شراء حتى كوب من الشاي.

ومع زيادة توافد اللبنانيين والعائدين السوريين منذ 24 سبتمبر (أيلول)، وضعت الحكومة السورية خطة استجابة سريعة للتعامل مع أي احتياجات محتملة للوافدين من لبنان، تضمنت رفع حالة الجاهزية في كل المنشآت الصحية والنقاط الطبية على المعابر الحدودية مع لبنان؛ لاستقبال جميع الحالات الوافدة، وتقديم الخدمات الصحية اللازمة لهم.

كما جهّزت كثيراً من مراكز الإيواء التي تتسع لعشرات آلاف الأشخاص في محافظات حمص ودمشق وريف دمشق وطرطوس وحماة.

سوريون نازحون من لبنان عند معبر جوسية الأربعاء (رويترز)

ويواصل وزراء في الحكومة القيام بزيارات لمراكز الإيواء للاطلاع على أحوال الوافدين، وكذلك المعابر الحدودية للحض على «تبسيط الإجراءات، وانسياب حركة القدوم والمغادرة، وإنجاز المعاملات بالسرعة المطلوبة».

ولم تحدّ الغارات الإسرائيلية على المعابر الحدودية بين سوريا ولبنان منذ بدء الضربات الإسرائيلية لـ«حزب الله» في لبنان، من تدفق الوافدين اليومي من لبنان إلى سوريا، ليتجاوز العدد الإجمالي للوافدين اللبنانيين منذ 24 سبتمبر (أيلول) حتى السبت الماضي، أكثر 82 ألف وافد، وأكثر من 226 ألف عائد سوري، وفق أرقام إدارة الهجرة والجوازات السورية.

توافد الأسر اللبنانية والسورية النازحة عبر معبر العريضة بطرطوس (إكس)

ووفق سائق تاكسي كان يعمل على خط دمشق - بيروت قبل استهداف طيران الاحتلال الإسرائيلي للطريق الدولي قرب معبر المصنع، فجر الجمعة، وخروج الطريق عن الخدمة؛ فإن دخول الوافدين من لبنان عبر معبر جديدة يابوس المقابل لمعبر المصنع استمر سيراً على الأقدام، ولكن بأعداد أقل بكثير من السابق.

وكشف السائق لـ«الشرق الأوسط»، أن حركة العبور إلى الأراضي السورية بعد خروج طريق بيروت - دمشق عن الخدمة؛ تكثفت في معبر العريضة بمحافظة طرطوس على الساحل السوري والحدودي مع لبنان والمقابل لمعبر العريضة في الجانب اللبناني.

وذكر السائق أن أغلبية من كانوا يعملون على خط دمشق - بيروت انتقلوا للعمل على خط العريضة، وتحدّث السائق عن أجور خيالية لطلبات نقل الركاب من دمشق إلى طرطوس ومنها إلى لبنان عبر معبر العريضة، لافتاً إلى أن أجرة الطلب من دمشق تصل إلى ما بين 3 – 4 ملايين ليرة سورية، في حين كانت من معبر جديدة يابوس ما بين مليون ومليون ومائتي ألف.