هوكستين ينقل تحذيراً إسرائيلياً «جدياً» للبنان: حل سياسي أو تصعيد واسع

قال إن تجنّب الحرب الموسعة «ممكن وضروري وبمتناول اليد»

هوكستين وبري خلال لقائهما في بيروت (رئاسة البرلمان اللبناني)
هوكستين وبري خلال لقائهما في بيروت (رئاسة البرلمان اللبناني)
TT

هوكستين ينقل تحذيراً إسرائيلياً «جدياً» للبنان: حل سياسي أو تصعيد واسع

هوكستين وبري خلال لقائهما في بيروت (رئاسة البرلمان اللبناني)
هوكستين وبري خلال لقائهما في بيروت (رئاسة البرلمان اللبناني)

دفع المبعوث الأميركي الخاص إلى لبنان آموس هوكستين باتجاه بلورة حل سياسي للحرب القائمة بين «حزب الله» والجيش الإسرائيلي على حدود لبنان الجنوبية؛ بغرض «تجنب تفاقم التصعيد إلى حرب أكبر»، مشدداً على أنّ إنهاء النزاع بطريقة دبلوماسية وبسرعة هو أمر «ملح»، مؤكداً أنه «لمصلحة الجميع حل الصراع بسرعة وسياسياً وهذا ممكن وضروري وبمتناول اليد».

ولم يحمل هوكستين خلال زيارته لبيروت الثلاثاء غداة محادثات عقدها في تل أبيب مع مسؤولين إسرائيليين، مبادرة جديدة، ولو أنه نقل تحذيراً من أن «الوضع خطير»، حسبما قالت مصادر مواكبة للقاءاته في بيروت، مشيرة في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى أن هوكستين «حمل خطة الرئيس الأميركي جو بادين لإنهاء حرب بوصفها آلية مثالية لإنهاء النزاع وتجنّب توسع الحرب».

ونقل هوكستين خلال لقاءاته في بيروت التحذيرات التي أبلغه إياها رئيس حكومة الحرب الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، ومفادها أنه «إذا لم يتم التوصل إلى حل سياسي، فإن احتمالات توسعة الحرب والذهاب إلى تصعيد أكبر، ستكون عالية»، وقالت المصادر إن ما فُهِمَ من المحادثات أن الجانب الإسرائيلي «جدي بالتصعيد»، لكن في الوقت نفسه «تبذل الولايات المتحدة جهوداً كبيرة لتجنب هذا التصعيد ولبلورة حل سياسي يستند إلى الخطة التي أعلن عنها الرئيس بايدن» في 31 مايو (أيار) الماضي.

بري يستقبل هوكستين في مقرّ رئاسة مجلس النواب اللبناني (أ.ف.ب)

قائد الجيش ورئيس البرلمان

واستهل هوكستين محادثاته في بيروت، بلقاء قائد الجيش العماد جوزيف عون، ثم انتقل إلى مقر إقامة رئيس مجلس النواب نبيه بري، حيث استمر اللقاء زهاء ساعة وعشر دقائق. وقال هوكستين بعد لقائه بري: «حلّ عيد الأضحى في ظروف صعبة؛ ولهذه الأسباب أوفدني الرئيس جو بايدن للحضور إلى لبنان، وكان لي اجتماع ومحادثات جيدة مع الرئيس نبيه بري ناقشنا خلالها الأوضاع الأمنية والسياسية في لبنان، وكذلك الاتفاق المقترح على الطاولة الآن بخصوص غزة والذي يعطي فرصة لإنهاء الصراع على جانبي الخط الأزرق».

وأكد هوكستين أن «الاتفاق الذي حدده الرئيس بايدن في 31 مايو الماضي، والذي يتضمن إطلاقاً للرهائن ووقفاً دائماً لإطلاق النار وصولاً لإنهاء الحرب على غزة، هذا الاقتراح قبله الجانب الإسرائيلي ويحظى بموافقة قطر ومصر ومجموعة السبع ومجلس الأمن الدولي»، مشيراً إلى أن «هذا الاتفاق ينهي الحرب على غزة ويضع برنامج انسحاب للقوات الإسرائيلية، فإذا كان هذا ما تريده (حماس) عليهم القبول به».

هوكستين متحدثاً في مؤتمر صحافي بعد لقائه بري (رويترز)

وأكد هوكستين أن «وقف إطلاق للنار في غزة ينهي الحرب»، مضيفاً أن «أي حلّ سياسي آخر ينهي الصراع على جانبي الخط الأزرق سوف يخلق ظروفاً لعودة النازحين إلى منازلهم في الجنوب، وكذلك الأمر للمدنيين على الجانب الآخر»، ولفت إلى أن «الصراع على جانبي الخط الأزرق بين (حزب الله) وإسرائيل طال بما فيه الكفاية وهناك أبرياء يموتون وممتلكات تدمر وعائلات تتشتت والاقتصاد اللبناني يُكمل انحداره والبلاد تعاني ليس لسبب جيد، لمصلحة الجميع حل الصراع بسرعة وسياسياً وهذا ممكن وضروري وبمتناول اليد».

ويفرض أي حل سياسي للحرب الأخيرة، تهدئة مستدامة على طول الخط الحدودي، ويستدعي نشر عدد إضافي من الجيش اللبناني في منطقة جنوب الليطاني، وطرح هوكستين خلال زيارته إلى بيروت هذا الملف، وأبلغ بأن الجيش اللبناني مستعد لذلك، شرط تأمين دعم في مرحلة لاحقة، وتطوير مبادرات الدعم للجيش التي عقدت خلال الأشهر الماضية عبر مؤتمري باريس وروما، ودعم الولايات المتحدة لخطة الدعم، حسبما قالت مصادر مواكبة للزيارة.

رئيس الحكومة

وخلال لقائه مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، أكد رئيس الحكومة أن «لبنان لا يسعى إلى التصعيد، والمطلوب وقف العدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان والعودة إلى الهدوء والاستقرار عند الحدود الجنوبية»، حسبما أفادت رئاسة الحكومة اللبنانية في بيان.

خلال اللقاء بين بري وميقاتي في مقرّ رئاسة الحكومة اللبنانية (أ.ف.ب)

وقال ميقاتي: «نواصل السعي لوقف التصعيد واستتباب الأمن والاستقرار ووقف الخروقات المستمرة للسيادة اللبنانية وأعمال القتل والتدمير الممنهج التي ترتكبها إسرائيل». وشدد على أن «التهديدات الإسرائيلية المستمرة للبنان، لن تثنينا عن مواصلة البحث لإرساء التهدئة، وهو الأمر الذي يشكّل أولوية لدينا ولدى كل أصدقاء لبنان».

من جهته، أكد هوكستين في تصريح مقتضب قال فيه: «كالعادة أجريت مناقشات جيدة مع رئيس الوزراء. نمرّ بأوقات خطيرة ولحظات حرجة ونحن نعمل سوياً لنحاول أن نجد الطرق للوصول إلى مكان نمنع فيه المزيد من التصعيد».

وجاءت زيارة هوكستين بعد التصعيد المتواصل بين «حزب الله» والجيش الإسرائيلي منذ أكثر من ثمانية أشهر على وقع الحرب في غزة، وأعقبت تأكيد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن وقف إطلاق النار في غزة هو الحل الأمثل لوقف أعمال العنف بين «حزب الله» وإسرائيل.

وتضطلع الولايات المتحدة وفرنسا بجهود دبلوماسية لتأمين إنهاء العمليات المتبادلة على الحدود اللبنانية عبر التفاوض. لكن «حزب الله» يقول إنه لن يوقف الهجمات قبل وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

ولطالما كرّر «حزب الله» على لسان كبار مسؤوليه أن وقف هجماته من جنوب لبنان ضد إسرائيل مرتبط بالتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة.


مقالات ذات صلة

مصدر دبلوماسي: ألمانيا لم تُسأل عن المشاركة بلجنة تنفيذ اتفاق بين لبنان وإسرائيل

المشرق العربي السفينة الحربية الألمانية المشاركة في «يونيفيل» تطلق صواريخ خلال تدريبات قرب جزيرة كريت الشهر الماضي (أرشيفية - د.ب.أ)

مصدر دبلوماسي: ألمانيا لم تُسأل عن المشاركة بلجنة تنفيذ اتفاق بين لبنان وإسرائيل

استبق مصدر دبلوماسي غربي المفاوضات غير المباشرة بين لبنان وإسرائيل بوساطة أميركية بالتأكيد أن ألمانيا لم تُفاتح بمشاركتها بلجنة مقترحة لمراقبة تنفيذ «1701».

نذير رضا (بيروت)
المشرق العربي أشخاص يحملون أمتعتهم أثناء عبورهم إلى سوريا سيراً على الأقدام عبر حفرة ناجمة عن غارات جوية إسرائيلية تهدف إلى قطع الطريق السريع بين بيروت ودمشق عند معبر المصنع في شرق البقاع بلبنان في 5 أكتوبر 2024 (أ.ب)

عبور 385 ألف سوري و225 ألف لبناني من لبنان إلى سوريا منذ 23 سبتمبر

أظهر تقرير للحكومة اللبنانية تسجيل عبور أكثر من 385 ألف سوري و225 ألف لبناني إلى الأراضي السورية منذ 23 سبتمبر (أيلول) وحتى الاثنين.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي آلية لقوات «اليونيفيل» ضمن قافلة تمر من مدينة صيدا في جنوب لبنان (أ.ف.ب)

«توسعة عملية» لصلاحيات «اليونيفيل» تشمل ملاحقة الأسلحة في جنوب لبنان

عكس إعلان قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)، الخميس، عن الرد على مصادر النيران إثر تعرض إحدى دورياتها لإطلاق نار في جنوب لبنان، تحوّلاً في تجربتها

نذير رضا (بيروت)
المشرق العربي غرافيتي لجورج إبراهيم عبد الله على أحد جدران بيروت (أرشيفية - أ.ف.ب)

عائلة جورج عبد الله تخشى تدخلات سياسية تنسف قرار الإفراج عنه

عبّرت عائلة السجين اللبناني في فرنسا منذ 40 عاماً، جورج عبد الله، عن خشيتها من «تدخلات سياسية تنسف القرار القضائي» القاضي بالإفراج عنه.

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي كبير مستشاري خامنئي علي لاريجاني مع رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري (إعلام البرلمان)

لاريجاني في بيروت نافياً التخلي عن «حزب الله»

طالبت الحكومة اللبنانية، إيران، بدعم موقف الدولة اللبنانية لجهة تطبيق القرار 1701.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

الصحة العالمية: مقتل 226 عاملاً صحياً ومريضاً في لبنان منذ بدء حرب 7 أكتوبر

عاملا صحة يعتنيان بمصابة جراء الحرب في أحد مستشفيات لبنان 15 يوليو 2024 (أ.ب)
عاملا صحة يعتنيان بمصابة جراء الحرب في أحد مستشفيات لبنان 15 يوليو 2024 (أ.ب)
TT

الصحة العالمية: مقتل 226 عاملاً صحياً ومريضاً في لبنان منذ بدء حرب 7 أكتوبر

عاملا صحة يعتنيان بمصابة جراء الحرب في أحد مستشفيات لبنان 15 يوليو 2024 (أ.ب)
عاملا صحة يعتنيان بمصابة جراء الحرب في أحد مستشفيات لبنان 15 يوليو 2024 (أ.ب)

قالت منظمة الصحة العالمية، اليوم (الجمعة)، إن 226 عاملاً صحياً ومريضاً قُتلوا في لبنان، فيما أصيب 199 آخرون جراء الهجمات الإسرائيلية منذ اندلاع الحرب على غزة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وذكرت المنظمة في تقرير أن عدد القتلى من العاملين بالقطاع الصحي والمرضى في لبنان، منذ السابع من أكتوبر 2023 وحتى 18 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، أكبر نسبياً مقارنةً مع مستواه في غزة وأوكرانيا خلال الفترة نفسها.

وأضاف التقرير: «النظام الصحي في البلاد يعاني من ضغوط شديدة؛ حيث توقف 15 مستشفى من أصل 153 مستشفى عن العمل، أو يعمل جزئياً. وعلى سبيل المثال، فقدت محافظة النبطية، وهي واحدة من 8 محافظات في لبنان، 40 في المائة من السعة السريرية للمستشفيات».

وحذرت المنظمة من أنه «كلما كانت الضربة الموجهة إلى القوى العاملة الصحية أكبر، كانت قدرة البلد على التعافي من الأزمة وتقديم الرعاية الصحية بعد النزاع أضعف على المدى الطويل».

ووسّعت إسرائيل حربها التي تشنها على قطاع غزة لتشمل لبنان في الآونة الأخيرة، وقتلت العديد من قيادات جماعة «حزب الله» التي تتبادل معها إطلاق النار منذ أكتوبر من العام الماضي.

وتسببت الهجمات الإسرائيلية في نزوح مئات الآلاف من القرى والبلدات الواقعة على الحدود مع إسرائيل، وألحقت دماراً واسعاً في أنحاء مختلفة من لبنان.