السعودية تطالب المجتمع الدولي بمحاسبة إسرائيل على انتهاكاتها

جانب من «مؤتمر الاستجابة الطارئة لغزة» في منطقة البحر الميت بالأردن (أ.ب)
جانب من «مؤتمر الاستجابة الطارئة لغزة» في منطقة البحر الميت بالأردن (أ.ب)
TT

السعودية تطالب المجتمع الدولي بمحاسبة إسرائيل على انتهاكاتها

جانب من «مؤتمر الاستجابة الطارئة لغزة» في منطقة البحر الميت بالأردن (أ.ب)
جانب من «مؤتمر الاستجابة الطارئة لغزة» في منطقة البحر الميت بالأردن (أ.ب)

طالب الدكتور مساعد العيبان، وزير الدولة عضو مجلس الوزراء مستشار الأمن الوطني السعودي، في «مؤتمر الاستجابة الطارئة لغزة»، المجتمع الدولي، بمحاسبة إسرائيل على انتهاكاتها للقانون الدولي.

ودعا ممثل السعودية، في كلمته خلال المؤتمر، في منطقة البحر الميت بالأردن، دول العالم «للمضي قدماً بالاعتراف بدولة فلسطين»، مؤكداً استمرار مساعي الرياض «مع جميع شركاء المجتمع الدولي للوصول لحل ينهي الأزمة، ويفسح المجال لمسار موثوق لا رجعة فيه لتنفيذ حل الدولتين».

وأضاف العيبان: «ما يشهده قطاع غزة من عدوان إسرائيلي يحتم علينا القيام بعمل جماعي لوقف هذه الكارثة الإنسانية والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية، وإيصال المساعدات الإنسانية الكافية والمستدامة لكافة أنحاء القطاع، وعودة النازحين لمنازلهم بشكل آمن».

وأكد ممثل السعودية على «ضرورة قيام المجتمع الدولي بوقف العدوان الإسرائيلي، وإيجاد حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية مبني على قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية».


مقالات ذات صلة

المسرحي د. حسن رشيد لـ«الشرق الأوسط»: الرياض حاضنة الإبداع... والحضور القطري تكريمٌ للثقافة

يوميات الشرق الناقد المسرحي القطري الدكتور حسن رشيد (الشرق الأوسط)

المسرحي د. حسن رشيد لـ«الشرق الأوسط»: الرياض حاضنة الإبداع... والحضور القطري تكريمٌ للثقافة

تحلُّ دولة قطر «ضيف شرف» معرض الرياض الدولي للكتاب 2024 الذي تنظّمه هيئة الأدب والنشر والترجمة السعودية، تحت شعار «الرياض تقرأ»، وتستمر فعالياته حتى 5 أكتوبر …

ميرزا الخويلدي (الرياض)
الخليج وزير الخارجية السعودي يتحدث خلال جلسة لمجلس الأمن بشأن غزة في نيويورك (الأمم المتحدة)

السعودية تدعو لشراكة جادة تحقق السلام في المنطقة

أكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان أن بلاده تؤمن بأن تنفيذ حل الدولتين هو الأساس لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.

جبير الأنصاري (الرياض)
الخليج وزير الخارجية السعودي يتحدث خلال جلسة مفتوحة لمجلس الأمن حول القيادة في السلام بنيويورك (واس)

وزير الخارجية السعودي: الدولة الفلسطينية حق أصيل لا نتيجة نهائية

أكد الأمير فيصل بن فرحان، وزير الخارجية السعودي، أن «الدولة الفلسطينية حق أصيل وليست نتيجة نهائية»، مشدداً على صعوبة تقييم الوضع في الشرق الأوسط الآن.

جبير الأنصاري (الرياض)
يوميات الشرق محمد حسن أكد أن السعودية لديها سلالة «نادرة» للنحل لم يشاهدها في أي منطقة أخرى (الشرق الأوسط)

السعودية أول دولة عربية تخصص طبيباً متنقلاً للنحل

أصبحت السعودية، عبر وزارة البيئة والزراعة، أول دولة عربية «تخصص عربات متنقلة للنحل» تُعنى بعلاج آفاته وأمراضه، وكل ما يخص «الحشرة الاقتصادية».

ناصر العمار (الرياض)
الخليج الأمير فيصل بن فرحان لدى ترؤسه الاجتماع الوزاري الطارئ في نيويورك (واس)

«الوزاري العربي الإسلامي» يبحث وقف التصعيد في فلسطين ولبنان

بحث اجتماع وزاري طارئ لجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي في نيويورك وقف تصعيد الهجمات العسكرية الإسرائيلية ضد فلسطين ولبنان.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

ناجون من غارات الضاحية يفترشون الساحات العامة في بيروت

TT

ناجون من غارات الضاحية يفترشون الساحات العامة في بيروت

امرأة تساعد طفلها على الاغتسال في شارع بوسط بيروت إثر نزوحهم من الضاحية الجنوبية (إ.ب.أ)
امرأة تساعد طفلها على الاغتسال في شارع بوسط بيروت إثر نزوحهم من الضاحية الجنوبية (إ.ب.أ)

تنتظر فاطمة وأولادها الثلاثة عند الواجهة البحرية لبيروت مَن ينقلهم إلى مأوى مؤقت، بعد ساعات على نزوحها وعائلتها من الضاحية الجنوبية، إثر تهديد الجيش الإسرائيلي بقصف المنطقة. «لم ننم الليل.. ولم نجد مأوى، فانتظرنا هنا في العراء، ريثما نجد مأوى لنا».

وفاطمة واحدة من آلاف خرجوا من الضاحية، منتصف ليل الجمعة - السبت، بعد تهديد إسرائيل بقصفها. وضَّبت أغراض لأطفالها على عجل، ورافقت زوجها الذي كان قد أخرج السيارة من المرأب، إلى وجهة مجهولة. «لم نعرف إلى أين سنذهب»، تقول فاطمة: «فاخترنا بيروت لأنها المنطقة الأكثر أماناً والأقرب إلينا، لكننا لم نجد مأوى، فكان الشارع وجهتنا».

وكانت الضاحية، حتى مساء الجمعة، ملاذاً لقسم من النازحين من الجنوب، ومن آخرين من سكانها ترددوا في الخروج منها، تجنباً للجوء إلى مدارس عامة، خصوصاً أولئك الذين لا خيارات لهم، ويحول ارتفاع الأسعار دون استئجار منازل تفوق قدراتهم المالية. ويقول بعض النازحين من الضاحية إن الأبنية كانت تضم على الأقل 20 في المائة من سكانها، وخرجوا جميعاً لحظة إطلاق إسرائيل التهديد بقصف المنطقة.

لم تمضِ ساعة ونصف الساعة على التهديد، حتى بدأ القصف. يقول النازحون إن الناس كانت لا تزال عالقة بزحمة السير على مدخل الضاحية الشمالي على طريق صيدا القديمة، وعلى طريق الحدث، وعلى طريق المطار بالنسبة للخارجين باتجاه عرمون وبشامون على مدخل بيروت الجنوبي، وعلق بعضهم لنحو 4 ساعات على طريق المطار.

نازحون من الضاحية يفترشون الأرض في وسط بيروت (إ.ب.أ)

وكانت ساحات بيروت، وواجهتها البحرية، الوجهة الأكثر أماناً بالنسبة لكثيرين.

أمضى النازحون ليلتهم بالعراء، حيث افترشوا الكورنيش البحري، والساحات القريبة من منطقة البيال. صباح السبت، كانت السيارات محملة بالأفرشة وحقائب أغراض النازحين، وينام أطفال في بعضها، بينما النساء والرجال يقفون إلى جانبها، أو يفترشون الأرض بمحاذاتها.

يقول قاسم النازح من الضاحية إنه لم يجد خياراً غير الساحات العامة ليلجأ إليها. «عندي طفلان، نجوت بهما من القصف»، يقول لـ«الشرق الأوسط»، مضيفاً: «الوضع محزن. أين نذهب؟ ما خياراتنا؟ لا مكان آمن هنا».

قرب منطقة الزيتونة باي، يتظلل رجل ستيني بحائط مبنى فندق. وصل إلى المنطقة فجر السبت، ولم يرافقه أحد. يقول إنه استقل حافلة نقل عام باتجاه طريق صيدا القديمة، وسار قليلاً قبل أن يقلّه نازح أيضاً بسيارته. يقول: «فرضت إسرائيل علينا حرباً مفاجئة. عائلتي باتت في مكان آمن، لكنني كنت رافضاً للخروج من منزلي». يفكر الرجل بـ«تفاصيل صغيرة»، حسب قوله، مثل: «الخجل من تكرار الطلب من موظفي الفندق أو المطاعم المحاذية السماح لقضاء حاجتي في حماماتها»، وهي واحدة من تفاصيل يفكر بها النازحون الذين يصفون أنفسهم بـ«ناجين من الموت بالضاحية».

عائلات نازحة في الضاحية بساحة الشهداء في وسط بيروت (رويترز)

تتكرر المشاهد، وتتراكم المآسي جراء النزوح. يرى كثيرون أن السُبُل أُغلقت أمامهم، ويترددون في اللجوء إلى المدارس التي فتحت الدولة اللبنانية أبوابها أمام النازحين ليلجأوا إليها. يجلس أحد النازحين أمام مسجد الصفا في منطقة رأس النبع متألماً، ويقول: «لن أبقى هنا. سأعود إلى الجنوب. لن أُذلّ. الموت تحت ركام منزلي أهون عليَّ من انتظار رغيف خبز يقدمه لي أحد»، ويشير إلى أنه سيغادر الجنوب عائداً بعد صلاة الظهر.

ويكشف حجم الدمار ما أحدثته الغارات الإسرائيليّة على الضاحية الجنوبية مع ساعات الصباح الأولى. وأفادت وسائل إعلام محلية بأن شوارع الضاحية بدت فارغة إلا من بعض الحرائق التي كانت لا تزال مشتعلة، وركام المنازل والمحال التجارية.

وأعلنت المديرية العامة للدفاع المدني استشهاد أحد عناصرها، كما أن حالة عنصر آخر حرجة، خلال تنفيذهما مهمة إغاثة وإنقاذ ليل الجمعة – السبت، نظراً لكثافة الغارات الإسرائيلية التي طالت ضاحية بيروت الجنوبية.