العراق: ضربات «وشيكة» على فصائل موالية لإيران

تقارير: الجيش الإسرائيلي يخطط لهجمات ضد «المقاومة الإسلامية»... والسوداني يتحرك لوقف التداعيات

أرشيفية لعناصر حركة «النجباء» خلال عرض عسكري في بغداد (رويترز)
أرشيفية لعناصر حركة «النجباء» خلال عرض عسكري في بغداد (رويترز)
TT
20

العراق: ضربات «وشيكة» على فصائل موالية لإيران

أرشيفية لعناصر حركة «النجباء» خلال عرض عسكري في بغداد (رويترز)
أرشيفية لعناصر حركة «النجباء» خلال عرض عسكري في بغداد (رويترز)

قالت مصادر حكومية وسياسية، إن «تقدير موقف» لدى الحكومة العراقية يرجح ضربات جديدة على مواقع لميليشيات موالية لإيران تنشط في البلاد، على خلفية ازدياد الهجمات ضد إسرائيل، الأسبوع الماضي.

وكانت جماعة «الحوثي» في اليمن قد أعلنت، الخميس، أنها نفذت هجمات بالطيران المسيَّر على ميناء حيفا، وقال مسؤول الجماعة عبد الملك الحوثي، إن هذه الهجمات ستتكثف بالتعاون مع «المقاومة الإسلامية في العراق».

وأصابت طائرتان أهدافهما، واضطرت الدفاعات الأميركية والإسرائيلية إلى إسقاط كثير منها، وفقاً لمسؤولين أميركيين وتصريحات للجيش الإسرائيلي.

ويجري استخدام أسلحة جديدة مثل صواريخ «كروز» بانتظام منذ مايو (أيار) الماضي؛ ما يصعب على الدفاعات الجوية تدميرها، وفق ما تقول وسائل إعلام إسرائيلية.

صورة إطلاق طائرة مسيّرة من فيديو نشرته «المقاومة الإسلامية في العراق» عبر «تلغرام»
صورة إطلاق طائرة مسيّرة من فيديو نشرته «المقاومة الإسلامية في العراق» عبر «تلغرام»

ضربات وشيكة

قالت المصادر العراقية، إن «ضربات وشيكة وشبه حتمية ستتعرض لها فصائل عراقية»، لكنها رفضت الإشارة إلى الجهة أو الطرف الذي سيوجه تلك الضربات.

وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد أكدت أن «الجيش الإسرائيلي يخطط لهجمات واسعة على جماعات لإيران في العراق».

ويبدو أن التهديد جاء بعدما كثفت الفصائل العراقية هجماتها الصاروخية على إسرائيل في الأسابيع الأخيرة، ما أثار مخاوف في واشنطن وبعض الحلفاء من انتقام إسرائيلي محتمل وتصعيد إقليمي، وفقاً لتقارير إسرائيلية.

والأسبوع الماضي، قال حسين الموسوي، المتحدث باسم «النجباء»، إحدى فصائل «المقاومة الإسلامية في العراق»، إن الضربات تطور طبيعي لدور الجماعات العراقية، وتهدف إلى زيادة تكلفة الحرب في غزة، مضيفاً أنهم يعتزمون الضرب من أي مكان، ما دام ذلك ضرورياً.

ونقلت «رويترز» عن قيادي كبير في محور المقاومة أنه رغم حرص إيران على مشاركة فصائل عراقية في المعركة الإقليمية ضد إسرائيل، فإن نزعة هذه الفصائل إلى سوء التقدير هي سبب دائم للقلق.

عناصر من «الحشد الشعبي» يجلسون في سيارة بعد هجوم أميركي على مقر «النجباء» ببغداد في 4 يناير 2024 (رويترز)
عناصر من «الحشد الشعبي» يجلسون في سيارة بعد هجوم أميركي على مقر «النجباء» ببغداد في 4 يناير 2024 (رويترز)

تمرد على السوداني وإيران

قال قيادي في الإطار التنسيقي، لـ«الشرق الأوسط»، إنه «على الأكثر، قررت فصائل عراقية مسلحة التمرد، بسبب خلافات على النفوذ والحصص بين القوى الشيعية، وإن الرسالة موجهة لرئيس الحكومة محمد شياع السوداني وإيران»، وأوضح أن «سياق هذا التمرد محلي يستهدف توازن القوى الشيعية»، لكن مصدرين عراقيين ربطا التصعيد الأخير للفصائل العراقية، واتساع النشاط مع جماعة الحوثي في اليمن ضد إسرائيل، بخطة الرئيس الأميركي جو بايدن لوقف الحرب في غزة، وقال المصدران: «على الأرجح، هناك نيات إيرانية لعرقلة الخطة تفادياً لقطع شريان المقاومة، وعرقلة صيغة سياسية جديدة في المنطقة يفرضها حل الدولتين مستقبلاً».

عراقياً، تشعر الحكومة العراقية بالقلق من تداعيات خطيرة تنجم عن الضربات المحتملة ضد جماعات عراقية، وقال مصدر سياسي رفيع على صلة بمكتب رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، إن الأخير يضغط بشدة لوقف الهجمات من داخل الأراضي العراقية، وأضاف أن «هذه الجهود قد يُكتب لها النجاح، لكن الضمانات صعبة حتى الآن».

المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر (أ.ب)
المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر (أ.ب)

واشنطن قلقة

وفي واشنطن، صعَّد الأميركيون ضد الجماعات العراقية رغم الهدنة المفروضة على الفصائل العراقية منذ فبراير (شباط) الماضي.

وقال المتحدث باسم «الخارجية الأميركية»، ماثيو ميلر، الخميس، إن بلاده «تعارض أي هجمات من الميليشيات التي ترعاها إيران، ضد حكومة إسرائيل»، وأكد أن «واشنطن على استعداد لمساعدة إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد تلك الهجمات».

وعلق ميلر على «التعاون بين الحوثيين والفصائل العراقية»، أنه «دون شك مثير للقلق، وأنهم يعملون على تخفيفه».

وكان موقع «إكسيوس» قد نقل عن مسؤولين أميركيين أن إدارة بايدن أبلغت إسرائيل أنها لا تعتقد أن «حرباً محدودة» في لبنان أو «حرباً إقليمية صغيرة» هي خيار واقعي؛ لأنه سيكون من الصعب منعها من الاتساع والامتداد.

وقال هؤلاء المسؤولون إن أحد السيناريوهات التي أثارتها إدارة بايدن مع إسرائيل هو أن لبنان قد يغمره المسلحون من الميليشيات الموالية لإيران في سوريا والعراق وحتى اليمن الذين يرغبون في الانضمام إلى القتال.

«لا يستجيبون للسوداني»

ومع ذلك، تحاول واشنطن الضغط على بغداد لفعل شيء مجدداً رغم المعادلة السياسية الحرجة في البلاد، وفتح ماثيو ميلر النقاش مجدداً حول أن «جماعات عراقية مسلحة لا تستجيب لرئيس الحكومة (السوداني)، وتشارك في أنشطة عنيفة ومزعزعة للاستقرار في المنطقة».

وراجت في السنوات الأخيرة مصطلحات جديدة تتعلق بالصراع مع إسرائيل، وتدعو إلى توحيد ساحات المواجهة، أو الجبهات، فضلاً عن إنشاء ما سُمي «محور المقاومة» الذي يضم قوى في لبنان وفلسطين، فضلاً عن العراق وسوريا واليمن.

وقالت طهران مراراً إنه لا علاقة لها بأي هجمات تشنها تلك الفصائل المسلحة الموالية لها في المنطقة، وشددت على أن تلك المجموعات التي وصفتها بـ«المقاومة» تنفذ ضرباتها وفق تقديراتها الخاصة، ولا تأتمر بأوامرها.


مقالات ذات صلة

«التعامل مع ترمب» يثير خلافاً في بغداد

المشرق العربي جانب من أحد اجتماعات تحالف «الإطار التنسيقي» في بغداد (إكس)

«التعامل مع ترمب» يثير خلافاً في بغداد

يواجه التحالف الحاكم في العراق خلافات، بسبب طريقة التعامل مع ضغوط الرئيس الأميركي دونالد ترمب، التي لم تكشف عنها واشنطن حتى الآن.

المشرق العربي جندي عراقي يمر أمام لافتة بمناسبة شهر رمضان في أحد شوارع بغداد (أ.ف.ب)

خلافات تضرب التحالف الحاكم في العراق

يواجه التحالف الشيعي الحاكم في العراق خلافات داخلية مركَّبة، في حين يطلق زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، إشارات بشأن نياته الانتخابية لعام 2025.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني لدى إعلانه استرداد أموال في قضية «سرقة القرن»... (أ.ف.ب)

العفو عن مدان بـ«سرقة القرن» يثير جدلاً في العراق

أثار شمول العفو العام في العراق مداناً بـ«سرقة القرن» جدلاً واسعاً بالبلاد، وأعاد التذكير بانتقادات وُجّهت إلى القانون الذي صوت عليه البرلمان الشهر الماضي.

فاضل النشمي (بغداد)
المشرق العربي رئيس مجلس القضاء مع الممثل الخاص للأمم المتحدة (إعلام القضاء)

تنسيق عراقي دولي لتحسين أوضاع النازحين في المخيمات

التقى رئيس مجلس القضاء الأعلى العراقي مع وزيرة الهجرة ونائب الممثل الخاص للأمم المتحدة، لبحث قضايا النازحين والوثائق المدنية، خصوصاً مخيم الهول السوري.

فاضل النشمي (بغداد)
المشرق العربي أعضاء «كتائب حزب الله» العراقية خلال استعراض عسكري (إكس)

«السلاح المنفلت» في العراق... جدل لم يُحسم وسط تراجع المواقف الأميركية

رغم صمت الفصائل العراقية الموالية لإيران بشأن العمليات العسكرية ضد القوات الأميركية أو إسرائيل، فإن التوتر مستمر وكأن «النار تحت الرماد».

حمزة مصطفى (بغداد)

إسرائيل تحشد جيشها لـ«حرب لم تنته»

سكان مخيم «نور شمس» في الضفة الغربية يُخلون منازلهم فيما يواصل الجيش الإسرائيلي عمليته بالمنطقة أمس (أ.ب)
سكان مخيم «نور شمس» في الضفة الغربية يُخلون منازلهم فيما يواصل الجيش الإسرائيلي عمليته بالمنطقة أمس (أ.ب)
TT
20

إسرائيل تحشد جيشها لـ«حرب لم تنته»

سكان مخيم «نور شمس» في الضفة الغربية يُخلون منازلهم فيما يواصل الجيش الإسرائيلي عمليته بالمنطقة أمس (أ.ب)
سكان مخيم «نور شمس» في الضفة الغربية يُخلون منازلهم فيما يواصل الجيش الإسرائيلي عمليته بالمنطقة أمس (أ.ب)

حشدت إسرائيل جيشها لحرب رأت أنها «لم تنته» ضد حركة «حماس». وخلال مراسم تنصيبه، أمس، قال رئيس الأركان الجديد للجيش، إيال زامير، إن «حماس تلقت بالفعل ضربة قاسية لكنها لم تُهزَم»، مضيفاً أن «المهمة لم تنتهِ بعد». بدوره خاطب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو القائد العسكري الجديد خلال الفعالية بالقول: «مسؤولية كبيرة جداً تقع على عاتقكم... نتائج الحرب سيكون لها تأثير على مدى أجيال، ونحن مصممون على تحقيق النصر».

وبعد يوم من اعتمادها عربياً، رفضت الولايات المتحدة وإسرائيل خطة إعادة إعمار قطاع غزة التي أقرت في قمة القاهرة.

وبينما جاء الرفض الإسرائيلي قاطعاً، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، براين هيوز، إن الخطة العربية لإعمار القطاع «تتجاهل واقعاً مدمراً، ولا تعالج حقيقة مفادها أن غزة غير صالحة للسكن حالياً».

وبعدما أكد أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب متمسك برؤيته لإعادة بناء «غزة خالية من (حماس)»، عاد وقال إنه يتطلع إلى مزيد من المحادثات «لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة».

في غضون ذلك، أفاد مصدران مطلعان على المناقشات لموقع «أكسيوس»، بأن إدارة ترمب تجري محادثات مباشرة مع «حماس» بشأن إطلاق سراح الرهائن الأميركيين المحتجزين في غزة وإمكانية التوصل إلى اتفاق أوسع لإنهاء الحرب.